عندي موظف غير منضبط فنصحته كثيرا ولكنه لا يصلح من نفسه فقمت بفصله ...

عندي موظف غير منضبط فنصحته كثيرا ولكنه لا يصلح من نفسه فقمت بفصله ... - فتاوي
أنا مدير شركة ولدي موظف غير منضبط، نصحته كثيراً ولكنه لا يلتزم، فقمت بفصله. الكل يقول لي: "حرام عليك تقطع الأرزاق". فأقول: هذا صحيح، لكن العمل عقد، وهذا العقد أخل به الطرف الأول، خلاص. ليس لدينا هذا التسيب، فمن يلتزم يغنيه الله من فضله. لا يمكن أن نترك الفوضى. لا يمكن أن نترك التسيب بدعوى عدم قطع الأرزاق. على فكرة، أنا لم أقطع رزقه، بل أنهيت عقده. رزقه بيد الله، فإذا أراد أن يقطعه فسبحانه وتعالى فعّال لما يريد، يمنعه أو يرزقه أفضل من المكان الذي نحن فيه.
لكن عدم الانضباط يعني أنه غير ملتزم بالعقد والاتفاق الذي بيني وبينه. وأمرنا الله تعالى بقوله: "أوفوا بالعقود"، فإذا لم يوفِ الطرف الآخر بالعقد، فماذا أفعل؟ إذن يجب أن أتعامل وفق هذا الحال. سأعطيكم مثالاً آخر لطيفاً: السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها، وهي أم من أمهات المؤمنين، وجدت ثعباناً داخلاً إليها فقتلته. يبدو أن بعض الناس أرادوا تخويفها أو شيئاً من هذا القبيل، فقالوا لها: "أتعلمين من قتلتِ؟" قالت: انظر
من هم، انظر إلى المجتهدة الفقيهة أم المؤمنين زوجة سيدنا الرسول، انظر كيف أثرت تربية سيدنا الرسول في عقليتها. أرادوا أن يخيفوها فقالوا لها: "أتعلمين من قتلت؟" فقالت لهم: "لا، لا أعلم من قتلت، قتلت ثعباناً". فقالوا لها: "أبداً، هذا هو العفريت الذي تحدث الله عنه في القرآن". يذكر القرآن الكريم أنه كان في مجلس سليمان وكان سيأتيه بالعرش قبل أن يقوم من مقامه، فهذا هو الله، أي أنكم ترون الجن وترونهم دخلوا في أيّ ثعابين، وترون هذا الرجل الذي كان حاضراً. سؤال: هل هذه خرافات؟ لم أدخل
معهم في جدل، قلت لهم: وما الذي دفعه إلى أن يعتدي على أمه؟ يعني... هذا جن مؤمن، يعني قالوا لها: "لماذا قتلتِ شخصاً مؤمناً؟" فقالت لهم: "حسناً، ما الذي جعله يعتدي على أمه ويدخل عليها في بيتها من الداخل؟ ربما وضعت الحجاب، ربما كان شعرها مكشوفاً، أهكذا يفعل؟ عيب عليه، عيب". هل انتبهت للرد؟ فطعنته وانتهى الأمر. الذي جعله يعتدي على أمه ويدخل دون استئذان، هذه هي العقلية. العقلية ذات الشخصية القوية التي لم تهتز ولم تقل "تولَّ". حسناً، وأخرج هذه التي
هي الضعف البشري، يعني أخرج إلى أي مدى هذا جن وقتلته. ومؤمن وكان منذ أيام سيدنا سليمان. مسكين، لم تقل له. الذي جعله يعتدي على أمه، هل يوجد مؤمن يفعل هكذا؟ خزيٌ عليك! فلتكن شخصيتك قوية إذن.