عندي 35 عام ومطلقة وجائني عريس ووالدي يرفض فهل يجوز أن أتزوج دون علمه؟ | أ.د علي جمعة

عندي 35 عام ومطلقة وجائني عريس ووالدي يرفض فهل يجوز أن أتزوج دون علمه؟ | أ.د علي جمعة - فتاوي
عندي خمسة وثلاثون عاماً وأنا مطلقة، وجاءني عريس لكن والدي يرفضه وأنا أريد الزواج منه. فهل يجوز أن أتزوج من دون علم والدي؟ الشافعية ترى أن الولي ركن لا يجوز الزواج من غيره، والمأذون ولي من لا ولي له أو من كان وليه غائباً. والحنفية ترى أن المرأة تملك
نفسها فتزوج. نفسها حتى من غير ولي أو من غير إرادة، هذا ما كان من شأن الفقه، وعلى الحنفية يسير القضاء المصري، فهو يحكم بجواز الزواج من غير رضا الأب. لكن في هذا السؤال مزالق اجتماعية لو خرجنا عن نطاق الفقه الحلال والحرام، وذهبت هذه البنت لتتزوج بعلم والدها ومن غير رضاه. أو من غير علم والدها وتزوجت عند المأذون سيترتب عليه مشكلات اجتماعية. دعنا الآن من الأحكام، خلاص الأحكام عرفنا فيها قولان: الشافعي يقول لا، وأبو حنيفة يقول نعم.
خلاص انتهينا منها، وهي واضحة هنا، والمصريون يسيرون على نعم. ولكن تعال في واقع الحياة، إنها عملية صعبة جداً. الدراسات النفسية أو بعض الدراسات. تقول علم النفس أن الحب لا يبقى سوى ثلاث سنوات. هذا الحب المشتعل الذي تريد فيه أن تبيع أباها وأسرتها والعالم كله، وعقلها تعلّق بأخينا هذا. هذه الحالة تستمر كم؟ غايتها ثلاث سنوات، وبعد ذلك يبدأ الأخذ والرد. هي تعتقد أنها ضحت بأبيها وبأسرتها وأنها اشترته.
وهو يرى أنه ضحى وتزوجها أصلاً لأنها مطلقة. إذا كان كل واحد سيحمل الطرف الآخر ما لا يطيق، ومن هنا ومع خفوت الحب تبدأ المشكلات. من إذن لم يخبرها؟ هي أسرتها: أبوها وأمها وأخوها وأختها. ولذلك هذه الحال حتى لو كان جائزاً شرعاً إلا أنه ليس منصوحاً به. اجتماعياً في علم الاجتماع، هذه الحالة خطيرة. فنحن لدينا فقهاء فيها خلاف، والأحوط في الخلاف تركه. أي ماذا نفعل في الخلاف؟ إمام قال يجوز، وإمام قال لا يجوز، فلنبقَ مع الذي يقول لا يجوز، فيكون أحوط. لماذا؟ لأن القول
بعدم الجواز أيّدته الخبرة الاجتماعية أو الوضع الراهن. الاجتماعيُّ طبعاً الشافعيةُ سيفرحون غايةَ الفرحِ لكنَّ البنتَ ستحزنُ غايةَ الحزنِ