عن النبي ﷺ قال : (ثلاثة يدعون الله فلا يستجاب لهم ......

عن النبي ﷺ قال : (ثلاثة يدعون الله فلا يستجاب لهم ...... - فتاوي
عن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "ثلاثة يدعون الله عز وجل فلا يستجاب لهم، ورجل كان له على رجل مال فلم يشهد عليه". رواه الحاكم في مستدركه وهو في صحيح الجامع. ما هو فقه هذه القطعة من الحديث في قوله "على رجل"؟ للرجل على رجل مال ولم يشهد عليه. إذا ابتلاك الله بإنشاء العقود بين الناس عرفت معنى هذا الحديث. العقود بين الناس من أجل وقت الاختلاف لا من أجل وقت
الوفاق. وعندما أعمل معك عقداً، نريد أن نميز رؤوسنا من أرجلنا في المعاملة التي سنتعامل فيها مع بعضنا البعض إذا حصل ربح. ماذا سيكون الوضع إذا حدثت خسارة؟ ماذا سيكون الوضع إذا حدثت مصاريف زائدة؟ ماذا سيكون الوضع إذا اختلت وكالة؟ ماذا سيكون الوضع؟ وهكذا. قم بوضع هذا الكلام كله في العقد. من يريد أن يتعامل مع شريكه ويرى إن نجحت الأمور فبها، وإن لم تنجح فستكون المسؤولية عليك أنت وليست علي أنا. يلعب فيعمل هذه الأشياء، فلا يكتب بنوداً ولا يشهد على العقد حتى
يصبح محل أخذ ورد، فيقول أحدهما: "كان قصدي هكذا"، فيرد الآخر: "لا، بل كان قصدي هكذا"، فنظل نختلف ونُحيِّر القاضي. الذي يفعل هكذا مغضوب عليه من الله، لأن الله ثالث الشريكين حتى إذا خان أحدهما صاحبه نزع. يده من الشركة هذه فهذه مسألة مهمة جداً أيها الشركاء، أصلحوا النيات مع الله، أيها الشركاء لا تتغاضوا عن شروط تنفع استمرار العلاقة وتحديدها حتى يصل لكل ذي حق حقه. أما
التلاعب والإخفاء وترك الأمور هكذا بلا تنظيم، فهذا لا يرضي الله. هذا معنى هذه القطعة من الحديث ورأيناها كثيراً عند... الناس رأينا من يريد أن يعرف الحق والمستحق ورأينا من يريد أن يتلاعب وأن يترك الأمور دائماً محل شك ودائماً محل نزاع ودائماً محل أخذ ورد حتى يأكل أموال الناس ولا يخسر هو. أنا ثالث الشريكين فإذا خان أحدهما
صاحبه نزعت يدي. وكان مشايخنا يحكون حكايات في هذا المجال حكاية. أن شريكين كانا يملكان وكالة لبيع القمح، وكالة كبيرة والجو حار، وبعد ذلك جلس أحدهما بعد العصر، وكان الشريك يأتي بعد المغرب، فوجد شيئاً غريباً لم يكن معتاداً. وهو أن النملة تدخل، وكل نملة تضع في فمها حبة قمح وتخرج أمامه
إلى قريتها أو إلى جحرها، فتساءل في نفسه. هذا النمل لم يسلطه الله علينا، لم يكن هكذا أبداً، ولم يأتنا النمل هذا أبداً، ونحن نشتغل منذ سنين. لا بد أن أحدنا خان الآخر فسلط الله علينا هذا النمل. وجلس يفكر فيما إذا كان قد خان صاحبه في شيء فلم يجد، حتى أتى صاحبه في المغرب. قال له: يا أخي كما دخلنا بالمعروف نخرج بالمعروف، أنت خنتني وأنا أريد فض هذه الشركة. قال له:
ما هذا؟ ما هذا الجنون؟ خنتك كيف وخنتني كيف؟ ولم تحدث مني خيانة لك إطلاقاً. قال له: قصة النمل وأن النمل ما سلطه الله علينا إلا لأنك قد حدث في قلبك أو فعلك شيء أو... أنا بحثت من العصر إلى الآن ولم أجد شيئاً، إذاً فأنت... قال له: يا أخي، من العدل أن تترك لي من المغرب حتى العشاء، ونقرر بعد العشاء، لكن أنت تفكر وأنا لم أفكر، هذا ظلم. قال له: لك حق، نؤجل هذا الأمر إلى ما بعد العشاء. جلس الرجل يفكر. في نيته التي تغيرت أو فعله الذي خان فيه صاحبه من المغرب للعشاء فتوصل
إلى الحقيقة وأنه هو السبب، وجد أنه بالأمس جارهم يبيع ماذا؟ أكلت بيضاً، أقفاص بيض هكذا. أرسل إليهم هدية قفص بيض. كان قديماً والآن يضعون البيض في أقفاص، قفص من البيض. قال: هذا لك ولشريكك. قال له: "فجلستُ، فالحقيقة أنني كنتُ أُمسك البيضة الكبيرة وأضعها عندي، والصغيرة - وما عليك - أضعها لك، الكبيرة عندي، لكن العدد والله واحد،
العدد والله واحد، لكن القضية أن هذه البيضة الكبيرة أضعها عن يميني وشمالي." قال له: "يا أخي، هذا هو، طيب اقسمهم بالعدد وكفى، لكن تنتقي الكبيرة." وأترك لها أنا الصغيرة، فهذه ليست شركة. إلى هذا الحد كان لديهم شفافية لترجمة تسلط النمل، وأن شيئاً ما في النيات قد حدث. والثاني هذا الذي اكتشف نفسه أنه يأخذ الكبيرة ويترك لصاحبه الصغيرة، يعني العدد واحد، العدد واحد، وكِبَر البيض من صغره، يعني مسألة نسبة دقيقة جداً. يعني ولكن قال له: أنا تبت إلى الله وجزاءً عليّ أنا سأعطيك البيت كله، أُحضره من البيت وأعطيه
لك كله. فيكون أنت ماذا أخذت هكذا؟ قالوا: لا يا أخي، ربنا يهنيك ببيتك، وخلاصنا ونقرأ الفاتحة على ذلك، ونتفق على أننا لا يخون أحدنا أخاه حتى يكون معنا الله. وقرأوا. الفاتحة على هذا، فجلسوا فوجدوا الآية الكبرى؛ النمل يرجع يضع القمح ويخرج فارغاً، يضع حبة القمح ويخرج النمل - يا عيني - فارغاً. من الذي فعل هذا؟ هذا هذا من عند الله، يُسلّي قلوب هؤلاء الشركاء بعد أن وصلوا إلى مرحلة التقوى. وهذا الذي نحن جالسون نتحدث فيه: القلوب الضارعة، هؤلاء الناس. بهذا الشكل فيهم
تقوى، فتخيل من يخون صاحبه خيانة حقيقية، يعني ليست في حجم البيض، بل خيانة حقيقية في الأرباح وفي الحسابات وفي الداخل وفي الخارج، هل يكون الله معهما أبداً؟