غاية الوصول شرح لب الأصول | حـ 2 | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. هل حصلتم على غاية الوصول؟ ما حصلتم؟ حسناً، الذي لم يحصل عليه ليرفع يده، والذي لم يرفع يده فقد حصل عليه، معه غاية الوصول. أنت معك غاية الوصول، أنت لم ترفع يدك. هذا الكتاب معه هذا الكتاب ما شاء الله، كان طيباً. وهل سجلتم أسماءكم عند الشيخ عماد؟ كم المجموعة؟ ثلاثمائة، طيب. من
الذي لم يسجل اسمه عند الشيخ عماد؟ حسناً، هذه ستمائة. على كل حال، سجلوا أسماءكم حتى نأتيكم بالكتاب إن شاء الله، وسوف نبدأ في غاية الوصول. بل نبدأ بما هو موجود. حسناً، من لديه كتاب الأشباه والنظائر؟ أيضاً عدد قليل. من الذي سيقرأ؟ اقرأ يا شيخ سيد. حسناً، اقرأ: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه. قال
سيدنا ومولانا الشيخ الإمام العالم العامل العلامة الحبر الفهّام صدر المدرسين الملة والدين أبو يحيى زكريا الأنصاري الشافعي تغمده الله برحمته ونفعنا ببركته وبركة علومه بمحمد وآله. بسم الله الرحمن الرحيم. نقرأ المتن الذي في الخارج. إذا هذا التأليف من تأليف شيخ الإسلام زكريا الأنصاري. والشيخ زكريا عُمّر حتى تجاوز المائة، وكان من كراماته رضي الله تعالى عنه أنه إذا جاء الصلاة
قام فصلى، فإذا انتهى من الصلاة لا يقدر على القيام أبداً. عندما يأتي وقت الصلاة يقوم للصلاة، وعندما ينتهي من صلاة الفرض تنفد طاقته فلا يستطيع الحراك، لأنه كان فوق المائة من العمر. وقد عاصر الناس بعضهم بعضاً من طول ما عاش، ووفاته أظنها في عام تسعمائة وخمسة وعشرين ودُفِنَ بجوار الإمام الشافعي، وقبره إلى الآن بجوار الإمام الشافعي معروف. وقد تفنن في
العلوم، وهنا اختصر كتاب "جمع الجوامع" للإمام تاج الدين بن السبكي. وتاج الدين بن السبكي عبد الوهاب هو ابن تقي الدين السبكي علي بن عبد الكافي، وهم من هنا، من قرية تُسمى سبك العويضات التابعة للمنوفية. ولكن الإمام تقي الدين لما سمع بدخول الإمام النووي يزور الإمام الشافعي رضي الله تعالى عنه وجاء مصر سراً لم يُخبر أحداً وشاهده الناس عند الإمام الشافعي، أخبر الناس بذلك أن الإمام النووي كان هنا في زيارة الإمام الشافعي، فلحق
به، لحق بالإمام النووي حتى إذا ما وصل الشام وجده. قد انتقل إلى رحمة الله تعالى، وكان الإمام النووي قد جاء ليزور الشافعية وداعاً هكذا أو للقاء في اليوم الآخر. وعندما جاء الإمام النووي إلى هنا، وقف عند مقبرة وكيع، ومقبرة وكيع على بعد مائتي متر من مسجد الإمام الشافعي، فسُئل عن سبب ذلك فقال: "لو كان حياً ما..." استطعت أن أتجاوز هذا المكان الذي يقول هذا إمام الأئمة وبدر التتمة وحجة
المذهب، ولذلك عندما رأينا قلة الأدب على لسان النابتة قلنا: حسبنا الله ونعم الوكيل، سيغنينا الله من فضله ورسوله. انظروا إلى أدب السلف الصالح وانظروا إلى هذا الفعل الخبيث الذي عليه النابتة، فإنا لله وإنا إليه راجعون. الشيخ زكريا الأنصاري كان شافعي المذهب وله كتب محررة كثيرة. وعندما يبدأ أحدهم الكتاب يبدأه ببسم الله الرحمن الرحيم، وذلك عملاً بحديث قد ورد: "كل أمر ذي بال لا يبدأ ببسم الله الرحمن الرحيم فهو
أبتر"، وفي رواية: "فهو أجذم"، وفي رواية أخرى وهكذا. ولكن الشيخ أحمد بن الصديق الغماري... قال: "لا، الصحيح: كل أمر ذي بال لا يبدأ بحمد الله"، وفي حديث صحيح آخر: "بذكر الله". وحدثت بينه وبين الشيخ الكتاني مناقشة في هذا. فالكتاني قال: "الرحمة المرسلة في تصحيح حديث البسملة"، والشيخ أحمد قال: "الاستعاذة والحسبلة ممن صحح حديث البسملة"، لكن الذي جرت عليه عادة الكاتبين أنهم... يبدؤون ببسم الله الرحمن الرحيم اقتداءً بالكتاب الكريم
لأنه بدأ ببسم الله الرحمن الرحيم، وبعضهم يجمع بينهما فيقول: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين. وخلت بعض الكتب المعتمدة للأكابر من ذلك فقالوا ذكرها المؤلف وإن لم يسطرها، يعني هو قال: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله، وذلك. كالإمام البخاري في صحيحه، وهناك ما يسمى بالنحت، والنحت أن تستخلص من الجملة كلمة تدل عليها، وهنا نسميها البسملة، كلمة بسملة تعني عنواناً لـ "بسم الله الرحمن الرحيم"،
والحمدلة تكون من "الحمد لله رب العالمين" وهكذا. وهل هذا النحت توقيفي، أي نقف فيه عند ما ورد في اللغة أو... أنه قياسي يجوز لنا أن ننشئ كثيراً من هذا. مذهبان والراجح أنه توقيفي. فقالوا الحولقة، تعني "لا حول ولا قوة إلا بالله". لكنهم قالوا أيضاً "درعمي" من دار العلوم، وهذا جديد وليس في اللغة، لأن دار العلوم مؤسسة مصرية في
القرن التاسع عشر. لكن قالوا أجازوا درع مائة. أيضاً يُفهم أنه يُوضع من دار العلوم، هذا المذهب الثاني الذي يُجيز أن النحت إنما هو قياسي وليس توقيفياً. وهنا الشيخ قال: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله. إذاً فهو يسير على الجمع بينهما، وقد نفّذ بذلك حديث الجمع بين البسملة والحمدلة والذكر. قالوا: كيف هذا؟ عندما بدأ ببسم الله لم يبدأ بالحمد لله والحديث يقول كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بحمد الله،
أنت لم تبدأ بحمد الله، أنت بدأت بقولك بسم الله. قالوا: هناك ما يسمى بالابتداء الحقيقي وهناك ما يسمى بالابتداء الإضافي، فالابتداء الحقيقي تنظر فيه إلى ما قبله والابتداء الإضافي تنظر فيه إلى ما بعده يكون ذلك عقلاً يفكر، إنه من أجل تدريب عقلك على كيفية فهم الكتاب والسنة. انتبه أن كل هذه الأشياء قد يتعجب منها بعض الناس متسائلين: ما ضرورتها؟ نعم، لها ضرورة لأنها ترتب الذهن وتجعلك صاحب فكر مستقيم قادر على فهم الكتاب
والسنة، مؤسس بهذه اللفتات التي أشار إليها بناء مفتاح سليم لقراءة النص العربي الصحيح في الكتاب والسنة وهما المصدران. فبسم الله الرحمن الرحيم بداية حقيقية. لماذا تعريف البداية الحقيقية؟ لأنه لا يسبقها شيء. عندما ننظر إلى ما قبلها، هل سبقها شيء؟ لا، إذاً هي بداية حقيقية. والبداية الإضافية تنظر إلى ما بعدها، وإن سبقها شيء تكون إذاً البداية الحقيقية لا يسبقها شيء، والبداية الإضافية هي بداية شيء وإن سبقها شيء. فهنا الحمد لله سبقها
بسم الله، فتكون الحمد لله بداية إضافية. إذاً "بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين"، فتأتي أنت شارحاً فتقول: بدأ بالبسملة وثنّى بالحمدلة، فاستجاب لكل الأحاديث لذكر الله وبسم الله. والحمد لله، وذلك أن البداية (الابتداء) نوعان: ابتداء حقيقي كما في البسملة، وابتداء إضافي كما في الحمدلة؛ لأن الابتداء الحقيقي ننظر إلى ما قبله فلا نجد شيئاً قد ذُكر، فيكون ابتداءً حقيقياً. والابتداء الإضافي ننظر إلى ما بعده، فيكون هو بداية ما بعده، وهذا متحقق في "الحمد لله"،
وبذلك نكون الآن البسملة والحمدلة والآية يأتي بها وكله مقيد بالكتاب والسنة عندهم واستوعبنا أنه قلد القرآن الكريم في البداية بسم الله الحمد لله واستوعبنا أن الابتداء نوعان حقيقي وإضافي فحقق الابتداء على كل حال وعرفنا قضية ماهية النحت. كل هذه معلومات انتبه لها وسجلها واحفظها وعش فيها حتى تقرأ متون العلم. قراءة صحيحة عميقة فيستقيم ذهنك وتقوى ملكتك وتعرف كيف تكتب وتعرف كيف تقرأ وتعرف
كيف تؤدي، وبدون ذلك لا تفعل شيئاً، بل تظل تائهاً في حيرة. لا يصلح التيه، نحن لا نريد التيه. بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين. قال: الحمد لله الذي وفقنا للوصول إلى معرفة الأصول، يُسمونها براعة الاستهلال، وبراعة الاستهلال هي أن تأتي في المقدمة بما يشير إلى المقصود مما ستذكره. نحن نتحدث الآن في أي مجال؟ في الطب أم في الهندسة أم في أصول الفقه؟ في أصول الفقه.
إذن براعة الأصول هي أن تأتي في المقدمة بكلام تشير فيه إلى أنك ستتحدث في الأصول، للوصول إلى معرفة الأصول الوصول إلى معرفة الأصول براعة استهلال لأنه عندما تكلم وأراد أن يرسل إلينا رسالة هي هذا المثل الشريف بدأ فأشار إلى الوصول إلى معرفة الأصول وكانت لديهم مراتب للأداء ومراتب الأداء في مسائلهم تجري بين التحقيق والتدقيق
والترقيق والتنميق والتزويق خمس مراتب. التحقيق أن يأتي لك بالمسألة ويسوق دليلها، هذا هو التحقيق. هذا يُقدم لك مسألة أو حكماً في الأصول أو في الفقه أو في اللغة أو في أي شيء، ويأتيك بالدليل الخاص بها. ونسمي هذا التحقيق. أما التدقيق فهو أن يذكر دليلاً من جهة أخرى، يعني في البداية قدم لك دليلاً من الكتاب، والتدقيق أن أو من القياس من المعقول أو يُستأنس بقول صحابي، وهكذا يُقدم لك دليلاً ثانياً.
فالتدقيق أن يأتي بدليل من جهة أخرى، والترقيق أن يجعل العبارة سهلة، ولا تكون صعبة غير مفهومة، لأن وظيفة اللغة هي الأداء والتلقي. الأداء والتلقي، الأداء هو وظيفة المتكلم. أنا أريد أن أعبر لك عما في. نفسي إذا استعملت اللغة واستعمالي للغة هو نوع من أنواع الأداء، أؤدي بالألفاظ، أؤدي بالكتابة، حسناً، وأنت تسمع،
المخاطب يتلقى، يسمع أو يقرأ. إذاً فالاستعمال من صفة المتكلم والحمل من صفة السامع والوضع قبلهما. هذه قاعدة كبيرة ستحل لك مشاكل كثيرة. هذه القاعدة: الاستعمال من صفة المتكلم والحمل من صفة السامع أو المخاطب والوضع قبلهما. الوضع من الذي سمّى هذه التي فوقنا سماءً، وهذه أرضاً، وهذا مسجداً؟ اللغة من الذي وضع هذه الألفاظ أمام هذه المعاني؟ هذا
هو الوضع. فالوضع هو جعل اللفظ بإزاء المعنى. الوضع قبلي وقبلك، قبل المتكلم وقبل السامع. اللغة نتعلمها لأنها موجودة في الكتب ثم... تأتي فتسمعني أتحدث قاصداً بالسماء ما فوقنا وأنت تعلم أن السماء ما فوقنا. تفهمنا وعرفنا ماذا نريد، فالاستعمال من صفة المتكلم والحمل، حمل الكلام على معانيه من صفة السامع، والوضع قبلهما. نعم، الترقيق أن تجعل العبارة سهلة ميسورة الفهم لأن اللغة
مهمتها التفهيم. أنا لو تكلمت بكلام لا... تفهمه أنت إذا ليس هناك اتصال، هناك القطاع، لا أستطيع أن أعبر لك عما في نفسي ولا تفهمني، فيكون ذلك عبثاً، والعبث منزه عنه العقلاء. فالترقيق مهمته التبسيط والتوضيح بحيث إنك الكلام كأنه موزون، والتزويق
أن تُدخل فيه شيئاً من المحسنات البديعية، السجع مثلاً أو الجناس الناقص أو المحرف أو... الجناس التام من أنواع المحسنات البديعية. وفقنا للوصول إلى معرفة الأصول. وصول، أصول، آخرها صول، ما هذا؟ هذا تزويق. حسناً، "وفقنا للوصول" كلمتان، "وفقنا للوصول إلى
معرفة الأصول" هذا تنميق. ها، جعل هنا كلمتين والذي جعل هنا كلمتين فأصبحت الحكاية موزونة، إذاً هذا تنميق. "وصول أصول" إذاً هذا تزويق. اللهم كانوا يفكرون هكذا في كل ما يكتبونه. نعم، فماذا عن إخواننا الذين يكتبون صفحات في صفحات في مذكرات وأمور كثيرة كهذه أيضاً؟ لا، حتى نتبين أي جريمة تُرتكب بنا وبديننا ووطننا ومستقبلنا. ما قصة التحقيق والتدقيق؟ ما هذا السجع الكهنوتي؟ إنه واحد من هذا النوع، سجع الكهان يا أخي. أليس
هذا سجع الأكابر الأولياء الأتقياء الأنقياء الذين صاغوا هذا الدين لمن بعدهم فبقي حتى إننا بعد خمسمائة سنة نقرأ كلام الرجل ونستفيد منه. لعلك أنت من الكهان أو من البلاء أو من العملاء، الله أعلم. ابتعد عنا يا أخي، اكفنا شرك. ليس هكذا أبداً، فهناك أموال تُدفع. لا حول ولا قوة إلا بالله، إنا لله وإنا إليه راجعون. إن التحقيق والتدقيق والترقيق والتنميق والتزويق له علاقة ببناء الشخصية والفكر والعقل. نعم، له علاقة، فهو هذا
الذي بنى العلماء، وهو هذا الذي يسر العلوم، وهو هذا الذي حل الكلام، وهو هذا الذي جعلك مراقباً لنفسك وأنت تؤدي. في وسط الجماعة العلمية فلا يخرج منك هراء، والهراء في اللغة هو الحمق كما أفاده الفيروز آبادي في القاموس المحيط والقابوس الوسيط فيما ذهب من لغة العرب متفرقات. إذاً عندنا خمس مراتب للصياغة والأداء، انتبه لها وأنت تكتب من غير تكلف ودون أن تصل إلى الحشو، لا. في براعة استهلال، وهنا نوع من أنواع
الترقيق للعبارة والتنميق بالتوازن والتزويق بالمحسنات البديعية: الحمد لله الذي وفقنا للوصول إلى معرفة الأصول، ويسّر لنا سلوك مناهج بقوة أودعها في العقول، ويسّر لنا سلوك مناهج ممنوعة من الصرف، ولذلك عندما تُجرّ فإنها تُجرّ بالفتحة، الجر الخاص بها بالفتح، سلوك يسّر لنا. سلوك مفعول به مناهجًا. مناهج هي أصلها مكسورة لكن لأنها ممنوعة
من الصرف فكانت ماذا؟ لا، ليست مفتوحة. أنا لا أريدك أن تخطئ هذا الخطأ، أي أنها مجرورة بالفتحة وليست مفتوحة. هي مجرورة بالفتحة. مفتوحة؟ ربما إذن تكون منصوبة أو شيء من هذا القبيل؟ لا، هي مجرورة لكن بالفتح بسبب هكذا أن الممنوع من الصرف إذا لم يكن معرفاً أو مضافاً فإنه يجر بالفتح مناهجاً ويسر لنا سلوك مناهج بقوة أودعها في العقول، بقوة أودعها سبحانه وتعالى في العقول لا تتخلف عادةً، لأن
بعض الناس قال لا تتخلف أبداً، ونحن نقول أهل السنة لا تتخلف عادةً لكن قد تتخلف على... سبيل خرق العادة حتى لا ننكر المعجزات، فالله خلق النار وجعل فيها صفة الإحراق، والإحراق في النار لا يتخلف عادةً. كلما تمسك النار، كلما تلتهب، كلما تمسك النار تحترق، لكن قد تتخلف وتأتي معجزة سيدنا إبراهيم بإذن الله: "يا نارُ كوني برداً وسلاماً على إبراهيم"، فكانت كذلك. هل الأشياء تعمل بذاتها؟ هذا شرك. أو الأشياء تعمل
بقوة أودعها الله فيها لا تتخلف أبداً؟ هذا يجرك إلى إنكار المعجزة. أو أنها بقوة أودعها الله فيها لا تتخلف عادةً؟ نعم، هي هذه الأخيرة، أنها لا تتخلف. ومن يقل بالطبع أو بالعلة فذاك كفر عند أهل الملة. ومن يقل... بالقوة المودعة فذاك بدعي فلا تلتفت. اكتبوا هذا الشيء، هكذا هو. هل انتبهت؟ أنت حافظ للخريدة الآن. ومن يقل بالطبع أو بالعلة فذاك كفر عند أهل الملة، لأنه يثبت الشريك مع الله، والله هو
الفاعل الوحيد في هذا الكون. ومن يقل بالقوة المودعة التي لا تتخلف أبداً فذاك بدعي فلا. لا تلتفت ولا تنظر إليه. إذا كان الأمر على المربع ممن قال: بالطبع مرفوض، بالعلة مرفوض، بالقوة المودعة التي لا تتخلف أبداً مرفوض. والرابع هم أهل الحق بالقوة المودعة التي لا تتخلف عادة إذا أشار إلى ما منه الأصول. ما هو الأصول مستمد كما ذكرنا بالأمس من الأمور العقلية التي الكلامُ ومن الفقهِ والأحكامِ ومن اللغةِ فأشارَ إلى هذا بقوةٍ
بقولِهِ بقوةٍ أودعها في العقولِ وأشارَ إلى أن هذا العلمَ هو حكمةُ المسلمينَ وفلسفتُهم، هو علمُ أصولِ الفقهِ. فعندما يأتي أحدٌ ويسألُكَ: هل يوجدُ في دينِكُم فلسفةٌ؟ قُلْ له: نعم، لدينا شيءٌ يُسمَّى أصولَ الفقهِ، فأصولُ الفقهِ... هو منهج العقول هو كيفية التفكير هو أسس الفهم فهو يعدّ وكأنه هو المفتاح الذي نفتح به مغاليق النصوص ونحاول أن نجتهد من خلاله في الوصول إلى مراد الله سبحانه وتعالى فإن أصبنا فلنا أجران وإن أخطأنا فلنا أجر لأننا بذلنا الجهد والمحاولة.
مناهج جمع منهج والمفروض القاعدة أن الزيادة... في المبنى زيادة في المعنى غالباً. اكتب هذه الزيادة، فالزيادة في المبنى زيادة في المعنى غالباً. احذر أن لا تقل غالباً لئلا يكون ذلك خطأً. فالمنهاج أكثر من المنهج، فالمنهاج مفرد وهو هنا، والمنهج مفرد أيضاً، فكان ينبغي أن يكون المنهاج أكثر من المنهج، والمنهج أكثر وأزيد
من النهج. لكن نذهب إلى القاموس فنجد أن النهج والمنهج والمنهاج بمعنى واحد ولا زيادة فيه. نعم، يبقى كلمة "غالباً" مفيدة هنا، فلو لم نقل "غالباً" لكانت هناك مشكلة. تقول لي: حسناً، ألا يعتبر النهج هو المنهج هو المنهاج؟ لا يوجد أي خلاف، زاد المبنى ولم يزد المعنى. وماذا أيضاً قال لي؟ زمنٌ وزمانٌ هما الاثنان سيّان، زمنٌ وزمانٌ الاثنان سيّان. انظر إلى ترقيق العبارة، أجل، هو كذلك: زمنٌ وزمانٌ الاثنان سيّان. حسناً، فما هي حكاية هذا؟ تقول لي إن الزيادة في المبنى وعدد
الحروف كلما زادت زاد المعنى غالباً، وقدمت لي مثالين، لكن ليس معنا هذا، فالزيادة في المبنى ليست زيادة لماذا قال الشيخ الصاوي في حاشيته وذلك لثلاثة أمور يعني بثلاثة شروط: "الزيادة في المبنى زيادة في المعنى" بشروط ثلاثة، بشروط ثلاثة. الشرط الأول: أن يكون اللفظان اللذان تقارن بينهما أن يكونا مشتقين، إذاً فالمصادر لا تنفع، لا تصلح المصادر. و"زمن" و"زمان" هذه مصادر، فهي ليست معنا. أنت أخذت...
احرص على أن يكون مشتقين. والشرط الأول أن يكونا مشتقين، والشرط الثاني ألا يكون - وهو شرط سلبي هنا - ألا يكون من أفعال الجبلة كالشره والنهم. الشرط الثالث أن يتحد في النوع، أن يتحد في النوع، حذار.
حذار. ما هي صفة "حَذِر"؟ إنها صفة مشبهة مشتقة. و"حاذر" اسم فاعل مشتق. فهل "حاذر" أعمق من "حَذِر"؟ لا، بل "حَذِر" هي الأعمق من "حاذر". لماذا؟ لماذا لم تتبع القاعدة؟ لأنهما مختلفان، فهذه صفة مشبهة وهذا اسم فاعل. لا تصح المقارنة بينهما. أقارن بين اسم فاعل واسم فاعل، وأقارن بين صيغة مبالغة: قارِنْ بين صفة وصِفَة وليس بين أمرين مختلفين. يوجد ثلاثة شروط هي التي تفسر كلمة "غالباً": الشرط
الأول أن يكونا مشتقّين، الشرط الثاني أن يتحدا في النوع، الشرط الثالث ألا يكون من صفات الجبل. ثلاثة شروط تحفظها هكذا مثل اسمك بالضبط. حسناً، إنه أمر سهل جداً. الزيادة في المبنى في المعنى غالباً، إياك أن تنسى، غالباً هذه هي غالباً أهم مسألة: الزيادة في المبنى زيادة في المعنى غالباً. فيأتي الطالب الذي ستدرّس له أنت، ما دمتم ستكونون أسود - بارك الله فيكم - ويقول لك: "يا أستاذ، غالباً لماذا؟" فتتصنع وتقول له: "لأن هذه ثلاثة شروط".
كما أفاد الشيخ الصاوي، الشرط الأول ألا يكون في الجبلة، والشرط الثاني أن يكون مشتقين، والشرط الثالث أن يتحد في النوع. قوم يفكرون أنك علامة كبير. نعم، أهلاً سيدي العلامة. إذا هؤلاء كانوا يا أبنائي يسمونهم ماذا؟ عندنا هم يُدرِّسوننا ونحن صغار، يقولون ماذا؟ يطلقون عليها "العكاكيز الثلاثة". العكاكيز الثلاثة التي تستند عليها هكذا وأنت تمشي. العكاز هو العصا، والعكاز في اللغة هو العصا، مثل العصا التي
أستند إليها. فلدي ثلاثة عصي (عكاكيز)، سنذكرها واحدة سنذكرها واحدة أولها: الزيادة في المبنى زيادة في المعنى غالباً، والشرح قد تناولناه. أخذنا عصا اليوم، ولن أخبركم عن العصوين الأخريين حتى لا نرتبك. واحدة ويسّر لنا سلوك مناهجنا. مناهج ممنوعة من الصرف. ما قصة الممنوع من الصرف حتى ننتهي منه؟ لماذا الاسم ماذا؟ يُنوَّن واسم آخر سبحان
الله لا يُنوَّن. لماذا هناك أسماء تُنوَّن (مصروفة) وأسماء لا تُنوَّن (أي ممنوعة من الصرف، لماذا قالوا؟ لأن هذه الأسماء الممنوعة من الصرف أشبهت الفعل. كيف أشبهت الفعل؟ "مناهج" أشبهت الفعل، "مكة" أشبهت الفعل. ماذا يعني أشبهت الفعل؟ نريد أن نفهم. قالوا أشبهت الفعل في الاحتياج وليس في الصياغة ولا في المعنى ولا في شيء من
الوزن ولا لا، أشبهت الفعل في... الاحتياج، قلنا لهم: احتياج أي شيء؟ احتياج أي شيء؟ هو الفعل محتاج؟ قالوا: نعم، الفعل محتاج إلى أمرين: أمر يرجع إلى لفظه، وأمر يرجع إلى معناه، اللفظ والمعنى. فالفعل محتاج إلى غيره لفظاً ومعنى. كيف هذا؟ الفعل محتاج إلى اللفظ المصدر حتى يُشتق منه. "ضَرَبَ" محتاج إلى "الضَّرْب"، "ضَرَبَ"
أُخِذَ أكل شرب أخذ منه شرب وأكل، فالفعل يحتاج إلى المصدر لأنه مشتق منه عند البصريين، ويحتاج إلى الفاعل. هل هناك زراعة من غير زارع؟ صناعة من غير صانع؟ لا، يوجد. كل فعل يحتاج لوجوده في الخارج إلى فاعل، بل وقد يحتاج إلى مفعول، وقد يحتاج إلى مفعولين، وقد يحتاج... إلى ثلاثة مفاعيل، فالفعل محتاج إلى غيره، مسكين الفعل هذا محتاج إلى غيره، محتاج
يا عيني من ناحية اللفظ ومحتاج أيضاً من ناحية المعنى. فإذا جاء الاسم، إذا جاء الاسم واحتاج إلى غيره من ناحية اللفظ ومن ناحية المعنى، أشبه الفعل في ذلك الاحتياج فمنع من الصرف. قالوا طيب وبدأوا. في استقراء كل ممنوع من الصرف في اللغة فيما ورد في الكتاب والسنة والشعر والخطابة العربية وتأملوا فيما مُنِع من الصرف فوجدوا أن هناك
أشياء تعود إلى المعنى وهناك أشياء تعود إلى اللفظ، ووجدوا الأشياء التي تعود إلى المعنى: الوصفية والعَلَمية، ووجدوا الأشياء التي تعود إلى اللفظ تسعة أن تكون. على وزن الفعل، وزن الفعل هنا هي ظهرت أحمد يثرب يزيد أن يكون آخرها ألف ونون مثل رمضان وشعبان بشروط. نحن نفهم الآن عامة هكذا تسعة أن يكون أعجمياً فيجب في الاسم أن تأخذ واحدة من هنا وواحدة من هنا، وسمة
هذه سبب علة يعني سبب فحتى يمنع. الاسم الممنوع من الصرف لا بد أن يتوفر فيه علتان: علة من جهة اللفظ وعلة من جهة المعنى. فلا بد في هذه الكلمة التي أمامي أن يكون فيها علة من هنا وعلة من هنا. إبراهيم ممنوعة من الصرف للعلمية، هذه واحدة من ناحية المعنى، والعجمة، نعم، من ناحية اللفظ. للعلمية إذا ما دام قد توفر في لفظ إبراهيم العلتان فهو إذاً ممنوع من الصرف لأنه قد شابه الفعل في ماذا؟ شابه الفعل في ماذا؟ في الاحتياج وليس في معناه ولا في وزنه ولا
في كذا وكذا، لا في الاحتياج إذاً. سنأخذ علة مما يرجع إلى اللفظ أو علة. تعود إلى المعنى، قالوا حسناً، هذا فيه علة يمكن أن تكون قد قامت مقام العلتين، مثل ماذا؟ قال: مثل صيغة منتهى الجموع، وقامت مقام العلتين لماذا؟ قال: لأنها هي نفسها تحتاج إلى المفرد، ومعناها فيه انتهاء لهذا الجمع وعدم القدرة على جمعه، وهذا المعنى في الاحتياج وهذا المعنى في اللفظ. يجعل هذه الصيغة تقوم مقام العلتين، وصاغ
الكلام إذا قام بالاسم علتان أو علة تقوم مقام العلتين منع من الصرف لمشابهته الفعل. يبقى فهمناها، بعد ذلك الكلام أصبح واضحاً. الكلام الذي لم يكن واضحاً أصبح واضحاً. صيغة منتهى الجموع تقوم مقام العلتين، ومعنى سلوك مناهج، صيغة منتهى الجموع منعت. من الصرف لأنه قد قام به علتان، علة قامت مقام العلتين فمنعت من الصرف، فالاسم
منه معرب ومبني لشبه من الحروف. المبني يأتي بسبب شبه الاسم بالحرف، فيُبنى الاسم. والاسم منه مصروف وغير مصروف لشبه الفعل، فيُمنع من الصرف بسبب شبه الفعل. إذاً الاسم إذا شابه الحرف. بُنيَّ وإذا شابهَ الفعلُ مُنِعَ من الصرف، حسناً إذاً، الحمدُ لله الذي وفقنا للوصول إلى معرفة الأصول، ويسَّر لنا سلوك مناهج بقوةٍ أودعها في العقول. انتبه، اللام ما زالت معنا: اللوال واللام وصول أصول عقول. ما زال
التنميق والتزويق مستمراً، والصلاة والسلام على محمد وآله وصحبه الفائزين من. الله بالقبول. الصلاة على النبي بركة وهي مفتاح الوصول إلى الله. أوصانا بها الله سبحانه وتعالى ونبينا. إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما. وكلمة "وسلموا تسليما" تشير إلى كثرة الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم بالليل والنهار، حتى قال له الصحابي: "اجعل... لك مجلسي كله قال إذا قد كفيت ووقيت، وكل عمل بين القبول والرد إلا الصلاة على
النبي فإنها تُقبل ولو من منافق. وإذا جاء أحدهم واشتكى لك أنه تكاثرت عليه الذنوب، وكلما تاب كلما رجع إلى ذنوبه، وأنه يستحي من الله، وأنه لا يقدر على ترك الذنوب، فانصحه بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم لأن الله يقبلها منه على كل حال فيفتح عليه ويمنعه ويعصمه من الذنوب ويوفقه في تركها، فالحمد لله الذي جعل لنا النبي المصطفى والحبيب المجتبى باب رحمة، والصلاة والسلام عليه. لا يزال لسانك يلهج بها لأنك تذكر بذلك الله، لأنك تقول اللهم فذكرت الله وتذكر. بذلك رسول الله فتذكر
بذلك الشهادتين لأنك لا تدخل الإسلام بأحد الركنين، فلو شهدت أنه لا إله إلا الله وحدها لم تدخل الإسلام، بل تدخل الإسلام عندما تشهد الشهادة الثانية وأشهد أن محمداً رسول الله. والصلاة على النبي جمعت بين ركنين الشهادتين، ولذلك فهي تذكر بالبدء الجديد مع الله ولأنها. متعلقة بالمقام الأجلّ صلى الله عليه وسلم فإن الله يقبلها من كل أحد حتى ولو كان عاصياً. والصلاة والسلام على محمد وآله وصحبه الفائزين من الله بالقبول. وهكذا القَبول، لا تقل القُبول، هذا خطأ سيئ. القُبول جمع قَبْل، لكن
القَبول هو الرضا، فنعم "فتقبلها ربها بقبول حسن وأنبتها نباتاً حسناً". وكفلها زكريا. وبعد، كلمة "أما بعد" للفصل، فصل الخطاب. وكان العرب يقولونها في خطاباتهم، وهي فصل الخطاب لأنها تفصل ما بين التمهيد والتوطئة والمقدمة وبين ما بعدها. إذاً فقد انتهينا من المقدمة التي فيها براعة الاستهلال، والتي فيها نوع من أنواع الترقيق والتنميق والتزويق، وهذه المقدمة
تذكرنا بهذه. التاء المقدمة هي الأصل المقدم، ولكن حتى تنقل الكلمة من الوصفية إلى العالمية أُضيفت التاء. تُضاف لبيان الوحدة، وتقول وحدة. احذر أن تقول وحدة، لا توجد وحدة في اللغة أبداً. وحدة، وتقول إنني قد أُصبت بالوحدة أي أنك منفرد وحيد. اجتهد وحدك، ووحدة الجيش، والوحدة بين البلدان أو بين وهكذا فواحدة هي في كل المعاني وَحْدَة (بالفتح) مقدمة خاتمة، أُضيفت
هذه الكلمة من أجل نقل الكلمة من الوصفية إلى العالمية. فكلمة "مقدمة" صارت عَلَماً على ما تُوطِّئ به وتُمهِّد به كتابك، و"خاتمة" صارت عَلَماً على ما تختتم به كتابك، و"علامة" صارت عَلَماً على الشخص كثير العلم. لا تقل "علامة". أصبحت التاءُ هنا للمبالغة كما قال ابن مالك، لا كما يقول أبو حيان. يقول هذه كلمة لنقل الكلمة من الوصفية إلى العلمية لأنها مبالغة. علّام ما هو مبالغ، أهو سيبالغ؟ المبالغ ليس وجيهاً، إنما علامته التاء هنا لنقل الكلمة من الوصفية إلى
العلمية. فالتاء تأتي في اللغة لبيان الوحدة: شجر بقرة حجر حجرة وهكذا وتأتي لبيان التأنيث يعني مسلم مسلمة مؤمن مؤمنة للتأنيث وتأتي لبيان النقل من الوصفية إلى العلمية كعلامة وفهامة ومقدمة وخاتمة ونحو ذلك فتأتي لأجل أمور كثيرة كل واحدة لها معنى أما للواحدة وإما للتأنيث وإما للنقل وإما لكذا وكذا وبعد فصل الخطاب ويقال
إن سيدنا داود أول من أوتيها وبعد ذلك حتى ينبه، وكان خطيباً مفوهاً سيدنا داود، وبعده فهذا مختصر في الأصلين وما معهما، يعني ما ذُكر على باب الشيء بالشيء يُذكر، اختصرت فيه جمع الجوامع للعلامة تاج الدين ابن السبكي، وبعده قالوا لا بد في جواب ما بعد كلمة بعد أن تأتي بالفاء. وبعد ذلك فهذا لماذا قالوا لأنها في قوة
مهما يكن من أمر. بعد ذلك فهذا يصبح كأنها جواب شرط، واقتران الفاء بجواب الشرط موجود. أصبحت جملة اسمية طلبية، وبجامد، وبما، ولن، وبقد، وبالتسويف. تعرفتم له ثانياً اسمية، يعني عندما تكون الجملة اسمية تأتي بالفاء. طلبية عندما يكون فيها طلب أمر كثير من الطلبات اسمية وطلبية وبشدة، ليس وعسى وكثير من الأمور، وبالتسويف وبما ولن وقد وبالتسويف قد ولن والتسويف الذي هو سوف أو السين، كل هذا يأتي فيه
الفاء. تريد أن تكتبهم ولا تعرف كيف تكتبه. حسناً، وبعد، فهذا... نعم هذا اسمه اسم إشارة "هذا"، فهذا مختصر، والمختصر هو ما يترك شيئاً من الأصل المختصر، يقلل الكلام لكنه لا يحذف من الأصل في الأصلين: أصول الدين وأصول الفقه وما معهما وما ذُكر معهما من مسائل. اختصرت فيه "جمع الجوامع" وهو كتاب
مشهور كان يُدرّس في المرتبة العليا في الأزهر دائماً، "جمع الجوامع"، وما زال وله أكثر من خمسين شرحاً للعلامة. لا تضع علامة الآية للنقل، وإياك أن تقول مثل سيدنا ابن مالك أنها الآية. حدثت ضجة كبيرة بين ابن مالك وأبي حيان، لأن المبالغ لا يبالغ، وأُبدلت منه غير المعتمد، والواضح بهما مع زيادات
حسنة. ونبهت على خلاف الملة بيننا وبين غيرنا. الأصح غالباً يكون إذا قال عندنا يكون. عند المعتزلة شيء آخر. يقول خصمنا: "عندنا"، وكلمة "عندنا" هذه تُطلق على أمور، فهي تصلح للدلالة على الزمان، فأقول: ألقاك عند طلوع الشمس، وتصلح للدلالة على المكان، فأقول: ألقاك عند المسجد، وتصلح للدلالة على المذهب، أي في مذهب، فعبارة "عند الشافعي" تعني في مذهب الشافعي، فـ"عندنا" هنا تعني في مذهبنا. أهل السنة
والجماعة وتصلح للدلالة على الملك فتقول عندي مصحف يعني في ملكي مصحف، إذاً "عند" تأتي للزمان والمكان والملك والمذهب. يقول: وابتعدت عنه غير المعتمد، غير المعتمد والواضح بهما يعني بالمعتمد والواضح. واستدرك عليه بعضهم أن الباء تدخل على المتروك، الباء تدخل على المتروك، فكان صحة العبارة أن يقول... هم يقولون هكذا، ليس بالضرورة أن يكون الشيخ مخطئاً. الشيخ لا يخطئ، الشيخ زكريا
لا يخطئ. فيقوم النابتة ويقولون لك: لماذا؟ أهو معصوم؟ اسكت أنت، ليس لك شأن بهذا. إننا في مجال العلم، وليس في مزاح. ماذا سيقول؟ وأُبدلت منه غير المعتمد والواضح بهما، فكّ العبارة وأُبدلت منه. غير المعتمد والواضح بالمعتمد والواضح، فتكون الباء قد دخلت على المتروك، فيكون هو ترك المعتمد والواضح وهو يريد غير ذلك. هو يريد أن يقول أن هذا هو المعتمد وهذا هو الواضح، فإذن الباء لا بد أنها
تدخل على المتروك ولا يمكن أن تدخل على غير المتروك. كلام الشيخ هنا. كأنه يشير إلى أنها تدخل على غير المتروك، قال: "أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير"، فالباء دخلت على المتروك. وعندما نقول: "الذين يشترون الحياة الدنيا بالآخرة"، يعني أنهم تركوا الآخرة. فالباء في لغة القرآن غالباً دخلت على المتروك، لكن في بعض مواضع القرآن لم تدخل على المطروق، ومضى الشيخ لا يحدث شيء، فمن الممكن أن تدخل الباء على المطروق غالباً،
ومن الممكن أن تدخل على غير المطروق، كما دخلت على غير المطروق في قوله تعالى في شأن القتال: "وأنَّ لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويُقتلون وعداً عليه حقاً في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله ما فيها شكٌّ يا مولانا "بأن لهم الجنة"، "إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة". نعم، "بأن لهم الجنة". البطول المطلول أو الباطول يعني
باع الجنة. يعني هل هناك أوضح من هذا؟ "بأن له"، نعم، هكذا. "فليقاتل في سبيل الله الذين يشرون الحياة الدنيا بالآخرة". فالباء هنا... إذا جعلنا الآخرة هي المتروك فهذه مصيبة، فالآخرة هي المطلوبة. لقد أوضح بأن لهم الجنة، وهذا لا يحتاج إلى تفسير ملتوٍ هكذا، بل هو واضح مباشرة. نعم، "بالآخرة" تعني أن حرف الباء دخل على كلمة "الآخرة" وهي مطلوبة وليست متروكة. فلعل الشيخ اتبع هذا المذهب، فالشيخ أكثر وعياً مما نظن. هو احذر فقد صار
هذا لبيان الزواج لأنه احذر إذاً فلا يتعجلن أحد بكلمة عرفها هنا أو عرفها هناك أن يرد على الأكابر لأنه لا زال وسيظل إن شاء الله من الأصاغر. عيب! ها هو الشيخ ها قد قال هكذا. قم دعه يحافظ يا عيني! كلمة عرفت شيئاً وغابت عنك الذي يستطيع أن يزن هذه الأشياء. لا، أنت لا. أنت حاضر، أعطيك تسعين سنة وتأتي لتقول لي أنت تسكت تماماً. الذي يزن الأشياء ويأخذ مائة جنيه، يزن الأشياء ويأخذ مائة جنيه. يا محمد، أنت ستأخذ مائة جنيه؟ يا محمد، أنت ستدفع
مائة جنيه. قم، قل هكذا أفعال. الأفعال، طيب، ولماذا لا تكون على وزن أفعال؟ اسمه قلب المكان: حبذا وجذب وجبذ وسكب وسبك، وهكذا. لكن لم تكن أفعالًا، ما المشكلة؟ يعني أن تكون أفعال الكسائي، يقول: وزن أشياء أفعال. طيب، الضابط الذي هؤلاء الأطفال حفظناه لهم وفاعلون فيهم شيئًا، أنت تأخذ خمسين جنيهًا فقط في الوزن. أشياء عند القوم أقوال، قال الكسائي أن الوزن
أفعال وسبب، وقال يحيى بقلب اللام فهي إذاً بحذف اللام فهي إذاً أفعاء وزناً، وفي القولين إشكال، وسيبويه يقول القلب صيّرها لأفعاء، فافهم فهذا تحصيل ما قيل في وزن أشياء عند القوم، أقوال ثلاثة، قال الكسائي أن الوزن أفعال الذي هو. أخونا أنكرها ينكر على الكسائي ما عليه حق، وقال يحيى الذي هو الفراء بحذف اللام فهي إذاً "أفعاء" وزناً، وفي القولين إشكال. وسيبويه يقول الوزن "سيرها" إن
"الأفعاء" أن القلب "سيرها" "الأفعاء" فافهم، فهذا تحصيل ما قال. من الذي يريد أن يكتبها؟ طيباً، نقولها مرة أخرى: في وزن أشياء عند الكسائي إن الوزن أفعال وقال يحيى بحذف اللام فهي إذًا أثعاء وزنًا وفي القولين إشكال وسيبويه يقول
القلب صيرها لفعاء فافهم فهذا تحصيل ما قال. تعالى: "لا تسألوا عن أشياء إن تُبدَ لكم تسؤكم" فهي ممنوعة من الصرف لأنها مجرورة بالفتح فتبقى ممنوعة من الصرف. فالوزن الخاص بها لو أفعال كما قال الكسائي لم تكن ممنوعة من الصرف. أفيال وأقيال ليست ممنوعة من الصرف، فلم يكن هناك سبب لمنعها من الصرف لو كانت على وزن أفعال. فلا بد أن تكون على وزن آخر، فقال يحيى: أفعاء بحذف اللام. الفرّاء
هكذا ستأتي مشكلة أخرى، هكذا تُمنع من الصرف، فأفعاء هذه من الصرف مثل صحراء ولكن أشياء تُجمع على أشاوي وأفعاء لا تُجمع على هذا الوزن، فإذاً الإشكال الأول المنع من الصرف والإشكال الثاني أن الجمع يخالف الجمع المعروف لأشياء. ثالثاً سببه قال لا، هذا حصل له قلب مكاني لا فعاء فأصبحت كصحراء ولا فعاء، وعندما نأتي لنجمعها تصبح أشاوي ما. لا يحدث شيء إذا كان هذا القول خالياً من الإشكالين فهو الصحيح. صاحبنا
يبدو أنه سمع أحداً من هنا أو هناك، لكن نصيبه الخمسون جنيهاً لم أسمع أحداً هنا ولا هناك. إنك لم تعرف القصة كلها بشكل صحيح. حسناً، لا تنساها الآن.