غاية الوصول شرح لب الأصول | حـ 4 | أ.د علي جمعة

قال المصنف رحمه الله تعالى ونفعنا الله بعلومه في الدارين آمين قال
والحكم خطاب الله المتعلق بفعل المكلف اقتضاء أو تخييرا أو باعم وضعا وهو الوارد سببا وشرطا ومانعا وصحيحا وفاسدا فقوله بفعل المكلف رأيناه قبل ذلك عند البيضاوي بافعال المكلفين وهنا بفعل المكلف والقاعدة أن مقابلة الجمع بالجمع يقتضي القسمة أفراداً، اكتب اكتب حتى تتعلم. مقابلة
الجمع بالجمع تقتضي القسمة أفراداً. قم عندما تحفظ هذه القواعد، ها خمسمائة ستمائة قاعدة هكذا جيدة في شتى العلوم، تصبح أي تعرف أن تتكلم وتفهم صياغة مهمة وسهلة. مقابلة الجمع في الجمع، أفعال المكلفين، أفعال هذه جمع والمكلفين جمع، قم يعني تساوي. ماهية فعل المكلف تقتضي القسمة والإفراد، ومقابلة الجمع بالجمع تقتضي القسمة والإفراد. ولذلك، فإنه ليس هناك
خلاف بين أفعال المكلفين وفعل المكلف، ففعل المكلف يدل على جنس ذلك الفعل، والجنس ما دل على الماهية. إذا صدقوا على جميع الأفراد، فإننا نصل إلى الجمع مرة أخرى، وبالتالي لا مشاحة. في التعبير، ليس في كل مرة نقول لكم إنه لا مشاحة في الاصطلاح. هنا في التعبير يعني بفعل المكلف أو بأفعال المكلفين اقتضاءً أو تخييراً، أو إذا أردنا الأعم أو بالأعم، يعني إذا أردنا أن
نعرف الأحكام التكليفية فقط، فسنقف عند تعريف خطاب الله المتعلق بأفعال المكلفين بالاقتضاء أو التخيير، خلاص لكن... لو أردنا الحكم الشرعي بوجه عام سواء كان تكليفياً أو كان وضعياً، فهو بوجه عام هذه كلمة بوجه عام. إذا أردت أن تجمع الاثنين فتقول: "تكليفاً أو وضعاً". والوضع هو جعل شيء بإزاء شيء، وإزاء تعني مقابل شيء. فوضع الله دلوك الشمس لوجوب الصلاة، وغروب الشمس لجواز إفطار الصائم، وأذان الفجر. أو خروج شعاع الفجر الامتناع عن الأكل في رمضان وهكذا
أسباب يستفاد من وجودها الوجود ومن عدمها العدم. الجعل هذا من عند الله، يعني نحن لم نجتمع ونفكر. ربنا أمرنا بالصيام في رمضان، ماذا نفعل يا أبناء؟ فواحد قال: والله نصوم من الشروق، والثاني قال: لا نصوم من الفجر، والثالث... قال: "لا نصوم من منتصف الليل إلى الظهر"، والرابع قال: "لا، لا تتركوها هكذا، دون فطار على الساعة السابعة، فيكون المرء قد..."، وبعد ذلك أخذنا رأي بعضنا، ثم اتفقنا على أن نجعل هذا لم يحدث هكذا. مَن الذي جعل هذا بإزاء هذا للدلالة على هذا؟
الله. إذاً هذه... أيضاً من ضمن الأمور التي حَكَم بها الله يعني خاطبنا الله سبحانه وتعالى بها ولا حيلة لنا في وضعها، ولذلك أوبِئْعُم يعني إذا أردت أن تعرف الحكمة سواء كان تكليفياً أو سواء كان وضعياً فعليك أن تزيد في التعريف أو وضعاً يصبح بالاقتضاء أو التخيير أو الوضع وهذا الذي زادها الإمام ابن الحاجب عندما أراد الرجل هنا أن يختصر جمع الجوامع لشيخ الإسلام زكريا، فقام واختار هذا، وقال: نعم، هذا شيء جيد وحسن. وهو يريد
أن يعرف كلمة "الوضع" لأن كثيراً من المدرسة لم تتناولها، وقالوا إنه يستدل بها بطريقين أي بخطين، فقال وهو زيادة إيضاح الوارد سبباً أو... شرطا وشرطا ومانعا، الواو هنا بمعنى "أو" لأن حقيقة السبب لا تجتمع مع حقيقة الشرط، وقد تُستعمل الواو بمعنى "أو" التنويع، يعني ومانعا وصحيحا وفاسدا. وسنعرف كل هذا بالتفصيل بعد ذلك، فلا يُدرك حكم. يُعلق على أشياء وكأنها اعتراضات على التعريف. خطاب
الله، هذا كلام، نحن نقول أطع. الله وأطيع الرسول، الله لم أقل له خطاب الله ورسوله، قال: لا، هذا هو حقيقة خطاب الله وحده لا شريك له، إن الحكم إلا لله، لكنه مدلول عليه بالكتاب. ما الذي سيعرفنا حكم الله؟ خطاب الله، الكتاب، ومدلول عليه بالسنة. نعم، جاءت هي السنة، ومدلول عليه بإجماع الأمة الكاشف. عن دليل ومدلول عليه باجتهاد المجتهد في قياسه، وهو يحاول أن يصل إلى حكم الله لا حكم نفسه. ليس للمجتهد قدرة على إنشاء الأحكام
والتحليل والتحريم، بل هو يبذل غاية وسعه للتعرف والتوصل بإذن الله -إن شاء الله- إلى الحكم، إنما الحكم لله، فإن أخطأ فله... أجر وأن أصاب له أجران، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء. لا يوجد مجتهد مصيب دائماً في كل مائة بالمائة هكذا، ولا يوجد مجتهد مخطئ دائماً، لم يحدث هكذا. هذا فضل الله يوزعه كما يشاء، لكن في النهاية الحكم إنما هو لله، ولذلك قلنا خطاب الله، ولم نقل ماذا؟ ورسوله. والأمة
حيث أجمعت والمجتهد حيث بذل الوسع، لم نقل هكذا لأن الحكم المبين لله، إنما توجد دلائل على ذلك، فلا يُدرك الحكم إلا من الله. وعندنا، ماذا يعني ذلك؟ إنها في خلاف المعتزلة، وما معناها في مذهبنا ومذهبهم؟ ذلك هو أهل السنة والجماعة، الذين هم من؟ الذين هم... الأشاعرة الذين يقول عنهم الشباب الناشئون إنهم ليسوا من أهل السنة والجماعة، ماذا نفعل؟ لا شيء، ننظر إليهم هكذا فقط. ما الذي ستفعله إزاء هذا الغباء؟ الغباء ليس خلطاً، الغباء هو أنه غباء وليس خلطاً. طبقات طبقات كتب
أهل العلم ها هي، هذا ما فهمناه الآن، وهذا أفضل لنا. مع الحكومة سيدنا شيخ الإسلام لا عليه، يُعجبهم أو لا يُعجبهم، ليس معجبهم الإسلام، سبحان الله، فمن رأى ليؤمن ومن رأى ليكفر. ألا يوجد بشر وعاقلون أيضاً ليس معجبهم الإسلام؟ أليس هناك بشر وليس معجبهم ربنا؟ حسناً، هذا قدر الله، هكذا هو الأمر، ماذا ستفعل فيه؟ إنك لا تهدي من أحببت. ولكن الله يهدي من يشاء، كيف أتعامل معه؟ فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر. إنها حرية، لكن هذه الحرية إلى أين ستأخذك؟ إلى قوله تعالى: "إنا أعتدنا للظالمين
ناراً أحاط بهم سرادقها وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقاً". إذا كان قلبك معوج ولا توجد فائدة وتدرك ذلك. إنا لله وإنا إليه راجعون، لكن عندنا يعني الأشاعرة يعني أهل السنة والجماعة، حسناً. فلا يُدرك حكم إلا من الله، وعندنا يكون أول ما تسمع وعندنا على الفور يكون ماذا في مذهبنا، والرجل هنا في البداية قال رضي الله تعالى عنه شيخ الإسلام زكريا، شيخ الإسلام زكريا هذا كان. من كبار الأولياء شيخ الإسلام زكريا عاش مائة وثلاثين سنة. شيخ الإسلام زكريا مدفون بجوار الإمام الشافعي رضي
الله تعالى عنهم أجمعين. وكان عنده كرامة غريبة عجيبة أنه كان إذا بلغ به السن -يعني شيخوخته- أنه كان إذا أراد صلاة الفرض قام فصلى، فإذا انتهى من الصلاة لا يستطيع. يقوم فيصلي السنة وهو جالس، ثم تنفد البطارية، ويأتي الفرض الثاني فيقوم ليصلي، فإذا انتهت الصلاة وسلم، لم يعد يستطيع القيام، فيحملونه. نعم، هؤلاء أولياء. هذا شخص جالس يصلي لله، هو وفيه توفيق. فمن وفقه الله هو شيخ الإسلام الذي ما زلنا ندرس كتبه حتى الآن. حسنًا، أخبرونا. هكذا مشايخكم في
سلسلة، هكذا يكون مسلسل بالشافعية، بالمالكية، هل يوجد أحد باسمها مسلسل بالنابتة؟ لا يوجد يا أبنائي، هو الدين المنقول هكذا. لا، أنا لا أريد ذلك، أنت حر، لا يوجد مانع، لكن ليس هذا هو العلم. أظهر نفسك، كن شجاعاً، كن قوياً هكذا وقل: أنا ليس لي شأن. بالعلم أنا على هوايتي لكن حسناً، دعني أتوقف الآن لنرى عملنا. طيب، فلا يدرك حكم إلا من الله، وعندنا يكون خلافاً للمعتزلة عند السادة أهل السنة والجماعة أن الحسن والقبح بمعنى - لأن الحسن والقبح لهم ثلاثة معانٍ - بمعنى
هذا شرعي ترتب عليه الذم حالاً والعقاب مآلاً شرعي، يا هذا المشكلة في العقاب. مهلاً، من الذي قال لك أن هذا الفعل يترتب عليه مؤاخذة يوم القيامة؟ الله هو الذي حرم علينا السرقة والكذب والقتل والزنا والفاحشة وشهادة الزور، هو الذي حرم هذا. فلو أن الله أمرنا بالقتل لكنا سنقتل، ولكنه لم يفعل، بل قال: "ولا تقتلوا النفس التي حرم الله". إلا بالحق، ومن قُتِل مظلوماً فقد جعلنا لوليه سلطاناً فلا يُسرف في القتل. كذلك
عندما يأخذ حقه، فالعفو أفضل. هذا الرجل مجرم قتل أبي، لكنني أملك سلطة لقتله، ولكن لا، من الأفضل أن أتركه. هذا يعني أن القتل أمر خطير جداً نهانا عنه ورتب على ذلك. عقاباً في آه هذا الخاص بربنا أصبح لا يمكن أيضاً أن نجتمع ونتشاور يا أبناء: القتل سيء أم جيد؟ القتل يترتب عليه غضب الله أم لا؟ لا، هذا أمر الله نعرفه وإنما يخبرنا عنه سبحانه وتعالى. فهذا معنى الشرعية، لا نستطيع أن نصل بعقولنا إليه، يمكن أن نصل بعقولنا ونقول. الظلم
سيء أم ليس سيئاً؟ نحن لم نقرأ الكتاب والسنة، لكننا نتحدث مع بعضنا ونتوصل إلى أنه سيء. هذه قضية ثانية، هذا وصف طبيعي. وصف ماذا؟ طبيعة الظلم هكذا طبيعي، يمكننا التوصل إليها. الرائحة الكريهة حلوة أم سيئة؟ قال لك: والله أنا لا أحبها، وأنت لا تحبها، وأنت لا. لا أحبها، أما الرائحة الطيبة فنحبها، ما هذا؟ لنأخذ رأينا فنجد مئة مئة، ثم نقول: نعم، هذا عقلي! ميّزنا إليها بالتجربة، بالطبيعة، بالخلقة التي خلقها الله فينا هكذا، يعني بخصائص الأشياء ووظائفها. لكن ليس هذا هو محل النزاع،
النزاع بين الأشاعرة رضي الله تعالى عنهم والمعتزلة عفا الله عنهم هو في... يترتب الذم حالاً والعقاب مآلاً. مآلاً يعني فيما بعد ذلك، الذي هو بعد ذلك متى؟ يوم القيامة. هل يمكن أن نأخذ رأي بعضنا؟ لا، فلابد من شيء خبر رباني ليكون الحكم يدرك من عند الله. ولذلك قلنا خطاب الله وأن شكر المنعم واجب بالشرع، يعني وعندنا أيضاً أن شكر... المنعم واجب بالشرع في مسألة تبدو فكرية قليلاً لكنها مفيدة في جملتها.
يقول: ربنا منعم علينا بالصحة وبالحياة وبالرزق وبكل شيء. عرفنا أننا يجب أن نقول الحمد لله والشكر لله. هل هذا بالعقل أم بالشرع؟ يعني هناك مسائل قد يختلف فيها النظر، قد مرة أنت نفسك تقول: لا هذا من قبيل العقل ومرة تقول لا هذه من قبيل الشرع، منها مثال ذلك هذه المسائل: شكر المنعم سبحانه
وتعالى، أهذا شرعي أم عقلي؟ أما الشرع فقال لنا: "قولوا الحمد لله رب العالمين"، وأما الشرع فقال: "من لم يشكر الناس لا يشكر الله"، وأما الشرع فقال: "فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون". أي جعل عدم الشكر نوعًا من أنواع كفران النعمة. الآية: "لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم". انظر إلى المقابل، فيكون "شكرتم" مقابل "كفرتم"، أي "لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم" في مقابل الشكر "إن عذابي شديد". إذًا ما هذا؟
هذا هو الشرع بالفعل وليس أمرًا عقليًا. قالوا: لا، الأصل انتبه، فنحن لدينا في... الأشاعرة هذا الفرع شرعي وليس عقلياً. قال له: لماذا؟ والعقل أيضاً يقول إن الذي يقدم لك خدمة تقول له "متشكر"، وأيضاً لو أخذنا الآراء سنجد أننا كلنا نقول ذلك. أليس من الصواب أنك عندما يقدم لك أحد خدمة أو نعمة أو منة أن تقول له "متشكر"؟ أيصح ذلك؟ أتصح هذه [الفكرة] يعني؟ في العقل يعني كلنا سنتفق على ذلك قبل أن نقرأ الكتاب والسنة، قال: لا، فمن عظيم منة الله علينا ومن عظيم مُلك الله في كونه عظماً شديداً
عظيماً غريباً عجيباً، قد يكون من قلة الأدب أنك تقول له متشكرين، فلو أن - ولله المثل الأعلى - تقريباً للأذهان وضرباً للمثال ماذا؟ ملك عظيم أعطاك ربع حبة قمح، حبة القمح صغيرة هكذا، فقسمها أربعة وأعطاك ماذا؟ ربعها. قال: "خذ". قمت أنت وأمسكتها هكذا وقلت له: "شكراً يا ملك، شكراً يا ملك، شكراً يا ملك، شكراً
يا ملك"، وجلست تقول هكذا. ما رأيك أنه سيقطع رأسك لأنه هو... لديه من الخيرات والملك والقوة الكثير جداً، وهذه في ملكه لا شيء. تعال الآن في مثال الله، لا هذا المثال يصلح ولا ذاك المثال يصلح. لو أن البشر جميعهم وقفوا هكذا كما ورد في الحديث صفاً واحداً وطلبوا منه سبحانه ما أرادوا، كل واحد على حاله، فأعطاهم ذلك. كلما نقص ذلك في ملكه إلا كما ينقص البحر عندما تدخل فيه الإبرة وتخرجها، هكذا كانت كمية
من البحر. ما رأيك أن البحر كما هو؟ هذا يبلل فقط، فتقول له شكراً لماذا؟ هذا شكراً عندما يعطيك شيئاً، لكنه هكذا لم يعطك شيئاً. العقل يقول هكذا، ربنا. أنقذنا الحمد لله ودلنا وعلمنا وهدانا وقال لنا لا، قولوا الحمد لله وانظروا إلى من هو أدنى منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم، فإن ذلك أجدر ألا تحقر نعمة الله عليك، ودائماً قل الحمد لله إلى درجة حتى في المصيبة تقول الحمد لله على كل حال، إذاً الحمد لله سبحانه. وتعالى قد ثبت عندنا شرعًا
لأنه لو تركناه للعقل لأصبح قيلًا وقالًا ونجلس نتفلسف، لكن الشرع كشف لنا الحقيقة وبيّن لنا ما يرضي الله، وهو أن نلهج بحمده بالليل والنهار على القليل والكثير، وأن نشكره، وأن شكره يسبب الزيادة، "لئن شكرتم لأزيدنكم". كل هذا، من أين جلبناه؟ أليس من عقلنا جرّدوا الكلام وذهبوا يقولون إن شكر المنعم يعني مسألة مجردة لكي لا يجعلوك معتمداً لا على العقل ولا على الشرع. فبعد البحث والتقصي، فإن لدينا أن شكر المنعم شرعي وليس عقلياً، وأن
شكر المنعم واجب بالشرع لا بالعقل، لأن العقل سيُدخلني في احتمالات، ومن الممكن أن العقل سيوصلني إلى أنه لا. هذا عيبٌ، عيبٌ! تأدّب مع ربك. الله تعالى أعطاك أشياء بسيطة من ملكه، فينبغي أن تتأدب معه. لا يصح أن يقال: "لا، هذا الكلام غير صحيح". إن شكر المنعم واجبٌ، واجبٌ. بماذا إذن؟ لا، إنه واجب بالشرع، لأن العقل سيُدخلني في احتمالات أخرى. فهو واجب عندنا بالشرع، وأنه لا حكم قبله، أي قبل الشرع.
ماذا قبل الشرع؟ قبل الشرع ما يأتي، نحن اليوم الشرع لم يأتِ بعد، ماذا يحدث إذن؟ قال الشرع لم يأتِ بعد، فلا يوجد حكم. هل يا ترى قبل الشرع مئات الأشياء حرام؟ يعني الخنزير هذا أنأكله أم لا نأكله؟ الكلب أنأكله أم لا نأكله؟ الأسد أنأكله أم لا نأكله؟ أقول له فوراً: ما أعرف، ليس لي شأن، لم يصدر حكم بعد. أتعلم أن الخنزير حرام؟ أنا أعلم ذلك بعد مجيء الشرع، لكن قبل الشرع لم يكن له حكم. حسناً، الصلاة قبل الشرع
ليس لها حكم، هل تستطيع أن تقول إنها واجبة أم لا؟ لأن الشرع لم يأتِ بعد. طيب، يبقى إذا أفعال المكلفين قبل الشرع لا وصف لها يعني لا حكم لها. الإباحة حكم، حكم ما هو، وهذا هو الأصل في الأشياء الإباحة، هذا بعد الشرع. يبقى إذاً نعم، آه
لا، آه، يعني فهمت. أنت مختلط عليك ماذا؟ أم يعني هذا الكلام باطل ما له أي أساس من الصحة. العلم لدينا هذا الحكم الإباحة، حكم الإباحة هذا حكم من الذي قال لك أن هذا يجوز فعله ويجوز تركه؟ الله. ولذلك نحن نسمي هذا الخطاب إباحة. إنما أنت تريد أن تسأل وتقول: الإنسان موجود ها هو قبل الشرع، لم ينزل الشرع بعد، هل يجوز؟ انظر إلى تعبير العلماء لكي يرد على السائل. هل يجوز له الهجوم
أم لا بد عليه من الإحجام؟ انظر، انظر، انظر، التعبيرات ليس لها علاقة بحل وحرم وإباحة وهكذا، أو يستوي الطرفان. الهجوم - أنت أمامك موزة لتأكلها أو لا تأكلها. لم يذكر الشرع بعدُ أن هذا الموز حلال أو حرام، مباح أو مندوب أو مكروه، لم يصفه. أكْلُ الموزِ وما وصفُهُ، لماذا الموزُ أمامي هكذا وأنا أريدُ أن آكلَ، والأكلُ فعلٌ. أكْلُ الموزِ الذي أمامي هذا، هل يجوزُ لي الهجومُ عليهِ وأكلُهُ أم لا بُدَّ أن أُمسِكَ نفسي وأمنعَها؟ أم بحسبِ بطني إذا
كانتْ جائعةً آكلُ، وإذا لم تكنْ جائعةً لا آكلُ. فهل هذا ما يُسمونَهُ الهجوم؟ الإقدام والإحجام، الإقدام والإحجام، أحياناً يزنونها هكذا، مرة يقولون الهجوم والامتناع، ومرة يقولون الإقدام والإحجام. لماذا يقولون هكذا؟ لأنهم يريدون الابتعاد عن المصطلح الذي قررناه، لأن هذا مصطلح إمام خطاب، لكن هذا لم يأتِ الخطاب بعد، فلا نقول إباحة. تقول: يا سلام يا جماعة العلماء، أليس المعنى واحداً؟ جواز الهجوم والامتناع أو جواز الإقدام والإحجام ما هو إلا الإباحة. يقول لك: نعم، يمكن أن يكون كذلك صحيحاً من ناحية النتيجة
العملية. إذاً نحن نتحدث بالتسمية، تسمية هذه الحالة التي هي في ذهنك مشتبهة، ولك الحق في هذا الاجتهاد. ما الإباحة؟ ما الذي يجعلنا لا نقول إباحة؟ ما الذي يجعلنا لا نقول إباحة؟ إن الإباحة أصبحت مصطلحاً خاصاً بخطاب الله الذي لم ينزل بعد، وما دام خطاب الله لم ينزل بعد، فسنظل في قضية الهجوم والامتناع، أو في قضية الإقدام والإحجام، إلى آخر الألفاظ التي ستفيد وتبتعد في الوقت نفسه عن حلال وحرام وواجب ومباح إلى آخره. اتضحت هويز أو شرع
إبراهيم. أو شرع هو وهكذا، هؤلاء أنبياء، نعم، كل نبي كان يُرسل إلى قومه خاصة. هذه العالمية لا توجد إلا في الإسلام. "لكل جعلنا شرعة ومنهاجاً"، كل واحد منهم جُعل له شرعة ومنهاج لا يلتزم بها الآخر. إذاً الشرع غير مُلزم، وفي وقت الفترة بين النبيين الشرع غير مُلزم، ولذلك قلنا في الأشاعرة. أن
أهل الفترة ناجون إذا لم يبلغهم الشرع، إما لأنه لم يُوجه إليهم، وإما لأنه لم يُرسل إليهم وانقطع انقطاعاً جزئياً، وإما أنه كان فيه نبي لم يُؤمر بالتبليغ. حدث هكذا، النبي صلى الله عليه وسلم وصف خالد بن سنان بأنه كان نبياً ضيعه قومه لكنه لم يبلغ طيب يعني جاء يسأل سؤالاً فنسي السؤال، نعم، أنا أول
ما نظرت إليه أخفته. حسناً، ها هو اسأل هكذا، أنا لست عليك، أنت تقول لي أنت نظرت إليه، حسناً ها أنا أنظر إليك الآن، قل لي هكذا السؤال. نجونا من ماذا؟ لا، نجونا من كل شيء، لكن هذه النجاة. بيد الله أننا نجونا أصلاً من كل شيء لا يعرفونه، لكن هذه المعرفة بيد الله لأنه من الممكن أن يكون الله قد بلَّغهم. انتبه، على سبيل الافتراض هكذا، فوجد باعثاً أو
سمع نبياً سابقاً، أو وهو يفعل وجد إثماً في قلبه، أو أنه تكبر أو ظلم أو أخذ حقوق الناس أيضاً. الذنوب مختلفة والمعرفة مختلفة وإرادة الله في كل واحد على حدة. لا، لم يقل هكذا الماتريدية في وجود الإله فقط، يعني أما بقية الأشياء فهم متفقون مع الأشاعرة. الأشاعرة يقولون أصولاً وفروعاً يعني أن هذه الفترة غير مؤاخذة لعدم وجود الخطاب الشرعي مطلقاً سواء في مقام الألوهية أو في مقام... الأفعال والأعمال التي تريدونها قالوا لنا ولكن اتركوا لنا
مسألة وجود الإله لأنها مسألة تدركها الفطرة ولا يمكن إنكارها، فهم معفو عنهم في كل شيء إلا من أنكر الإله. الماتريدية قالوا هكذا، وهذه من المسائل المختلف عليها بين الأشاعرة والماتريدية: هل أهل الفترة ناجون مطلقاً في كل المسائل أم في مسألة الإله فقط؟ فقط هي المؤاخذون فيها وفي بقية الأشياء لا يؤاخذون. إن ما تردي قالت هكذا، قالت الثاني هذا، لكن الأشاعرة قالوا بالأول ونافحوا عنه كثيراً وكتبوا فيه كثيراً أنه حتى ولا الإله، لأنه هذا مسكين، من أين سيعرف إلهاً وكذا. قالوا لهم بالفطرة، خاصة وجود المسبب.
وجود المسبب هذا شيء مفطور في الإنسان لأنه مفطور فيه القصور الذاتي، فعندما يقول لك أحد أن المسجد هذا بُنِيَ وحده، لا تصدقه. مفطور عندنا أنه لابد أن تدل البعرة على البعير، والأثر يدل على المسير. فنهارٌ ساجٍ، وليلٌ داجٍ، وطرقٌ ذات فجاج، وبحارٌ ذات أمواج، وسماءٌ ذات أبراج، ألا تدل على اللطيف الخبير؟ الماتريدي والأشعري يقولان لا، حتى هذه أيضاً، والدليل على ذلك أننا وجدنا الإنسان عندما لم تبلغه الرسالة كان ساذجاً هكذا، ساذجاً مثل
أهل تسمانيا وأستراليا وأمريكا الجنوبية. في الماضي، دخلنا عليهم لأنه ساذج حتى في شؤون حياته لا يعرف كيف يديرها. أهل تسمانيا لم يكن لديهم حتى دين ولا وثنية ولا غيرها. يعني الوثنية هذه تُعتبر بالنسبة لهم تطوراً لأن الوثني يقول إن ربنا هو هذه الشجرة أو هذه الحجرة، لكن هذا ليس لديه وتجده أيضاً مؤثراً في حياته. فالأشاعرة كأنهم لاحظوا هذا، لكنهم في الحقيقة التزموا بما في الكتاب "وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً"، يعني هم أخذوها من ناحية. نقلية أكثر من الواقعية وهكذا فعمموها في كل المسائل، يعني
لن ننتهي من أي شيء. هذه مسألة أوحى بها ربنا سبحانه وتعالى لنبيه. عبد الله بن الجدعان قال ما قال، يوماً قط "رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين" ولا في كذا، قال إنما كان يفعلها لسمعة يتسمعها. هذا أمر ورد في... شأنه هكذا خاص به، نعم نعم، نحن قلنا الثلاث عكاكيس، ما هي أدنى ملابسة؟
نعم، حروف المعاني تتعاور، والإضافة لأدنى ملابسة، والزيادة في المبنى زيادة في المعنى غالباً لأنها بشروط ثلاثة. فهنا الإضافة لأدنى ملابسة علاقة، أنت تريد أن تصنع علاقة، يعني تريد أن تصنع انفصالاً أم اتصالاً؟ ها، معنى الإضافة هنا. الاختصاص خطاب مختص بالله وليس مختصاً بالبشر، والإضافة تأتي بمعانٍ فتأتي بمعنى "في" وتأتي بمعنى "لا" وتأتي بمعنى "من"
وتأتي بمعنى "هو" وتأتي بمعنى هكذا. فتقول مثلاً: صلاة الليل يعني صلاة في الليل، وتقول: رجل الكرسي يعني رجل للكرسي، وتقول: كتابي يعني كتاب الملكي، وتقول مثلاً: مسجد الجامع يعني مسجد. هو الجامع وقس على هذا كثير. والأصل أنه عندما لا يؤدي الشخص الواجب الذي عليه، يجلس يسأل في الدرس: أيوه، ماشي، نعم. ألم تسمع أن النبي صلى الله عليه وسلم في البداية، عندما وجد الرجل هكذا، أخبره بالقاعدة، ثم أخبر صلى الله عليه
وسلم بأن أباه من الناجين، فقال به وأنه لا. حكم قبله يعني قبل الشرع. نعم، الشيخ يسري يقول لك يقصد عمه أبا لهب. يقول لم يقل والدي، قال أبي، وأبوه يصدق على أبي لهب. هيا بنا إذن، أنتجادل في هذه القصة ونترك العلم ونتجادل؟ ما هي القضية وما هي الرواية؟ خلاصتها أننا لا نعرف، فالأمة مختلفة في هذا، فبعضهم يرون نجاة. أبوا
الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد ألف فيها السيوطي تسع رسائل. وبعضهم يرى أنهم ناجون بموجب أهل الفترة، وبعضهم يرى أن الأبوين غير ناجين لأنهم ماتوا في فترة الشرك. ونحن من حبنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم نميل إلى النجاة لما يُدخل ربنا السيد عبد الله والسيدة. أمن الجنة ستغضب يوم القيامة؟ كفى، تعلم في الدنيا. ماذا سيحدث لك؟ مثلاً ستقول له: "لا يا ربي، هؤلاء كانوا مشركين". هذا أمر غريب. إن هذه أمور سأعرفها يوم القيامة ولا يترتب عليها عمل. إنما حبنا لسيدنا رسول
الله صلى الله عليه وسلم يجعلنا نميل إلى القول. القائل بنجاة أبي طالب ما قوله؟ قال: ليس ناجياً لأنه لم يسمع منه النبي الشهادتين. ورواية العباس: "يا محمد، إنه قال الكلمة التي أمرته بها". فنحن اختلفنا في هذه المسألة، أهي لأجل أن النبي تربى في بيت شخص سيدخل الجنة؟ تربى عند النبي وتقول له: لا تحبه؟ أحبوا النبي. الأدلة، حسناً، حاضر. دعونا نبقى كما نحن وتبقوا كما أنتم بدلاً من أن نفتح لكم الملفات. نحن نحب النبي يا أخي. حسناً، ماذا سنفعل؟ ماذا سنفعل؟ نحن الآن نحب النبي. فقد ألّف الشيخ زيني
دحلان مفتي مكة كتاباً في نجاة أبي طالب، وشحنه بأدلة كثيرة عجيبة غريبة. لا تقرأ الكتاب. إلا إذا قلت بعدها لا، هذا مسلم حقيقي. هذا شيء مثل أبي طالب الذي آزر النبي ووقف معه وتربى في بيته، وهكذا. على العكس من أبي لهب وأبي جهل. أبو لهب الذي هو عمه ونزلت فيه آية تدينه وتدين زوجته. وكانت بناته عنده: رقية التي كُتب عليها الكتاب لعتبة، وأم كلثوم التي كُتب عليها الكتاب. عتيبة وعتبة وعتيبة متزوجون رسميًا من رقية وأم كلثوم، يعني أيضًا هذا في صلة، وكان أبو لهب يحبه حبًا شديدًا، لكن النبوة هذه لا، لو كان القرآن من
عند محمد لأخّر نزول الآية قليلًا، لكن لا، هذا أمر الله، فنزلت الآية، فذهب هذا أبو لهب لابنيه يطلب الطلاق وقال والله. لا أشرب ماءً حتى ترد ابنتاه عليه حتى ينشغل بهما. فعتبة وعتيبة قبل الدخول طلقوا رقية وأم كلثوم والحمد لله. فإذا هددهم، بل هددهم، إذا نحن نحب النبي وأصبحنا نعشقه يا أخي، مولعون به. ماذا سنفعل؟ ماذا نفعل؟ فعندما نجد شيئاً فيه فسحة لأننا يعني شيئاً مثل... هكذا نمشي
إليها. الغريب العجيب أنه يمكن هذا ويمكن ذاك. أنك مصمم على هذه باعتبارها الدين. لماذا هكذا؟ ارتدِ نظارة الحب، هذه هي المشكلة. وأنت تقرأ، ارتدِ نظارة الحب. أنت ترتدي نظارة المناقرة. لماذا؟ هذه هي المشكلة هنا. نحن نرتدي نظارة الحب وسنظل نرتدي نظارة الحب. ارتدِ هكذا. ارتدِ نظارة الحب واقرأ ستجد الحكاية سهلة والأمور ميسرة، لا يوجد ضلال ولا شيء، وفي حب ارتدِ نظارة المشاكسة ستجد الأمور فيها مشاكسة، اختر لنفسك إذًا، اختر لنفسك، وأنه لا
حكم قبله قبل نزوله ولا قبل العلم به، أنا الآن لا أعرف حكم الله في الكوكاكولا، ما هو؟ ظهر نبات اسمه الكولا. وصنعوا منه مشروباً اسمه الكوكا كولا، وبعد ذلك لا نعرف هل هو حلال أم حرام. قبل البحث وقبل معرفة حتى القاعدة التي تقول: "الأصل في الأشياء الإباحة"، حتى هذه لست أعرف هل يجوز لي الإقدام أم لا بد لي من الامتناع، أم أن الأمر على الجواز ثلاثة أقوال. هذا شيء جديد. فاكهة
جديدة نزلت. انتهينا منه، نحن اليوم الآن، اليوم نزلت إلى السوق فوجدت شيئاً ما، قلت للرجل: "ما هذه؟" فقال لي: "هذه فاكهة حديثة النزول". لم أعرفها، لا أعرف اسمها ولا طعمها ولا أي شيء. فاكهة ما إلى آخره، اتضح أنها الكيوي. هذا الكيوي لم يكن موجوداً في أيامنا. هذه سمكة القرش. هل يجوز تذكيتها وأكلها أم يجب أن أرسلها إلى مجمع البحوث ليخبرني إن كانت حلالاً أم حراماً؟ هل يجوز تناولها أم يجب الامتناع حتى يتبين حكمها؟ أم أنه
يصح الأمران: من يمتنع يمتنع ومن يأكل يأكل؟ نعم، أي نحن ثلاثة أشخاص، أحدهم أمسك بها وأكلها، هل ستعترض عليه؟ ذهب أحدهم وقال: "لا، دعني أرى كيف ستكون حالها، هل ستعترض عليه؟ هل ستقول له أنت بهذا تخالف؟ أنا ليست لي نفس، ولن أوقف وجهه غداً. وكلها آراء، فالأئمة يقولون إنه يجوز هذا وذاك وذاك، ولا يجوز هذا. أي أنها ثلاثة أقوال، يعني أحد الأئمة قال: اهجم عليها." ولا يهمك، والثاني قال: لا، امتنع حتى ترى ما هي الحكاية، والثالث قال: في خاطرك.
حسناً، هل حدث هذا؟ نعم حدث. نعم، خرج الشاي وخرج البن. هذا البن لم يكن موجوداً، لكن خرج أيضاً القنب والحشيش والأفيون. خرج أيضاً القات والكفتة، والكفتة هي البراعم الصغيرة في عود القات الذي تحت اسمها كفتة، تم تصنيف القات والكفتة وظهر البات. هذا البات شيء تستخدمه الهند. كل بفمك فيصبح ماذا؟ يصبح دماً، يصبح أحمر، ويُحدث
نفس تأثير الدخان. ظهر الدخان والحشيش والأفيون والقات والكفتة والدخان والشاي والقهوة. ظهروا وهم لم يكونوا موجودين في عصر السلف. هذه أشياء ظهرت في القرن السابع. الهجري يا دوبك أن نشرب أو لا نشرب. الحكم على ذلك أن بعض الناس قال يجوز أن تشرب، فإذا تبين ضرره كالدخان أو الحشيش أو الأفيون حرمناه. لكن الأول هذا الذي أخذته لا يحدث منه شيء لأنه كان على أصل القاعدة، وإذا كان لا شيء فيه كالشاي والقهوة
أحللناها إذاً. الهجوم قادم وبعد ذلك يحلها ربنا، فإذا تبين ضرره لأنه مخدر ولأن فيه ضرراً يبقى حرمناها، وإذا كان ليس كذلك يبقى أبحناها. قال: نحن نقول ماذا يا بني؟ نحن نتكلم عن فعل المكلف الذي يشمل البيع والشراء ويشمل الأكل والشرب ويشمل العلاج ويشمل الزواج. أنا كل مرة أقول
لك. هكذا احذر وإلا ستظل في مكانك إلى يوم القيامة، ستجد الناس دخلت الجنة وكل شيء وأنت جالس هنا. ماذا تريد؟ لا يوجد شيء اسمه هكذا، لا يوجد شيء اسمه نزول الشرع بما ثبت العلم به. نعم، لا بد إذن جهل، فخلاص هو لا يعرف ذلك مبلغهم من العلم لأنه هذا من قبيل السبب وليس من قبيل التكليف. صحيح أنه من قبيل السبب من قبيل التكليف، وفعل البهيمة وفعل المجنون وفعل الصبي وفعل النائم وفعل الغافل، هذا من قبيل الحكم لأننا سنحكم عليه بالقضاء وليس بالشرع، لأن كل هذه الأشياء لا إثم
فيها، إنما حكمنا عليه بالشرع هو. أصلاً هذا العلم به أيضاً وضع كذلك. لا، أنت لا تعرف أن الدلوك مرتبط بالدهر، فذهبت لتصلي الظهر الساعة العاشرة لأنك حديث عهد بالإسلام. أنت لا تعرف أن الزنا حرام، فتمشي مع الفتاة التي تخصك لأنك في فرنسا ولا تعلم أن الزنا حرام ولا شيء. لماذا الزنا حرام؟ ما هي [الأسباب]؟ صديقتي هي شيء، أنت قلت لنا هكذا، نقيم عليك الحد، ما نقيم عليك الحد، كلامك الذي تقوله هذا يقتضي إقامة الحد عليك، وأنت أصلاً
ساذج، وليس ما ارتكبته هذا كفراً واضحاً لنا فيه من الله سلطان، أنك أنت صليت الظهر العاشرة صباحاً، لا ستعقب عليه دنيا. أو أخرى لا يكون جوازاً للهجوم، أنت اعتقدت أنه الآن أقوم لأصلي لله فذهبت وصليت جاهلاً. السبب أنك اعتقدت أنه أسلم أناس على أيدينا يا شيخ محمد، وعندما أسلموا كان هناك تاجر إيطالي لديه فاتورة، فلما أسلم لم يكن يعرف مسألة نقض الوضوء، لم يكن يعرف نقض الوضوء، فتوضأ بأمانة. الله وبعد ذلك دخل دورة المياه قضى حاجته وخرج لأداء الصلاة
وتوضأ، هو توضأ هكذا كما قلنا له وفعله، يصلي، ماذا ستفعل به؟ أصبح الآن إن شاء الله لا يعرف هذا الترتيب، قال: يا إخواننا أنا لا أعرف، فشرحنا له، فقالوا: ما علاقة هذه بتلك؟ وتعجب كثيراً لأنه يظن. أن الوضوء نظافة تنظفت ومزيد من النظافة دخلت دورة المياه، فيعني لو نظرنا إليها بالعقل تحدث أشياء غريبة. فإذن نحن ما دمنا لم نواجه شخصاً حديث عهد بالإسلام أو شخصاً تربى في جبل شاهق، في جبل شاهق بعيداً عن المسلمين، وهذا موجود في الفقه هكذا، فيكون إذن هذا معفواً عنه في العموم. أو الامتناع أو التخييم وأنه لا حكم قبله
بل الأمر موقوف إلى وروده يعني لا حكم له حتى يرد فإذا ورد الشرع بالحرمة بالحل بالوجوب بكذا نقول به والأصح ماذا قال؟ لا، لا، يقول أن لا، الذي قال يجوز الهجوم قال لأن هذه مائدة الله خلقها، أي خلقها لنا، أوجدنا. هنا يصبح جائزاً أكل هذا الشيء الذي أمامي. هذا الشيء الذي أمامي ظهر أنه خنزير، ظهر أنه موز. يأكل الذي يقول لا. يقول لا يتصرف الإنسان في غير ملكه وهذا ليس ملكك، هذا ملك الله، وما
دام كذلك فينبغي أن تنتظر حتى تعرف إذا كان المالك قد أذن لك أم لم يأذن. والذي يقول يعني الاثنان مثل بعضهما، يقول في الأصل لا يوجد حكم حسب حالتك، إذا جعت فكُلْ، وإذا لم تجع فلا تأكل. هل تنتبه؟ والصحيح امتناع تكليف الغافل والملجأ لا المكره. فهذه فيها خلاف عند الأصوليين، لكن اختيار سيدنا الشيخ هكذا هو أصحاب امتناع تكليف الغافل. عندنا كلمتان نريد
أن نحررهما: تكليف المحال، والتكليف بالمحال. كلمتان أوليتان: تكليف المُحال، يعني الغافل، يعني الذي حِيل بينه وبين الإدراك: نائم، مجنون، ساهٍ، غافل. هذا نسميه مُحالاً، حِيل بينه وبين الإدراك. هل يجوز تكليف المُحال؟ شخص نائم، أذهب وأقول له: صلِّ، وهو نائم لا يسمعني. أخبره أنه إذا لم يصلِ سندخله جهنم، وهو لا يسمعني. هل
هذا... يعني يجوز أن هذا هو أصلاً دم يصل إليه الكلام، فالخلل هنا راجع إلى ماذا؟ إلى الفاعل، الفاعل نفسه معطوب، غير سائر، غير عامل. الشيخ أشرف قال ماذا عليك؟ وأنت قال اشتغل، موجود في البخاري. قال: لا، هذا كان شيء هكذا مثل ثلاجة متوقفة وبعد ذلك اشتغلت، فتقول قالت ثلاجة قالت. اشتغلت بمعنى فقال من معانيها في اللغة اشتغل، حسناً.
والأصح امتناع تكليف الغافل الذي هو التكليف المحال، لماذا؟ لأنه لا فائدة فيه. يأتي شخص نائم وتقول له: صلِّ، يعني كلام لا فائدة فيه، وكان ينبغي أن يُتفق عليه، وكان ينبغي أن يُتفق عليه، لكن بعض من اشتغل بالمعقول قال. الله الله فعال لما يريد، فإذا خاطب المحال فمن حقه. من هذا الباب، إنما من الناحية العملية قطعاً أن المحال لا يُكلَّف، وأن الغافل لا تكليف له. حكاية أن
الله يفعل ما يشاء، هو صحيح يفعل ما يشاء، لكن الله سبحانه وتعالى عندما يفعل فهو حكيم، فما الفائدة من... هذا قال لعلها تكون لها فائدة ونحن لم ندرك كلامًا نظريًا، ولذلك قرأ بعضهم صرح بالاتفاق وقال إن تكليف المحال محال، امتنع عقلًا وعادةً تكليف المحال محال، وما فائدة عبارة هكذا؟ طبعًا كلمة الأصح هنا تُعكر على هذه العبارة، يجب أن نقول إذن: تكليف المحال محال على الأصح لأنه كان فيها. خلاف وفعلاً أرادوا فيها خلافاً عن الإمام الرازق. طيب، التكليف
بالمحال، آه، هذا الخلل فيه يرجع إلى الفعل. جاءك بجبل المقطم وقال لك: احمل هذا الجبل، احمل هذا الجبل. أحضرك أمام بحر الإسكندرية وقال لك: اشرب هذا البحر. هل في مقدور الإنسان أن يرفع فوق كتفيه جبلاً؟ لا. إذاً الخلل هنا راجع إلى أي شيء؟ الفعل فعل صعب جداً، فعل مستحيل. هل تستطيع في عادتك أن تشرب البحر؟ لا. ولا تُرَوَّى حتى إذا كان هذا التكليف بالمستحيل، قال: وهل هذا معقول للاختبار والابتلاء ولبيان ما
إذا وجده قد شرع في الفعل؟! عندما يأتي الشرع ويقول لك: اشرب البحر، يقول... حاضرٌ. سمعنا وطَهِقْنا. قالوا: سمعنا وأطعنا. وذهبتَ ميلاً في البحر ورجعتَ بكوبٍ وشربتَ أولاً، وبعد ذلك يقول لك: خلاص، اختبرناك ونجحتَ في الاختبار. يعني التكليف بالمستحيل قد يكون فيه نوعٌ من الاختبار وله معنى، لأنه يختبرك وأنت نجحتَ في الاختبار. إنها مثل قصة سيدنا إبراهيم عندما قال له: اذبح ابنك، ولكن هذا... ليس تكليفاً بالمحال عندما تكون العملية مثله من ناحية الاختبار، هذا اختبار فقط وليس تكليفاً بالمحال لأن الفعل مقدور عليه. إمساك الولد وذبحه مقدور عليه، فلما
أسلم وأضجعه للجبين وناديناه أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا، يكفي هكذا، فلن يقطع رقبة الولد، لا، عفونا عنك خلاصاً في الأمر. هل اختبر الله إبراهيم ونجح؟ نعم، نجح إبراهيم عليه السلام. ونجح إسماعيل عليه السلام حين قال: "يا أبتِ افعل ما تُؤمر، ستجدني إن شاء الله من الصابرين"، أي: أنا تحت أمرك ما دام الله أراد هذا. وعندما ترك إبراهيم إسماعيل وأمه في الصحراء، قالت له هاجر: "الله أمرك بهذا؟" قال: "نعم". قالت: "امضِ في سبيله". حسناً، بما أن الله أمرك بهذا
فنفّذه. نعم، هؤلاء يُختبرون وينجحون، عائلة مباركة. فإذا كان هذا تكليفاً بالمحال، فلا، هذا ليس تكليفاً بالمحال، لأن ذبح إسماعيل مقدور عليه، فيبقى هذا ليس تكليفاً بالمحال. وكذلك ترك هاجر وابنها في الصحراء ليس تكليفاً بالمحال. التكليف بالمحال يكون عندما يرجع الخلل إلى الفعل، كرفع الجبل فوق رأسك. كشرب البحر لا تستطيع عليه، كالتكليف بالرجوع في الزمان. قلتُ لك يا شيخ عماد اذهب لي هكذا إلى سنة سبعين وزُرْ الشيخ صالح الآن. قلتَ لي: لا أعرف، لا أعرف أن أرجع في الزمان؛ لأن الزمان عَرَض غير القارب، كالتكليف
بالمحال. الخلل فيه ليس راجعاً إليك، أنت لم تقل لا راجع أن. جسمك لا يعرف الرجوع في الزمن إذا كانت القضية هي أن الفعل فيه خلل أم لا. أما لو قلت لك اقتل الشيخ عمرو، فستقول: يا ربي، تعالَ! هل انتبهت؟ إنه مقدور عليه. فعندما تأتي لتقتله وتحاول قتل الشيخ عمرو، يقوم الشيخ إبراهيم بإطلاق النار عليك فننتهي. إبراهيم سيدافع عن عمرو، فمن ترك الدار... الإفتاء فإذا هذه الأمور نعم تكليف بالمحال، نعم بعضهم قال هذا عبث أيضاً، ولكن
الراجح أنه ممكن، نعم قالوا بل وقع عندما أمر أبا لهب بالإيمان وهو محكوم عليه قطعاً من عند الله بالكفر، قال فكلفه بالمحال، فها نحن سنقول يعني دعنا، ما معنى دعني، دعني أقول ليس. بعشكِ فادرجي مكانكِ تحمدي أو تستريحي يعني كذلك كذلك كذلك ها هيا.
فقال أمر أبا لهب بالإيمان. الشرع يقول لأبي لهب ماذا يا ولد يا كافر أنت؟ آمن آمن. حسناً، إذا آمنت سأكون قد كذَّبت الشرع. آمن بماذا؟ آمن بماذا يعني؟ أنا أريد أن أصدق، أصدق ماذا؟ أصدق أن... أنا لا أصدق. أتدرك؟ قال إن هذا تكليف بالمحال لأنه اجتماع للنقيضين. كيف يفعلها إذن؟ أعطِ أي شخص هذا المثال ودعه يصدق أنه لا يصدق ما صدقه. هذا مستحيل. فكر فيها، حتى لو فكرت فيها في
أمريكا وليس هنا. صحيح أن الله لا يكلف. نفساً إلا وسعها، الله سبحانه نعم. لا من باب انفكاك الجهة، انفكاك الجهة هو التكليف بالفعل الذي لا يقدر المكلف عليه قطعاً، وضربنا مثلاً هنا، لكنه في الحقيقة أن هذا عند اتحاد الجهة، لكن عند انفكاك الجهة يجوز. أنا أقول لأبي لهب: يا أبا لهب، آمن، ما آمن، فأخبرت. عنه بأنه لم يؤمن فلم يكن الخطاب في وقت الرفض فالرفض جاء لاحقاً
على الخطاب. حسناً، أبو لهب هو الذي فعل بنفسه هكذا. إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين، أدخل نفسه في مكان أخبر الله عنه بأنه رجيم وبأنه مرفوض وبأنه مردود، فقطع على نفسه خط الرجم. فإبليس... عندما يريد أن يتوب، هذه أيضاً مسألة. ما زال الشرع حتى الآن ينادي المكلفين بالتوبة. حسناً، لنفترض أن إبليس يريد أن يتوب، هل يصح ذلك أم لا يصح؟ أتنتبه؟ نعم، "لا يكلف الله نفساً إلا وسعها"، وفعلاً كان في وسعه أن يؤمن، لكنه أدخل نفسه في دائرة الإخبار عنه بانكشاف. الغيب فلم
يعد قادراً على الجمع بين الأمرين، لكن ذلك لم يعد ممكناً، والتكليف الأصلي كان ممكناً. وقيل فيما روي في الإسرائيليات أن موسى قابل إبليس، ثم قال له: "يا إبليس". فقال إبليس لموسى: "ألن ننتهي من هذه القصة؟ أنا أظل أُضل الناس وأفعل ذلك، وأنت كليم الله، فادعُ الله أن..." يعفو عني وانتهى الأمر، ونُنهي قضية الوسواس والخناس هذه. فقال له موسى: "والله هذا الكلام معقول". فذهب وناجى ربه، وهو رب إبليس أيضاً. فليدعه يذهب، فلا مانع من ذلك، ولكن ما كان السبب في رفضه السجود لآدم؟ إن قبر آدم في
المكان الفلاني - وأشار موسى إليه - فليذهب ويسجد له. وتنتهي الحدود، فذهب سيدنا موسى إلى إبليس وقال له: "يا إبليس، لقد جاءك الفرج، ها هو القبر، سنُعرّفه لك، اسجد له وربنا يعفو عنك". قال له: "يا سلام، انظر يا أخي ترتيباتكم، أنا لم أسجد له وهو حي، فهل سأسجد له وهو ميت؟" وذهب مغاضباً. فهذه قصة تبين ماذا، وإن كانت يعني... من الإسرائيليات التي تُبيّن أن قدر الله نافذ وتُبيّن أن فعلاً لا يكلف الله نفساً إلا وسعها: يا إبليس أما تستطيع أن تسجد لقبر آدم؟ الحيوان يستطيع بمنتهى السهولة. إذا ربنا فعلاً رحيم وفعلاً
يأمر بما يستطيع الإنسان، إنما المشكلة جاءت من عند إبليس نفسه، غير راضٍ أن يطيع. آه، قدر الله. في ذلك أمرُ الله، في ذلك، حسناً، نعم. لا، هو متوجهٌ إليه طلبٌ ببلوغه سنَّ التكليف، وهذا طلبٌ إجماليٌّ يشمل كل الزمان سواء كان يقظاً أم لا. أما بخصوص تلك الصلاة، فهي مثل الطلب الذي أنت مطالبٌ به بأن تصلي الظهر كل يوم وأنت لا تعرف كم ستعيش. كم يوم ولست أدري إذا كنت ستكون مستعداً للصلاة في هذا الوقت أم لا، فإذا
كان هناك طلبٌ إجماليٌ يُطالَب به المكلفون إجمالاً لا تفصيلاً، ونأتي في التفصيل: هذا الرجل لديه مانع وهو النوم والغفلة، نام من هنا إلى هناك، نُزع منه الإدراك وهو يموج بهذه الغفلة. نعم، هو عندنا في المذهب الشافعي يُستحب. لا يُجبَر، إنما يُستحب للإنسان أن يوقظ أخاه أو أن يوقظ الرجل زوجته أو المرأة توقظ زوجها إلى آخره، ولكن بالرفق وهكذا، يعني بدون العنف، بالرفق هكذا، لكن يُستحب له أن يفعل هذا، نعم. حسناً، والأصح امتناع تكليف الغافل والمُلجَأ،
المُلجَأ الذي انتهت إرادته، تعريفه هكذا، الذي انتهت. إرادته ليست له إرادة فتحول إلى أداة أو إله، تحول إلى إله. جلبتك ولففتك بالحبال ورميتك من فوق برج الجزيرة، وأنت نازل قلت لك: "اصعد"، فنظرت إليّ هكذا وقلت لي: "حسبنا الله ونعم الوكيل، كيف أصعد؟ كيف أصعد؟ إن الجاذبية تأخذني"، ونزل إلى الأسفل. وخلال هذا الحديث القصير كنت أنت... تأصلت
في الأرض وذهبت فيها، فيصبح ذلك ملجأً له. ليس هو الذي ألقى بنفسه وسُلبت منه الإرادة وأصبح كقطعة الحجر. هو أثناء نزوله هكذا، عندما جئت ونزلت، نزلت على رأس شخص واقف فقتلته. قتلت ماذا؟ لا شيء. أنت مثل الرصاصة، أنت مثل. الحجرة هذه أنت تحولت فيها من صاحب إرادة إلى أداة سُلبت منك الإرادة ولم تعد لديك إرادة ولا شيء، فيصبح الملجأ هو هكذا الذي ليس فيه حول ولا قوة، الذي تحول إلى أداة، هو ليس مريداً أن لا يقتل ولا ينزل ولا
ينتحر ولا أي شيء، يتحول إلى أداة. وقال الشاعر ماذا؟ رآه في اليم مكتوفاً وقال له: إياك إياك أن تبتل بالماء. كيف يكون هذا ملجأ؟ إن الملجأ الذي فقد الإرادة والاختيار فصار كالآلة، هذا الملجأ فقد الإرادة والاختيار فصار كالآلة. هذه القلة صدر منها أثر عندما وقعت بهذه الطريقة أنت وقتلت الرجل، فيكون هذا القتل أنت الذي تسببت فيه. هل في جسمك تكليف؟ قالوا: لا، لا تكليف للمُلجأ، فبفقده الاختيار والإرادة
فَقَدَ أيضاً التكليف. ليس عليه تكليف، المُلجأ ليس عليه تكليف. نعم، الآية تناقش ماذا؟ يعني هل هو عادي أم عقلي؟ عادي أم عقلي؟ أريد أن أفهم السؤال، أي عدم التكليف. حسناً، أجب أنت هكذا. أجبني هكذا لأنك لم تسأل سؤالاً إلا وأنت تعرفه. لقد قضينا معاً ثلاثين سنة وأنت تفعل هكذا، وأنا أفهم السؤال عندما أفهم منك الجواب. يقول هكذا: أجب
هكذا، هل هو عادي أم عقلي؟ من قال إن امتناع تكليف الغافل لا يجوز عقلاً؟ كان المعتزلة يقولون يجوز، هو يقول. يفعل ما يشاء، هو يقول هكذا، يفعل ما يشاء. نعم، أنت غير مقتنع بها، لا عليك، لكنه يقول يفعل ما يشاء ويختار فعله متى يريد. فقضية "عقلي وعادي" هذه أنا لا أفهمها، لا أفهمها. الملجأ عقلاً ولا عادةً؟ حسناً، أصل الملجأ صورة من صور الغافل لكي يجمعوا.
بين الغافل والملجأ عارف. الغافل هذه تفسرها بأيّ شيء: النائم والساهي والناسي وهكذا، والمجنون والصبي غير المميز، وغير ذلك إلى آخره. كتبوها غافل، وهذا ملجأ. كتبوا ملجأ وغافل، وهو محال، يعني حائل بينه وبين الأمر. الذي حِيلَ بينه وبين هذا الأمر هل ستُتَصَوَّر فيه أم لن تُتَصَوَّر فيه؟ فإن تصورت فيه... يكون من قبيل العادة، وإن لم تتصوره سيكون من قبيل العقل. الشيخ هنا قال: "الأصح يكون من قبيل العادة"، لماذا؟ لأن
هناك من تصور صورته بعيدة مرفوضة، لكنه تصور، خلاص. إذاً دائماً ما دام الأصح يكون، ففي رأي آخر، ويكون هناك تصور يكون من قبيل وليس من قبيل. العقل لأن العقل المحال العقلي هو ما لا يتصور في العقل حدوثه. نعم، نعم. ماذا يعني أن يختلف في المستحيل العقلي؟ إذا استطعت أن تأتي لي بصورة صار غير مستحيل، صحيح، لأنه هذا هو جاء وقال: "والله أنا
لست متصورًا كيف". لست متصورًا وأنت تقول الإصاح فيكون عاديًا. نعم، أنا أقول لك. إنها أمور مستحيلة عقلياً عندك، أحضرت لي صورة خرجت من المستحيل العقلي إلى المستحيلات العادية، أحضرت لي صورة حقيقية للمستحيل العقلي وهو اجتماع النقيضين، فجاء محيي الدين بن عربي وقال: اجتماع النقيضين جائز، يعني لم يعد هناك مستحيل عقلي، وقال: دخلت في أرض سمسمة البيضاء فرأيت بعيني اجتماع المستحيل العقلي اجتماع. النقيضان،
هذا كان هو رأى بعينه اجتماع النقيضين، فتصبح هذه الصورة ليست محالة عقلية، لأن المحال العقلي لا يُتصور في العقل حتى في الوهم حدوثه. بعد ذلك توجد شيء يسمى الأضواء السبعة، ويقولون إن هذا النور له موجة، وأنه لو اختلفت هذه الموجة تغيرت الأشكال، وإذا كان هذا شكله كرسي كما تراه هكذا، ستجده... لا، ستجده ممتازاً. الضوء الثاني يبدو أنه رأى شيئاً مثل ذلك، رأى شيئاً واحداً مثل مكعب، تفاجأ به مكعب وكرة في نفس الوقت بناءً على انعكاس الأضواء عليه. فنقول
له: حسناً، لو تحسست عليه ماذا سيكون؟ مكعب أم كرة؟ سيتحسسه هكذا. سيجده مكعباً، فلماذا يراه كرة؟ لكونه أيضاً يراه مكعباً لاختلاف انعكاس الأضواء عليه، فيقول: "هذا اجتماع نقيضين". قلنا له: "لا، هذا نوع من أنواع الجمع الصوري وليس الحقيقي، ولذلك في هذا الجمع الصوري لن يصير مستحيلاً عقلياً". فالمحال العقلي كله مرتبط بقضية الاجتماع. النقيضان، أنت فككت النقيضين فلا يصبح محالًا عقليًا، بل يتحول مباشرة إلى إمكان
عقلي أو إمكان عادي أيضًا أو محال عادي. لا يحدث شيء، القضية هنا يقول لك أنه من قبيل المحال العقلي، فيكون غير متصور غيره، لأنه يقول: الخطاب هو توجيه الكلام الذي يقتضي الإدراك، وهذا لا إدراك فيه. فقلنا فيه إدراك ليس فيه إدراك وصار لابساً في هذا، نعم يصبح من قبيل المحال العقلي، لكن لو تبيَّن له أن هناك صورة يمكن أن تتم أخرى من غير أن تعود على مفهوم الخطاب بالبطلان، نعم يصبح محالاً عادياً، لأنه يقول: قال الأصح يكون هناك واحد أدرك صورة أخرى. لكنّه رفضها، فهو يقول: "لا، مثلما نحن رافضون كلام محيي الدين
بن عربي". جاء الشيخ الشعراني وصدّق بكلام محيي الدين. إن كلام محيي الدين هذا يرفضه الأشاعرة ظاهراً وباطناً، كلمة واحدة؛ لأنه يُسقط إقامة الدليل على الصانع تماماً، يعني سيهدم الدنيا. هذا الكلام الخاص بمحيي الدين، جاء الشعراني وتمادى فيه. فيها وقال لا، الحكيم الترمذي عدّ أربعين صورة من صور المحال العقلي، منها إدخال الموسع في المضيق دون أن يتسع المضيق أو يضيق الموسع، حتى يلج الجمل في سم الخياط. جمل وثقب إبرة، ليس ممكناً، لكن لو اتسع ثقب الإبرة إلى أن أصبح
خمسة أمتار في خمسة أمتار، أو لو ضاق الجمل حتى أصبح بحجم الخيط، فنمشي حسناً، الله خلق جملاً بحجم الخيط هكذا، حسناً، لا يحدث شيء. قال: لا، تحدث عند الشيخ الجوهري: إدخال الموسع في المضيق دون أن يتسع المضيق أو يضيق الموسع. قلنا له: وماذا بعد هذه الدروشة التي لا فائدة منها؟ أبناء السلفية يسكتون هكذا. الأشاعرة قالوا له: "لا يا سيدي الشيخ الشعراوي، هذا لا يصح." قال: "لا، لقد حصل." قلنا: "ما الذي حصل؟" قال: "إن الشيخ الجواري ذهب إلى النيل كي يستحم." قلنا له: "أهذا معقول؟"
قال: "خلع ملابسه ونزل في الماء، فإذا بمجموعة تنتظره عند ملابسه لئلا تُسرق، فلم يحدث له شيء." قال: "فعندما..." صعد فوجد نفسه في نهر الفرات، أي أنه غطس هكذا في نهر النيل ثم صعد ليجد نفسه في نهر الفرات. قلنا له لا يحدث شيء يتصور العقل أنه مشى تحت الأرض هكذا وخرج هنا. هل يتصور يعني المستحيل العقلي؟ هذا مستحيل عادي، لكن المستحيل العقلي لا، ليس مستحيلاً، ها هو قد فعل ذلك، أتعلم؟ المحال الذي يكون عقلياً لا يمكن تصويره في السينما، أما المحال العادي
فيمكن تصويره في السينما. هل يمكن أن نصور شخصاً نزل هكذا وذهب ماشياً في الأرض هكذا ثم صعد؟ نعم، يمكن أن نصنع رسماً كاريكاتورياً هكذا. طيب، صعد في العراق بسلامة الله، وجد أناساً جالسين قالوا له: "ما هذا؟ من أين صعدت أنت؟" قال لهم الله: "أنتم الذين أين إخواني وأين ثيابي؟" قالوا له: "لا نفهم"، فقال: "أنا نزلت في النيل وصعدت هنا". قالوا له: "والله يعني أنت ولي من أولياء الله الصالحين". قبضوا عليه وزوّجوه وأنجب هناك، وبعد عشر سنوات وصار الولد عمره عشر سنوات، نزل مرة أخرى في النيل. في الفرات ثم ظهر في النيل، فوجد أصحابه جالسين كما هم. قال لهم:
"كم من الوقت غبتُ؟" قالوا له: "دقيقتين، هل استطعت أن تكتم نفسك دقيقتين؟" قال: "لقد حدث لي ما لا يحدث لأحد، لقد أخذت غطسة هكذا فوجدت نفسي في الفرات." قالوا له: "إنك أنت..." زوجوني وأنجبت ولداً يبلغ عشر سنوات الآن. انتبه، نحن في سنة إحدى عشرة والولد في سنة واحد وعشرين. كلام غير منطقي. فضربت بالناس مرة أخرى وجئت إلى هنا. حسناً، ما تقوله هو كذب. قال له، قال لهم: حسناً، سأخبركم بشيء، أرسلوا العنوان وأحضروا الولد. فأرسلوا. وجاؤوا بالولد وجلس، حيث وصل الصبي هنا في نوفمبر أو أكتوبر سنة إحدى عشرة،
والمفروض أنه يبلغ عشر سنوات في سنة واحد وعشرين. كيف يمكن تصديق هذا الكلام؟ إنه لا يُصدق ولا يقبله أهل المعتقد ولا أهل العقل السليم. وهذه مجرد أشياء نرفضها كحكايات، لكنها تعلمك العبارات الصعبة التي تقول لا. يجوز إدخال الموسعة عشر سنوات في المضيق كما هي دون أن يتسع المضيق فيبقى عشر سنوات أو يضيق الموسعة وتبقى ضيقتين وهكذا أبداً. فالحكايات هذه تساعد على ماذا؟ على أنك حتى تتذكر العبارات الصعبة المركبة هذه وتصبح سهلة. لا يجوز إدخال الموسع بالمضيق إلا
طبعاً بدون شك مركبة كما كان قبل. هكذا ذهب وتزوج في العراق ويريد أن يُحضر الولد، زوجته تضايقه ويريد أن يُظهر لها نَدِّيَّةً وكرامة أو شيئاً من هذا القبيل، لكنه أربك لنا العلوم كلها لأجل الولد الذي سيُحضره من العراق. ما علاقتي أنا؟ فتاة عراقية كانت هنا تزوجها، حملت ثم ذهبت إلى هناك، أنجبت ثم أرسلت له قائلة: "يعني لن ترى [ابنك]؟" ابنك هذا دولة عشر سنوات، لو أحضرها امرأة لذُبحت. فذهب وألَّف هذه القصة، نزل هنا وصعد هناك. فانتظر يا
بني حتى نقول العبارة. ما الذي تكتبه؟ لا يجوز إدخال الموسع في المضيق دون أن يتسع المضيق أو يضيق الموسع، لكن المكره لا. وهذا ما سنقوله غداً إن شاء الله.