ففروا إلى الله | برنامج الرحمات | أ.د علي جمعة

ففروا إلى الله | برنامج الرحمات | أ.د علي جمعة - الرحمات
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. في البحث عن مكونات الرحمة وآثارها وسلوكها وكيف نعيشها وكيف نتخلق بها، نسمع قوله تعالى "ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين"، ففروا إلى الله يقول. الإمام النسائي يروي في قوله تعالى ففروا إلى الله أي التجئوا إليه لا تعبدوا غيره
فأمر سبحانه وتعالى بالإقبال عليه والإعراض عمن سواه قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما فروا إلى الله يعني بالتوبة التوبة من ذنوبكم وقال فروا منه إليه فاعملوا بطاعته وكان الحسين بن الفضل رضي الله تعالى عنه يقول احترزوا من كل شيء دون الله، فمن فر إلى غيره سبحانه وتعالى فإن الله قادر على أن يعيده ويستولي عليه، لأنه كيف نخرج من سمائه أو من أرضه؟ وكان
أبو بكر الوراق يقول: فروا إلى الله، يعني أولئك الذين فروا من طاعة الشيطان إلى طاعة الرحمن، وكان الإمام الجنيد سيد الطائفة من أهل الله يقول الشيطان داع إلى الباطل ففروا إلى الله حتى يمنعكم من كيد الشيطان وفروا من الجهل إلى العلم ومن الكفر إلى الشكر وكان عمرو بن عثمان يقول فروا من أنفسكم إلى ربكم يعني توكلوا على الله سبحانه وتعالى وفروا مما سوى الله إلى
الله هذا كله الفرار من النفس إلى الله، من الشيطان إلى الرحمن، من الجهل إلى العلم، من الفقر إلى الناس إلى الغنى بالله سبحانه وتعالى. كل هذه المعاني في كلمة "فروا إلى الله". والسؤال: متى تستطيع وبسهولة ويسر أن تفر إلى الله؟ الإجابة مركوزة في "بسم الله الرحمن الرحيم" لأنك إذا آمنت بهذا استطعت أن تفر إلى الله، كيف لا وقد بدأك بجمال وانتهى معك بجمال أيضا. فر إلى الله الجميل الذي يحميك ابتداء
ويسترك مع الانتهاء إلى لقاء آخر. أستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.