في الغرب يتم قلي البطاطس والسمك في زيت فهل هذا الزيت تم قلي فيه شيء محرم قبل قلي طعامي؟

في الغرب يتم قلي البطاطس والسمك في زيت، ثم إن الإنسان يسأل: هل يا ترى هذا الزيت قُلي فيه شيء محرم؟ الأصل في الأشياء الإباحة. الأصل أنك لا تسأل، لكن مسألة الوسواس هذه ممنوعة. كان هناك قوم يمشون مع سيدنا عمر، فبينما هم يمشون في الطريق هكذا هو... رذاذ ماء قادم من
الأعلى من الطابق الثاني، فنظر شخص وقال: "أهذا ماء طاهر أم ماء نجس؟ هل هذا ماء طاهر أم نجس؟" فقال عمر: "بالله لا تجب على هذا المتنطع، بالله عليك لا تجبه، دعه حائراً هكذا. ما الذي يجعلك تفكر أن هناك شيئاً محرماً؟ هل رأيته؟" قال: "لا". لم أشاهد، ولكن أيضاً احتياطاً لديني، نعم احتياطاً لديني، هذا يُعتبر ورعاً. قال الصحابة الكرام: "كنا نترك سبعين باباً من أبواب الحلال خشية أن نقع في باب من أبواب الحرام". الورع لا
نهاية له. تفضل يا سيدي الصغير وتورَّع، لا مانع، وليحفظك الله وتكون لك درجة عند الله. اترك كل المقليات في الزيت ولا بأس في ذلك، ولكن عندما آكلها أمامك فلا تعترض عليَّ. وعندما يأكلها ابنك، لا تعلّمه هذا الورع الذي لديك. دعه ينشأ من قلبه، أما أنت فلا تفرض عليه ذلك، لأن الأصل فيه أنه مباح، والورع له سبعون باباً، فيصبح الشخص حريصاً على نفسه. لا مانع، الإمام النووي لم يتزوج تحوطاً، حسناً، لكن الزواج ليس حراماً ولا مكروهاً أبداً.
والزواج كما يقول في المنهاج: "والزواج سنة مستحبة للقادر عليه". وهو يقول إنه كان لا يأكل من فاكهة دمشق، لماذا؟ قال: سمعت أنها موقوفة. سمع ولم يرَ مستنداً، سمع أنها موقوفة فلم يعد يأكل. من فاكهة دمشق أبداً لئلا تكون موقوفة لطائفة معينة من الفقراء وأنه ليس داخلاً في هؤلاء. كيف كان يأكل؟ أول شيء كان يصوم كل يوم. وهل صيام الدهر ليس حراماً؟ قال فيها اثني
عشر قولاً للعلماء في الروضة، يقول فيها اثني عشر قولاً. هو غير متزوج وقال من استطاع. مَنْ استطاع منكم الباءة فليتزوج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم. فصام الرجل وكان يأكل من أقراص تصنعها له أمه في نوى. وهي كانت من بلدة على بعد ستين كيلومتراً من دمشق اسمها نوى. شاعرنا قال: "وُقيتَ شراً يا نوى، ووُقيتَ من ألم النوى، فلقد نشأ بك عالِمٌ لله أخلص". على نيته وعلى علوه وفضله فضل الحبوب على النوى، فالإمام النووي شيء
آخر، توفي وعمره خمسة وأربعون سنة من الإجهاد، وهو يصوم باستمرار ولا يأكل إلا ما تصنعه له أمه، وكل هذا لورعه، فبارك الله في علمه، فألَّف "رياض الصالحين" الذي لاقى قبولاً عاماً من كل الطوائف. المسلمين لما جعله الله من إخلاص في قلب هذا الولي الكريم