قال لي لو جاء رسول الله لن أصالحك | أ.د علي جمعة

أنا شخصٌ أساء إليّ أو أسأتُ إليه، فذهبتُ واعتذرتُ له، ولكن عندما اعتذرتُ له لم يقبل اعتذاري، فأحببتُ أن أسلم عليه، فمددتُ يدي، فقال لي: "أنا لستُ مادًّا يدي إليك"، فقلتُ له: "أرجوك باسم النبي، دعنا ننهِ هذه المسألة ولنكن أصدقاء"، فقال: "حتى لو جاءني النبي أو شيخك". ما دخل... في حديثه مع شيخة، قال لها: "حتى لو جلس النبي معي، ما أنا بمسلم عليك". كانت مقهورة جداً كما
يظهر. عندما سُئل العلماء في هذا الأمر، ألّف السيوطي كتاباً أسماه "تنبيه السفهاء عن تشبيه الأنبياء". يعني من يقول: "لو جاءني النبي، لن أفعل كذا"، فإنه يؤدَّب. ويقول الشيخ عليش في فتاويه: "فإن قصد الإهانة أقيم عليه [الحد]". الحد وإن لم يقصد الإهانة أدب، يعني سيُعاقب، سيُعاقب، سيُعاقب، سيُعاقب، وهذا مذهب المالكية. وكان الشيخ ابن حجر العسقلاني عندما تأتيه مسألة مثل هذه - وهو شافعي - يقول: "تُحال إلى القاضي المالكي". لماذا؟ لأن مقام سيدنا النبي
صلى الله عليه وسلم عظيم، ونحن نقول له: هذا لو النبي أشار. سنأتي لنقبل قدميك بطرف إصبعه الصغير. قال: "إذا جاءني النبي، ماذا سيحدث لك؟". هو فقط يفعل هكذا، فقط هكذا، ها، بإصبعه الصغيرة. ماذا يفعل هكذا يعني؟ اذهبوا إليه، نذهب إليه. أنت أيها المجرم، أهو نبي؟ نحن لا نسير إلا بالنبي، نحن لا حياة لنا إلا بالنبي، هذا هو. البابُ الذي لدينا هو أننا لا نملك شيئاً على الإطلاق والحمد لله، إلا سيدنا النبي. فهذا غضبٌ ناتجٌ من العصبية والتوتر. حسناً، ماذا يفعل؟ يُكثر من الصلاة على النبي، لأن الصلاة على النبي
مقبولة، فربنا يغفر له بها. ويُعلن هكذا أنه لا... هذا سُئل سيدنا النبي، فيُكثر الصلاة على النبي. أهل. قالوا إن الله يجلب ألف صلاة في اليوم، هذه هي توبته. هل انتبهت كيف أن إساءة الأدب الناتجة من العصبية هذه تستوجب أن يقرأ ألف مرة "اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وآله"؟ هكذا، شيء خفيف، أو الصلاة التي يحفظها، أو يصلي بما يجد في قلبه، لكن سيدنا النبي عظيم الشأن. وسيدنا النبي هو بابنا إلى الله، وسيدنا النبي صلى الله عليه وسلم إذا أمرنا في أنفسنا أو أبنائنا أو أموالنا أو في أي شيء منا، نقول: لبيك،
وحينئذٍ نقول: لبيك اللهم لبيك في سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.