قضية التعددية والحرية والدعوة | المبشرات | حـ 10 | أ.د علي جمعة

قضية التعددية والحرية والدعوة | المبشرات | حـ 10 | أ.د علي جمعة - المبشرات
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على مبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد، فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته. حلقة جديدة من حلقات برنامج المبشرات مع فضيلة الإمام الدكتور علي جمعة. أهلاً بحضرتك يا مولانا. أهلاً وسهلاً. أهلاً كنا لازلنا نتحدث مع فضيلتكم عن المبشرات وعن سنن الله في الكون، سنن كونية وسنن لها علاقة بالاجتماع والنفس، وكنا وصلنا في نهاية الحلقة الماضية إلى أن الإسلام يأمرنا بحماية أماكن عبادات أهل الكتاب. نستكمل مع فضيلتكم الحوار عن سنن الله. بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول. الله وآله وصحبه ومن والاه. الإسلام واضح في قضية التعددية والحرية والدعوة. الإسلام يدعو إلى
نموذج معرفي واضح أن هناك إلهاً هو الخالق هو المحيي هو المميت ووصفه بصفاته الحسنى وأسمائه الحسنى وصفاته العُلى. والمسلم يدعو "ادعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة"، جميل يجهر بالحق ولا يمالئ فيه ويقول. وإننا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال. مبين جميل وآداب الحوار تعني أنني مقتنع ومؤمن ومتيقن مما أنا عليه، والأمر لله. لكم دينكم ولي دين. وأيضاً لا أعبد ما تعبدون ولا أنتم عابدون ما أعبد بالشكل الذي تتبعونه. لكم دينكم ولي دين. وبالرغم من ذلك فهو يترك للآخر حرية
الاعتقاد فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، لكن بعدما قال له: فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، قال: إنا أعتدنا للظالمين نارًا أحاط بهم سرادقها وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقًا. أي أنه ليس معنى ذلك أن تكفر هكذا دون عاقبة، لا من يكفر فسيعاقب أنا أقول لك الآن نعم أنت حر لكن هنا عقوبة. أنا أترك لك الحرية، ولكن ﴿فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ﴾، لكن هذه هي عاقبة الكفر. إنه كلام شديد وكلام فيه قوة وفيه وضوح جميل، لكن لا يوجد إكراه، ﴿لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ﴾، إنك لا تهدي. إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء، هذا من هذا؟ هذا سيد الخلق، هذا المصطفى الكريم
صلى الله عليه وسلم. ينفي عنه هداية التوفيق ويثبت له هداية الدلالة. إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء، فيخلق التوفيق سبحانه وتعالى في من يشاء ولمن يشاء نعم بالله طيب. إذا كان هناك دعوة وهناك حرية ولا إكراه في الدين كما قلنا لماذا لا إكراه في الدين؟ لأن المنافق هذا ضرره أبلغ من فائدته. صحيح أن الفائدة التي تأتي منه هي تكثير عدد المسلمين، لكن ما هو الضرر الناتج عنه؟ إنه ينخر في إيمان المسلمين، وأنه الذي يقول أنا كافر نبيل فارس، هذا يقول ما يعتقده، صادق يعني صادق مع نفسه. صحيح، أما الثاني فهو صادق مع نفسه وأنا سأتجنبه، سأكون عارفًا أنه كافر وسأحذر منه، كما تقول أنا حر. نعم،
لكن المنافق هذا يكذب. نعم، وإن المنافقين في الدرك الأسفل من. النار، كيف إذن أقول له تعال لكي تدخل النار وتكون في الدرك الأسفل؟ صحيح، أي كيف يعني؟ فأنا لا أريد أن أكون مع مجموعة من المنافقين، ولذلك ففي الإسلام حرية في المعتقد، ليس هناك إكراه أبداً. ودليل آخر يا فضيلتك على أن الإسلام لم ينتشر بحد السيف كما وضحت لنا في الحلقات السابقة لم يحدث أن نكون منافقين، أي لم يحدث أن انتشر هذا. دافع عن نفسه في بدر، ودافع عن نفسه في أُحد، ودافع عن نفسه في الخندق، دافع عن نفسه. كل هذه الأمور موجودة في البديهة. يدافع عن نفسي حتى الآن صحيح، وما زال يدافع عن نفسي إلى هكذا أي دولة إسلامية محتلة؟ أي قطر صحيح؟ نحن لا نحتل. لم يحدث أننا احتللنا أو وابدنا شعوباً أو مارسنا استعماراً أو أي شيء من هذا القبيل عبر التاريخ. نحن دخلنا البلاد فتزوجنا من أهلها واستوطناها ولم نكره أحداً
على شيء إلا أن يسمحوا لنا بتبليغ الدعوة. العلاقة بين المسلم والآخرين هي تبليغ الدعوة، لا الحرب ولا السلم. العلاقة هي الدعوة، ثم من أجل هذه الدعوة قد تحدث حرب، قد تحدث حرب، ومن أجل هذه الدعوة قد يحدث سلم. فعندما يأتي ويقول لي: والله التلفزيون أمامك، والراديو أمامك، والمطابع أمامك. والكتب أمامك، أقول له: "خلاص، لا توجد حرب بيني وبينك". الآن المصحف يُطبع في بلاد العالم كله. لم يكن هكذا قديما كنّا عندما أذهب، المصحف يقول لك: "لا تذهب بالمصحف إلى أرض الكفر". لماذا؟ قال: "إنهم سيمسكونه ويعبثون به ويقطعونه ويحرقونه ويحرقون قلبك عليه ويهينونه أمامك". حسناً، لم الأمر كذلك الأمر نعم، حسناً، فلماذا أحاربهم إذن؟ إنهم لم يهينوني
بل يقولون لي: تعال، سنعطيك أفضل ورق، والورق إذا أمسكته هكذا تجد أنه ذو ثقل للكتاب لا ينقطع، سأصنع لك منه المصحف وبأفضل ما يكون وبأجمل الألوان. أهلاً وسهلاً، نعم، الحمد لله، فأستفيد وأتعاون لأنه أعطاني فرصة للدعوة. ولأنه أتاح لي أن أفعل هذا، إذاً هذا هو وضع المسلمين مع غير المسلمين في داخل الديار وفي خارج الديار. المسلم أصلاً صاحب أمة الدعوة، وأمة الدعوة هذه من هي؟ إنها الدعوة للستة مليارات الذين على وجه الأرض الآن. نعم، ومن أمته؟ الإجابة: المسلمون الذين هم مليار وثلاثمائة مليون. جميل أمة الدعوة وأمة الاستجابة. نعم، جميل أمة الدعوة هم كل الناس،
وأمة الإجابة هم الذين أجابوا النبي فآمنوا به، وهم مجموعة المسلمين. حسناً، إذاً كل واحد في البشرية هو من أمتي. جميل، إذاً كيف أعمل الآن؟ لأن "أن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك مما طلعت عليه الشمس وما غربت. هذا الرجل أصلاً من أمتي ومن إخوتي لآدم، حين أرسل سيدنا علي تابعه الذي هو مالك الأشتر إلى مصر ونصحه فقال له: "فإما أن تجد أخاً لك في الدين أو مساوياً لك في الإنسانية". جميل، يعني أنت ستجد من؟ إما أخ مسلم من أمه أو يا إنسان واحد، من أمه الدعوة،
من أمه الدعوة جميلة، وابتدأ يفصّل الله تفصيلاً في كتاب كبير أعطاه له، لكنه لم يتمكن من الوصول إلى مصر لأنه قُتل قبل الوصول إليها. هذا الكتاب كتاب بديع يمكن أن يُدرس من خلاله ما علاقة المسلم بغير. المسلم كيف يرى سيدنا علي وهو باب العلم ومدينة العلم وباب العلم وحبيب رسول الله صلى الله عليه وسلم، كيف يراه وهو الخليفة الراشد، هذه العلاقة. فإذن نستطيع أن نتكلم ونقول إن علاقة المسلم بغير المسلم في داخل الأوطان الإسلامية عبر التاريخ كانت هي علاقة التعددية والدعوة والحرية والتعددية كانت.
هي مزايا الإسلام والمسلمين جميلة. بعد ذلك يمكن أن نقول إن من الأمور التي أيضاً ساعدت على نشر الإسلام الأسوة الصالحة. نعم، دعوة هذه، دعوة بماذا؟ فهناك دعوة بالقول ودعوة بالحال. جميل، دعوة بالقول ودعوة بالحال. دعوة بالقول أن نمسك بالشخص ونقول له: انتبه، هناك إله وربنا موجود. هو أرسل رسوله وهو سيدنا محمد نبي، والدليل على نبوته واحد اثنان ثلاثة. هذه دعوة بالقول، أي بالكلام، إنما هناك دعوة بالحال. دخل التجار إفريقيا فتعاملوا مع الإنسان بأمانة وشرف
وصدق جميل، نعم، وجدوهم يفعلون أشياءً غريبة، يذهبون ليتوضؤوا، ما هذا؟ طهارة، وبعد ذلك يذهبون ليصلوا وهو يصلي. لا يتحدث إلى أحد بعد أن يصلي، وجهه مملوء بالنور، ونفسه مملوءة بالهدوء، وكذلك لا يكذب أبداً، وحين يقع في موقف حرج لا يكذب، صحيح أنه يسكت ولا يبيع بضائع مغشوشة، لا يكذب أبداً، فوجدوه صادقاً، وجدوه أميناً، وجدوه لا يدلس ولا يغش، وجدوه هادئ النفس، وجدوه ملتزماً بالمواعيد، ويحكون في حكاية الالتزام بالمواعيد هذه قصص وروايات وحكايات لمن يلتزم بكلمته ووعده، بكلمته ووعده.
وتوجد قصص قد تُعتبر إذا ذُكرت ربما يقول الناس عنها أنها قصص خرافية، لكنها حدثت بالفعل. من ضمن هذه القصص، حسناً، سنتعرف على هذه القصة يا مولانا بعد الفاصل، بعد الفاصل سنعرفها، بعد الفاصل نعود. إليكم فابقوا معنا، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. عدنا إليكم من الفاصل، الجزء الثاني من حلقة اليوم من حلقات المبشرات مع فضيلة الإمام الدكتور علي جمعة. كنا في نهاية الفاصل، مولانا قال لنا الدعوة بالمقال أو بقال والدعوة بالحال. تفضل يا مولانا، فالدعوة بالحال هذه أخذت إطاراً واسعاً جداً. في أفريقيا وفي جنوب آسيا وكذلك جنوب آسيا لم تصلها لا جيوش ولا أي شيء. الملايو والصين والفلبين وإندونيسيا، إندونيسيا أكبر دولة إسلامية. صحيح من ناحية ما في حروب وجماعة هناك،
في إندونيسيا لم يعد، أفريقيا كلها دخلت الإسلام بالذكر بالسبحة، دخلت الإسلام ونعم بالله. يُحكى أن واحداً من التجار. ذهب بضع بضاعته وحسب سعرها. إذا كانت قيمتها عشرة آلاف درهم وهو معه ثمانية آلاف، قال له: "معي ثمانية آلاف درهم، والألفان الباقيان سأحضرهما لك في المرة القادمة عندما أعود بعد شهر". فقال له: "حسناً، ولكن من الذي يضمن لي ذلك؟ أليس هناك شيء إيصال (كضمان)؟" فقال... قال له ماذا؟ وذهب ونزع شعرة من لحيته ووضعها في
قماط كانوا يسمونه القماط، أي قطعة قماش، وقال له: اكتب عليها أن هذه ألفا درهم وموعد السداد هو كذا واحفظها عنده. حسناً، ماذا يعني هذا الكلام؟ يعني الآن لو أن أحداً في الأسواق استهزأ بي اعطاني شعراية ويطلب مني الفين ضمان الألفين درهم هؤلاء هكذا سيحلق له لحيته كلها ويضعها له في كيس، وبعدها يبقيها في كيس والآخر يرفض أخذها قائلاً له: "لا، لست أريدها". فما هذا؟ فهؤلاء الناس دعوا إلى الله بحالهم وبتصرفاتهم، لم يجلس ليقول للتاجر هذا أنه يعني موعظة ولا فلسفة ولا أدلة قائمة ولا... أي شيء وفي الوقت المناسب جاء وأعطى له الألفين فأخذهما وقال له أين
القماش؟ لا بد أن تحضر لي هذا القماش. فرد عليه: لا، خلاص، لقد سددت. فأجاب: لا، وإلا قد يترسخ في ذهن ابنه أنه لم يسدد بعد، أو قد يترسخ في ذهن أحد ما أو نحو ذلك. آخره وصمم على أنه يأخذ القماط، كانت حياتهم هكذا، كانت حياتهم فيها صدق وشفافية وأمانة، كانت حياتهم فيها هذا النوع من أنواع المبشرات. أنا أعتبر أن هذا كله من المبشرات طبعاً. وأنت تقول لي يعني ما صفة هذا الداعية؟ جيل النصر، نعم، جيل النصر هذه صفته. أن يكون صادقاً مع نفسه، صادقاً مع ربه، صادقاً مع الناس، وأن يكون كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الراحمون يرحمهم الرحمن تبارك وتعالى،
ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء"، وفي رواية "يرحمكم من في السماء" يرحمكم بالضم معناه يدعو لهم، أي يا رب ارحمهم. يا ربّ يرحمكم بالسكون معناها ليس أنه سيرحمك عندما ترحم الناس، أي أن فيها سببية أو شرطية "ارحمهم لكي يرحمك ربنا". إذا رحمتهم سيرحمك، وإذا لم ترحمهم فلن يرحمك. نعم، والأولى "يرحمك" تعني أن الرسول يدعو لهم بالرحمة، يدعو له "يا رب ارحمهم" لكي يوفقهم ويرحمهم وهكذا. الرحمة هي أساس يقول ما هي صفات جيل النصر الموعود؟ نعم، أن يكون رحيماً. نعم، من صفاته أن يكون رحيماً لأن هذه الرحمة... نعم، مرة سأل شخص قائلاً: هل الرحمة هي الأساس أم الحب هو الأساس؟
جميل! الرحمة أم الحب؟ الرحمة عامة. نعم، الرحمة تكون بغض النظر عن الطرف الآخر. نعم، ارحم النبات وارحم الجماد لأنه يسبح، نعم، وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحه. وارحم الحيوان الأعجم، فقد دخلت امرأة الجنة بسبب كلب وجدته عطشاناً فسقته، فغفر الله لها وأدخلها الجنة. صحيح، جميل. ودخلت امرأة النار بسبب هرة حبستها لا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض الرحمة بالإنسان، من هو هذا الإنسان؟ "الراحمون يرحمهم الرحمن"، حسناً، "ارحموا
من في الأرض"، إذاً هذه الرحمة تشمل حتى غير المسلمين أيضاً، كل من في الأرض، لكن الجميع إنسان بصفة عامة. لم أسأله أأنت مسلم أم غير مسلم، فهو إنسان يمشي على رجلين، وهذا يكفي. خلاصاً، يصبح الإنسان رأسه فوق وقدماه تحت، يصبح إنساناً حقيقياً. حسناً، من الرحمة كمسلم، لا، وخذ هذه: أنا أرحم من؟ لا أعرف. نعم، إذا كانت الرحمة، فأنا رحمت الناس جميعاً ورحمته دون انتظار أو بحث. هل سيرحمني أم لا؟ جميل، إذاً الرحمة قد صدرت. دون بحث في المقابل والعوض، نعم، إنما الحب أني أحب من يحبني، نعم، وأحبه لكي يحبني. نعم،
هناك ما يشبه العقد الشفوي في الاتفاقية، مثل تبادل المحبة. إذاً، كيف أحب شخصاً يبغضني؟ هذا غير مطلوب، ليست مطلوبة. لن يحدث أن أحب شخصاً وهو جالس يبغضني. وبعد ذلك أنا أحبه، أي تكون هذه ليست حباً فقط، بل رحمة، نعم أيضاً، أو دفع بالتي هي أحسن، أو دفع بالتي هي أحسن، فالرحمة هي الأساس. ومن هنا رأينا بسم الله الرحمن الرحيم جميلاً، فهو من أسماء الله سبحانه وتعالى المشتق الحبيب، نعم، ولي حبيب عظيم لا أبوح به. أخشى فضيحة وجهي يوم ألقى الحبيب من أسمائه سبحانه مشتق، "يحبهم ويحبونه"، "يحبهم ويحبونه"، "قل إن كنتم تحبون الله
فاتبعوني يحببكم الله". فالله يحب ويُحب فهو حبيب. مشتقة يعني أخذتها من آية واستخرجتها من اسم، نعم، لكنها ليست موجودة في الأسماء التسعة والتسعين، ليست موجودة ولا في... المائة والخمسون يعني ليست موجودة في الأسماء الحسنى موجودة لا في القرآن ولا كذلك، لكنني اشتقيتها، جميل اشتقيتها، فاشتقيتها من ماذا؟ من فعل منسوب إلى الله. فالأسماء المشتقة يعني جائز أن نشتق من الأفعال المنسوبة إلى الله سبحانه وتعالى. "إن تنصروا الله ينصركم" فسميته الناصر، حسناً، لا يحدث شيء جميل أبداً. ففي الحبيب بسم الله الحبيب، أو بسم الله الرحمن الرحيم الذي هو موجود. الرحمن الرحيم إلا بالله. حسناً، لماذا لم يقل بسم الله الحبيب؟
قال لأن الرحمة هي أصل الحب، هي أصل الحب وهي أشمل منه لأنها أشمل منه، ولأنها تُقدَّم دون مقابل، دون جميل، ولكن الحب تابع للرحمة، فلأنني أرحم الإنسان أقوم بحبه لأنه يحبني فأحبه، وهكذا. فإذا كان الحب يأتي كنتيجة للرحمة، فكيف أكون أنا في صفات الشخص؟ أن يكون عندي أصول المعاني، وما هو أول أصل من هذه الأصول؟ الرحمة. جميل، وأصول الأخلاق الكرم،
عطاء الحب عطاء يستمر إذا استطعت أن أنتصر على نفسي وعلى شيطاني، وأنتصر وأتمكن في الأرض، وأنتصر وأكون نافعاً للناس، فيكون ذلك نصراً. وبذلك يصبح الجيل هو جيل النصر المنشود الذي تعبر عنه بهذا التعبير اللطيف. لذلك لا بد أن أكون رحيماً، فبداية الصفات أن تكون في الرحمة، أن يكون رحمة أن يكون المرء كريماً، والكرم هذا قد يكون في المال، وقد يكون بالدفع بالتي هي أحسن، وقد يكون بالصبر، ولكن الكرم هو أساس الحب. نعم، فالحب عطاء، وما هو الكرم إلا عطاء، فيبدأ ذلك بأن أكون كريماً. جميل، وأمضي مع الصفات بهذا الشكل. نعم، أن أكون رحيماً.
أن أكون كريماً، أن أكون قوياً، أن أكون فارساً نبيلاً، أن أكون عالماً، لأنه لا بد أن نتخلق بأخلاق الله، ولا بد أن نأتمر بأمر الله. فإذا تخلقت بأخلاقه، فلا بد أن أكون رحيماً، ولا بد أن أكون كريماً، ولا بد أن أكون قوياً، ولا بد أن أكون عالماً، وأيضاً بأمره أأتمر، بأمره. حسناً، أول شيء يقول لي: "اقرأ باسم ربك الذي خلق"، جميل. حسناً، انتهى وقت الحلقة يا مولانا؟ سنكمل في الحلقات القادمة إن شاء الله، واحدة تلو الأخرى هكذا، صفات الجيل المنشود بالنصر أو جيل الموعود بالنصر الإلهي في الحلقات القادمة إن شاء الله، إن شاء الله. بارك الله فيك يا مولانا وجزاك الله خيراً. اسمحوا لي باسم حضراتكم أن نشكر فضيلة الإمام الدكتور علي جمعة، ونشكر القائمين على هذا البرنامج، على
وعدٍ باللقاء في حلقات قادمة إن شاء الله. نستودع الله دينكم وأماناتكم وخواتيم أعمالكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.