قواعد الفقه الإسلامي | المكبر لا يكبر | ح21 | أ.د. علي جمعة

قواعد الفقه الإسلامي | المكبر لا يكبر | ح21 | أ.د. علي جمعة - فقه, قواعد الفقه الإسلامي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه مرحباً بكم أيها الإخوة المشاهدون وأيتها الأخوات المشاهدات في حلقة جديدة من حلقات قواعد الفقه الإسلامي ومع قاعدة جديدة يقول فيها الفقهاء المكبر لا يكبر والمصغر لا يصغر. بها من العربية وكانت تلك العلوم كلها متشابكة، وفي العربية المكبَّر لا يُكبَّر والمصغَّر لا يُصغَّر، فلفتت هذه الصياغة أذهان الفقهاء إلى أن عندهم أيضاً
في الفقه مثل ذلك، فكتبوا هذه القاعدة وفرَّعوا عليها الفروع. الجمع إذا وصل إلى منتهاه وهذا الذي نقول عنه صيغة منتهى الجموع أي جمع لا جمع له هناك عندنا قد يكون الكلمة لها مفرد "رجل" وتُجمع على "رجال"، والرجال نفسها قد تُجمع مرة ثانية فيصبح جمع الجمع ونقول "رجالات". أو مثلاً "نسوة" تُجمع على "نسوان"، وتُجمع النسوان على "نساء". ولكن عندما نأتي إلى كلمة "مساجد" و"مصابيح" نجد أنها نهاية الجمع، ولذلك تُمنع من الصرف. لأن المكبر وهو منتهى الجموع لا يكبر المصغر، نأتي لكلمة
رجل ونصغرها فيصبح رجيل. المصغر لا يصغر، لا نستطيع أن نصغر كلمة رجيل. بالنسبة للفقهاء تكلموا عن قضية المكبر لا يكبر وعن قضية المصغر لا يصغر في سورة ما. لو مثلاً سرق وقتل فإن المكبر لا يكبر، فنقتله ولا نقطع. يده أولاً ثم نقتله، الرجل الذي زنا وكان محصناً لا نجلده ثم بعد ذلك نرجمه، لأن المكبر وهو الرجل ماذا بعد فقد الحياة، لماذا نفعل هذا فيه، نعذبه أولاً بمائة جلدة ثم نقتله، المكبر لا يكبر
ولا يتأتى هذا إلا في حالة القصاص، حالة ما إذا اعتدى. إذا اعتدى الإنسان على أخيه فقطع يده ثم قتله، فإنه تُقطع يده ثم يُقتل؛ لأننا نريد أن نُفهِم الناس أن الجزاء من جنس العمل. فليس هنا تكبير وتصغير، التكبير والتصغير هو ما استحقوه من حقوق الله الخالصة، أما حقوق العباد فيمكن أن يكون فيها هذا الشأن، هذا التكرار؛ لأنه فعل هذا في... القتيل مثل به وعذبه وقطع يده ثم قتله، فعند القصاص يُفعل فيه من جنس ما فعله مع هذا القتيل الممثل به
المكبر، لا يكبر، ولذلك عندنا في تطهير النجاسات أنني أزيل النجاسات إلا النجاسة المغلظة الكلب والخنزير أو ما تولد منهما أو من أحدهما مع حيوان طاهر في بعض. في بعض الأحيان يخرج حيوان بين الذئب والكلب، هذا يصبح في حكم الكلب. حكم الكلب أنه إذا ولغ في إناء أحدكم فليغسله سبعاً. قلنا بالتراب حكم النجاسات عموماً أنني لو طهرتها أطهرها ثلاث مرات. كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب التثليث، يحب التثليث في اغتساله، ويحب التثليث
في وضوئه. يُستحب التثليث في إزالة النجاسة لأنه نوعٌ من أنواع التطهر ونوعٌ من أنواع النظافة وشيءٌ جميل، ولكن نأتي في الطهارة من ولوغ الكلب التي نغسل الإناء فيها سبع مرات إحداهن بالتراب ولا نتسلسل فيها لأنها فعلاً أصبحت كثيرة، فلا نزيد أكثر ونغسل الإناء واحداً وعشرين مرة إذا تسلسلنا في كل واحدة. منها يعني سبعة ثم سبعة ثم سبعة حتى أحقق التثليث، هذا كثير، فالمكبر لا يكبر. وهذا أيضاً عندما كانت
تؤخذ الجزية، فإننا لا نأخذ الجزية بعنوان الزكاة لأن المكبر لا يكبر. أما المصغر فلا يصغر. فأيضاً نتصورها في الصلاة، الصلاة إذا ما سهونا عن سنة فيها أو عن فريضة أو... عن هيئة الصلاة المكونة من ثلاثة أجزاء: أركان وسنن وهيئات. الأركان: تكبيرة الإحرام، الفاتحة، الركوع، السجود، القيام منه، التحيات الأخيرة. السنن عند الشافعية مثلاً: القنوت في الفجر والتحيات الوسطى. الهيئات: وضع اليد اليمنى
على اليد اليسرى، رفع اليدين في تكبيرة الإحرام أو في تكبيرات الانتقالات، أو التفريج بين الأصابع في... المواضع المحددة والتمام وهكذا السورة التي نقرؤها بعد الفاتحة، نقول آمين، نقول سمع الله لمن حمد، نسبح وهكذا. هذه هيئات الإنسان إذا نسي الهيئات لا شيء عليه. الإنسان إذا نسي السنن وتلبس بالفرض فإنه لا يعود إلى هذه السنن، فلو أن الإنسان نسي القنوت في الفجر وتلبس بالسجود فإنه يترك. لا يعود لا يقوم من السجود ويذهب إلى ما تركه من سنة لأنه قلنا قبل الآن أن الفرض أفضل من النفل وهو قبل السجود إذا نزل ولم يسجد بعد بل أصبحت
ركبتاه على الأرض ولم يسجد فإنه يقوم مرة أخرى من أجل أن يدعو الله سبحانه وتعالى ويحقق هذه السنة لكن إذا تلبس بالسجود فعلاً بأن كانت السبعة أعضاء على الأرض فإنه لا يعود جميل. إذا القنوت والتحيات الوسطى سنن إذا تركناها سجدنا للسهو، كذلك إذا تركنا ركناً وهو الركعة أو السجدة أو القراءة يجب أن نعود إليها ثم بعد ذلك نسجد للسهو. فسجود السهو سجدتين قبل السلام. أنا من شدة غفلتي وأنا أصلي واستوجب علي وجرت علي سجدة السهو، سهوت في نفس
سجدة السهو، سهوت فيها فسجدت سجدة واحدة ونسيت السجدة الثانية. سجدة السهو نفسها سهوت فيها فسجدت سجدة واحدة. لا أسجد سجدتين لأنني قد سجدت، سهوت في هذه السجدة. لا أفعل هذا بل أسلم وينتهي الأمر لأن المصغر... لا يصغر المكبر ولا يكبر المصغر، قاعدة صارت إلى الفقهاء من النحو، وكانوا كثيراً ما يحبون هذا الاتصال بين العلوم. إلى حلقة أخرى، أستودعكم الله دينكم وأماناتكم وخواتيم أعمالكم، فالسلام عليكم ورحمة الله.