كلمة فضيلة أ.د علي جمعة احتفالا بمولد سيدي سلامة الراضي شيخ الطريقة الحامدية الشاذلية

كلمة فضيلة أ.د علي جمعة احتفالا بمولد سيدي سلامة الراضي شيخ الطريقة الحامدية الشاذلية - تصوف, شخصيات إسلامية
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. شكراً لشيخنا وشيخ الطريقة لهذه الدعوة المباركة في تلك الليلة المباركة في هذه المناسبة المباركة، بل وفي هذا المكان المبارك. وأحييكم جميعاً بتحية الإسلام فأقول لكم: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. نحن في رحاب... قطب من أقطاب الطريقة والحقيقة والشريعة، فتح الله عليه
فتوح العارفين به، وبارك فيه وأيده وأكد تأييده عبر العصور وكر الدهور، السيد سلام الراضي رضي الله تعالى عنه وأرضاه. كل هذا الحشد الذي اتبعه يدل على أنه قد أثر في القلوب، وأنه قد وجه العقول، وأنه قد أفاض في السلوك. في سلوك التخلية من كل قبيح والتحلية بكل صحيح، في سلوك الالتزام بالكتاب والسنة، وكما قال شيخ الطائفة سيدي الجنيد: "طريقنا هذا مقيد بالكتاب والسنة"،
طريق مقيد بالذكر والفكر: "الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض، ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار". سيدي سلام الراضي كان من أولئك القلائل الذين جمع الله لهم علوماً تدور جميعاً كما دارت علوم المسلمين حول الكتاب والسنة. كان مفتوحاً عليه وكان منفوحاً، وكان إذا ما تعرض لتفسير القرآن
سمعت منه العجائب. يُروى أنه قد جاءه جماعة من هيئة كبار العلماء، وهيئة كبار العلماء نشأت في الأزهر. الشريف سنة ألف تسع مئة وإحدى عشرة وانتهت سنة ألف وتسع مئة واحد وستين، وكان أول من فيها على رأس أربعين شيخاً الشيخ محمد راشد، كان إماماً من أئمة التفسير وكانت طريقته نقشبندية. جاءه العلماء، فلما رأوا واستمعوا إلى الدرس وإلى تلك الفتوح، أخذوا يسألونه ويزدادون منه، وبعد
ذلك كشأن... البشر غار أحدهم من سجد سلامه، كيف يُفتح على هذا الرجل الذي لم يأخذ العالمية الظاهرية، وكيف يأتي بهذه العجائب والغرائب ونحن لا نعرفها؟ فسأله سؤالاً من أسئلة الامتحان، ففهم الشيخ مراد هذا الإنسان، قال له: "إذاً أنا أسألك سؤالاً"، قال: "وما هو؟"، فبدأ في هذا السؤال، قال: "لا، اكتبه". لي وأنا أجيب عنه، كتب الشيخ
رحمه الله تعالى في أربع صفحات وبحث عن هذا المعترض فلم يجده، فذهب به مع سيدي محمد بن الشيخ سلامة إلى شيخ الأزهر حينئذٍ، وكان يُسمى بالإمام الأكبر والأستاذ الأعظم، وكان يُسمى بشيخ الإسلام، وما ذاك ذهب إليه بالسؤال ذي الصفحات الأربعة، وكان الشيخ وهو الشيخ محمد الأحمد الظواهري رضي الله تعالى عنه وكان من أهل الطريق ومن أهل الله لم يكن منحرفاً
عن أولياء الله وعن المفتوحين عليه المفتوح المفتوحين عليهم وعلى المنفوحين من عند الله سبحانه وتعالى فلما قرأ الصفحة الأولى قال له إذا تأتيني بعد أيام حتى تأخذ الرد وسيكون إن شاء الله رداً وافياً كافياً. أتى سيدي محمد بعد الأيام المعدودة فوجد قصاصة ورق لا أكثر منها ولا أقل، وفي الورق مكتوب: يجيب على هذا السؤال من سأل. يعني لا نعرف، لا
نعرف أن نجيب على السؤال الذي مثل هذا، لكن شكل السؤال واضح، ما أحد سيجيبه إلى الذي حد، وهذا من. حُسنُ اعتقادِ الشيخِ في أولياءِ اللهِ الصالحينَ الكبارِ وهذا إحقاقٌ للحقِّ ووضعٌ للأمرِ في نصابِهِ، وهذهِ نفحةٌ ربانيةٌ. على مرِّ العصورِ رجعَ علماءُ الظاهرِ إلى علماءِ الباطنِ حتى يتعلموا الحقيقةَ التي مَن أنكرها فقد أنكرَ الحقَّ. ذهبَ السؤالُ إلى الشيخِ محمدٍ بخيتٍ، والشيخُ محمدٌ بخيتٌ في هذا الوقتِ كان قد ترك الإفتاء
وكان رضي الله تعالى عنه أعلم من في الأرض. قالوا إنه كانت تأتيه الفتوى فيجيب عنها موثقة من الكتب بعد يومين، ثم بعدما أنهى مدته كانت الفتوى تأتي من البلدان فتجلس بالأشهر بل بالسنين لا يجيب عنها أحد. كان الشيخ بخيت المطيعي محمد بخيت المطيعي رضي الله. تعالى عنه نقشبنديًا وكان بالإضافة إلى أنه من أكابر علماء الظاهر كان أيضًا من المفتوحين عليه، فلما ذهب إليه السؤال تبين أنه
هو الذي كتب الجواز. الشيخ الزواهري استعان به فهو الذي قال: اكتب لا يجيب على هذا السؤال إلا من كتبه. هذا هو مقام سيدي سلام الراضي الذي ورثة لأبنائه وأيده الله بكل هؤلاء الذين كان سبباً في هدايتهم، سبباً في التزامهم، سبباً في تمسكهم بالإسلام، بالكتاب، بالسنة، بالذكر، بالدعاء في القلوب الضارعة. يخطئ الإنسان ويصيب، ولكن تبقى القلوب الضارعة ثابتة لله، ساجدة لله، وإذا سجد القلب
لا يقوم أبداً. أضرب لكم بعض الأمثلة من هذه الفتوحات التي قد لا يلتفت إليها أحد وهي بين أيدينا، مثلاً عندما ندخل إلى الغرفة النبوية الشريفة وتحت القبة الخضراء، هناك قبة زرقاء، تحتها هذه القبة الزرقاء مكتوب عليها: "قل كلٌ يعمل على شاكلته". المعنى الذي نعرفه أن كل واحد يعمل بأصله، "قل كلٌ يعمل على شاكلته"، ولكن الغريب
ما الذي وُضِع. هذه الآية هنا: "قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ"، لماذا يعني يأتي بها على القبة الزرقاء التي تحت القبة الخضراء وفوق القبر المنير والذي أنار الدنيا - قبر سيدنا صلى الله عليه وآله وسلم؟ انظروا إلى عجائب التفسير من هذا الفتح. قال: "قل كل يعمل على شاكلته" صلى الله عليه وسلم. يعني كان الضمير ليس على شاكلة العامل بل على شاكلته صلى الله عليه وآله وسلم، فناسب وضعها
هنا بمعنى أنه ينبغي عليك إذا كنت غنياً أو فقيراً، قوياً أو ضعيفاً، صحيحاً أو مريضاً، عالماً أو جاهلاً، أن تعمل على شاكلته صلى الله عليه وآله وسلم، وأن تتمسك به فهو حبل. الله المتين وهو قرآن يسير على الأرض وهو الأسوة الحسنة وهو الملاذ الوحيد ومن سواه هذا الملاذ الذي أخرج الإمام البخاري في حديث الشفاعة أن كل الخلق يذهبون إلى آدم ونوح وإبراهيم وعيسى وموسى وكل يأتي إليه بمن بعده حتى يأتوا إلى سيدنا فيقول أنا لها أنا لها
ويذهب فيسجد تحت العرش ويلهمه الله بمحامد كثيرة لم يلهمها لأحد من قبله حتى يقول: يا محمد، ارفع رأسك واشفع تُشفَّع، وقل تُسمع. فيشفع في الخلق أجمعين، فيمن قلَّ أدبه عليه وسبَّه، يشفع في الخلق أجمعين لمن آمن به ولمن كفر، فيتحقق قوله تعالى: "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين". هذا الموقف هو الذي سيحقق هذه الآية الشريفة لهذا المقام الجميل بحار لا تتناهى، يقول
ربنا سبحانه وتعالى في آخر سورة التوبة: ﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾، فكان يقف أهل الله عند "لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ"، لا يقفون عند "أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ" يعني. هو حماية لنا يعني تعرضوا على أعمالكم فإن وجدتم خيراً حمدتم الله وإن وجدتم غير ذلك استغفرت لكم، يعني هو الدرع
الذي نحتمي به جميعاً ونصدره بيننا وبين الله، ولولا الواسطة لذهب كما قيل الموصول كما قال سيدي ابن المشيش هكذا، وهو في القرآن لكن هي القضية قضية وقف هذا. الوقف يعطي أو ضمير أو اسم إشارة يعطي معاني أخرى لم تخرج عن الكتاب ويرفضها هؤلاء الذين أعمى الله بصائرهم والذين نسأل الله سبحانه وتعالى أن يرد كيدهم في نحورهم وأن يشق لهم بأنفسهم فاللهم يا ربنا افتح علينا فتوح العارفين بك واغفر ذنوبنا واستر عيوبنا ويسر غيوبنا
واحشرنا تحت لواء نبيك يوم القيامة واسقنا من يده الشريفة شربة ماء لا نظمأ بعدها أبداً ثم أدخلنا الجنة من غير حساب ولا سابقة عقاب ولا عتاب كن لنا ولا تكن علينا فارحم حينا وميتنا وحاضرنا وغائبنا وأجمعنا على الخير في الدنيا والآخرة ندعوك ربنا أن تنقلنا من دائرة سخطك إلى دائرة رضاك وأن تستجيب دعاءنا فتشفي مرضانا وترحم موتانا وتغفر لأولنا وآخرنا وتنصر مظلومنا وتفرج مكروبنا وتسدد الدين عن مديوننا يا رب العالمين أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك. نسأل الله سبحانه وتعالى أن يرد كيدهم في نحورهم وأن يشغلهم بأنفسهم.
اللهم يا ربنا افتح علينا فتوح العارفين بك واغفر ذنوبنا. واستر عيوبنا ويسر غيوبنا واحشرنا تحت لواء نبيك يوم القيامة واسقنا من يده الشريفة شربة ماء لا نظمأ بعدها أبداً ثم أدخلنا الجنة من غير حساب ولا سابقة عقاب ولا عتاب، كن لنا ولا تكن علينا، فارحم حينا وميتنا وحاضرنا وغائبنا وأجمعنا على الخير في الدنيا والآخرة، ندعوك ربنا أن تنقلنا من دائرة سخطك إلى دائرة رضاك وأن تستجيب دعاءنا فتشفي مرضانا وترحم موتانا وتغفر لأولنا وآخرنا وتنصر مظلومنا وتفرج مكروبنا