كنت ارتكبت ذنبا كبيرا وتبت فهل تكفى التوبة أم هناك كفارة؟ | أ.د علي جمعة

سائل يقول كنت أرتكب ذنباً كبيراً وتبت إلى الله فهل تكفي التوبة أم أن هناك كفارة؟ تكفي التوبة، والتوبة من كل الذنوب تكفي، بل إن الله سبحانه وتعالى يفرح بعبده التائب فرحاً شديداً. توبوا إلى الله واتركوا المعاصي مهما تكاثرت، وابدؤوا صفحة جديدة مع الله. جددت حياتك، ولما
أتى ماعز. الأسلمي وكان قد ارتكب الفاحشة والعياذ بالله تعالى يقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم: "ارتكبت كذا، أقم علي الحد". جادله رسول الله وأراد أن يصرفه ستراً عليه، وحتى لا يستهين الناس من بعده بهذا الأمر، أمر إقامة الحدود، وأن الحدود أصلاً وضعت لبيان عظم هذه المصائب التي وضعت بإزائها. تلك الحدود فهي كبائر وفواحش تفسد النفس وتفسد
المجتمع وتفسد الناس، ولكنها ليست انتقاماً وليست قسوة أو عنفاً أبداً، هي ليست كذلك، بل هي من أجل أن يعلم من لم يرتكبها أن هذه المصائب والقاذورات إنما هي من الكبائر عند الله. النبي أشاح بوجهه كأن لم يسمع واشتغل بشيء. عن يساره فأتاه عن يساره وقال أقم عليّ الحد فتغافل عنه ونظر إلى يمينه فجاء عن يمينه أربع مرات ثم
إنه أراد أن يجعل له فسحة فأتى بأهل قومه وقال لهم: "أمجنون هو؟" يعني لو كانوا قالوا مجنون، لكان خلص الأمر، فهو مجنون، هيا امشِ. قالوا: "أعقلنا وأحكمنا يا رسول". الله لم يفهموه ماذا يريد سيدنا، سيدنا يريد أن يوجد له مخرجاً، كأنه أحاله على المجلس الطبي بلغة العصر هكذا، فقالوا: لا، هذا مريض جداً. المهم أنه عندما صمّم، أقام عليه الحد ولم يسأله عن الطرف الآخر وليس له علاقة، ستر الله هذا الطرف، خلاص في الستر، الأصل هو الستر ليس. الأصل التفاخر والولاية
أن هو يعني ماذا تقي نقي يعني لا أنت لست لا تقياً ولا نقياً أنت فضاح ومن ستر مؤمناً في الدنيا ستره الله يوم القيامة فلما أقاموا عليه الحد وبدأ الدم يسيل قال أنا لم أفعل هذا فأكملوا عليه قام هرب قفز من الحفرة كانوا عملوا له. حفرة كذلك دفن الحفرة وهرب فجمعوه ورجموه، فرجع عمر وكان ممن كان حوله وحكى ذلك لرسول الله، قال له: "أفلا
تركتموه؟ هذا رجع في إقراره". فأخذ العلماء من "أفلا تركتموه" جواز عود المعترف بإقراره عندما يمس الحد يقول: "أنا كذبت"، خلاص نصدقه. معنى الكلام هذا أن الله لا يريد. دماء قرابين بشرية، هو يريد تعظيم الذنب وإبعاد الناس عنه، ولا يريد انتقاماً ولا يريد شيئاً من هذا. ولذلك ظل المسلمون في أركان الأرض سنين طويلة، أكثر من ألف ومائتي سنة الآن، لم تُقم تلك الحدود في بلاد المسلمين. لماذا؟
لشدة شروطها، هذه الشروط عجيبة غريبة في هذا الحد، فمن ارتكب شيئًا من هذه القاذورات ثم تاب فلتحسن توبته بكثرة الصلوات والذكر والامتناع عن المعاصي، وإذا أراد أن يتصدق بشيء فإن الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، وليكثر من الوضوء، وليكثر من نفع الناس، وليكثر من ذكر الله، ألا بذكر الله تطمئن القلوب، وليس عليه كفارة محددة ولا عليه. شيء يفعل