كيفية الصلاة في مسجد مكون من طابقين | أ.د علي جمعة

سؤال يقول إنهم بنوا في البلدة مسجداً من طابقين، طابق أرضي، وبعد ذلك أرادوا التوسع ولم تكن هناك أرض متاحة، فقاموا ببناء طابق ثانٍ، والإمام يكون في الطابق العلوي، فهل تجوز الصلاة في الطابق السفلي؟ نعم، كل من في المسجد سواء في العلو أو السفل تجوز صلاته، انظر كيف. كانت المساجد الكبيرة قديماً مثل الأزهر وما شابهه تحتوي على سراديب، وهذا هو الدور البدروم، هل تفهم؟ لكن حالياً الواضح أن هذا الدور فوق الأرض، نعم، ولكن يوجد فوقه أيضاً، ولا يحدث شيء عندما نصلي
هنا ونصلي هنا ونصلي هنا وهكذا إلى آخره. كان هذا هو المسجد الذي يصلي فيه الشيخ كشك. رحمه الله، ثلاثة أربعة أدوار الملحق الذي بالمسجد الذي وراء هكذا، لكن ما سؤاله؟ كان الشيخ كشك يصلي في مسجد عين الحياة، لكن هذا يصلي في الأعلى، يصلي في الأعلى والناس الذين في الأسفل، سواء في الأعلى أو في الأسفل أو في أي مكان، قال: فإن صلى بصلاة الإمام في أي مكان كان. ما دام في المسجد، فماذا لو كان خارج المسجد؟ خارج المسجد يكون على بعد مائة وخمسين متراً حتى مائة وخمسين متراً من آخر صف. الناس كثُروا وخرجوا من المسجد وشكّلوا مائتي صف مثل الحرم، فتجد في وقت الصلاة في الحج كل الشوارع ممتلئة، فأنا جئت
ووقفت على بعد اثنين. كيلومتر من الحركة تجوز الصلاة، طيب آخر صف ها هو، وقفتُ أنا بعده بمائتي متر، لا يصلح ذلك، يجب أن يكون بيني وبين آخر صف مائة وخمسون متراً. وهذا يحدث في الفنادق في المدينة، تكون واقفاً في الفندق وبينك وبين آخر صف أقل من مائة وخمسين متراً، اتصلي بالحرم مباشرة لتصلي بالحرم وأنت في الفندق من جماعة الحرم المدني طيب، ولو أنه لا يوجد أحد إطلاقاً، وبيني وبين الآخر صف ثلاثمائة أو أربعمائة أو خمسمائة متر، لا يصح، لابد أن تنزل. هل فهمت؟ كيف تكون خارج المسجد أو داخل المسجد؟ داخل المسجد أي مكان يصلح: فوق، تحت،
يمين، شمال، سرداب، علو. أسفل الإمام أين؟ كله ينفع خارج المسجد مائة وخمسين متراً أقسام التي هي ثلاثمائة ذراع يعني مائة وخمسين متراً أقسام عند آخر صف. طيب سؤال: بعض الناس نراهم خاصة في الأرياف إلى الآن يصلون الظهر بعد الجمعة، بعدما يصلون الجمعة ثم يقومون ليصلوا الظهر، هو في الحقيقة... هذا يعني أن مذهب الأئمة الأربعة يقرر أن الجمعة واحدة فقط في المدينة، هل تنتبه؟ فتصلي الجمعة وأنت لا تعرف إن كانت صلاتك هي الأولى
أم لا. ليس لدينا بيان هل الأزهر صلى قبلنا أم نحن الذين صلينا قبله، أو هل عمرو بن العاص صلى قبلنا، أو الذي صلى قبلنا سيدنا الحسين، لا نعرف. قال: حسناً. صَلِّ الجمعة أداءً للفريضة وقُم صَلِّ الظهر احتياطاً، وبعد ذلك السادة الأحناف عندهم أنه إذا اتسعت المدينة كثيراً هكذا، فيصبح لكل حي جمعة خاصة به، يعني إذا كان هناك نهر أو جسر أو قنطرة أو ما شابه، فيصبح لكل منطقة صلاة جمعة. حسناً، وماذا لو اتسعت المدينة هذا الاتساع الغريب العجيب الذي نحن فيه الآن؟ مدينة فيها خمسة وعشرون مليوناً ففضلنا أن نفعل هكذا، وألف كتاب اسمه "إضاءة الشمعة
في صلاة الظهر بعد الجمعة". قديماً في الثلاثينيات والعشرينيات، وبعد ذلك شاع الاتفاق بين علماء الأزهر أن هذا من الضرورات، وأنه يجوز تعدد الجمعة، يجوز تعدد الجمعة، وأن الحال الذي كان عليه سيدنا صلى الله عليه وسلم. إنما هي حالة زمنية كانت المدينة ملتمة وكان الجميع يستطيعون أن يأتوا ليصلوا في مكان واحد، أما وقد تباعدت الأقطار هكذا، مدينة واحدة فيها اثنان وعشرون أو خمسة وعشرون مليون، فلا يصلح أن يصلوا الظهر بعد الجمعة، وماذا عن الذي يعيش على قديمه ولم يأخذ بهذا الرأي؟ هذا لا يضر شيئاً. لا يصلي الظهر لأن
القواعد الموروثة تقول صلِّ الظهر، والاجتهاد الجديد يقول لا تصلِّ الظهر، فالناس كلها أصبحت لا تصلي الظهر. لا يضر شيئاً. رأي من قراءة مؤصلة محققة مدققة شائعة. لا يضر شيئاً. فتكون إذاً صلاة الظهر بعد الجمعة إنما هي على سبيل الآية الاحتياط والزواج، من فعلها لا تُنكر عليه. لماذا؟ لأن القاعدة: "إنما يُنكر المتفق عليه ولا يُنكر المختلف فيه". ما دامت المسألة فيها خلاف فلا تنكر. شخص يقول: "الشطرنج حرام". حرام ماذا؟ أنا أرى أنه ليس حراماً، والشافعية يقولون إنه ليس حراماً. فإذا وجدت أحداً يلعب الشطرنج، اتركه وشأنه، ما شأنك به؟ لا تلعب
أنت يا أخي، ماذا تعني بأنهم لا يدعون إلى الحرية؟ حسناً، إنها حرية يا أخي، لكن ليس ضرورياً أن تفرض رأيك علي. لا، ليست هكذا، القضية ليست هكذا. القضية هي أن الدين حياة، بهذه البساطة، فلا يُنكر المختلف فيه وإنما يُنكر المتفق عليه. إذا وجدت شخصاً يشرب الخمر فأنكر عليه. وجدتُ شخصاً يُضيِّع الصلاة فأنكرتُ عليه، ووجدتُ شخصاً يكذب ويشهد زوراً فأنكرتُ عليه، ووجدتُ شخصاً يُعطي رشوة فأنكرتُ عليه، لكن الأمور الخلافية لا، لا تُنكر عليها شيئاً.