كيفية دفن المسلم في المناطق الجليدية ؟ | أ.د. علي جمعة

كيفية دفن المسلم في المناطق الجليدية ؟ | أ.د. علي جمعة - فتاوي
يُدفن المسلم في كفن بسيط. من مزايا الإسلام أننا ندفن المسلم بعد تكفينه، وهذا الكفن وهذا الدفن صديق للبيئة كما يقولون في أدبيات العصر "صديق البيئة"، لأنه متوائم مع خلق الله لهذا الكون. "منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارةً أخرى". لكنه يسأل عن أن في شمال الأرض في... القطب الشمالي والجنوبي
وفي الإسكيمو وفي هذه البلاد لا يوجد تراب إنما يوجد ثلج لأعماق قد تصل إلى عشرة كيلومترات، فعندما ندفن نحن ندفن في الثلج، وعند هذا فإن الثلج يذوب في بعض أوقات السنة فيطفو الجثمان على سطح الأرض فتلتهمه السباع والحيوانات المخلوقة في هذا المكان والغرض. من الدفن تكريم
ابن آدم، وليس الغرض منه هذا الفعل. الثلج يحافظ على الجسمان، ولذلك هو يعيش كأنه في ثلاجة، بل وأعظم من الثلاجة لأنه محاط من كل مكان بالثلج وهو في قبره هكذا. فما الحل؟ الدفن في التابوت هو الحل. الدفن في التابوت الأصل فيه الكراهة كون أننا نضع الجثمان في تابوت خشبي، وهذا مكروه وليس حراماً، هو مكروه فقط، ولكن تزول الكراهة للحاجة أو
الضرورة. إذا كانت هناك حاجة أو ضرورة، نلجأ إلى التابوت، وهذه حاجة وضرورة تزيل الكراهة. حتى أيضاً، التابوت يحتاج إلى هيئة معينة حتى يستقبل الإنسان. القبلة بوجهه وصدره فينام على يمينه، ومن هنا جاءت الكراهة، لكن نص الفقهاء على أن الكراهة تزول عند الحاجة، وضربوا
لذلك أمثلة، ومن ضمن ما ضربوه الجثمان الذي تهرأ في الحريق، يعني حصل في حريق ومات الإنسان ولكن جسمه متهرئ بحيث أننا لو جمعناه في كفن لا يجتمع فلا بد. من تابوت ليحفظ هذا الجثمان بعضه مع بعض، قالوا إذاً فجائز ونصوا عليه هكذا، قالوا إلا إذا كان محترقاً تهرأ من حريق، فكذلك هنا لا كراهة. كذلك هنا الثلج هذا الذي يلفظ الجثمان ويتركه سليماً فيجعله
للعوادي والضواري، ليس في هذا تكريم لابن آدم، "ولقد كرمنا بني آدم"، وعليه فيدفن في. التابوت يثقل حتى لا يرتفع حتى لو حدث ذوبان لهذا الثلج