كيف أجمع بين قوله ﷺ "إنك إن تترك ورثتك أغنياء خير من أن تتركهم عالة .." ...

يسأل سائل فيقول كيف أجمع بين قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إنك إن تترك ورثتك أغنياء خير من أن تتركهم عالة يتكففون الناس وبين قوله صلى الله عليه وآله وسلم ما نقصت صدقة من مال لا تعارض بين الأمرين فإن جابر عندما أراد أن يخرج من ماله أرشده رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا يفعل ذلك، ولئن ترك ورثته وأهله أغنياء خير من أن يتركهم يتكففون الناس، وسمح له بالثلث وقال له: "الثلث كثير". إذا
ما نحن نتصدق ولكن لا نتصدق بالكل، بل نترك شيئًا لمن بعدنا، ما تركناه لمن بعدنا في ثواب حتى اللقمة. تضعها في فم زوجتك لك صدقة، إنما الأعمال بالنيات، فإذا أردت إغناء أهلك فلك الثواب، وإذا أردت معونة الفقراء فلك الثواب، والثوابات لا تتزاحم، يعني لا أحد يقول لك لا تتصدق وتترك الصلاة، بل سأصلي وأتصدق، ولا
يقول لا تزكِ وتترك الصدقة، بل سأزكي وأتصدق. تصوم وليتك تصلي أيضاً. عليك أن تفعل الاثنين لأن الثواب لا يتزاحم. ماذا يعني لا يتزاحم؟ يعني لا يضر بعضه بعضاً. ولذلك عندي مال وفق دليل الرسول بالثلث. هذا الثلث لم ينقص المال، لماذا؟ لأن معي ثلاثمائة ألف، ثلثهم مائة ألف، وقد تصدقت بهذا الثلث. قال لي: ما رأيك في المائتين؟ الألف التي بقيت تساوي الثلاثمائة في البركة، فلا ينقص المال من صدقة، وفي نفس الوقت سأترك المائتين لأهلي، فلا يوجد أي تعارض
بين الأمرين.