كيف نتدبر القرآن؟ |أ.د علي جمعة

سنتدبر القرآن كيف؟ أحدهم يسأل هكذا سؤالاً جميلاً. أول شيء وأنت تقرأ القرآن أن تبحث عن السنن الإلهية التي أرشدك الله إليها، تبحث عن المبادئ العامة التي ينظّم بها ربنا عقلك. "لا تزل وازلة وزر أخرى"، "عفا الله عما سلف"، "إلا ما قد سلف". هكذا يعني هناك نحو ثلاثين مبدأ تبحث عنها. عن الدلالة الاستقلالية فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون فاعتبروا يا أولي الأبصار ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا وانتبهوا كيف أن الله يحب المحسنين وانظروا إلى الذين يحبون ربنا والذين يكرهون ربنا وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين هكذا انظر ما الذي يحبونه وما الذي ينبغي ألا يحبوه، وأنت تقرأ
القرآن تدبّر هكذا، تأمّل في السنن الإلهية، في الدلالة المستقلة، في المبادئ العامة، فالقرآن كله هداية، ولا تلعب معه لأنه هدى للمتقين وليس للاعبين. إن لعبت به سيُضلّك دائماً، هو نفس النص وستجد نفسك متضايقاً، وهو عليهم عمى. نفسه وما يزيد الظالمين إلا تباراً، هو نفسه الذي هو شفاء لما في الصدور وهو رحمة للعالمين، وهو لماذا هنا هكذا؟ لأنه ظالم، لأنه يدخل ليلعب مع القرآن. فأنت سلّم نفسك للقرآن تجده قد فتح لك بعض المغاليق، إلا فهماً يؤتاه أحدنا في كتاب الله كما قال سيدنا علي رضي الله عنه. رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ