لا أتصور أن يغفر الله لي..

أنا لا أتصور أن يغفر الله له لأنه ارتكب ذنوباً كثيرة. لا، ربنا غفور. انظر، لم يقل غافر، بل هو غافر وغفار وغفور. انظر، لاحظ صيغ المبالغة. "يا ابن آدم لو جئتني بقراب الأرض ذنوباً ثم جئتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة". حسناً، تراب الأرض كيف يكون؟ فلنحسب مساحة الأرض، لنذهب إلى علم الجيولوجيا. ونحسب مساحة الأرض ونرى كم تبلغ هذه الطبقة التي فيها التراب، كم متراً، ثم نضرب هذه المساحة في الأمطار، ونضرب هذه الأمطار
في ذرات الرمل أو التراب المكوِّنة لهذا التراب. فستكون النتيجة كم؟ ستكون أكثر بتريليون مرة من عدد ثواني عمرك. يعني لو أنك عشت مائة سنة، فكم ساعة فيها؟ اضرب في... ثلاثمائة خمسة وستين ضرباً في أربعة وعشرين ضرباً في ستين ضرباً في ستين أيضاً تحصل على الثواني. العدد الناتج اضربه في تريليون كي يساوي عُشر تراب الأرض. يا ابن آدم، لو جئتني بتراب الأرض، والله ما هو ممكن، ليس ممكناً أن تجاهر ربك بالمعصية كتراب الأرض ولو.
أردت لأن الزمن لا يكفي، زمنك لا يكفي ولو عشت ألف سنة، زمنك لا يكفي. شخص يريد أن يعصي ربنا، كل همه ثانية يقضيها في المعاصي، كل همه ثانية. في النهاية لن يستطيع أن يأتي بواحد على تريليون مما وعد الله أنه لو أتى به لغفر له. مع من نتحدث هنا؟ قال ربنا: فإن كان كذلك فأنا لا أتصور أن يغفر الله للناس في ليلة
واحدة. لا يا حبيبي، هذا في لحظة واحدة لأن أمره بين الكاف والنون، "كن فيكون" على الفور. ولو أن بني آدم وقفوا في صعيد واحد - كم عددكم؟ يعني سبعة مليارات - وقف هكذا، وقف أنت، قف في صعيد. واحد هكذا وطلب كل واحد منهم حاجاته. كل واحد عندما يعرف ذلك سيطمع، فالذي يقول له أعطني ملك الأرض، والذي يقول له لا، عشرة أمثال الأرض، والذي يقول له لا، مائة مثل الأرض، والذي يقول له حسناً، اغفر لي ذنبي. فأعطيت كل واحد حاجته، ما نقص ذلك من ملكه. إلا كما ينقص المخيط حين يدخل في البحر، فما الأمر؟
اعلم أن ربك واسع واسع، وأنك لا شيء، أنت كالعدم ولا قيمة لك. أنت لا شيء على الإطلاق. هذه هي الحقيقة، ولأنك لا شيء وربك واسع، احترم نفسك أمامي وكن محسناً.