لا أريد الانجاب وزوجي يريد الانجاب فما الحكم؟ | أ.د علي جمعة

تقول أنها متزوجة ولديها طفلان ولا تريد الإنجاب مرة أخرى، فهل عليها شيء؟ لا، ليس عليكِ شيء. قالت: حتى لو كان زوجي متشوقاً لطفل ثالث؟ لا يحدث شيء. الإمام الغزالي قال: ما دمتِ لا تريدين الحمل فلا تحملي. فقالوا: الإمام الغزالي، لماذا هذه لا تريد أن تحمل؟ أنت تعرف لماذا؟ قال: لماذا قال لهم؟ قال لهم كي تحافظ على جمالها. وقال لهم: لو كانت تريد الحفاظ على جمالها، فالمرأة لها ألا تحمل، فهي حرة
شرعًا. وحينئذٍ هذا الرجل يمكنه أن يتزوج ثانية، وفي هذه الحالة لن نقول له، ولن نستطيع أن نفعل معه شيئًا، ولكننا ننصحه. أي أنه قال له من أجل الذرية، من أجل الذرية. زادت عن اللزوم، والإمام الشافعي يقول: وحينئذ في هذا الوقت لا يتزوج خوفاً من الفتنة على الولد، في هذا العصر الذي نحن فيه. والنبي أمرنا بالتكاثر، قال: "تزوجوا تكاثروا فإني مباهٍ بكم الأمم يوم القيامة"، وقد تكاثرنا بالفعل، الأمر قد حصل. كل بلد يا إخواننا له رقم قياسي، رقم. نهايته هكذا، مصر أربعون مليوناً. نحن أصبحنا تسعين،
والله أعلم إن كنا تسعين أو مائة. مصر أربعون مليوناً، هذا هو رقمها. مساحة الأرض، المباني، المدارس، التاريخ، وما إلى ذلك، هذه تستوعب أربعين مليوناً. نحن خلاص تكسرنا. محمد علي باشا عندما جاء وجدنا اثنين مليون ونصف، سنة ألف وثمانمائة وخمسة، صنع الأمر أولها ألف وثمان. مائة وعشرة، أعطنا مائتي سنة التي صار فيها اثنين مليون ونصف إلى مائة، ليس كلاماً. هذا الكلام يعني مضروب في أربعين يا إخوان. منذ ألف وثمانمائة وثلاثين بدأ منحنى السكان في العالم من أجل النظام الغذائي والنظام الدوائي يزداد ولا يقل أبداً، حتى أصبحنا سبعة مليارات، وآية ذلك حديث
رسول. الله صلى الله عليه وسلم قالوا: أمن قلة نحن يومئذ يا رسول الله؟ قال: أنتم يومئذ كثير، ولكن غثاء كغثاء السيل، ينزع الله المهابة من قلوب عدوكم ويلقي الوهن في قلوبكم. قالوا: وما الوهن يا رسول الله؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت، كراهية لقاء الله. فإذا، يا جماعة، نحن زدنا. ونفّذنا الأمر بشكل ممتاز. لنتوقف الآن، يكفي هذا، إلا إذا كان لدى كل شخص أحد عشر واثنا عشر وسبعة وثمانية، فهذا لا يُرضي ربنا. علينا أن نعلمهم ونربيهم ونقيهم بقدر الإمكان، والهادي هو الله. اللهم جنِّبنا الفتن ما
ظهر منها وما بطن، فبالقلب يُستدل. ويقول: إن النبي لم يقل لنا تكاثروا، لقد تكاثرتم بالفعل. ثم بعد ذلك في المائتين، أي سنة مائتين، أحل لأمتي العزوبة كما أحللت لهم الزواج. يعني إذا كان هذا في سنة مائتين، أي منذ ألف وأربعمائة سنة، ألف ومائتي سنة، فلنفهم بشكل صحيح، نحن هكذا قد انكسرنا والحمد لله. لله، اضبط إذاً على التسعين منهم لكن علّمهم، أما نحن فهكذا غير متعلمين، والعلم هو المفتاح، لن نستطيع أن نفعل شيئاً إلا بالعلم.