لقاء أ. د علي جمعة مع قناة روسيا اليوم ببرنامج حديث اليوم

أهلا بكم مشاهدينا الكرام، آمال الحناوي تحييكم من القاهرة ولقاء يتجدد عبر برنامج حديث اليوم، ويسعدنا أن يكون معنا في هذا اللقاء فضيلة الأستاذ الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية السابق ومنسق عن جبهة مصر بلدي، أهلا بكم في هذا اللقاء، أهلا وسهلا بكم. بداية، لماذا تنادون بترشيح المشير السيسي؟ في الانتخابات الرئاسية القادمة، يجب أن يكون الرئيس القادم مدركا لشؤونه، عالما بزمانه، وأن يكون قويا، وأن يحظى بقبول في الشارع المصري. وهذه الصفات، وخاصة أن المشير عبد الفتاح السيسي رجل معلومات بالأساس، مدير مكتب المشير السابق ورئيس المخابرات
الحربية، له هذه الخلفية السياسية المعلوماتية والقوة والشعبية تداعيات استخدام الخطاب الديني في ترويج اتجاه سياسي محدد، فالسياسة بالمعنى العام للدين دور فيها، أما السياسة بالمعنى الحزبي فيجب على الدين ألا يتدخل فيها، وهذا هو التلبيس الذي قام به الإخوان عندما أوهموا الناس وهم حزب في الحقيقة أنهم يستخدمون الدين وكأن غيرهم ليسوا على الدين أو كأنهم ضده الدين فدخلوا في كيان مختلق وجعلوا الدين في مواجهة الحياة وجعلوا الدين في مواجهة الناس والدين ليس له صدام مع الحياة الدين جزء من الحياة الشعب المصري يقبل الدين قبولا عاما حتى يقال إن الشعب المصري شعب متدين باعتبار الدين
جزءا من الحياة الدين مكون من مكونات الحياة الإخوان الجريمة التي ارتكبوها أنهم جعلوا الدين في مواجهة الحياة في صدام مع الحياة وهنا سيرفضهم الشعب كيف ترى فكر جماعة الإخوان المحظورة الإخوان يمثلون ظاهرة التي تسمى بظاهرة الإسلام الموازي وحتى نفهم كلمة الإسلام الموازي فإن علينا أن نتخيل أنهم أتوا بالإسلام ووقفوه أمام مرآة فمن الذي انعكست صورته في المرآة الإسلام، لكنه في الحقيقة ليس الإسلام، بل هو صورة الإسلام. إذا أردنا الدقة، لو أمرنا هذه الصورة أن تذهب، أن تأتي، أن تسجد، أن تركع، فإنها لا تستجيب. لا بد أن يكون الإسلام الحي هو الذي يستجيب،
أما الإسلام الصورة فإنهم قادرون على تشويهها، وعلى رسم أشياء وتعتيمات في المرآة الصورة المنطبعة في المرآة منطبعة على مرآة غير صافية، لقد فعلوا هكذا تماما والناس احتارت أليس هذا هو الإسلام؟ الإجابة كلا، الذي يتبنونه ليس إسلاما، الذي يتبنونه صورة مشوهة للإسلام. ولماذا نرى الأزهر دائما تحت القصف الإعلامي من أنصار جماعة الإخوان المحظورة؟ لأن الأزهر هو الذي يمثل مشروع الإسلام الحقيقي. الأزهر هيئة تعليمية هيئة دعوية هيئة تدعو إلى عبادة الله الواحد الأحد وعمارة الكون وتزكية النفس مشروع إسلامي متكامل هذا هو المنافس المزيف جماعة الإخوان المسلمين
تدعي أن معها المشروع الإسلامي ليس هناك معها أي مشروع إسلامي ومن أجل هذا فهم في منافسة مدعاة مع هذا الصرح الشامخ الذي ظل ألف سنة ولذلك هم في خسارة دائمة، ما هي أسباب تصاعد لهجة الخطاب التكفيري في السنوات الأخيرة؟ الإحباط بعد انهيار الخلافة العثمانية في السادس من مارس سنة ألف وتسعمائة وأربعة وعشرين، حدث هناك إحباط في العالم الإسلامي، ظلت سياسات الرجل المريض وصراعات الدولة العثمانية مع روسيا من جانب ومع الغرب من جانب آخر مع إيران من جانب ثالث والعالم الإسلامي من طنجة إلى جاكرتا
ومن غانا إلى فرغانة ماذا يفعل مع هذا الضعف كل هذا حدث فيه تموجات وحدثت فيه شروخ هذه الشروخ أدت في النهاية إلى السبعينيات حيث بدأت جماعات التكفير في الظهور وهي ظهرت مع شكري مصطفى الذي كان أحد أعضاء الإخوان المسلمين وبدأ هذا النوع مع سيد قطب الذي كان أحد أعضاء الإخوان المسلمين وأبو الأعلى المودودي الذي كان أحد أعضاء الإخوان المسلمين وهكذا ما هي تداعيات سلوكيات جبهة النصرة وداعش وكتائب أنصار بيت المقدس على صورة الإسلام الصحيح إنها تختزل الإسلام في القتل والإسلام يحرم القتل ويفرق دائما ما بين القتل والقتال، فالقتال يكون تحت راية، ويكون لهدف نبيل، ويكون لدرء
الدماء، ويكون بقوانين نظمتها اتفاقية جنيف الأولى واتفاقية جنيف الثانية، وهناك آداب حتى للحرب، والحرب لا بد أن يكون لها هدف ويكون لها وقت ويكون لها غاية، وفيها تفاوض وفيها سكوت وفيها انطلاق وهكذا، فهذه جريمة إنسانية منذ أن قتل ابن آدم الأول أخاه لأسباب غير مقبولة وحتى الآن فالقتل حرام والقتل مجرم في جميع أنظمة العالم وجميع أديانه وجميع مذاهبه الأخلاقية، وجريمة الانتحار حتى كل إنسان يقتل نفسه مجرمة أيضا، فكون أن يأتي شخص جاهل يختزل الإسلام فيما حرمه الإسلام فهذا نوع من أنواع الغباء عندما يقول إن الإسلام هو كذا
فهو يشوه صورة الإسلام ويقدم الإسلام بصورة مشوهة أي أنه يمارس التشويه فهو مشوه وهو أيضا بهذا التبني مشوه أمام العالم بالتأكيد أن كثيرا ممن لا يعرفون الإسلام يتخذون هذا الجانب السلبي وإن كان أقل أي جماعة داعش على داعش كذلك لا يزيد إطلاقا عن عشرة آلاف إنسان في حين أن المسلمين وصلوا إلى مليار ونصف ضد هذا التوجه، ما هو مفهوم الجهاد في الإسلام؟ الجهاد مفهوم واسع ففيه لما رجع من غزوة قال رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر، أخرجه البيهقي في الزهد والجهاد بمعنى مجاهدة النفس، بمعنى مجاهدة الدنيا، بمعنى البناء،
بمعنى التكافل الاجتماعي ورعاية الآخرين من الأرامل والمرأة المعيلة والأطفال واليتامى وكذلك من الجهاد. قال له: ألك والدان؟ قال: نعم يا رسول الله. قال: ففيهما فجاهد، فجعل بر الوالدين من الجهاد. ولو تتبعنا هذا لوجدنا أن الجهاد له مفهوم واسع لا يقتصر على القتال في سبيل الله فقط، ولكن حتى إذا كان القتال فهو لا بد أن يكون في سبيل الله ولا بد أن يكون لرفع العدوان وصد الطغيان "وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين" هذا القرآن، كيف ترون الدعوة للجهاد في سوريا ومصر من أجل إقامة الخلافة الإسلامية، هذا نوع من أنواع التخلف العقلي ولا علاقة
له لا بالدين ولا بالواقع. ويقول الإمام القرافي في الأحكام في تمييز الفتاوى عن الأحكام أن هناك بعض الناس ينظرون في الكتب ويأخذون منها ما يظنون أنه حكم لله ومن غير أن يدركوا الواقع يحاولون أن يوقعه على واقع مختلف تماما فقد شروط ما في الكتاب فهو الضال المضل يعني الذي يسميه ضال مضل ليس نحن هذا الذي يسمي هذا النوع من أنواع التفكير بهذه السذاجة والاختزالات المتتالية وعدم إدراك الواقع ضالا مضلا الإمام القرافي المالكي إذا نحن أمام ظاهرة اختزال للمعاني وجهل بالدين وبالواقع ترون الخطاب الديني للشيخ القرضاوي في السنوات الأخيرة خاصة دعوته
لإسقاط عدد من أنظمة الحكم، هو الرجل أولا منذ نحو عشرين سنة لم ينظر في كتاب ولم يؤلف مؤلفا، والذي يؤلف له الكتب سكرتيره، هو لم يفعل هذا إطلاقا وهو منذ ثلاثين سنة وهو مسكين يصلي على الكرسي حالته الصحية متدهورة أما في الفترة الأخيرة فقد أصيب بالزهايمر، والزهايمر لا يقدر معه على إدراك الواقع. أنا أسمعه كثيرا فأراه يسب ويلعن ويقل أدبه، ليس هذا القرضاوي الذي عرفناه منذ عشرين أو ثلاثين سنة، كان مؤدبا كان هكذا، لكن الزهايمر طبعا وتصلب الشرايين المسكين يعني يجعلنا نعذره ولا نلتفت كثيرا
لما يصدر منه لأنه معذور بالمرض لمصلحة من إشعال الصراعات الطائفية في المنطقة عندنا الحقيقة مصالح ومبادئ السياسة العالمية تقدم المصالح على المبادئ ولا يلتفتون إلى المبادئ إلا إذا كان هناك مصالح تحققها لهم والمصالح في نهاية الأمر هي متعلقة بالدرهم والدينار بالدولار والروبل في النهاية في النهاية مدرسة فرانكفورت في الإعلام تقول لك والله إنها التي تكسبها تلعبها، الغاية تبرر الوسيلة لأن السياسة ذهنيتها هكذا مكيافيلية منذ عهد مكيافيللي مع كتاب الأمير، فلمصلحة من؟
لمصلحة أصحاب المصالح، أصحاب المصالح يريدون ماذا؟ يريدون درهما ودينارا، وأخيرا ما هي مخاطر التجريد على الجيش المصري؟ الجيش المصري فيه مسلمون يوجد مسيحيون ولا يوجد في ذلك حرج والقيادة هكذا ما الجيش المصري لم يصطدم بالشعب أبدا ولذلك فمخاطر التحريض عليه هي مخاطر التحريض على الشعب المصري. في نهاية اللقاء فضيلة الأستاذ الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية السابق، شكرا جزيلا لكم على هذا اللقاء. أهلا وسهلا بكم، شكرا وشكرا لكم الكرام على حسن المتابعة وإلى اللقاء