لقاء الجمعة | الحلقة 8 | أ.د. علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه مع سيدنا الرسول صلى الله عليه وسلم فيما بلغ عن ربه وترك لنا من المحجة البيضاء التي ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك نعيش هذه اللحظات عسى أن تتنزل علينا الرحمات والسكينة وتحف هذا المجلس ملائكي ويجعله الله لنا ثوابًا يوم القيامة في ميزان حسناتنا آمين. سؤال ورد تقول الحاجة
فاطمة إنها تبلغ من العمر في عقدها الثامن، عندها ستة وسبعون سنة، وأنها كانت محافظة على الصلوات طوال حياتها والحمد لله رب العالمين. كبرت في السن وهي تسير فكُسرت فقعدت، فلم تستطع الوضوء. لم تستطع الصلاة وتقول إن أبناءها نصحوها بأن تتيمم وأن تصلي في مكانها، لكن قلبها - وهي التي كانت تصلي طوال حياتها - لا يطاوعها. إنها خجلة من الله، خجلة
من الله، وتقول: "كنت شابة وأذهب وأجيء، وكنت كثيراً هنا وكثيراً هناك، والآن أنا غير قادرة على الصلاة، وأن أذهب وأتيمم؟" إنها غير راضية أن تدخل. لا يا حاجة، فطري أولادكِ. أما الصحيح فتيممي وتيممي على مذهب المالكية. أحضري قطعة حجر هكذا - الحجر عندنا يعني الصخرة - ضعيها بجانبك، اغسليها جيداً في أمانة الله وطهريها، ثم اضربي عليها مرة لوجهك ومرة ليديك فقط وانتهى الأمر. وصلي، فالصلاة عماد الدين، الصلاة ذروة سنام الأمر، يعني أعلى جزء. في الجمل وِزْر وتسنام الصلاة وأنت
سِتّ. هي القضية أنكِ مستحية من ربنا، والحياء هذا على فكرة عليه أجر. الحياء هذا عليه أجر، لا تنتبهي أنتِ، لكن الصلاة مهمة وهي الوعاء الذي تضعين فيه ثوابك مع ربنا، فلابد أن ترجعي إلى الصلاة مرة أخرى. تضربي هكذا؟ طيب مَن الذي... قال لنا هكذا سيدنا، قال هكذا فيما نزل عليه من قرآن: "فَتَيَمَّمُوا"، هو الذي قال هكذا، قال: "فَتَيَمَّمُوا" أمر ها هو. وفيما أرشدنا إليه، التيمم طهارة لمن فقد الماء، والفقد قد يكون شرعياً وقد يكون حسياً. حسياً يعني المياه أمامي ها هي لكنني لست قادراً
على استعمالها، المياه أمامي، فيكون هذا فقداً شرعياً. لكن الماء غائب عني ولا يوجد أبداً ماء فهو مقطوع، فيكون هذا فقداً حسياً سواء كان الفقد حسياً أو شرعياً. حتى لو كنت أسمع الماء بأذني وهو يجري، لكنني غير قادر على النهوض، والحاجة فاطمة مكسورة، فإذاً تتيمم وتصلي. أين تصلي؟ على السرير. كيف تصلي؟ ولو بالإشارة. ولو تحني رأسها هكذا للركوع وقليلاً هكذا أيضاً للسجود، وقلنا مالكية لماذا؟ لأن الجماعة الشافعية الذين يجلسون يقولون لك هذا يجب أن نضرب هكذا على التراب وليس التراب وأشياء مثل هذا. والأطباء يعودون ليقولوا لنا كيف تُدخلون تراباً على المريض؟ ليس شغلنا، فنقوم نفعل
ماذا؟ نقلد من أجاز. الذي هو سيدنا من؟ سيدنا الإمام مالك، وشيخ شيخك يصبح شيخك. فالإمام مالك هو شيخ الإمام الشافعي، فشيخ شيخك يصبح شيخك أنت أيضاً. إذن السيدة فاطمة، رسالة ها نحن نوجهها إليها أن تتيمم، وأن تتيمم بالحجر، لتضعه بجانبها هكذا على السرير، وأن تصلي ولا تترك الصلوات، وأن الله يتقبل القول بالطهارة ممن فقد الماء ولو مائة سنة، يعني لو مكث مائة سنة وهو فاقد للماء يتيمم. الشريعة هكذا جميلة وسهلة وميسرة. رأيت العلماء الكبار، كبار كبار العلماء كبيراً في السن، كان عمره - الله يرحمه - حينها
فوق التسعين. انظر ماذا يعلمنا العلماء، كنا في مؤتمر الصلاة فحضرت ووجدته. مشى وذهب ووصل عند عمود قاعة المؤتمرات المصنوعة من الرخام، والرخام من الصعيد عند الإمام مالك، هذا كان يعني ماذا؟ من علماء المالكية خرجنا هكذا. ذهب وهو لا يتوضأ، غير قادر، لو رفع رجله ستنكسر، وذهب وضرب على الرخام الخاص بالعمود، ضرب عليه ضربة لوجهه وضربة ليديه وذهب. وقف في الصف قبل آبائنا ومشايخنا وعلمائنا، هم الذين نقلوا لنا الدين.
لم يقل فقط بل عمل، يعلمنا كأنه يرسل رسالة، أو كأن الله خصصه ليرسل رسالة إلى أن هذا - إلى هذا الحد - الدين جميل، ها هو كذلك، لقد أخذ بعضه ومضى. نعم، أنت شاب وقادر على الوضوء، يجب أن تتوضأ، حسناً، أعطاك الله. الصحة وهناك أناس فوق التسعين قادرون على الوضوء، لكن الذي لا يستطيع الوضوء ماذا يفعل؟ على الفور إياك أن تترك الصلاة. ترتيب الأولويات صحيح عند سيدنا الشيخ هذا، فقد ضرب على الرخام ومسح على وجهه ويديه في منتهى السهولة واليسر. إياك أن تترك الصلاة، فهذه رسالتنا للحاجة فاطمة. أنت قلت أن خُفَّها هذا
هو ما ستأخذ عليه ثواباً، من أين أتيت بهذا؟ إن شاء الله أتيت به من حديث الرجل الذي حكى عنه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه جمع أبناءه حوله في مرض الموت وقال لهم: "يا أولادي، إنني عملت أفعالاً سيئة جداً طوال حياتي وأنا خائف". خائف جداً من ربنا جداً، انظر انظر كيف خائف جداً من ربنا ومستحٍ منه. فأنتم أوصيكم أنني عندما أموت احرقوني، احرقوا جثتي
والتراب الناتج عن الحريق انثروه في كل مكان لكي لا يستطيع ربنا أن يجمعني مرة أخرى. عقليته هكذا، إنه لا ينتبه إلى أن الله يقول للشيء كن فيكون. اجتمعي يا آيات والذرات. تعلموا فقط ما الذي حرّكه يعني يقول هذا الكلام الفارغ، هو فاهم خطأً لكن في داخله حياء من الله، هذا الحياء يخيفه ويخجله، فجاء يوم القيامة فقالوا له: "أنت الذي تشككت في قدرة الله". قال: "يا لها من مصيبة! يعني أيضاً الأعمال السيئة كثيرة، وبعد ذلك
أيضاً تُحمّلونني جريمة أخرى؟" قالوا له: لا أعلم أن الله قد غفر لك. ربنا غفر له بماذا؟ بالحياء الذي في قلبه من المعصية، من القصور والتقصير، من أنه لم يكن منضبطاً مع ربنا. وهذا الحياء مع الجهل. الحاجة فاطمة لا تعرف المعلومة أنه يجب ماذا؟ أن نصلي ونستمر على الصلاة، وتظن أن الذي يتيمم يكون... الذي لم يكن يصلي أي الذي لم يكن يصلي فليتيمم، لكن الذي كان يصلي فلا يترك الصلاة. هي تظن هكذا خجلاً وحياءً من الله سبحانه وتعالى. نقول لها: لا لا، حتى الآن كنت في حالة ماذا؟ ستتركين الصلاة؟ لكن لا، إياك أن تظني هكذا، هذا خطأ،
والشريعة تقول لك: قومي صلي. شخص آخر يسأل... يقول لي إنني أحضر اجتماعات طويلة تضيع علي صلاة العصر، ولا أستطيع أن أقوم لأنني إذا قمت سأخسر، وإذا قمت من الاجتماع سيتفق الناس المجتمعون عليه ويخسرونه أو يفعلون كذا وكذا. فما الحل؟ الحل في حديث ابن عباس في صحيح مسلم، أخرجه مسلم، أنك وأنت تصلي الظهر وعندك اجتماع صلِّ. الظهر والعصر جمع تقديم أربع ركعات وأربع ركعات، أربع
ركعات وأربع ركعات، وإذا كان في حالة العشاء فتصلي المغرب وتصلي معه العشاء ثلاث ركعات وأربع ركعات، ليس هناك قصر فنحن لسنا مسافرين بل نحن مقيمون، أو جمع تأخير إذا كان الاجتماع من الساعة التاسعة صباحاً وسيستمر حتى الخامسة، قم بالجمع. الظهر مع العصر والمغرب مع العشاء وهذا الكلام نافع، انظر التمسك بالصلاة، كل هذا تمسكاً بالصلاة وليس تفريطاً في شأن الصلاة، لا فشأن الصلاة عظيم، ولكن هذا تعظيماً لقدر الصلاة. دعنا نجمع، ما حديث ابن عباس؟ قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة من غير
عذر. مِن سَفَرٍ أو مَرَضٍ، الظُّهْرَ والعَصْرَ والمَغْرِبَ والعِشَاءَ، وفي رِوَايَةٍ ثَمَانِيَةٌ وَسَبْعَةٌ، ثَمَانِيَةٌ الَّتِي هِيَ أَرْبَعَةٌ وَأَرْبَعَةٌ، وَسَبْعَةٌ ثَلَاثَةٌ وَأَرْبَعَةٌ الَّتِي هِيَ المَغْرِبُ وَالعِشَاءُ. رِوَايَةٌ تَقُولُ هَكَذَا وَالرِّوَايَةُ تَقُولُ هَكَذَا، فَسَأَلُوا سَيِّدَنَا حَبْرَ الأُمَّةِ ابْنَ عَبَّاسٍ وَقَالُوا لَهُ: انْتَبِهْ أَنَّ هُنَاكَ
اجْتِمَاعَاتٍ سَتَحْدُثُ وَهُنَاكَ عَمَلِيَّاتٌ جِرَاحِيَّةٌ سَتَحْدُثُ وَهُنَاكَ ستحدث دوريات وستحدث أشياء وسيكون هناك مرور، ويؤذن للمغرب وأنت واقف في شارع عبد الخالق ثروت، ولا تعرف كيف تتحرك حتى العشاء، أين ستترك السيارة؟ وماذا عن الذي خلفك والذي أمامك؟ وهكذا. قال: لكي لا يجعل على أمته من حرج، بالمؤمنين رؤوف رحيم، فوسّع عليه؛ إن الصلاة كانت على المؤمنين. كتابًا موقوتًا، فلننتبه أن الظهر والعصر هما معًا، إما قبل أو كل واحدة في وقتها، أو متأخرًا. المغرب والعشاء كذلك مجموعة واحدة هكذا. هل انتبهت؟ إما قبل
أو بعد أو متتابعًا. والإمام النووي في شرح مسلم عندما وصل إلى هذا الحديث قال: يا أخي، والله أنا لا يعجبني. المفسرون الذين فسروا كلام سيدنا الإمام النووي لأنهم يقولون إننا لا نريد أيضاً ألا يستفيدوا من هذه الرخصة عندما كان الوقت لا يزال متسعاً. فقام أحدهم وقال: "لا، نجمع جمعاً صورياً". كيف نجمع جمعاً صورياً؟ قال: "نأتي قبل أذان العصر بثلاث دقائق ونصلي الظهر، ومع أذان العصر نأتي ونصلي العصر". فالإمام قال له: هذا جمع صوري وهو أصعب من الالتزام بالوقت، أي أن هذا معناه أنك تريد الانتباه إلى الوقت فيكون هناك حرص
شديد على أن ترى كم تبقى على العصر فتصلي ثم العصر. ما هذا؟ قال: لا، هذا لرفع الحرج، وهذا فيه حرج في هذه الصورة، ولذلك ماذا نفعل يا... فضيلة الإمام قال بشرط ألا تكون عادة، يعني عندما يكون لديك اجتماع، أو عندما تكون لديك عملية، أو عندما يكون لديك دورية، أو عندما يكون لديك ظرف خاص بالمرور وهكذا. لكن يعني ألا تصبح عادة، إنما هو لرفع الحرج، فالدين يسر وجميل، ولكن الصلاة شأنها
عظيم. وشخص يقول: أبي رجل مقتدر وغني. لكن علته أنه لا يخرج الزكاة، غير راضٍ بإخراج الزكاة، فهل يجوز أن أخرجها من مالي عنه؟ هل تفهم كيف؟ يعني يقوم هو بإخراجها بنية أن هذه زكاة أبيه. يجوز ولك الثواب، لكن هذا لن يرفع عنه العقاب، لن يرفع عنه العقاب، إنما يجوز لأنك...
كأنك تقول إن المبلغ هذا عشرة آلاف جنيه، هل أنا وهبت لأبي، أيجوز ذلك أم لا؟ يجوز، وسأخرجه بنية الزكاة. حسناً، يُخرِجه بنية الزكاة. إذن هنا نحن لم نحرم الفقير من شيء، وأين يكون إذن "إنما الأعمال بالنيات"؟ هذا الرجل الذي بخل على نفسه وعلى الفقراء مما أفاء الله عليه من فضله. لن ينال ثواباً يعني؟ حسناً، لن ينال ثواباً، فهل يسقط عنه العقاب؟ أي أنه لا يُعاقب، لكن لا يوجد ثواب. وجهان، قولان للعلماء: هل سيسقط عنه العقاب لأنه حصل أن شخصاً سدد عنه؟ فيكون قد انتهى الأمر وخرجت، أما هو فلن ينال ثواباً. فالمسألة لها وجهان: درء
العقاب ونفيه. العقاب سلب العقاب يعني إنهاء العقاب. والناحية الثانية الثواب، هو لن يأخذ ثواباً، لن يأخذ ثواباً، لكن سيُعاقَب. قولان: نعم سيُعاقب، والثاني يقول: لا، لن يُعاقَب. نحن دائماً نكون ماذا؟ نرغب أن لا يُعاقب، ربنا يغفر له. لماذا؟ عندما ربنا يغفر له، يقوم ربنا يهديه. ما هو ربنا... إذا غفر له سيهديه، فلندعُ له دائماً بالهداية. شخص يسأل ويقول: "أنا مبتلى ببلوى عظيمة جداً". ما هي؟ يقول: "أنا مبتلى بشرب الخمر - والعياذ بالله تعالى -
فهل يجب عليّ الاغتسال بعد كل مرة أشرب فيها الخمر؟" الخمر عندنا نجسة، الخمر نجسة - والعياذ بالله - لا أعرف كيف يطيقونها، لكنها نجسة. هواس يشربها هكذا، يشرب نجاسة يعني، هو يشرب شيئاً يفرح؟ إنه يشرب نجاسة. طيب شرب، فيكون أبوه قد تنجس، ماذا يفعل وهو متوضئ؟ هو متوضئ، سنفترض هكذا. هو يقول لي: أنا محافظ على صلاتي. العلة والبلوى التي أبكي عليها ليل نهار، لا أستطيع أن أتوقف عن شرب
الخمر. نقول له أول شيء... حافظ على صلاتك جداً وتمسك بها جداً، هي التي في يوم من الأيام ستساعدك على ترك هذا المنكر الحرام. ثانياً، أنت متوضئ لازم تمضمض فمك وجوباً، لازم تمضمض فمك وجوباً، ليست سنة. أنت لست متوضئاً وتريد أن تتوضأ والمضمضة سنة، حقك أصبحت فرضاً لكي تُخلص النجاسة التي نجستها. بها فمك رقم ثلاثة، لا يوجد اغتسال ولا شيء. رقم أربعة، هل أنت شربت وسكرت أم لم تسكر؟ قال
لي: لا، أنا لا أسكر، إنما أنا بالكاد آخذ هكذا فقط. جسمه - يا عيني - يدعوه إلى الشرب مثل الإدمان والعياذ بالله تعالى. ربنا يعافي الحاضرين والسامعين منها، فجسمه يدعوه له. يشرب فذهب يشرب فمه هكذا، فعندما يشرب الفم هذا يجب عليه أن يتيمم. هل هو بعقله سليم ويقود السيارة وواعٍ ويعرف كل شيء وليس مُكرَهاً؟ فنقول له: يجب أن تطهر فمك ويجب أن تذهب للصلاة، وليس هناك اغتسال. إذا كنت متوضئاً ستطهر فمك، وإذا لم تكن متوضئاً فليس هناك اغتسال في هذه الحالة. الذي مثل هذه سائل آخر يسأل ويقول لي:
طيب، أنا سكران بشدة، فهل يجب علي الاغتسال أم لا؟ السكران الشديد يكون حاله مثل الإغماء، مثل النوم الذي هو ذهاب العقل، يعني مثل التخدير الذي يأخذونه أثناء العملية، فيكون هنا زوال للعقل. إذا زال العقل بسكر أو بمرض أو بعلاج. بالنوم يجب عليه الوضوء وليس يجب عليه الاغتسال، الاغتسال ليس واجباً، أنا نمت أقوم أغتسل؟ لا، ليس هناك شيء مثل هذا. متى أغتسل؟ عندما أكون جنباً سواء كنت جنباً وأنا صاحٍ أو وأنا نائم، هذه قصة أخرى، لكن النوم في ذاته والتخدير في ذاته وزوال
العقل بمرض أو إغماء. بذاته لا يستوجب الاغتسال، إنما الذي يوجب الاغتسال هو الجنابة، وماذا يفعل إذاً؟ يتوضأ فقط. فإذا عرفنا أحكام أخينا هذا مع دعائنا له بأن يمنّ الله سبحانه وتعالى عليه بالشفاء. السؤال وهو قادم يقول ماذا: ابتُليت بلاءً عظيماً، ابتُليت بلاءً عظيماً. أيضاً من الإيمان الذي بداخله هو. يقع نعم في الاسم نعم لكنه معترف ويريد أن يغير ويريد أن يعدل. لقد ابتُلي بلاءً عظيماً. ماذا؟ خير. يشرب الخمر والعياذ بالله تعالى. هذا البلاء وهو لا يستطيع التغيير، فهناك
شبه إدمان، نعم هناك شبه إدمان. إذًا نسأل الله سبحانه وتعالى أن يمنّ عليه بتمام العافية، يعني بالشفاء التام من... شهوته هذه، وأحدهم يقول: وأنا أصلي، أقوم ولا أعرف أأنا في الركعة الثانية أم في الثالثة أم في الرابعة. إن نسيت دائماً، العلماء قالوا: ابنِ على الأقل، الأصل هكذا. أأنا في الثالثة أم في الرابعة؟ تكون الثالثة. حتى لو كنت فعلاً - والذي خارجاً يراني أصلي أربع ركعات
- نعم، لكن... أنتَ بينك وبين ربك متشكِّكٌ، هل هم ثلاثة أم أربعة؟ يصبحون ثلاثة لماذا؟ الأقل لماذا؟ لأنه أحوط، لأنك بذلك تكون أديت أربعة بالتأكيد أو خمسة، لكن أربعة بالتأكيد. فيصبح إذا تشككت في الصلاة، ابنِ على الأقل. فقال لي: لكن لدي مشكلة أخرى. قلت له: ما هي؟ قال لي: أنا... على الدوام هكذا، على الدوام هكذا، ماذا يعني؟ قال لي: يعني دائماً موسوس هكذا، طيب صلِّ أمام شخص وانظر هل أتاك هذا الوسواس أم لا، وقل له بعد
الصلاة: "هل أنا صليت أم لم أصل؟ هل صليت أربع ركعات أم صليت خمساً؟"، سيقول لك: "صليت خمساً". فالإمام مالك ماذا يقول إذاً؟ يقول... لك يا بني على الأكثر في هذه الحالة، ولكن لكي تتخلص من الوسواس وترميه في النفايات - المعذرة - ماذا تفعل؟ تقول له: "لا، أنت تتلاعب معي"، أي أن الشيطان يتلاعب معك. حسناً، سأبني على الأكثر. قم، وستجد أن الوسواس قد ذهب. هذه الأمور مُجربة يا إخواننا. نحن جالسون نصلي، جالسين ألفاً وأربعمائة. مائة سنة في خبرة في خبرة في الصلاة، ملايين مملين صلّوا آلاف السنين مئات السنين، يعني هذه خبرة. فالكلام هذا
ليس كلاماً سهلاً، هذا كلام جاء عن تجربة. فإذا دام هذا الحال عليك ابنِ على الأكثر. طيب، سؤال متعلق بالسؤال هذا. قال لي: أنا أصلي أمام زوجتي، أمام... ابني أمام أخي أمام زميلي في العمل وقلت لهم: نبهوني عندما تجدوني صليت أربعة، قولوا فقط هكذا: "صليت أربعة" بصوت عالٍ. هل يمكنني الاعتماد عليهم؟ نعم، يمكنك الاعتماد عليهم. أتنتبه كيف؟ قال: لكن هذا خارج الصلاة، هذا شخص خارج الصلاة. قال: ولكن لمصلحة الصلاة، ستطيع
من كان خارج الصلاة. لمصلحة الصلاة ولا تطع من كان خارج الصلاة لغير مصلحة الصلاة، ماذا يعني ذلك؟ أنا أصلي ثم دخل شخص وقال لي: "القبلة إلى الشمال قليلاً يا مولانا". أقول: حسنًا، فهو يعلم وأهل المكان هم الأدرى. إنه خارج الصلاة لكن لمصلحة الصلاة، إذ يريد أن يرشدني إلى القبلة، فأطعه. أنتَ صليتَ يا مولانا أربعاً، خلاص، إذاً صليتَ أربعاً. أطاوع، فوجدني قمتُ من الثالثة، وهو يعرف هذه العبارة عني، فقال لي: عليك رابعة، قُم. فأقوم لأؤدي الرابعة. كل هذا لمصلحة الصلاة. ما دام لمصلحة الصلاة، إذاً يصح أن أطاوع
أحداً ليس في الصلاة، ليس في الصلاة الذي في الصلاة. لا ضير على الإمام إذا نسي، فالإمام قد يقوم له بعض المصلين بالتصفيق، وآخرون يسبحون له، وأمور مشابهة لذلك. لا يحدث شيء، لكننا نتحدث عما هو خارج الصلاة. فطالما كان ذلك لمصلحة الصلاة، فهو جائز. شخص يقول: أنا أتوضأ وأخرج كل يوم على العادة متوضئًا من بيته، لأنني سمعت القول الذي... يقول إن الوضوء سلاح المؤمن، ماذا يعني أن الوضوء سلاح المؤمن؟ يعني والله أنه إذا أدركته الصلاة يقوم ليصلي دون أن يضطر إلى أي شيء، يحتاج الوضوء أو شيئاً ما، فيكون دائماً
متوضئاً. عندما أكون معتاداً على هذا، لكن جاءني وهم هكذا أو شك خمسين خمسين، ماذا يعني شك خمسين خمسين؟ والوهم أقل من خمسين. ثلاثون وسبعون، ثلاثون في المائة أصاب وسبعون في المائة، ومن الثلاثين نسميها وهماً والسبعين ظناً. حسناً، خمسون خمسون يصبح شكاً، فأنا أصابني الشك: يا ترى أنا متوضئ؟ توضأت، أنا متوضئ يقيناً، لكن يا ترى نقضت وضوئي أم لا؟ تبقى متوضئاً لأن اليقين الذي هو الوضوء لا يزول بالشك. القاعدة هكذا. القاعدة الفقهية الكبيرة
"اليقين لا يزول بالشك أبداً". فإذا كنا أمام يقين بأنني متوضئ، والشك الذي طرأ: هل نقضت الوضوء أم لم أنقضه وأفكر هكذا؟ لا يا حبيبي، تبقى متوضئاً. وما دامت العادة جرت عليك أيضاً، فهذه العادة تقوي يقينك بأنك متوضئ. أنا أتذكر وأنا أتوضأ وأتنشف وما إلى ذلك، أتذكر فقط، لكنني هل نقضت وضوئي أم لم أنقضه؟ لتصبح متوضئاً بمنتهى السهولة هكذا. هل كان الصحابة هكذا؟ لم يكونوا يصابون بالوسواس والأخذ والرد والشك والريب، أعوذ بك من الشك والريب. كانوا يعبدون ربنا ببساطة هكذا، لماذا؟ لأنه شيء أساسي.
يومياً لا توجد أمة تسجد خمس مرات في اليوم سبعة عشر ركعة فرضاً وسبعة عشر سنة، لا أحد يفعل ذلك، لا توجد أمة بين الأمم هكذا. الأمم الأخرى يوجد لديها ما يسمى برجال الدين هم الذين يصلون والباقي يأتي يوماً في الأسبوع لشيء مثل ذلك، لكن كل الناس عندنا رجال. نساء وصبيان وشيوخ يصلون، ما كان أحد يفعل هكذا، لا يوجد أحد، أمة ساجدة هكذا إلا هذه الأمة، فالحمد لله الذي جعلنا مسلمين، نعم، ولكن كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله، تكليف وتشريف، كلما شرفك كلفك، كلما يشرفك يكلفك، شخص
يقول موجود أو... واحدة بواحدة، وذلك لأنها تقول: إنه موجود في الأسواق الآن مانيكير في أظافرهن، وذلك بزعم أن تصبح يداها جميلة وحسنة. حسناً، سندع هذه تضع ما تضعه، لكن هذا شفاف لا يمنع الماء. السؤال يقول: فهل يجوز الصلاة به؟ نعم، يجوز الصلاة به لأنه طاهر، لكن... ماذا تريد أن تقول؟ فهل يجوز الوضوء عليه؟ هي تريد أن تقول هكذا فقط، لكنها ذهبت وقالت ماذا؟ الصلاة به؟ انتبه جيداً للسؤال، لأن كثيراً
من الناس يسألون بشكل خاطئ، وبعد ذلك عندما يأخذون الإجابة يعممونها. هل تجوز الصلاة به؟ نعم، تجوز الصلاة به. امرأة توضأت ووضعت المانيكير الشفاف أو الذي ليس... شفاف وصلت به ماشياً صلاتها مقبولة إن شاء الله، لكن هي ليس قصدها هكذا، قصدها: أنا على أظافري المناكير هذا، أتوضأ، نقضت وضوئي، أريد أن أتوضأ، فماذا أفعل؟ قلنا لها يجب أن تزيليه بالأسيتون، شيء اسمه أسيتون أو ما شابه، هذا قديماً، لا أعرف الآن، لقد تطورت الدنيا. لكن قديماً في أيامنا كان هناك شيء يُسمى هكذا، نراه عند الفتيات، أنها معها المانيكير ومعها الأسيتون، تضع هذا وتزيله به. ماذا
حدث الآن؟ الله أعلم. تطورت التكنولوجيا، لكن هذا نوع لم يعد مثل ذلك القديم. قديماً كان كثيفاً وهذا لطيف، هذا كثيف وهذا لطيف. ماذا يعني لطيف؟ يعني... المياه تصل إلى الضفة، يعني ماذا؟ يعمل مثل الحناء. فالحناء هكذا، يضعونه على أيديهم وغيرها، إلى آخره. لكن هذه الحناء لا تمنع [وصول الماء]. هذه الحناء صبغة تصبغ الشيء، فهي هكذا صبغة تصبغ باللون الذي تريده، ولكنها لا تمنع وصول الماء إلى الأظافر التي هي جزء من الأعضاء. الوضوء يجوز على ما كان لطيفًا، أما الكثيف
فلا. ولماذا؟ لأن اللطيف خفيف والكثيف كثيف. إذا كان هناك فرق، وأنت طالب علم، فماذا تفعل؟ تقول: أفرق بين اللطيف والكثيف. قد لا يفهمك بعض الناس، ولكن لا بأس. الكثيف يعني الذي له جرم يمنع وصول الماء إلى العضو، وهذا يجب إزالته. أما اللطيف فهو الذي ما... لا يمنع وصول المياه، لا يُزال ولا شيء. أنا غرضي ليس تعقيد حياة الفتيات، فليس من أهداف الشريعة المشرّفة أن تُعقّد على الفتيات حياتهن. غرضي هو وصول الماء كما أمر الله، نوصلها بأي طريقة. فقالت لي: "لكنني متحيرة"، ووجدناها. هذا لطيف يصل به الماء. قلت لها: حسناً، توضئي.
عليه اغتسلي عليه. قالت لي: "حسناً، أنا وضعته وأنا لست متوضئة". وذهبت لأتوضأ. تتوضئين الآن. إنه مثل الحناء، لا ضرر من وضعه قبل أو بعد. فاستفدنا فائدة من هذه المسألة ومن هذا السؤال أن هناك فرقاً بين اللطيف الذي هو مثل الحناء ومثل الصبغة. ومثل هذه الأشياء وما بين الكثير من الطيب. والله ها نحن الآن مع بعضنا بضع دقائق، لكن الدقائق تجري بسرعة، الدقائق تجري بسرعة، فنسأل الله سبحانه وتعالى.