لقاء الجمعة | دلالات أسماء الله الحسنى | أ.د علي جمعة | بتاريخ 8 2 2002

لقاء الجمعة | دلالات أسماء الله الحسنى | أ.د علي جمعة | بتاريخ 8 2 2002 - اسماء الله الحسنى, تصوف
سأعود هناك
سيف فريس يتنفس ينبض بالحياة مع النيائل ينابيع نقية مجموعة الشامبو الطبيعي المسافر دع شعرك يتنفس. الطفل في مرحلة أنه يحتاج إلى حماية دائمة وشاي أحميه أكثر مما كنت. وحليب أنكر رانبلاس الجديد المعزز بالميتريكير مزيج من الفيتامينات والمعادن الضرورية للجسم إنه يقوي هذه المناعة لدي. من أجل نمو صحي، آه، أشعر بنشاط أكثر. أنا واثقة أن نيوتري كير سيحمي أطفالي. أنكر وين بلاس، الدرع الواقي لحماية أطفالك. دع شعرك يتنفس. مجموعة الشامبو الطبيعي الجديدة من سيبو كريم. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، مشاهدينا الكرام، أهلاً ومرحباً بكم في لقاء
الجمعة. نلتقي اليوم لنتحاور حول أسماء. أسماء الله الحسنى وكيفية فهم دلالاتها. وأسماء الله الحسنى كما نعلم جميعاً تسعة وتسعون اسماً استخرجها المسلمون من نصوص القرآن الكريم ونصوص السنة النبوية الشريفة. وقد ورد في الحديث الشريف أن أسماء الله الحسنى هي باب من أبواب دخول الجنة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن لله تسعة وتسعين اسماً من أحصاها دخل الجنة. أعزائي المشاهدين، ما هي الأسرار الكامنة خلف أسماء الله الحسنى؟ هل لله اسم أعظم لا يعلمه إلا قلة من الناس كما يقول البعض؟ ما حكم من سمى الله باسم لم يرد في نص كالمرضي أو السيد أو غيرها؟ ما حكم تسمية الأبناء بعبد النبي وعبد الرسول وهل يُعدّ ذلك انتقاصاً بمقام الربوبية وانفراد الله سبحانه
وتعالى بالعبادة. ضيفنا وضيفكم اليوم في لقاء الجمعة هو المفكر الإسلامي الأستاذ الدكتور علي جمعة أستاذ أصول الفقه بجامعة الأزهر. أهلاً بحضرتك دكتور. أهلاً بحضرتك. أعزائي المشاهدين، نرحب بكم وبمشاركتكم الهاتفية على الهواتف المبينة أمامكم. على الشاشة وكما عوَّدتموني دائماً من خلال لقاء الجمعة، فضيلة الأستاذ الدكتور علي جمعة. أهلاً ومرحباً بكم معنا في لقاء الجمعة، ونبدأ بأول سؤال معنا في هذه الحلقة وهو عما يُقال عن وجود اسم أعظم لله لا يعلمه إلا قلة من الناس، وأن هذا الاسم من دعا... به الله سبحانه وتعالى استُجيب له من فوره. بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. ورد في السنة المشرفة قضية
اسم الله الأعظم، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن لله اسماً أعظم إذا ما دُعي به أجاب، والله سبحانه وتعالى تشويقًا للعباد أخفى ثمانية أشياء في ثمانية أشياء من أجل أن يتشوق الإنسان للعبادة. أخفى ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان، وقيل في الوتر من العشر الأواخر من رمضان، حتى يقوم الإنسان العشرة كلها يلتمس هذه الليلة المباركة. أخفى ساعة الإجابة في يوم الجمعة، إن في الجمعة ساعة إذا ما صادَفَها عبدٌ يُصلّي إلا استجابَ اللهُ له، ولكنَّ اللهَ أخفاها تشويقًا للناسِ للعبادةِ. وكانَ عمرُ يقولُ: إنَّ صاحبَ الحاجةِ يستطيعُ أن يمكثَ من الفجرِ
إلى المغربِ يدعو اللهَ سبحانَه وتعالى، فإنه لا بدَّ أنه سيُصيبُ هذه الساعةَ. أخفى السبعَ المثانيَ في القرآنِ العظيمِ، وأخفى الصلاةَ الوسطى في الصلواتِ كلِّها، وأخفى الاسمَ. الأعظم في سائر الأسماء الحسنى أخفى ساعة الإجابة في ثلث الليل الأخير. ينزل ربنا في ثلث الليل الأخير فيقول: "هل من مستغفر فأغفر له؟ هل من سائل فأعطيه؟" أين هذه الساعة في الثلث الأخير؟ لا نعرف، ولكن الإنسان يقوم الثلث كله فيستجاب له. أخفى أيضاً وليّ الله في الناس حتى. يُربّي الإنسانَ على أن يحترمَ كلَّ الناس ولا يظنَّ في نفسه أنه أحسنُ من غيره، فيرى الشخصَ وقد يراه أقلَّ منه في العبادة، أقلَّ منه في التمسك، ولكنه لا يتكبر عليه، ولا
يعلم أن الذي أمامه هذا يمكن أن يكون حبيبَ الله أكثر منه وهو الذي يفعل ويفعل. تربية. للنفس وأخفى كذلك الكبائر في الذنوب أي ذنوب كبائر وأي ذنوب صغائر. من الممكن جداً أن أي ذنب يقترفه الإنسان يكون كبيرة حينما يرتكب مصيبة لكنه بسيط في موقف آخر. ولذلك ينبغي للإنسان أن يخلي أعماله من الذنوب كلها حتى لا يقع في الذنب الكبير. فقد أخفى الله ثمانية في ثمانية من ضمنها اسمه. الله الأعظم أو ما يُقال عن اسم الله الأعظم في الأسماء كلها. قال الأستاذ الدكتور علي جمعة: هل ذِكْر الأسماء الحسنى جاء إجمالاً وليس حصراً، وذِكْرها جاء حتى يُسهِّل الله على عباده الذين يريدون أن يتصوَّروا ذاته أو صفاته، فسهَّل عليهم بهذه التسعة والتسعين اسماً بدلاً
من أن يُحدِّد الأعداد. أو العدد الحقيقي لصفاته وأسمائه سأشرح لك مسألة لطيفة في هذه القضية. التسعة والتسعون اسماً هؤلاء وردوا في حديث واحد عن أبي هريرة أخرجه الإمام الترمذي في سننه: "إن لله تسعة وتسعين اسماً من أحصاها دخل الجنة، مائة إلا واحداً: الله، الرحمن، الرحيم، الملك، القدوس، السلام" إلى آخر الأسماء نعدُّها. نُحصِيها تسعة وتسعين، ولكن في القرآن لو تتبعنا الأسماء التي وصف الله بها نفسه نجدها مائة وثلاثة وخمسين، وفي السنة لو تتبعنا الألفاظ التي وصف النبي صلى الله عليه وسلم بها ربه نجدها مائة وأربعة وستين، ولو أننا عملنا مقارنة ما بين المائة وثلاثة وخمسين والمائة وأربعة وستين وحذفنا المكرر بينهم نجد عندنا
حصيلة في حدود مائتين وعشرين اسماً موجودين في الكتاب والسنة. إذاً هو صحيح لله تسعة وتسعون اسماً هي الأعلى، هي الأشيع، هي التي تدل على معانٍ كلية. يعني مثلاً الله اسمه القادر والقدير والمقتدر. قادر اسم فاعل، قادر فاعل، قدير صيغة فعيل، أشد منها في المعنى. مقتدر، يقولون إن الزيادة في المبنى تعني الزيادة في الحروف زيادة في المعنى، فمقتدر أقوى من قدير، وقدير أقوى من قاد، لكنه هو قادر قدرة مطلقة. فإذا كان يظن بعضهم أن "قادر" تعني قادراً على بعض الأشياء وليس قادراً على أخرى، فلا، هذا هو القدير، فما بالك إذا جاء. في ذهن الإنسان أنه قدير يعني قد يكون قديراً من جهة وليس قديراً من جهة أخرى، لا، هو المقتدر. وهكذا تأتي
هذه المجموعة: قادر، قدير، مقتدر. أهي من صفة واحدة وهي القدرة؟ وهكذا لله تسعة وتسعين اسماً، وسنرى - يعني أنا أريد أيضاً - ما معنى "من أحصاها"، ليس من عدَّها، بل من أحصاها. يعني من عاش فيها تخلق بها، أي تصبح هذه الأسماء ديدنه وحياته ومنهج تربيته وتربية أولاده. هذه الأسماء الحقيقة التي وردت في الكتاب والسنة إنما هي على قسمين أو ثلاثة عندما نتأملها: القسم الأول قسم فيه جمال: الرحمن، الرحيم، العفو، الغفار، وقسم فيه جلال: المنتقم، الجبار، العظيم، العزيز، القاهر، وقسم آخر فيه كمال
الله عندما يكون الإنسان هكذا يقول الله حتى يقولها في الاستحسان، يقولها عند الشكوى، يقولها عندما يتألم من المرض، "الله" تخرج هكذا من قلبه ففيه كمال، كمال يعني ماذا؟ يعني فيه صفات الجمال والجلال معاً سوياً، إذاً فالأسماء منها أسماء نجد أن واحداً يفهمها في الجمال والآخر يفهم... نفس الاسم في الجلال مثل ماذا؟ "جبار" "جبار" هذه خاصة بالجمال الذي قلبه رقيق الحاشية. يفهمها أنه الجبار من "جابر الكسر" وجابر خواطر الناس الضعفاء والمساكين، يا جابر الكسر. الثاني يفهمها "جبار" على ما نحن هكذا نفهمها عادةً، ويتبادر إلى ذهننا أول ما نسمعها "جبار"
يعني أنه يقصم الجبارين وهو. المنتقم الجبار لكن هذا يمكن أن نرى فيها الجمال أيضاً. جبار من جبر وليس من تجبر. معنا فضيلة الدكتور. معنا أول اتصال في حلقة اليوم من فنلندا. ألو. السلام عليكم. عليكم السلام ورحمة الله. تفضل مع اسم. أخوكم خالص العراس من فنلندا. أهلاً بك. تفضل. شكراً على البرنامج. القيم ونستكمل بسؤالك مع الدكتور، مرحبًا، تفضل بالسؤال. السلام عليكم. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. شكرًا على هذه المقدمة الرائعة، ولكن عندي سؤال لحضرتك إذا لم تمانع. تفضل. أنت قلت إن الله ينزل في الثلث الأخير من الليل. نعم. وفي هذا السياق، نعم. فمعنى قولك "ينزل الله" هكذا
قصدت؟ هكذا هكذا انتقصت ينزل الله لا يعني خذ حذرك شكراً لاتصالك شكراً شكراً لك هذه نطقت نطق الكتاب ونطقت السنة بأشياء نسبتها لله سبحانه وتعالى فيقول ربنا سبحانه وتعالى الرحمن على العرش استوى ويقول ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سموات ويقول وجاء ربك والملك صفاً صفاً ويقول بل يداه مسرورتان ويقول قل طسنا على عيني، وهكذا في القرآن كثير وفي السنة كذلك. القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبهما كيف يشاء، ويقول ينزل ربنا إلى السماء الدنيا. وهكذا الله يا أخي لا يحده
حد، لا مكان له ولا زمان يحده ويحيط به، هو سبحانه وتعالى منزه عن الزمان والمكان. وهو لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار، ولذلك كل الصفات التي نُسِبَت إلى الله إنما هي بما يليق بجلاله. حاشا لله أن يكون جسماً ينتقل من مكان لمكان أو ينزل إلى الأرض. وإذا نزل إلى الأرض، هل سيطوف حول الكرة الأرضية كلما حلَّ الليل؟ لا يا أخي، إنما هو كلمة "ينزل الله" هذا نص الحديث النبوي الشريف الذي يخاطب عقول البشر ويخاطبهم، وعقول البشر العرب متهيئة لأن الله جل جلاله لا يتصف بصفات المخلوقات والمتغيرات والحوادث، ولذلك ينبغي عليك أن تفهم كل هذه النصوص من خلال تفويض هذه الصفات لله سبحانه وتعالى. الأستاذ
الدكتور علي جمعة ندعو فنقول اللهم... إننا نسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علّمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك. هل يُعدّ هذا الأمر باباً للبعض بإضافة أسماء أخرى لله على اعتبار أنها ليست معلومة لنا بالكلية؟ في الحقيقة، هذا الأمر تكلم فيه العلماء ببساطة. وقالوا أشياءً جميلةً لطيفةً، يقولون ماذا؟ يقولون إنه هناك أفعالٌ منسوبةٌ لله: "إنْ تَنصُروا اللهَ يَنصُرْكُم"، فيأتي المرء هكذا: "حسنًا، الله ينصر، إذًا فهو ناصر ويُسمَّى عبد الناصر". طيب، "فسوف يأتي الله بقومٍ يحبهم ويحبونه"، إذًا هو الحبيب والمحب، نعم،
لأنه يحبهم، فهو يُحِب ويُحَب، حسنًا، إذًا هذه... الأفعال وردت والأسماء لم ترد، فهل يجوز أن نستجلب أو نستنبط أو نأخذ من هذه الأفعال أشياءً كأسماء؟ فقالوا: والله نريد شروطاً، ثلاثة شروط. ما هي الثلاثة شروط؟ الشرط الأول: أن ترد هذه المادة، نعم هي موجودة "يحبهما" و"يحبون" واردة في القرآن، "إن تنصروا الله ينصركم". الشرط الثاني: ألا توهم نقصاً في... حقه تعالى أنه لا يأتي أحد ليقول له: "والله، طيب أنا سأسمي ربنا خادعاً؟" لماذا؟ قال: "والله يقول: يخادعون الله وهو خادعهم"، هذا لا يصح لأن "خادعهم" هنا جاءت على المشاكلة، يعني ضد هؤلاء
الذين يريدون خداعه، يعني "وجزاء سيئة سيئة مثلها"، هي ليست سيئة بالطبع عندما أرد السيئة وأمنعها. ليست سيئة، لكن سُميت سيئة لماذا؟ لأنها كانت في مقابل صفة سيئة أخرى. "ويمكرون ويمكر الله"، ويقول: أريد أن أسمي ربنا ماكراً. قل له: لا يصح ذلك، وهكذا. إذاً لا بد أن المسألة تُرد، ولا بد ثانياً أنها لا توهم نقصاً. فعندما أقول "الحبيب"، وعندما أقول "الناصر"، هذا لا يوهم نقصاً. الخادع المام لا يصلح أن يكون رقم ثلاثة في الصفات وليس في الأسماء. سيدة فاطمة زهراء من الجزائر. ألو ألو ألو، السلام عليكم، وعليكم السلام. بيوت تدخل في موضوع أسماء الله الحسنى كما قال فضيلة الشيخ، فيها تشويق للمسلم لأنه
وردت أقوال عن الرسول عليه الصلاة والسلام ذُكرت فيها آيات. قرآنية فيها قول الرسول عليه الصلاة والسلام: رجل يقول: "اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت، الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد". فقال النبي عليه الصلاة والسلام: "لقد سأل الله باسمه الأعظم". وفيها أحاديث أخرى في الآية. ستة وعشرين من آل عمران حيث تقول آية "قل اللهم مالك الملك" فقال النبي عليه الصلاة والسلام: "اسم الله الأعظم في هذه الآية". يعني أنا أؤيد كلام الشيخ الذي يقول أنه تقريباً كل أسماء الله هي أسماء عظيمة، فيدخل المسلم مشوقاً إلى معرفة هذا الاسم
الأعظم وهنا في... شوق لمعرفة لأنني أبحث وأقرأ في أدعية وآيات فأعرف هذا الاسم الله الأعظم، فهل من الممكن أن يفيدنا الشيخ أكثر؟ شكراً شكراً يا سيدنا. هو طبعاً اسم الله الأعظم فيه أقوال كثيرة، والعلماء بحثوا فيه وفي "الله الرحمن الرحيم"، "الله الحي القيوم"، "الرحمن الرحيم"، "الحي القيوم" وفي أشياء كثيرة، لكن في الحقيقة... لو تأملنا لوجدنا أن كلمة الله لا يعدلها شيء لا في اللغة العربية ولا في غيرها، فيها خاصية عجيبة جداً. لو حذفنا الألف يتبقى من الكلمة ما يدل عليه أيضاً سبحانه وتعالى "لله". لو حذفنا اللام من الكلمة يبقى "له" سبحانه وتعالى. لو حذفنا اللام الثانية يبقى "هو"
سبحانه وتعالى. الضمير فننطقه، هو ليس هناك كلمة لا في اللغة العربية ولا في غيرها، كل حرف يسقط البقية على ذات المدلول الأول. فلفظ الجلالة في الحقيقة له قوة وله شيوع. إذاً، فلم يدعو بعض الناس بلفظ الجلالة ولا يُستجاب لهم، لأن الاستجابة لها شروط، من هذه الشروط أن يأكل الحلال. من هذه الشروط ألا يدعو بإثم، ومن هذه الشروط ألا يتعجل في دعائه، ومن هذه الشروط أن يكون مخلصاً من قلبه، ومن هذه الشروط أن يكون مستجمع الهمة في دعائه، ومن أجل ذلك تتخلف الاستجابة في الدعاء. إذاً، اسم الله الأعظم ليس مجرد لفظ، بل هو لفظ وحقيقة في... القلب ووضوح في الذهن، تعني حالة يعيشها الإنسان. فينبغي علينا ألا
نتعدى في الدعاء. وما معنى التعدي في الدعاء؟ أي أن نطلب أشياء كأن الله سبحانه وتعالى قد وعدنا بأن السماء سوف تمطر ذهباً وفضة. فيدعو أحدهم قائلاً: يا رب، في الصباح أجد تحت الوسادة خمسين ألف جنيه أو مائة ألف. جنيه، اجعلهم مائة ألف دولار يا رب! هذا لعب لا يصح، لأن الله سبحانه وتعالى خلقنا في كون وجعل له أسبابًا وأمرنا بأن نفعل هذه الأسباب. فهذا النوع من أنواع الدعاء يسمى الاعتداء في الدعاء، والاعتداء في الدعاء من أسباب عدم استجابة الدعاء. معنا اتصال آخر من مصر، ألو ألو. تفضل، السلام عليكم. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. معك محمد عطم من السويد. أهلاً بك أستاذ محمد، تفضل. نشكر فضيلة الدكتور علي على المعلومات القيمة. أهلاً وسهلاً. لديّ السؤال الأول: إذا قسمنا أسماء الله الحسنى، فمثلاً صفات تدل على
القوة، هل يمكن للإنسان أن -مثلاً- عندما يشعر... بالظلم أو مثلاً بالقهر أن يدعو الله بالأسماء التي مثلاً يا منتقم يا جبار، أو مثلاً عندما يكون هناك فرج مثلاً يدعو الله بصفاته التي تدل على الرحمة والمغفرة. وشكراً شكراً سيدنا. العلماء قالوا وأهل الله والذاكرون يقولون إن هناك ما يسمى بالتخلق وهناك ما يسمى بالتعلق، التخلق يكون للصفات. صفات الجمال التي ذكرناها تَخلُق ما معناه أنه لا بد أن أُعَوِّد نفسي على الرحمة، ولا بد أن أُعَوِّد نفسي على المغفرة، وليس نفسي فحسب، بل أنا وأولادي وأهل بيتي ومَن لي تربية عليهم، مثل الأستاذ مع طلبته، والقائد مع جنوده، وهكذا. لا بد
من التخلُّق بأسماء الجمال من الرحمة والعفو والمسامحة. واعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره إن الله على كل شيء قدير. والجانب الآخر التعلق بالمنتقم الجبار العزيز القهار، عندما يشعر الإنسان بأنه قد ضاقت عليه الأرض بما رحبت وأن الآخر قد ظلمه، ولكن "وأن تعفو وتصفحوا" - لا، هذا ماذا؟ هذا شيء آخر. فهو خير لكم، إذن لا. لا بدّ عليك أن تصبر، فصبرٌ جميلٌ والله المستعان على ما تصفون. علّمنا الأنبياء يعقوب وموسى وعيسى والنبي صلى الله عليه وسلم، كما ثبت في القرآن، أن الإنسان لا بدّ عليه من أن يصبر، وأنه لا يبادر بالدعاء على من ظلمه. ولكن إذا كان هذا الظلم مستمراً وضاقت على الإنسان أحواله... فإنه يلتجئ إلى الله أن يرفع عنه هذا الظلم بتلك
الأسماء، إذاً هناك تخلُّق وهذا دائماً، وهناك تعلُّق، والأفضل ألا نتعلق إلا عند الضرورة بأسماء الله ذات الجلال. نعم. هل بفرع الجمعة أضاف الله سبحانه وتعالى للنبي الكريم صفتين من صفاته كما جاء في الآية الكريمة والتي تقول لقد جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ وَحَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ. هَلْ هَذَا حُكْمٌ خَاصٌّ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَحْدَهُ؟ أَسْمَاءُ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أَيْضًا تَنْقَسِمُ إِلَى قِسْمَيْنِ: قِسْمٌ يَجُوزُ التَّسَمِّي بِهِ مِثْلُ "الْمُؤْمِنُ". اللهُ وَصَفَ نَفْسَهُ بِأَنَّهُ مُؤْمِنٌ، وَلَكِنَّنِي أَسْتَطِيعُ أَنْ أَصِفَ نَفْسِي بِأَنَّنِي مُؤْمِنٌ. ولو سُئلتُ أمؤمن أنت؟ بدون شك أقول نعم أنا مؤمن. ولكن
هناك أسماء لا يجوز التسمي بها. كلمة "لا يجوز" تنقسم إلى قسمين: إما مكروه وإما حرام. فهو مكروه إذا كان في الاسم شيء لا يليق، مثل "عزيز" أو "حكيم". فليس حراماً أن يكون اسم شخص "عزيز"، وليس حراماً أن... شخص يكون اسمه حكيم ولكن من الأفضل أن يسمي نفسه عبد العزيز عبد الحكيم، والقسم الثاني في ما لا يجوز هو ما هو حرام، مثل شخص سمى نفسه "الله"، فهذا لا يصح، فالله هو جل جلاله ووحده. وشخص سمى نفسه "الرحمن"، فهذا لا يصح، فالرحمن هو الله وحده، وهكذا شخص سمى... نفسه القهار لا يصح. هذا القهار هو الله وحده. فالأسماء الحسنى تنقسم إلى قسمين:
قسم يُسمح به في هذا وهو المعاني اللطيفة التي نملكها، وقسم لا يصح. لكن "لا يصح" هذه على درجتين: درجة فيها كراهية فقط، ودرجة فيها حُرمة ولا يجوز أبداً. فضيلة الدكتور، اسمح لنا أن نتوقف قليلاً. مع أذان العشاء ثم نعود لاستكمال هذا الحوار.
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر. أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله. أشهد أن
محمداً رسول الله، أشهد أن محمداً رسول الله. حي على الصلاة، حي على الفلاح،
حي على الفلاح. الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله. لا إله إلا الله، اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة، آتِ سيدنا محمدًا الوسيلة والفضيلة والدرجة الرفيعة، وابعثه اللهم المقام المحمود الذي وعدته، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه
أجمعين. أهلاً بكم أعزائي المشاهدين مرة أخرى في لقاء الجمعة، وموضوع اليوم هو دلالات أسماء الله الحسنى. نعود للحديث مع... ضيفنا الأستاذ الدكتور علي جمعة أستاذ أصول الفقه بجامعة الأزهر. فضيلة الدكتور، بعض الأسماء يُقال إن استخدام هذه الأسماء به خطأ أو نوع من الخطأ، فما مدى صحة هذا القول فيما يتعلق بإطلاق اسم كالمرضي أو السيد؟ ما حكم الشرع فيمن سمى الله سبحانه وتعالى بمثل هذه الأسماء كلمة المرضي؟ أتت من فعل يوجد في الكتاب "رضي الله عنهم ورضوا عنه"، فما دام فيه نسبة لهذا فمن الممكن أن نقول "المرضي" ولا يكون في ذلك اتهام لأي نقص. إذاً، فجائز
كلمة "السيد" وردت في السنة "إنما السيد هو الله"، يعني النبي عليه الصلاة والسلام فعلاً سمى الله سبحانه وتعالى بالسيد. هذان الاسمان لا شيء فيهما، إنما أحياناً يسمون مثلاً الحارس، فكلمة الحارس لم ترد لا في الكتاب ولا في السنة، ويسمون عبد الحارث بالسين، ولكن الله يحرس العالم ويحرس الناس وما إلى ذلك، لكن لم ترد، ولذلك لا يجوز أن نسمي الله بالحارث. حسناً، أنسميه بالحارث بالثاء والحارث؟ معناه هو الذي ينبت النبات في الأرض وهو الذي يصلح الأرض للإنبات، يعني هل المعنى هذا لطيف؟ في الحقيقة إنها تختلف وجهات النظر، ولذلك أيضًا ننزه الله سبحانه وتعالى
عن هذا الخلاف. فأيضًا "عبد الحارث" لنبتعد عنها، و"عبد الحارث" لنبتعد عنها لماذا؟ لأن هذه الألفاظ فيها إيهام ولم ترد. بوضوح في الكتاب والسنة عليكم السلام أولاً فضيلة الدكتور، لي سؤال وهو أريد منك فقط أن تعرّف لنا المذهب الأشعري بما أنني كما درست وكما علمت أنهم ينكرون في باب الأسماء والصفات شيئاً كثيراً كما هو معلوم، هذا شيء. الشيء الثاني كذلك نعلم ونسمع بأن المذهب الأشعري هو المذهب تقريباً. المُتَّبَع في الأزهر الشريف فما صحة هذا الشيء؟ والأمر الثالث أو السؤال الثالث:
هل يجوز لنا أن نسمي الله سبحانه وتعالى بأسماء؟ أو قد أكون تجاوزت في هذا السؤال. فنقول يعني نريد بعض الإجابات على الأسئلة السابقة. بالنسبة للمذهب الأشعري يا دكتور، نحن نعلم أن المذهب الأشعري كان... انتشرت [معلومات] حول احتراف شيخ الإسلام للدين رحمه الله، ولكن عندما جاء شيخ الإسلام، كان يعتقد أن مذهب الجبر والاضطرار هو مذهب أهل السنة والجماعة، ولكن هذا كان مخالفاً. فعندما جاء شيخ الإسلام بيّن هذا الأمر وتصدى له بكتاباته ومؤلفاته، ونريد منكم تعليقاً على هذا الأمر وتوضيحاً له. شكراً، شكراً. طبعاً أنا في البداية لا أظن أن هذه الحلقة مخصصة لمثل هذا الموضوع الذي يحتاج إلى شرح كبير، ولكن على سبيل الاختصار الذي لا يغني عن التفصيل، أقول لك إن أبا
الحسن الأشعري عندما ظهر، اتبعه في آرائه أغلب الأمة بخلاف شيخ الإسلام ابن تيمية. اختلف مع الأشاعرة في أمور بسيطة هل نفوض أو نثبت مثل هذه الصفات التي تكلمنا عنها من النزول والاستواء واليد والإصبع وما إلى ذلك. هناك السلف اختلفوا فقالوا تفسيرها تلاوتها وهذا كلام أبي الحسن الأشعري حتى في الإبانة أو في مقالات الإسلاميين أو في اللمع أو في غيره من. كتبه أبو الحسن الأشعري، يؤلف ابن عساكر "تبيين كذب المفتري على الإمام أبي الحسن الأشعري" ويبين أنه ليس جهمياً ولا معطلاً ولا يتكلم في الأسماء والصفات كما يدعي بعضهم. والكلام الذي يدعيه المثبتون قد يؤدي
بنا إلى تصور الله سبحانه وتعالى في أذهاننا أنه جسم، وهذا لم يقل به أحد. من المسلمين لا ابن تيمية ولا غيره لأن ابن تيمية رجل منزه وعالم من أن يجسم الله سبحانه وتعالى. مذهب الأشاعرة الصحيح وهو مذهب أهل الحق والجماعة منهم ابن حجر العسقلاني، منهم الإمام النووي، منهم الإمام البهوتي الحنبلي، منهم ابن كمال، الكمال بن الهمام، منهم البيضاوي والرازي والقرطبي، كل الذين... تقرأ كتبهم الأشعرية، فهل كل الأمة ضالة ولم يصح إلا فهم شخص لكلام ابن تيمية؟ هذا كلام عجيب. ولذلك قال الأصفهاني عندما ناقش ابن تيمية في المسألة وقالوا له: "ماذا تقول؟" والصفي الهندي كذلك، وناقشه كثير من العلماء. قال: "ماذا أقول في رجل كلما ناقشته أتاني بالرأي الثاني لأبي الحسن؟"
الأشعري، فابن تيمية نفسه كان يأخذ برأي من آراء الأشعري. انظر إلى الدقة العلمية، فابن تيمية في كل ما ذكره إنما هو أشعري. طبعاً هذا كلام مستغرب عند من يريدون تفريق الأمة، وعند من يريدون وصم جماعة الحق وأهل السنة بأنهم مخالفون لما هم عليه. ينبغي علينا يا أخي. أن نتجاوز هذا، فنحن في عصر لا يتحمل مثل هذا النقاش العجيب الغريب، إذ إن الجميع يعبد إلهاً واحداً، وهو إسلام واحد وليست إسلامات متعددة، والحمد لله رب العالمين، قبلة واحدة، نبي واحد، قرآن واحد، إله واحد. وعلينا أن نجتمع ولا نتفرق، وعلينا الاهتمام بهذه المسائل، فالجميع يؤمن بأن الله واحد أحد. هو المحيي المميت، هو القدير السميع. لم يختلف أحد أبداً من المسلمين على هذا. فعليك أن تكون
دائماً داعيةً للوحدة مع الفهم الصحيح. لا بأس، ولكن لا تتعجل ولا تقلد أحداً من الناس حتى إذا كَبُرَ هذا الواحد. بفهم خطر، دكتور علي جمعة: هناك في الأسماء الحسنى نجد الاسم وضده. بمعنى أننا نجد النافع والضار، الخافض والمعز والمذل، والخافض والرافع، والأول والآخر. ما دلالة هذا التضاد في الأسماء؟ هو ليس تضاداً، وإنما هو مقابلة. يعني دعونا نقول: ليس تضاداً وإنما نقول إنها مقابلة. هذه المقابلة تدل على الإحاطة. هو الأول والآخر، إذاً هو بكل شيء عليم. وهو بكل شيء محيط وهو على كل شيء قدير، من الأولية والآخرية، لا بداية له ولا نهاية له، هو دائم متجاوز
للزمان والمكان سبحانه وتعالى، هو النافع والضار، إذاً فليس هناك أي شيء إلا تحت سلطانه. من أراد الدنيا فعليه بالله، ومن أراد الآخرة فعليه بالله، ومن أراد الاثنين فعليه بالله. بالله هو المعز المذل قطعاً، ولذلك هناك رضا دائم عند الإنسان المؤمن، إن أصابته سراء شكر، وإن أصابته ضراء صبر، لأن الكل من عند الله. إنه هو النافع الضار، هو المعز المذل، هو الأول الآخر، هو بديع السماوات والأرض. إذاً هذا التقابل يدل على الإحاطة، يعني لو أننا رسمنا خطاً من جهةٍ ورسمنا خطاً آخر من جهةٍ أخرى يُكمل الدائرة، فالله سبحانه وتعالى يمتلك هذه الدائرة، الدائرة التي تشمل كل تصرفات الإنسان في هذا الكون، والتي تدل على الشمولية، والتي تدل على الإحاطة والشمولية، وأنه لا يكون في كونه إلا ما أراد، وكل أفعال البشر
إنما هي مخلوقة. لله سبحانه وتعالى خلقكم وما تعملون. ما مدى صحة تسمية الأبناء بأسماء مثل عبد النبي أو عبد الرسول؟ وهل تُعد هذه التسميات انتقاصاً للقيم التربوية وأيضاً عدم إفراد الله سبحانه وتعالى بالعبادة؟ في الحقيقة أن النبي صلى الله عليه وسلم عندما جاء غيّر أسماءً لم يحبها، وقد أتاه واحد اسمه... غير غراب وغراب إلى اسم آخر يُدعى شيطان وغيره، وغير بعض الأسماء التي فيها تزكية للنفس. حينئذٍ كانت العرب ترى كلمة أفلح ويسار وكلاماً مثل هذا كأنه يمدح نفسه، فلا تجعله متواضعاً، ودع أفلح ويسار ولا شيطان وغراب أيضاً. هذا منهي عنه، غير نحو أكثر من عشرين اسماً، لكنه سبحانه. الله
صلى الله عليه وسلم لم يغير عبد الدار ولم يغير عبد شمس غير عبد الكعبة غيرها لكن لم لم يغير عبد مناف في اسمه الشريف لم يغير عبد المطلب وكلها كذلك فاستدل العلماء من هذا أن عبد الرسول وعبد النبي لا بأس بها إخواننا خاصة في السعودية يعترضون على هذا ويقول: "لا، عبد هذا أمر مختص بالإله، ولابد علينا أن نحن عبد الرسول، نسميه عبد رب الرسول، عبد رب النبي". فعندما يذهب إليهم أحدهم، يقولون: "لا، أنت اسمك عبد الرسول، فلنجعلها عبد رب الرسول، أو لنجعلها عبد رب النبي". حسناً، يعني هذا السعي إلى قضية التوحيد، ونقول... نوحّد الأمة وغير ذلك إلى آخره، لكن الحقيقة من الناحية العلمية أنه ليس فيها شيء، ولذلك عندما أنجبت ولداً أو ما شابه، فليس من الضروري أن
نفعل هكذا. اسم "عبد الصاحب" هذا منتشر كثيراً عند الشيعة، و"عبد الرسول" و"عبد النبي" منتشران كثيراً أيضاً عند أهل السنة، وذلك لأن فيها خلافاً، فبعض الناس يقول نعم وبعض... يقول الناس لا، فلندعها جانباً، لأن الشيء الذي لم يُهدَ طريقه عن أسماء الله. في حديث شريف يقول: "من أحصى أسماء الله، أسماء الفضل، من أحصاها دخل الجنة". هل هذا يعني حفظها أم التفتيح أم غسل التفتيح أم عداها؟ شكراً لحضرتك تفضلاً، لا أنه يعني ليس فقط. أنه يعدها وليس فقط أنه يحصيها وليس فقط أنه يحفظها بالترتيب، لأن حتى هذا الحديث الذي ورد فيه تسعة وتسعون اسماً مروي بثلاث روايات، كل
رواية فيها زيادة ونقص نحو أربعة وثلاثين اسماً. يعني في رواية فيها الحنان المنان، وفي رواية ليس فيها التي معنا الشائعة هذه، وكلها عن أبي هريرة. وكلهم في الترمذي، فإذا الأسماء الحسنى، معنى الإحصاء ما هو، كما هو الراجح في قول العلماء أن الإنسان يتخلق بالصفات الجمالية فيها، يعوّد نفسه على الرحمة، يعوّد نفسه على العفو، يعوّد نفسه على الغفران، يعوّد نفسه على أن يكون صبوراً في الشدائد، يعوّد نفسه أن يكون كريماً لأن الله كريم وجواداً. كان النبي صلى الله عليه وسلم جواداً، وأجود ما يكون في رمضان، وهكذا فعليه أن يتخلق بأسماء الله التي هي للجمال. رسول الدكتور علي جمعة يقول: إن الله تعالى يقول له في كتابه العزيز: "ادعوا الله"، "قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أياً ما تدعوا فله الأسماء الحسنى". هل هذان الاسمان هما المفضلان عند الله إذاً، كما ورد؟ في هذه
الآية الكريمة عندما ربطهما بأن نوجه الدعاء لله سبحانه وتعالى فنقول الله أو الرحمن، لا، طبعاً هو "ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون". فلله سبحانه وتعالى الأسماء الحسنى وأمرنا أن ندعوه بأي اسم منها، لكن هذه الآية لها سبب للنزول. أنهم قالوا: ما الرحمن؟ وما الرحمن؟ تعجبوا من هذه الكلمة وأرادوا أن -يعني كأنهم- يعترضوا، كأنهم يعترضون على النبي صلى الله عليه وسلم وأنك يا محمد تأتي بكلمة لا يعرفها العرب: "الرحمن"، بالرغم من أن العرب تعرفها، ولكن هؤلاء المعترضون لقلة عدالتهم، لأنه ليست عندهم عدل ولا إنصاف، اعترضوا، فالله سبحانه... وتعالى أكّد عليهم أنه لا تتأخر عن الذكر بالرحمن ولا يهمك
ما يقولون، بل هو بسم الله الرحمن الرحيم، وجعلها في البسملة التي هي في كل سورة، بل ونقولها في كل ما له شأن، في الأكل، في بداية الأكل، في بداية الشرب، في بداية اللبس، وهكذا. فعلينا [الالتزام بذكر] الرحمن هذا. إياك أن تحرج منها، إنهم يعيرونك بها، سيقولون ما هذا "الرحمن"؟ لا، قل: ادعوا الله أو ادعوا الرحمن، أياً ما تدعوا فله الأسماء الحسنى. إذاً ينبغي علينا أن نعرف سبب النزول، ولكن ندعو بأي اسم من أسمائه تعالى، ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها. في نهاية هذا اللقاء نشكر ضيفنا وضيفكم اليوم. في لقاءِ الجمعةِ الأستاذُ الدكتورُ علي جمعة أستاذُ أصولِ الفقهِ بجامعاتِ الأزهر، شكراً شكراً لكم. نشكرُكم أعزائي المشاهدين على أملِ لقائِكم إن شاء الله في الأسبوعِ القادم، وحتى هذا اللقاء لكم سلامُ اللهِ ورحمتُهُ وبركاتُه.