لماذا حدث قتال بين الصحابة ؟ | أ.د. علي جمعة

لماذا حدث قتال بين الصحابة ؟  | أ.د. علي جمعة - فتاوي
عندما يذكر أن الصحابة حاربوا بعضهم أشعر بالحرج وأتمنى لو أن ذلك لم يحدث يا رب يا رب ما كان يحدث، ولكن هذا بيان لأن الشرع الشريف شيء والتطبيق شيء آخر. الشرع الشريف يحرم علينا الفاحشة والكذب والسرقة والاغتصاب والغيبة والنميمة وهكذا، يحرم علينا هذا لكن الواقع أن الأرض لا تخلو من هذا فهناك فائدة حول هذا المقام وهو أنها حياة والحياة يجب
علينا أن نتعامل معها. ثانياً هناك فائدة أخرى وهي أن هؤلاء الأكارم الأفاضل الأكابر ليسوا معصومين، فلا نأخذ من أحد شريعة سوى من أرشدنا إليهم رسول الله: "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، عضوا عليها". بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور، فالأمر هنا دائر بين العصمة وعدم العصمة، ودائر بين الحياة والشريعة، ولذلك نأخذ من هذه الأحداث عبرة، وكلها بقدر الله. هل يصح؟ وأيضاً هناك معجزة أنه بالرغم من كل هذه الخلافات إلا أنهم اتفقوا على القرآن، شيء عجيب غريب، كان
ينبغي مع هذه الحروب أن كل طائفة يكون لها قرآن، فإذا بالله يحفظ القرآن حتى مع هذا، فلا يأتي أحد ويقول إنهم اتفقوا على الوضع، أي على وضع هذا القرآن. أبداً، هم اختلفوا وتقاتلوا وقتل بعضهم بعضاً والقرآن ثابت. ما هذا؟ كيف ذلك؟ "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون". عندما تتأمل قليلاً هكذا تجد... معجزات في إثر معجزات حول هذا الذي نعتبره محنة ونعتبره نقصاً ونعتبره أننا نتمنى ألا كان، ولكن لما كان جعله الله سبحانه وتعالى حفظاً لكتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والعلم المُبتغى، وكيف نتعامل
في أسوأ الحالات في حياتنا الدنيا.