لم اعد اشعر بالحب لأبي فهل هذا حرام | د. علي جمعة

يسأل أحدهم يقول: أبي طلق أمي من غير سبب وهو غني مكتسب، لكنه يتزوج كثيراً ويطلق بلا حكمة وبلا سبب، ولا ينفق عليها. فلم أعد أشعر بالحب لأبي. صعب عليه أن أباه يطلق أمه، وبعدها يتزوج ثم يطلق، يتزوج ثم يطلق، يعيش حياته هانئاً ولا
ينفق على طليقته ولا على أمه أو ابنه. إذا تمت الشروط للمدخل والحكم قد مات قلبه، فإن هذا حرام. الله لم يحرم علينا المشاعر، وإنما أمرنا أن نتحكم فيها. والقوم الذين من الغيب يبغضوننا القول، والعافين عن الناس، والله يحب المحسنين. فقلبي متعلق بأبي على ما قد اقتضاه الله في طبيعة البشر. كان بها تغيّر هذا الحكم، لكن لا يتغير. البهو أبداً وكل هذا في كل معنى الله بالقلب. اللهم إني عدلت فيما أملك
فاغفرني فيما لا أملك. فكون قلبي يحمل بعض الماء، صحيح أن هذا ضد الفطرة على الأقل، ولكن إياك أن يجعلك هذا الشعور ممتنعاً عمن يغيظك. اعتبر وإياك أن تشرك به الذي هو. أكبر قضية في الفضل ما ليس لك بحق فلا تطعمه، وصاحبها في الدنيا مسؤول عنها، أي يجب أن يكون العمل عملاً سوياً، والذي في القلب يبقى في القلب. حسناً، أنا أحمل ماذا؟ أنا أرى ظلم أمي، وأرى أنه لا ينفق علي وعليها، وأرى
أن لديه تصرفات غير حكيمة، وأرى أنه يبذر أمواله. يميناً وشمالاً في نزواته ورغباته وحزين لأنه لا يحدث شيء، ولكن إياك أن تجعل هذا الانزعاج مانعاً لك من الكفالة. فليبقَ ما في القلب في القلب، والله لا يحاسبك على أن قلبك فيه غضب أو غيظ أو حكم أو كراهية، وإنما يحاسبك على التصرفات الخارجية التي تبنيها أنت على هذا، ولذلك. قال صلى الله عليه وسلم الحديث من رواية سويد مسعيد: "من عشق فكتم
فعف فمات مات شهيداً". وأحد أحب امرأة لكن هذه المرأة لم يتزوجها، فذهب كاتماً في نفسه. أما الشاهد فقال: بات لا يقاطعها من كذب ويفسد في الأرض، فهذا فساد يحاسب عليه الله وليس... ليس على مجرد أن يسقط هكذا شيء من السبي ولكن هو كتبه وعفوه فتأثر من هذا حبه ويظهر كم هو شديد جداً لكن لا يضطر فمات قوم يكتب وأن الله شهيد بعض الناس لأن الحديث فيه كلام لا أعرف ما هو هذا الحديث لكن هذا قمة في الإنسانية والحديث
جمع تطبيقاتهم الشيعة من المسلمين في كتاب الإسمان يرق الضعف عن حديث من عشق فعفّ. سويد بن سعيد يعني أن رجاله هذا فقط، يعني هكذا، لكن يحيى بن معين يقول لو كان معي فرس وركاب لغزوت سويد بن سعيد لأجل هذا الحديث. هو ليس عليه شهادة، انتبه يا سيدي يحيى الذي معي. فإذا الحديث يُقطع إلى الحسن، وليس كل ما يكون من كل أحد يُؤثر به إلا سيدنا رسول الله، كما قال: إنه ما يكون أحد يُؤخذ من قوله ويُرد إلا صاحب هذا المقام الشريف صلى الله عليه وسلم. يبقى إذن الحب والود
والتسامح والسماحة التي كانت إلى آخره التي في... القلب لا حساب عليه، إنما الحساب على ماذا؟ الحساب على التصرفات المبنية على هذا الشعور وهذا الكره. انتبه لتصرفاتك، تابع تصرفاتك، لأنك لا تستلطف رجلاً أو لا تستلطف أحداً، فإن تغضب ربك معه وتخاصمه وتبني على هذا، أو أنك لا تبر والديك، أو أنك لا لا تصل الرحب ونصل الرحب ونعمل كل شيء