لو أن إنسانا ائتمنني على سر ثم قال لي اخر اخبرني...... | أ.د. علي جمعة

لو أن إنسانا ائتمنني على سر ثم قال لي اخر اخبرني...... | أ.د. علي جمعة - فتاوي
لو أن إنساناً ائتمنني على سر ثم قال لي آخر أخبرني فقلت له لا أدري، فقال احلف بالله، فاضطررت للحلف لكي لا أفشي السر، فهل علي شيء وما الحكم؟ ليس عليك شيء ابتداءً، ولكن في المعاريض مندوحة عن الكذب، وأنت تقول "لا أدري" يعني لا تدري تفاصيل ذلك. أتعلم مكنون نيته ويكون الحالف على ذلك على الحاجة التي أنت فعلاً لا تعلم عنها شيئاً. ما دام هذا يعني لا تأخذوني عن إزعاجه وثقله، لأنه من حسن إسلام المرء تركه
ما لا يعنيه، فهو مسك تعال. قال لك ماذا؟ عدلك أي ماذا؟ السر، حسناً حسناً، أنت تعلم أنه سر. فما اسم هذه المماطلة؟ فهذه المماطلة أو هذه المشاكسة مؤداها: حسناً، احلف أنه لا يوجد سر، أو أنك لا تعلم. والله لا أعلم، يعني لا أعلم ما بين السماوات والأرض. والإمام مالك يقول إن القسم على نية الحالف، أنا الذي أحلف، وأنا الذي أعرف على ماذا أحلف. والله لا. أدري لِمَ لِمَ من لا تدري كيف؟ يعني عندما قال لك: "ها أنا لا أقصد هذا إطلاقاً"، فأنا لا أدري ما بين السماء والأرض، الملك والملكوت. هل أنا أدري ماذا في الملأ الأعلى الآن؟ لا أدري. هذه هي الحكاية، ففي المعاريض
مندوحة عن الكذب كما ورد في الأحاديث.