ماذا أفعل لو كان عدد ساعات صيامي في بلدي أكثر من ١٩ ساعة ؟ | أ.د. علي جمعة

شخص يسأل ماذا يفعل لو كان عدد ساعات صيامه في بلده أكثر من تسعة عشر ساعة. هناك أبحاث لعلماء الإسلام عندما تختل العلامات التي بموجبها يتم التكليف، أخذوها من حديث سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأن يوماً من أيام الدجال كسنة، قالوا: "أتكفينا فيها صلاة يوم يا رسول؟" قال الله تعالى لا تقدروا لها، فاستنتجوا من ذلك أنه عند اختلال علامات أضواء السماء كالشروق والغروب والاستواء والزوال وحركة الشمس في السماء، أن نرجع إلى ما سمّاه الله سبحانه
وتعالى بأم القرى، وهو قد سمى مكة أم القرى. وعندما يكون الصيام أكثر من ثمانية عشر ساعة ولو بدقيقة فإنه... يجوز لهذا الكائن في تلك البلد وقد اختلت بذلك العلامات يجوز له أن يفطر على عدد ساعات مكة، فلو كانت في هذه المدينة الفجر على الساعة الواحدة وأهل مكة يصومون ستة عشر ساعة في هذا العام، فنقول الساعة الواحدة وستة عشر تصير سبعة عشر، أي الساعة الخامسة إلا أن المغرب. على الساعة التاسعة أي بعد أربع ساعات، أو الساعة الثامنة مثلاً، فإنه يفطر والشمس بارزة. ما
الذي فعله؟ امتنع عن الطعام كامتناع أهل مكة، نفس عدد الساعات، ابتداءً من الفجر وانتهاءً بعدد ساعات أهل مكة. في عامنا هذا أهل مكة يصومون ستة عشر ساعة، وأهل مصر أيضاً يصومون ستة عشر ساعة. ساعة ولكن العبرة ليست في بلده وليست في أقرب البلاد إليه، إنما العبرة بأهل مكة لأن الله سبحانه وتعالى جعلها أم القرى. يسأل بعض الناس: ومن أين هذه الثمانية عشر ساعة؟ لماذا يعني ثمانية عشر ساعة؟ أخذوها من قول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث الوصية لجابر: "الثلث والثلث". كثير فأصبح عندهم هذه العبارة "الثلث كثير". حد الكثرة أربع
وعشرون ساعة، والثلث ثماني ساعات، يعني ست عشرة ساعة. ولكن هذا كثير، فأضافوا لها ثلث هذه المدة وهي ساعتان، فيبقى إذاً نرجع مرة أخرى إلى ثماني عشرة ساعة.