ما أداب زيارة مقامات الأولياء وآل البيت؟ | أ.د علي جمعة

ما أداب زيارة مقامات الأولياء وآل البيت؟ | أ.د علي جمعة - فتاوي
يقول ما آداب زيارة الأولياء وآل البيت الكرام في مقاماتهم من الأدب أن تدخل في سكينة متأدبا مع صاحب المقام سواء كان من الأولياء أو من العلماء أو كان من أهل البيت الكرام أو كان منسوبا هذا القبر والمقام إلى نبي من أنبياء الله وكل ما نسب إلى أنبياء الله ففيه كلام إلا أن الإنسان يستحضر ذلك النبي عند الدخول إلى مقام
النبي صلى الله عليه وسلم، فهو باتفاق بين الإنس كافرهم ومؤمنهم هو الوحيد الذي عرَّف الله قبره للعالمين، ثم يتلو مقام إبراهيم في الخليل، وكل ما سوى ذلك فقد قيل. أما مقام النبي فهو موجود لدلالة القرآن ولو... أنهم ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول فدلنا عليه نأتيه حياً وميتاً صلى الله عليه وآله وسلم، فإذا دخل أحدنا هذه المقامات الشريفة المنيفة دخل بسكينة ووقار
وعليه تخشع يفعله لله احتراماً لهذه المقامات العالية والأنوار السنية التي يحيط الله بها هذه الأماكن الشريفة، وكان مشايخنا يعلموننا أننا إذا دخلنا قلنا: "التحيات المباركات الصلوات الطيبات لله، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين"، وعند هذا المقام نقول: "السلام عليك يا سيدي" أو "يا سيدتي فلان" أو "فلانة" ممن حضر في هذه الأضرحة الشريفة، ثم
نقرأ لله سبحانه وتعالى سورة الإخلاص إحدى عشرة مرة. مرة كان سيدنا الشيخ أحمد مرسي يقرؤها اثنتي عشرة مرة، إحدى عشرة هي الواردة عن الأولياء عبر العصور لأنها وتر والله يحب الوتر، واثنتي عشرة لأن النبي قال "قل هو الله أحد" تعدل ثلث القرآن، فيصبح كأنك قرأت ما يعادل أربع مرات. هذه كانت وجهة نظر الشيخ أحمد بن الصديق. والشيخ أحمد مرسي ومن سار هذا المسار فيقرأ إحدى عشرة اتباعاً للأقدمين وحباً في الوتر، أو تقرأ اثنتي عشرة تماماً
للعدد. أي هي ثم بعد ذلك تقول: "اللهم إني أهب ثواب ما قرأت إلى روح فلان الفلاني، اللهم لا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده واغفر لنا وله" وعلم قائم في. الأولين والآخرين واحشرنا تحت لواء نبيك يوم القيامة واسقنا من يده الشريفة شربة ماء لا نظمأ بعدها أبداً، اللهم أدخلنا الجنة من غير حساب ولا سابقة عقاب ولا عتاب. السلام عليكم ديار قوم مؤمنين، أنتم السابقون ونحن اللاحقون بكم إن شاء الله تعالى. اللهم لا تحرمنا أجرهم ولا تفتنا بعدهم. ثم تسلم وتنصرف. بعضهم يزيد على ذلك بطلب الدعاء. أنت
للتو أعطيته هدية، قل "هو الله أحد" إحدى عشرة مرة، فيمكن أن تطلب مني الدعاء: "يا سيدي فلان، ادعُ الله لي أن يغفر لي وأن يرحمني وأن يتقبل مني" وما إلى ذلك. فالأرواح تدعو في الملأ الأعلى، تدعو. ربها والنبي صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه البيهقي يقول: "تُعرض عليّ أعمالكم، فإن وجدت خيراً حمدت الله، وإن وجدت غير ذلك استغفرت لكم". إذاً، فهذا وارد أنهم يسمعوننا، وفي حديث القليب في البخاري: "أيسمعوننا يا رسول الله؟" قال: "إنهم لأسمع
لي منكم"، فهم يسمعون أرواح تدعو في الملأ الأعلى. وإذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث ومنها ولد صالح يدعو له، وأنت ولد خلف صالح لمن في المقبرة، فهذه هي الآداب وليست من الآداب سوى ذلك. كل ما يفعله الناس بعد ذلك إنما هو إما أن يكون بالتعود وإما أن يكون من زيادة الحب أو استحضار الحال أو... نحو ذلك كان يقبل الحديد الحادث مثلاً على حد قولهم: أمر على الديار ديار ليلى، أقبل ذا الجدار وذا الجدار، وما حب
الديار شغفن قلبي ولكن حب من سكن الديار. هذا الأدب العالي عندما افتقدناه تجرأنا على الأكابر والأصاغر، وشاع فينا سوء الأدب وقسوة القلوب، وجرنا هذا إلى قتال في... الطرقات وإراقة الدماء بغير وجه حق ومنازعة الأمر أهله وفساد عريض في الأرض. هذا كان فيه ترقيق للقلوب واحترام للمشاعر ووفاء وشهامة، ولما جاء أباليسة الجن والإنس فوقفوا ضد هذه التربية الشريفة المنيفة حدث ما حدث وانثال الأمر واتسع الخرق على الراقع، فإنا
لله وإنا إليه راجعون.