ما الحكم في التحاكم إلى البشعة في معرفة السارق والمسروق؟ | أ.د. علي جمعة

ما الحكم في التحاكم إلى البشعة في معرفة السارق والمسروق؟  | أ.د. علي جمعة - فتاوي
ما الحكم في التحاكم إلى البشعة في معرفة المسروق والسارق؟ وما الحكم في حكم مجلس العرفي الذي يُلزم الخصوم بالتحاكم إلى البشعة؟ هذه البشعة - لمن لا يعرفها حتى يعرفها - يُحضرون سكيناً ويسخنونها، والذي يقوم بتسخينها يكون هو الكاهن المسؤول عن هذه العملية، أي ليس أي شخص يمكنه تسخينها ولا أي شخص كان. يقرأ عليها قراءات معينة لا ندري ما هي، يتوارثها بعضهم عن بعض، وبعد ذلك يُحضرون الشاهد أو المعترف أو المتهم ويضعونها على لسانه وهي ساخنة، فإذا أحرقت لسانه فهو كاذب، وإذا أزالوها ولم تحرق
لسانه، أي لم يُصب لسانه بشيء، فهو صادق، وتنطلق الزغاريد ويُقام الاحتفال وما إلى ذلك، لأن المتهم ماذا ظهر؟ براءة بعد هذه الحركة العجيبة الغريبة. نحن لدينا في العقيدة أن هناك عالمًا يسمى عالم الجن. كون أن بعض الإخوة المثقفين غير مؤمنين بالجن، هم أحرار أن يعيشوا حياتهم. يعيشوا حياتهم، ماذا يعني؟ فليتصرفوا كما يشاؤون. نحن نعيش حياتنا وهم يعيشون حياتهم، والله سبحانه وتعالى سيرجعنا إليه فينبئنا بما كنا. اختلفنا في موضوع وجود الجن، وهذا الجن له قدرات خاصة. وقد قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما تجلى وظهر في
صورة سارق لأبي هريرة: "صدقك وهو كذوب". أي أنه قد ينفع أحيانًا ولا ينفع أحيانًا أخرى. فهذه المخلوقات يمكن أن تصلح وتظهر مرة أخرى. ولماذا يفعل الجن ذلك؟ لكي يفتن الناس. يقول لك الناس فيها: "هذا أنا رأيته بعيني، هذا حدث معي"، وصدقت. حسناً، سيصدق هذه المرة والمرة القادمة. وحقاً سيأتي بالصادق ويجرح له لسانه، لأنها مسألة غير شرعية. يعني هؤلاء يستعينون بالجن. ماذا عندنا؟ هل يوجد جن أصلاً؟ هل يوجد جن أصلاً؟ نعم يوجد جن، نعم والله وأنتم. ما زالت عقائدكم كتلك التي كانت في
الماضي، تماماً مثل أفكار الماضي. حسناً، ولماذا لا يوجد جن في أمريكا؟ ومن أخبرك بذلك؟ هل تتبعتهم ورأيتهم؟ فالله تعالى يقول: "إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم". وبعد أن جعل الأمريكيون الشذوذ من حقوق الإنسان، أما زال الجن ليسوا بمجانين؟ إذاً من هم؟ الذين ضللهم تحدثت مع أحد الأكابر من المتصدرين، قلت له أين هو؟ من الذي يصنع هذه الضوضاء؟ قال: لا أعرف إلا أن يكون الشيطان. نتفق في الجلسات الخاصة المغلقة ويقومون بفعل شيء آخر من غير أي سبب. من الذي يفعل هكذا؟ إن شاء الله هو الشيطان، لدينا هكذا يعني. الذي يحسب أنه
لا يزال يقول: "لا، أنا يجب أن أكون مدركًا"، دعه يبحث. الأكثر إيلامًا أن تبحث عن المفقود، تبحث عن شيء مفقود وسيصيبك بالجنون. مرة، اسمعي ياسين في فيلم مستشفى المجانين، وجد رجلاً مجنونًا يستمع إلى الحائط فسأله: "ماذا تسمع؟" قال له: "أسمع نشرة الأخبار". قال له: "في الحائط؟" فأجابه: في الحائط نشرة الأخبار موجودة في الحائط، قال له: "نعم والله موجودة في الحائط". فأسمعه لياسين، وضع أذنه على الحائط لكي يسمع معه نشرة الساعة الخامسة، فقال له: "لكنني لا أسمع شيئاً".
قال له: "هذا ما يجنني، هذا ما يجنني، لماذا جُننت إذاً؟ يا الله". يقول الله تعالى: فلماذا يحدث ما يحدث في هذه البشاعة فينكرونها فتزداد انتشاراً؟ لأنها فعلاً تعمل، إذ يسخن الشيء أمامك هكذا، ويهم بهذا الشكل، وينجو أو يهلك، ولكنها ليست مقياساً للحق. ما تفسيرها إذن؟ تفسيرها أن تعترف بأنه حدث. وما تفسيره؟ نعم، أيها الأخ المثقف، وليس لها تفسير. تفسير شيء غريب، لا هو تفسيره أن الجن يعمل والعزائم التي يقومون بها هذه هي عزائم خاصة بالجن، ولذلك لا يستطيعون
نقلها ولا عملها. حسناً، أخبر الناس بها والتجربة تثبت أنها ليست دائمة. حسناً، لم تتم، والشيطان الذي يجعلها تتم يفعل ذلك ليفتنك، حتى تقول: ها قد صحت مرة وثانية وثالثة. والرابعة والخامسة ماذا تريد أيضًا؟ وبعد ذلك تأتي في السادسة أو السابعة أو الثامنة أو العاشرة وتُوقِع المصيبة وتتهم البريء وتؤذي البشر، فإذا كان هذا عمل الشياطين فهو سهلٌ.
    ما الحكم في التحاكم إلى البشعة في معرفة السارق والمسروق؟ | أ.د. علي جمعة | نور الدين والدنيا