ما الفرق بين العلمانية والليبرالية وما موقف الأزهر منهما ؟ أ.د/ علي جمعة | أفيقوا يرحمكم الله |

نعم سيدنا، في مقابل حفظنا، في مقابل حفظنا نعم. الموازين حافظون المتشربين، وفي مقابل ما نؤدي عن الجيد الإيراني، حتى من فاصل نور واحد ينطبق عليه الوسط والعلمانية أو الليبرالية. والمال موضوعه في الإسلام، وكيف هل هو في التراسل، الهداية، العلمانية والليبرالية وما إلى آخره. نوعان: نوع شامل ونوع جزئي. أما الذي هو شامل فهذه عقيدته فاسدة لأننا عندنا مقرر أن الحكم إلا لله، فالذي يعطي الأشياء وصف الحسن والقبح ويرتب عليها الثواب والعقاب في الآخرة هو الله، ولذلك فهو الذي بيده سبحانه أن يحدد لنا
الحدود وأن يبني لنا المعالم في الطريق إليه، افعل ولا تفعل، وليس لأحد سواه. ولا يجوز أن نكون في الانطلاق بحيث أننا نقول ما نشاء بلا ضوابط أو قيود، لا، هذا كلام علمانية شاملة. أما العلمانية الجزئية فهو يصلي ويصوم ويؤمن بالله لكنه يريد أن يبعد رجال الدين وعلماء الدين عن المشهد السياسي والاقتصادي وما إلى ذلك، وعنده حساسية مفرطة أن يأتي رجل من دارس. الشريعة فيتكلم هذه العلمانية الجزئية مقدور عليها أن نتعامل لأنه هو مسلم في النهاية لكن ليس مسلماً باعتباره علمانياً بل أنه مسلم باعتباره أنه متمسك بعقيدة المسلمين وشريعتهم،
إنما هذه وجهة نظري في عمارة الدنيا أن تكون في حريات، أن تكون في حقوق، أن تكون في دولة قانون، دولة مؤسسات. وهكذا وهذا قدر قد نوافق عليه وقد لا نوافق، ومقياسنا سيدنا صلى الله عليه وسلم، فانظر ماذا قال سيدنا، فإن خالفه فهو مخالف لنا حتى لو لم نكفر، وإن وافقه فهو موافق لنا وعلى العين والرأس. إذاً فالخريطة المرسومة هي أن العلمانية منها شامل وهذا لا علاقة لنا به ولا مشترك بيننا وبينه لأن الخلافة فيها في العقيدة حيث إننا ننطلق من أنه لا إله إلا الله محمد رسول الله وأن الحكم إلا
لله، "أمر ألا تعبدوا إلا إياه"، قال تعالى: "مخلصين له الدين ولو كره الكافرون ولو كره المشركون". وعلمانية جزئية إذا آمن بما آمنا به أدخلناه معنا. لا مانع، ثم ننظر وننتقي ونناقش. أليس هو يريد حرية؟ نحن أصحاب الحرية. كلنا نناقش ونقول هذا خطأ وهذا صواب، هذا مقبول وهذا مردود. بمعيار ماذا؟ قال سيدنا صلى الله عليه وسلم: "تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك". والله أعلم.