ما حكم الحلف من دون عقد نية وانما على سبيل المزاح؟ | أ.د. علي جمعة

ما حكم الحلف من دون عقد نية وإنما على سبيل المزاح؟ لا يجوز، وإنما هناك ما يسمى بيمين الطعام. يمين الطعام هذا يُذكر تبركاً لا لعقد النية، مثل: "ألا تأتي لتشرب شاياً؟ والله تعالى، والله تعالى، بل اشرب شاياً". هذا تبركاً وليس معناه قسماً يُقسم على أن لا يذهب إلى المكان الفلاني أو أن يفعل كذا، لا، وهذا يسمى يمين الطعام عند العلماء، ولا شيء فيه ولا كفارة ولا كذا، لأن الرجل بعد ما قلنا هكذا أنت وأنت تقول له: "والله تعالى اشرب الشاي"، تقول: "يا رب لا يأتِ، فأنا لست متفرغاً"، فلم يأتِ، عرف أن هذه مجاملة
وليست حقيقية. شاهدت أحدهم كان يبني على سقالة، فمر رجل واسمه شعبان. هذا الرجل الذي يبني، فقال له الرجل المار: "السلام عليك يا حاج شعبان". فرد عليه: "أهلاً، يا حاج أحمد". قال له: "ألا تتفضل؟". يتفضل أين؟ على السقالة؟! والله يشرب شاياً! مع من سيشرب الشاي؟ يعني سينزل ويتركه. العمل وما شابه، فهذا لا يزال يمين الطعام والناس اعتادت عليه للتبرك، للتبرك لكي يُذكر اسم الله يعني. وكذلك المصريون يقولون "الله، هذه دعوة
مركبية"، ما هي دعوة المركبية هذه؟ الرجل في وسط النيل في قاربه، ويمر شخص على الشاطئ يسلم عليه: "السلام عليكم حاج فلان"، فيقول له: "أهلاً وعليكم السلام تفضل، أأخوض فى الماء بملابسي لأصل إلى القارب. هل أعجبتك هذه؟ حسناً، والله يا رب، يا أخي، يا رب.