ما حكم الدين في محاولات الطلاب الغش أثناء الامتحانات ؟| أ.د. علي جمعة

ما حكم الدين في محاولات الطلاب للغش أثناء الامتحانات وهل يجوز للملاحظين أن يساعدوهم نظراً لصعوبة الامتحان وعلى سبيل "وتعاونوا على البر والتقوى"؟ لا، هذا إثم وعدوان فلا يجوز للملاحظين أبداً أن يساعدوهم ولا أن يتهاونوا ولا أن يسكتوا. وما دليل تحريم الغش؟ دليل تحريمه قوله صلى الله عليه وسلم. وسلم المتلبس المتشبع بما لم يعط كلابس ثوب زور. المتشبع بما لم يعط، هل أنت أعطيت الإجابة على هذا السؤال معك؟ يعني ذكرتها وحفظتها وعشت
فيها وأحسنت أداءها؟ لا، سأغشها من ورقة، من كتاب، من الهاتف، من الآيفون، من كذا، من صديقي الذي سيقولها لي. من الملاحظ أن المجرم الذي سيغشني دون أن يكون متشبعاً بما لم يُعطَ، أخذ درجة وهو لا يستحق هذه الدرجة. المتشبع بما لم يُعط يعني يُعطى من عند الله. من الممكن أن يشرح الله صدري هكذا ويفتح علي وأقول: حسناً، إنها سهلة، هذه تُحل كذا، فأكون قد أُعطيت هذا ولم أغش. أهو أيضاً الأستاذ سيعطيني درجاتي، فيكون الله هو الذي أرسلها لي، بالرغم من أنني لم أذكرها، لكنه فتح عليّ بها. إنما المتشبع بما لم يُعطَ
كلابس ثوبي زور. ليس فقط بمعنى هكذا، بل هو مدلس قبيح. ما هو ثوب الزور هذا؟ وما هما ثوبا الزور؟ كان قديماً عندما يرتدي أحدهم جلباباً مثل... التي ألبسها هذه هي أي يكون فقيراً، كانت عادة العرب هكذا، قوم لا بد أن يكون، لكي يثبت أنه غني، وحينئذٍ يلبس شيئين فوق بعضهما، ولذلك المشايخ تجدهم يلبسون جبة وتحت الجبة ماذا؟ قفطاناً الذي هو الجلباب، قال لماذا؟ وكذلك المشايخ هؤلاء ماذا وكذلك؟ وتجده يلبس العمامة وكذلك أيضاً. العمائم تيجان العرب، فهذا
الزي كان معتبرًا ومعتمدًا عند العرب. حسنًا، وأنا رجل متواضع وليس لدي المال لأرتدي ثوبين فوق بعضهما هكذا وأظهر بهيبة. تلاحظون أن الشيخ الشعراوي كثيرًا ما كان يرتدي ماذا؟ جلبابًا وتحته جلباب آخر، وذلك حتى يظهر العربي بهيبة هكذا. كان رحمه الله تعالى صاحب هيبة. فيقوم بفعل ماذا؟ يُخرج كُمًّا ويخيطه هنا في هذا الكم، قطعة قماش صغيرة هكذا. فأنت تراه وتظن أنه ماذا؟ سبين، وهو عبارة عن كُمٍّ وتحته كُمٌّ آخر بالكاد خمسة سنتيمترات ومخيط في الكُمِّ الأول. فهذا هو ثوبيزور،
يعني أنت تسخر منا! أنت صنعت هذا لتخادع وتتكبر على الناس. كي تحصل على ما لم تُعط، فالذي يرتدي السبين يمتلك السبين، لكن هذا خادع. الآن، هذا الخداع أصبح موضة في البلوفر الذي يسمونه توينز. ما هو التوينز أصلاً؟ إنه توأم، أي أنه يرتدي بلوفر ويرتدي فوقه بلوفراً آخر لأن الجو بارد. فاختصروها وصنعوا شيئاً هكذا، طبقة فوق طبقة، فتظن أنه يرتدي اثنين. وهو يرتدي أحد قمصان التوينز هذه، تذهب إلى الرجل لتقول له: "أريد أن أشتري كم؟"، فيقول لك: "ماذا تشتري؟ توينز؟"، إنها مجرد فكرة،
فكرة في اللباس، هذا هو ثوب السوء. سيأتي أحد من الشباب الناشئين ليقول لي: "هل ارتداء قميص التوينز حرام؟"، لا، فسيدنا رسول الله يشير إلى شيء اجتماعي. معروف وشائع عندهم أنه من الخارج يبدو كاثنين، ومن الداخل هو في حقيقته أنه صنعه للتجميل لأنه زوّره. أي عندما ترتدي هذا الثوب يكون شكله حسناً وجميلاً، فليس حراماً ولا شيئاً من ذلك، لكن النبي صلى الله عليه وسلم يريد أن يوصل إليك الشعور بالخديعة والقهر عندما تكتشف أن الذي أمامك خدعك، ليس... معناه
أن ثوب الزور هذا الذي كانوا يلبسونه حرام. هو لم ينهَ عن ثوبي الزور، وإنما معناه أنه ينقل لهم هذا النوع من أنواع المظهر المعاكس للباطن الذي يجعلك يعني لست في الأبهة الخاصة بالثوبين وأبهة التعامل مع الثوبين. إذاً نخلص من هذا إلى أن التوينز حلال وأن. ثوبه يزور هو التوينز وأن التشبيه هنا يأتي في ما يقع في خاطرك من صورة مخالفة للواقع وأن المتشبع بما لم يُعط منهي عنه. المتشبع
بما لم يُعط فإنه يوصل للناس صورة مخالفة للحقيقة ويأخذ ما ليس له، ومن أجل هذا فالغش في الامتحانات حرام.