ما حكم الشرع فيمن يستهزئ أو يعارض الأحكام الشرعية الموثقة؟ | أ.د. علي جمعة

يسأل ويقول ما حكم الشرع فيمن يستهزئ أو يعارض الأحكام الشرعية الموثقة، هذا هناك في هذه الحالة حالتان: الحالة الأولى هذا الشخص الجاهل بأحكام الشريعة لا يعلم أنه هذا أصلا من الشريعة فيستهزئ هذا الاستهزاء، فهذا مقامه التعليم، نعلمه لأنه جاهل، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما يرى أحدهم لا يعلم الحكم ويتم تعليمه. كان في مرة
دخل أعرابي المسجد فبال عند حائط المسجد، فقامت عليه الصحابة لأن المسجد شأنه الطهارة. قال: "لا تقطعوا على الأعرابي بولته، وبعد ما ينتهي ألقوا عليه سجلاً من ماء". أحضروا دلو الماء - السجل الذي هو الدلو - وصبوه عليه، فيكون قد طهرتموه. إذاً هو يعلّم ولا يوبخ. منه لأنه لا يعلم، هو أصلاً جاهل فيعلم. كانت معه
جماعة في غزوة ووجدوا وثنيين يعبدون شجرة ويضعون عليها الأنواط - الأنواط تعني النياشين - فقالوا: "اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط". الشجرة جميلة هكذا، ألا تجعل لنا واحدة مثلها لنسجد لها. فأخذهم برفق وقال لهم. سألتموني كما سألت بنو إسرائيل موسى اجعل لنا آلهة كما لهم آلهة، لا، وعلمهم معنى التوحيد والخروج من الوثنية لأنهم حديثو عهد بإسلام لا
يعلمون، وهذا أيضاً كذلك، لا يعلم أخونا الذي هو من الصنف الأول هذا، لا يعلم امرأة تضرب بالدف، فلما دخل النبي صلى الله عليه وسلم قالت وأن. لنا نبيٌّ يعلم ما في غدٍ، قال: "ويحَكِ يا امرأة، إن الله علّام الغيوب، خوضي فيما كنتِ فيه تخوضين". كانت تغني بأغاني بُعاث أو أغانٍ وطنية هكذا في المدينة. قال: "لا، هو يقول الكلام الذي كنتَ تقوله في البداية، دعْ عنك حكاية أن لنا نبيًّا يعلم أن لنا نبيًّا يعلم". ما في غدٍ إذا كان موقفه موقف المعلم وليس موقف من يحكم على المرأة بالشرك أو الكفر، ويحكم على أصحابنا الآخرين الذين سألوه كما سأل
بنو إسرائيل موسى بالشرك والكفر. وهكذا الصنف الثاني هو الصنف الذي يعلم الشريعة تماماً، وهذا على فكرة الصنف في عصرنا الحالي صنف قليل. جداً يعلم الشريعة تماماً ويعلم ما فيها ثم أنه يعترض عليها ويعترض على أحكامها ولا يريد عقيدة أن يكون هذا وهذا شأنه أن نطلب منه التوبة لأنه ضل ويريد أن يضل