ما حكم الشريعة الغراء في المحرض على القتل الدافع إليه؟ | أ.د على جمعة

ما حكم الشريعة الغراء في المحرض على القتل الدافع إليه؟ | أ.د على جمعة - فتاوي
ما حكم الشريعة في المحرض على القتل الدافع إليه؟ يقول عمر رضي الله تعالى عنه: "والله لو تمالأ عليه أهل صنعاء لقتلتهم به". فالمحرض يُسمّونه السبب، والقاتل يُسمّونه المباشر. ويختلف الأمر في الفقه في اجتماع السبب والمباشر، يعني كان هناك محرض وكان هناك قاتل، فيصبح هناك سبب وهناك مباشر السبب. الدافع الذي دفعه للأكل والمباشر القتل نفسه، فالذي قتل
واحد اسمه فلان، لكن الذي حرّض علان، فهل نأخذ فلانا بعلان؟ تفاصيل كثيرة في الفقه واسعة، وإذا اجتمع السبب والمباشر، قُدّم أيهما؟ فمرة نأخذ بالاثنين، ومرة نأخذه بالمباشر، ومرة نأخذه بالسبب. تفاصيل كثيرة، تحضرون درس الأشباه والنظائر ثم نقول لكم الأسرار. هذه كلها طيب، هذا دافع لأي شيء إذن؟ هذا دافع للقتل بغير حق، فإن كان القتل بحق فالقتل بحق حق، لأنه صدر عن قاضٍ قصاصاً، صدر عن قاضٍ إجازة، صدر
من أجل أن يصد فتنة تتسبب في قتل أشد، والقتل أنفى للقتل. إذاً فهذا هو القتل الباطل الذي ليس لنا. من الله سلطان، وكذلك هذا في حالة القتل. أما في حالة القتال فهناك فرق كبير بين القتل والقتال. فخوارج العصر عندما خرجوا علينا بالسلاح، وجب علينا أن نصدهم وأن نريح الناس منهم، وأنه من حمل علينا السلاح فليس منا، وأنني لو أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد. صدق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأنه طوبى لمن قتلهم وقتلوه من قتلهم كان أولى بالله منهم كل
ذلك لأنهم يغيرون ملامح الإسلام ومعالمه في العالمين ويشوهون صورته في الخلق أجمعين كل هذا بحق لنا فيه من الله سلطان أما القتل الذي هو باطل فالنبي ينظر إلى الكعبة ويقول له ما أشد حرمتك على الله، وليس هذا من مروءة مسلم. أنت أشد عند الله حرمة منه، يعني لأن ينقض البيت حجراً حجراً أهون عند الله من قتل مؤمن أو مسلم. إذاً، فهؤلاء المفسدون لا ليس فيهم تحريض، والله سبحانه وتعالى أمر النبي أن يحرض المؤمنين على القتال،
فهذا لأنه بحق لأنهم يدافعون عن. أنفسهم لأنهم يقاتلون من قاتلهم ويجعلون هذا في سبيل الله، كل هذا من أوضح الواضحات وأجلى البينات.