ما حكم الكتابة بالفرآنكوآراب | أ.د علي جمعة

العربية لا تعرف الترميز بهذا الشكل الذي يصنعونه. هذا الترميز هو اليو كيه والكيه وهكذا. العربية ليس فيها هذا الترميز، لكن كان فيها الاكتفاء، والاكتفاء غير الترميز. وحتى أوضح لك ما هو، تعال وادرس. هذا ترميز يعني أنه يكتب مثلاً سبعة ويجعلها حرف الحاء، وثلاثة.
يجعلها حرف العين أظن أليس هذا كما تقول؟، لا لا أنت الآن تُدخل أموراً في أمور، عندما كان في إسبانيا بعدما سقطت الأندلس وذهبت مننا، فكان المسلمون يكتبون القرآن بالحروف اللاتينية ولكن الهمد لله رب العالمين هكذا يعني حتى لا يفهمه الآخرون، فسُميت هذه اللغة بالخيمادو أو كيمادو الخيمادو هي كتابة العربية بالحروف اللاتينية، لكن الأتراك لم يفعلوا ذلك. الأتراك كتبوا التركية بالحروف اللاتينية، ليس لنا شأن بهم، هذه قضية أخرى تماماً. لكننا كمسلمين اضطررنا إلى الخيمادو في إسبانيا، ليس من
أجل التعليم كما هو موجود الآن في الشارقة وفي الإمارات حيث يكتبون القرآن بالحكاية الصوتية الحرفية والحرفية هذه غير الترجمة. الحرفية تعني كتابة العربي بالحروف اللاتينية حتى يكون الإنجليزي والأمريكي والأجنبي قادراً على قراءة القرآن. فنحن الآن أمام أربع قضايا، الخيمادو التي عملت أيضاً في الحكاية الصوتية للغة التي هي الحرفية هذه، وأمامنا أيضاً موضوع الترميز، والترميز هذا
قسمان: القسم الأول أنك تجعل هناك حروف مكان حروف، وهذا اصطلاح ولا مشاحة في الاصطلاح. كل ما هنالك أنه يضع السبعة مكان الحاء والثلاثة مكان العين، ولا أعرف أي حرف مكان أي حرف. هذا أمر هو اصطلاح، والأمر الثاني أنك تقول "داعش"، و"داعش" هي دولة الإسلام في الشام والعراق أو في العراق والشام. هذه الطريقة أمريكية. ولذلك نقول لهم إنكم أمريكيون هكذا أصلاً. لا يوجد في اللغة العربية شيء مثل هذا، بل في اللغة العربية "الاكتفاء"، وفي اللغة العربية "النحت"، و"بسم الله الرحمن الرحيم" هي "البسملة"، و"الحمد لله رب العالمين"
هي "الحمدلة"، و"لا حول ولا قوة إلا بالله" هي "الحوقلة"، وهكذا "أدام الله عزك" هي "الدمعزة"، وفيها "الاكتفاء". ألف لام ميم كاف هاء ياء عين صاد، فقالوا: ألف من الله، ولام من جبريل، وميم من محمد، أو الله اللطيف المجيد، أشياء مثل هذا الاكتفاء. فقلت لها: قفي، فقالت: قاف، يعني وقفت. هل انتبهت كيف؟ فهذا
يسمونه الاكتفاء. هذة قلة ديانة لأنك أنت أدخلته مدارس أجنبية، هذه قلة ديانة، حضرتك ذهبت وأدخلته مدارس أجنبيه وتجعله لا يعرف اللغة العربية، ثم تأتي لتبكي عليه الآن. كمن يقول ألقاه في البحر مكتوفاً وقال له: إياك إياك أن تبتل بالماء. كيف تأتيني باكياً الآن بعدما ضيعت الأبناء؟ أنا لا أكلمك أنت، بل أكلم من نتج منه هذا. تقول لي إن الولد لا يعرف أن يتحدث العربية، حسناً. لأنك أنت الذي لم تعلمه العربية ثم تأتي بعد ذلك تبكي، فإذا كان هذا نقص الديانة، أتفهم كيف؟ حسناً، اليونسكو
أجرت بحثاً أظهر أن لدينا خمسة آلاف لغة في الأرض، فوجدت أن كل عشرين يوماً تموت لغة، وموت اللغة يعني موت آخر من كان ينطق بها. ولدينا في الهند شيء كثيرا من اللغات، وفي إفريقيا في الهند وحدها أكثر من ألف، فالناس لم تعد تتكلم بها، وأصبحت تتكلم بالإنجليزية، فماتت اللغة بموت آخرها. ما اهتمام اليونسكو باللغات التي تموت؟ إن اللغة عندما تموت تموت معها الخبرات المتراكمة في مجال الطب وفي مجال التفكير والإنسانية، ولذلك نحن نرى الدنيا تتفلت من
أيدينا بموت هؤلاء كل عشرين يوماً. اللغة العربية هي اللغة رقم عشرين في قائمة الوفاة. فحضرتك، أمامنا ثلاثة آلاف لغة ستذهب أولاً، وبعد ذلك سيأتي دورنا. فإن شاء الله تكون القيامة قد قامت قبل أن.