ما حكم تحميل كتب من الانترنت بدون اذن كاتبها ؟ | أ.د علي جمعة

هل تحميل كتب منسوخة على الإنترنت بدون إذن كاتبها، وهل أخذ حقوق الملكية من الكبائر في الإسلام كما يقول البعض؟ فيها صورتان: الصورة الأولى الاستعمال الشخصي، يعني فتحت فوجدت متاحًا على الإنترنت أن أقوم بتنزيل -سمّوه تنزيلًا- لهذا الكتاب، فقمت بتنزيله. إلى هذا الحد حلال، وذهبت وطبعت منه مائتي ألف. نسخة على أقراص مدمجة أو ذاكرة محمولة وأرسلوها، فهذا حرام. يكون الاستعمال الشخصي حلالاً،
ولكن عندما يتيح لي هذا، فلماذا لا يضع قفلاً من عنده يجعل من غير الممكن أن أنزله؟ لكن هو سمح لي بأن عرض عليّ، ويقوم العرض مقام الإذن اللفظي. عرض هذا الشيء أمامي. متاح يكون هذا بمثابة الإذن اللفظي هو قال ليذهب يتاجر فيها هذا يقول يستفيد منها إلا إذا قال لي جماعة الهنود يكتبون عبارة حقوقه الطبعية مسبلة مسبلة ماذا يعني يعني اذهب واعمل فيها ما تريده اطبع يعني اطبع واعمل ما تريده فتكون حقوق الطبع محفوظة وحقوق الطبع مُسبَّلة محفوظة يعني لا يصح أن تأخذ نسختك وانتهى
الأمر، لكن مُسبَّلة يعني أنه الذي أذِنَ لك بذلك، فيكون هناك إذن. فتحميل الكتب بدون إذن كاتبها ما دام هو... حسناً، فهو يقول لك ماذا عندنا في الفقه: تقديم الطعام يقوم مقام الإذن اللفظي. دخلتَ فوجدتَ علبة شوكولاتة موضوعة أمامك. ولم يأتِ صاحب البيت بعد، فما معنى أن تأخذ منها شوكولاتتي وتأكلها؟ أتنتبه؟ حسناً، أخذت الشوكولاتة وأكلتها، فدخل ولم يقل لك: لماذا أخذت هذه دون إذني؟ إذن لماذا قدّمتها؟ حين يأتي، أجبه على الفور وقل له: لماذا قدّمتها إذن؟ لماذا وضعتها هنا أمامي؟ ضعها هكذا، حسناً، إذا
أخذها فهل يتملكها تمام الملك بأخذها أو بمضغها أو ببلعها؟ انظر، انظر إلى الدقة التي لديه. هل تنتبه كيف قال؟ والله هذه أسئلة لا تتوافق مع مكارم الإسلام والضيافة. هل هناك من يقول هكذا؟ هل أنت منتبه؟ لكن أُثيرت هذه الأسئلة كلها، إنما لا يقوم تقديم الطعام مقام الإذن. اللفظي أنا أدعوك إلى الغداء وقدمت لك الطعام وأنت غير راضٍ أن تأكل، لماذا؟ أنت لم تقل كله، لا، خطأ. بمجرد أن يوضع الطعام أمامك تأتي وتأكل فوراً، أوقعك في هذه المسألة، وبعد ذلك قال لك: لماذا تأكل دون إذني؟ قل له: لماذا قدمت لي الطعام؟
دائماً هكذا لأنه يقوم بتقديم الطعام مقام الإذن، هذا أيضاً هنا هكذا عرض الكتاب وإتاحة تنزيله يقوم مقام الإذن اللفظي، يقوم مقام أن يقول لك: أذنت لك، لا، هذا يقوم مقام الإذن اللفظي. كنا في الماضي قبل هذه الإلكترونيات نذهب لنطبع الكتاب فنتكلف، كلفنا الكتاب زنكات وأفلام وورق. وإلى آخره، الرجل الناشر الذي يخص الكتاب كلّفه مائة ألف جنيه فيبيعه بأربعمائة ألف، ويعمل خصماً ثلاثين في المائة أو خمسة وعشرين في المائة، فيصبح كأنه عوّض المائة
ألف وكسب مائتي ألف، تجارة. فكان الذي يأخذ الكتاب وهو مطبوع ويصوّره يصبح حرامياً، حرامي لماذا؟ لأن الرجل الذي دفع مائة. ألف لم يبع نسخه بعد، وأنت سيادتك لن تكلفه مائة ألف، بل ستكلفه خمسة وعشرين فقط وهي ثمن الورق، فستبيعه أرخص. هو يبيعه بأربعين وأنت تبيعه بعشرة مثلاً، فطبعاً الناس ستذهب إليك. فكنا نقول دائماً إن هذا حرام لأنه فيه إهدار للمال. الغيرة.. إلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته