ما حكم توكيل المرأة في كل أموال زوجها قبل وفاته؟ | أ.د. علي جمعة

امرأة مرض زوجها فصنعت له توكيلاً للصرف من البنك مباشرة لعلاجه، فهي تيسيراً للأمور نقلت كل ماله في البنك إليها، ثم بعد ذلك أخذت تصرف منه على علاجه إلى أن توفاه الله. فلما توفاه الله لم يكن هناك مال في حسابه، وإخوته ينتظرون كل يوم قائلين: "رب يأخذه لكي نرث". فذهبوا ولم يجدوا شيئاً في البنك، هذه قضية
وليست فتوى، هذه قضية لأن هذه المرأة التي نقلت قد تكون نقلت بإذن زوجها وأمره، ويكون عندما رأى أن المرأة قد وقفت معه هذا الموقف في مرضه وضعفه أنها تستحق أجراً أو تستحق مالاً، فقال لها: انقلي هذا الشيء عندك. لكي لا تدخلوا في مشاكل، نحن لم نعرف الحاصل أن رجلاً مات ولم يترك شيئاً، ثم مَن الذي صنع التوكيل هو؟ وهذا التوكيل من مفرداته أنها تنقل الثروة وهو يعرف ذلك، إذن ليس هناك مشكلة. هم يريدون أن يقولوا إن هذه الزوجة نصابة وسارقة وسيئة
وما إلى آخره. أقول له ماذا؟ الله أعلم، الله أعلم، يعني ماذا؟ قد تكون نصابة سيئة، وقد تكون امرأة مظلومة، وهذه هبة، والهبة بين الزوجين لا تُرد، ولو تفارقا، إلا الزوجين، ومن لا يعرف هذه الحكاية؟ ربنا متى؟ يوم القيامة. حسناً، ونحن الذين ننتظر، نحن ننتظر، ابقوا هكذا منتظرين إلى... يوم الدين وافرض أن كل الأموال هذه صُرفت على العلاج، فلما انتهت صرفت من عندها، فلما انتهت مات الرجل، ماذا تفعلون أنتم؟ هذا يتجاوز قدرتكم، ولذلك هذا ليس عملنا بل هو عمل الله. الله هو الذي سيعرف هذا وذاك، وهو
يعلم السر وما هو أخفى من السر، فهذه مسألة ربانية لا علاقة لنا بها.