ما حكم من نسمع عنهم من السلف أنهم شهقوا عند سماع آيات القرآن ؟ | أ.د. علي جمعة

يسأل سائل: ما حكم من نسمع عنهم من السلف الصالح القديم أنهم، أحدهم شهق شهقة عند سماع آيات القرآن فمات؟ يعني حدث خروج للنفس هكذا، سمع الآية فمات. ما هذا؟ فما لنا نحن نسمع الآيات ولا نموت؟ يعني يريد أن يقول هكذا، ولأننا لا نموت. فيريد أن يفهم ما معنى أننا أفضل أو شيء مماثل، فيقول مع أن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه كانوا أشد خوفاً منهم ولم يرد أنهم شهقوا، فما السر في ذلك؟ السر في
هذا هو أن هؤلاء الذين كانوا كذلك أقل درجة من الصحابة وأن الصحابة قد امتلأت قلوبهم. بأنوار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فتحملوا، أما هؤلاء المساكين فلم يروا رسول الله فلم يتحملوا. "ولو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله"، على جبل، الجبل لم يرَ أنوار رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلو أنزلنا عليه هذا القرآن لتصدع ووقع،
ولكن... رسول الله شُقَّ صدره ثلاث مرات: مرة عند حليمة، ومرة عند الكعبة، ومرة عند الإسراء والمعراج، حتى يتحمل هذا كله مما منَّ الله عليه به وجعله سيداً للمرسلين وخاتماً للنبيين. ومن رأى رسول الله فإن نظر رسول الله له يُحدِث فيه ما يوجب عدالته، فهؤلاء نظروا إلى رسول الله مؤمنين. فحدث ما حدث، يقول ابن حجر العسقلاني في تعريف الصحابي: من نظر إليه رسول الله، ولا
تقل من نظر إلى رسول الله، لأن من الصحابة الضرير ابن أم مكتوم وغيره، لم يكن يبصر، فلم ينظر إلى رسول الله، لكن رسول الله نظر إليه، وورث هذا كثير من أولياء الله. الصالحون فكانوا يربون بالنظرة، تجلس معه هكذا فتقوم مُطهراً. كيف؟ ماذا فعل هو؟ هو لم يفعل شيئاً، هو وارث، والعلماء ورثة الأنبياء، ورثة من سيدنا رسول الله. هذه الخاصية أمور موروثة بعضها مع بعض، فالحمد لله رب العالمين.