ما مدى صحة حديث "علموهم الصلاة لسبع واضربوهم لعشر" ؟ | أ.د. علي جمعة

ما مدى صحة حديث "علِّموهم الصلاة لسبع، واضربوهم عليها لعشر"؟ الحديث فيه إشكال، ويشير إليه الشوكاني في نيل الأوطار. والحديث بروايات مختلفة، ولكن فيها ضعف وفيها خلاف، فهي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، وعمرو بن شعيب عن أبيه عن جده اختلف العلماء فيه لأنه لم يُحدد من هو جده. أبيه أو جده، فإن كان جده فسيكون في الإرسال، وإن كان جد أبيه فسيكون في القطاع، ولذلك يعني هناك كلام في السند هذا: عمرو بن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، لكن على
كل حال هذا ليس على ظاهره كما يقول الإمام الشوكاني لأن المكلف يبدأ. مِن البلوغ رفع القلم عن ثلاث، وابن العاشرة هذا ليس مكلفاً أصلاً. ابن العاشرة هذا إذا ضربته تكون قد آذيت الغير، وإيذاء الغير محرم باتفاق. فأنت تضربه، أي تمارس إيذاء الغير المحرم باتفاق، في مقابل أنه ترك شيئاً ليس مفروضاً عليه، فكيف يكون هذا؟ فقال: إذاً لا بد أن... يكون للحديث معنى آخر، هذا الإمام الشوكاني في نيل الأوطار، الحديث له معنى آخر. ما هو المعنى
الآخر هذا؟ قال: يعني لا تنسوا الأطفال في التربية. معنى الحديث كاملاً هكذا، ليس أن تمسكه وتضربه، لا. اللغة هكذا، والنقل هكذا، والفهم هكذا. سبع سنوات ابدأ أذّن عليه، عشر سنوات ابدأ اكشر له وقل له. لا، أنا غاضب منك، لا، لا أعرف ماذا، ما هذا هكذا؟ إنما الضرب هذا ليس الضرب اللغوي، إنما الضرب هذا نوع من أنواع "سأخصمك، أنا غاضب منك"، هذا يؤثر جداً في الولد لو أنك قلت له أنا غاضب لأجل هذا الأمر، أما الضرب فلا نعتقد ذلك.