ما معنى التجلي في قوله تعالى: ( فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا ) ؟

ما معنى التجلي في قوله تعالى:  ( فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا ) ؟ - فتاوي
ما معنى التجلي في قوله تعالى "فلما تجلى ربه للجبل جعله دكاً"؟ من تخلى فتحلى حدث في قلبه تجلٍ، يعني خلِّ قلبك من كل قبيح، وحليه بكل صحيح. عندئذٍ تتجلى في قلبه. وماذا يعني التجلي؟ يعني أن هناك أنواراً، وكشفاً للحجب، ورفعاً للأستار، ومعرفةً للأسرار. وفي صفاءٍ للنفس تدرك به النفس المعلومات. هل لهذا الجبل كينونة؟
نعم، له كينونة. هل هذه الكينونة تُدرك؟ نعم، ثمة إدراك. عندما نتأمل في القرآن نجد أشياء كهذه: "وإن من شيءٍ إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم"، "إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال". جاءت هي فأبينا أن يحملنها وأشفقن منها هي السماء والأرض والجبل، يشفق يعني يحصل لهم شفقة، نعم يخرون من الشفقة، جزيئاتهم تتحلل، نسميها ماذا؟ إنها شفقة الحال، حالهم يحصل فيه ما
يسمى بالنسبة إليهم شفقة، فما بكت عليهم السماء ولا الأرض، هل السماء تبكي؟ نعم تبكي على أناس وما... لا تبكِ على أناس. نعم، عندما توفي الشيخ أبو زهر رحمه الله تعالى، صلينا عليه في الأزهر الشريف، وصلى سيدنا الشيخ صالح الجعفري. فلما انتهى من الصلاة قال: "إن العالم الأزهري إذا مات بكت عليه السماء والأرض". ما الذي حدث للشيخ صالح؟ يعني هل أحسَّ أو شعر أو كُشف له أن السماء تبكي؟ الآن على مغادرة روح سيدنا الشيخ محمد أبو زهرة جسده،
فالروح وهي صاعدة هكذا إلى السماء تتأوه وتبكي. أما المفسد في الأرض الذي يؤخذ إلى طائفة العذاب فهذا شيء آخر، قد تضحك السماء وتزغرد وكل شيء. إذاً هذه الأشياء: السماء والأرض والجبال وكل المخلوقات فيها شيء من التسبيح والذكر. وفيها سجود وفيها شفقة وفيها بكاء وفيها وفيها وفيها يكون فيها تفاعل فأشفقنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها يكون في رفض هاهو وأشفقنا منها
من هذه الأمانة وحملها الإنسان ليس عليه يكون إذاً الجبل هذا الذي تجلى ربه عليه عرف أن شيئاً ما من العظمة قد تجلى عليه فانحلت حاله، سقط مغشياً عليه، وخرَّ موسى صَعِقاً، قطعة متناثرة، وليس هكذا فعلت الصعقة، إنما الجبل أدرك أن هناك تجلياً، أن هناك انكشافاً، أن هناك شيئاً مخالفاً لما جرت عليه سنن الكون قد حدث، فراح ينهار ويتفتت
مسكيناً. "ولو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من". خشية الله وتلك الأمثال نضربها للناس. إذًا، إذا الجبل لو أنزلنا عليه القرآن لتحلل هكذا، لذاب، هذا هو حاله. إذًا، إذا كانت هذه الأشياء يحدث لها هذا الشيء، أتفهم كيف؟ "ثم قست قلوبكم فهي كالحجارة أو أشد قسوة، وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار، وإن منها لما يشقق فيخرج". منه الماء وأنَّ منها لما يهبط من خشية الله وما
الله بغافل عما تعملون، إذاً الكون حولنا يسير في مسار ذكر الله وخشيته والسجود إليه وعبادته وطاعته، وليس هناك إلا الإنسان الذي يجلس يقول: أهو اليوم الجمعة أم السبت؟ والله هل رمضان القادم سيكون رمضان أم شوال؟ أمرٌ مؤسف وفي. النهاية هي ما الحكاية عندما قالوا لنا يا إخواننا نحن لا نستطيع أن ننزع الإسلام من قلوب الناس، فالإسلام يزداد منذ سنة ألف وتسعمائة وخمسة وأربعين حتى اليوم. كان
الإسلام الدين السادس من ناحية عدد السكان، وكان قبلنا الكاثوليك والبروتستانت والهندوس والبوذيون. في حقيبة السفر وكانوا يقبلون الطاوية، استمر الإسلام في الزيادة حتى أصبح في السبعينيات الرابع بدلاً من السادس، وظل يزيد في الثمانينات حتى أصبح الثالث،
وفي التسعينيات أصبح الثاني، وفي سنة ألفين أصبح الأول. الإسلام وصل إلى مليار ونصف، وفي التسع عشرة سنة التي تلت الألفين ازداد كثيراً، حيث وصل إلى مليار ونصف متقدماً على الكاثوليك. الكاثوليك والهندوس أي الهندوس يعني، السُّنَّة الإسلام السني فقط مليار ونصف الآن، الإسلام الشيعي مائتا مليون، مائتا مليون من يعني اثنين من مائتين على
ألف، اثنان على خمسة عشر يعني كل خمسة عشر فرد منهم اثنان شيعة وخمسة عشر فرد سني، هذا ما أحصته المؤسسات العالمية التي قامت بحصر هذه المسألة. إذا كان هذا دينٌ غير مُرضٍ لنا، فماذا نفعل؟ فقالوا لهم: الأصل أنكم لم تُعلّموهم بطريقة صحيحة. قالوا لهم: حسناً، كيف نُعلِّمهم بطريقة صحيحة؟ كيف نُعلِّم المسلمين بشكل صحيح؟ قالوا لهم: اطعنوا في الثوابت، واجعلوه متشككاً دائماً، لأن الإنسان المتشكك أكثر حضارة من الإنسان المتيقن. فبدأوا
يفكرون: ما هي يا تُرى عندنا من الثوابت في رمضان، قالوا: "كيف سنشكك فيها؟" قال: "شكك فيها يا أخي، شكك فيها بأي طريقة". فبدأوا يتشككون. نشكك في رمضان، بدأنا نشكك في يوم الجمعة، بدأنا نشكك في صحة القرآن، وبدأنا نشكك في وجود شخص اسمه النبي محمد، وبدأنا نشكك في أهل بيته. هؤلاء هم أهل بيته وهذا ليس من أهل بيته، حسناً، وبدأنا نشكك: من الذي قال إن السنة صحيحة؟ وبدأنا نشكك. تعلمون جميعاً صلاح الدين الأيوبي وما قدمه للأمة العربية والإسلامية، لا، صلاح الدين كان مخطئاً، وهكذا ليلاً ونهاراً. لم يجدوا - يا عيني - شيئاً
إلا وغيَّروه. منهج التشكيك هذا منهج كان. كان لدينا في الماضي شخص جاء في الفساد وعرض أن يقدم شيئاً اسمه ديكتاتورية الفاروق عمر. عمر مشهور عنه أنه أصبح علامة حتى صار مثل حاتم، حاتم الذي اشتهر بالكرم، فعمر هذا اشتهر بالعدالة. فقال: لا، عمر ظلم. وعندما اطلع المشايخ على ديكتاتورية عمر هذه كان في في الأربعينات مُنعت الرسالة، وقالوا لا يصح أن يصف الأزهر سيدنا عمر بأنه ظالم أو
أنه ديكتاتور أو طاغية أو ما شابه ذلك من الكلام القبيح. فقام نفس الشخص بعمل موضوع آخر عن عدالة الحجاج بن يوسف الثقفي الذي قتل سعيد بن جبير الذي كان. قتالاً سفاكاً للدماء، فراحوا عدالة الحجاج. حسناً، لا بأس عليك، أنت تمدح شخصاً لا بأس عليه. نتيح لك أن تبحث لأن هذا لا إشكال فيه، لكن ظلم عمر لا يصح أبداً. ظلم عمر... فأنا أريد أن أقول لكم أن هذه المكيدة موجودة لكنها لم تنجح. الغباء أنهم يفعلون الشيء الذي لا لم تنجح، كل هذا
جربناه. كانت هناك مجلة اسمها "الشؤون الاجتماعية"، وقد بدأوا فيها هذه القضية في أواخر الثلاثينات وأوائل الأربعينات. كانوا يشككون في الفاتحة، ويشككون في القرآن، ويشككون في المعوذتين وهكذا. ولم ينجح أي من ذلك، بل فشل كله، لأن الحق أبلج والباطل لجلج. فهم لا يعلمون، لا يدرون ماذا يفعلون. وماذا في هذا الأمر الذي يحدث الآن رقم واحد ويكتسح الدنيا؟ حسناً، ماذا أفعل؟ طيب، ماذا تريد مني؟ ماذا بوسعي أن أفعل؟ ولذلك نقول لهم كلمة بسيطة جداً: حسبنا الله ونعم الوكيل، نعم.