ما معنى عقوق الأباء للأبناء ؟ | أ.د. علي جمعة

يقول السؤال: ما معنى عقوق الآباء للأبناء؟ وَرَدَ عن سيدنا عمر رضي الله تعالى عنه أن أحدهم جاء فاشتكى من ابنه أنه لا يبره. الولد لا يبر أباه، فأتى عمر بالولد وقال:
لماذا لا تبر أباك؟ قال له: عندما وُلدتُ سماني بلاء. قالوا: لا، هذا اسم سيئ. بلاء اسم سيئ. يعني أضاعت الأسماء عنك فتسمّي ابنك هذا الاسم القبيح؟ قال وتركني فلم يعلمني لا صنعة ولا علماً، فلما كبرت وانحرفت لم يرشدني ولم ينصحني، فلا في تربية ولا تعليم ولا إرشاد ولا نصيحة. فقال: عققتم أبناءكم، فبماذا يكون بر الأبناء؟ بماذا؟ باختيار الاسم الحسن. بماذا يكون بر الأبناء؟ بالتربية. بماذا يكون بر الأبناء؟ بالتعليم بر الأبناء بماذا؟ بالنفقة.
بر الأبناء بماذا؟ بالحماية والرعاية والعلاج والمأوى. وهكذا، فهذا هو بر الآباء سواء الرجل أو المرأة للأبناء: أن يختاروا له اسماً حسناً، وأن يعلموه تعليماً حسناً، وأن يحفظوه في تربية حسنة، وأن يحفظوا جسمه في نفقة حسنة. وهكذا، فإذا حدث هذا طالبنا الابن أن يبر. أباه ويبر أمه ويكون رادًا لجزء من الجميل. مرة طاف أحدهم بالبيت يحمل أمه كبيرة السن على ظهره يحج بها،
فقال: أرأيتم أنني وفيتها حقها؟ فقال: أرى أنك لم توفها حقها. لقد حملتك صغيرًا وهي تتمنى حياتك، وأنت حملتها كبيرًا وأنت تتمنى وفاتها. يعني لا توجد فائدة، يعني الإنسان... عندما يجعل أصابعه العشر هكذا ويقيدها بالشمع لوالديه، فلن يُوفي شيئاً، لأنه لن يستطيع أن يحملهما في بطنه، ولن يستطيع رعايتهما وهما في عمر السنتين، ولن يستطيع القيام بتعليمهما والصبر على
تقلبات الزمان معهما، لن يستطيع ذلك، ولذلك لن يستطيع رد الجميل، فماذا نفعل إذن؟ "فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما". يبقى وصاحبهما في الدنيا معروفاً، يبقى وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم، انتبه ما هذا، هذا يدعوك للشرك، فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفاً.