ما معنى محلي حيث حبستني إذا حبسني حابس ؟ | أ.د. علي جمعة

ما معنى "محلي حيث حبستني إن حبسني حابس"؟ هذه كلمة وشرط يقولها المُحرِم تخفيفاً عن نفسه. فعندما أُحرِم، أقول: "لبيك اللهم بعمرة" أو "لبيك اللهم بحج" قاصداً البيت الحرام مُحرِماً، ودخلت في الإحرام. ثم أقول مشترطاً على ربي سبحانه وتعالى -وهو رؤوف بنا-: "واجعل محلي حيث حبستني إن حبسني حابس". يعني إذا حدثت ظروف وإذا وقعت أحداث لا حسبان لها ولم تكن في الحسبان، فإنني سأخلع هذا الإحرام وأعود إلى صورتي المدنية فألبس ملابسي، لأنني
لو لم أشترط هذا لبقيت محبوساً في الإحرام إلى أن أكفِّر أو أبلغ البيت الحرام. لا قدر الله لو حصلت حادثة منعتك من الوصول إلى الحرم. قَدَّرَ اللهُ أَنْ حَدَثَ مَا مَنَعَكَ مِنَ الوُصُولِ إِلَى الحَرَمِ، فَهَذِهِ الكَلِمَةُ أَنْ "حَبَسَنِي عَنِ الحَرَمِ حَابِسٌ فَاجْعَلْ مَحِلِّي مِنْ ثِيَابِ الإِحْرَامِ وَالعَوْدَةِ إِلَى مَلَابِسِي المُعْتَادَةِ حَيْثُ حَبَسْتَنِي". فَإِنْ حَبَسَنِي فِي القَاهِرَةِ حُبِسْتُ فِي القَاهِرَةِ إِذَا كُنْتُ قَدْ دَخَلْتُ الإِحْرَامَ، وَإِنْ حَبَسَنِي فِي جِدَّةَ حُبِسْتُ فِي جِدَّةَ، وَإِنْ حَبَسَنِي فِي الطَّرِيقِ حُبِسْتُ. في الطريق فكان هذا المكان للحبس هو نفس المكان الذي أغيّر فيه الإحرام
دون تردد ودون انتظار، ولذلك فهو من الأهمية بمكان أن تقول هذا الشرط لأن فيه تخفيفًا، وإن كان الإنسان يحج منذ أكثر من - يعني من نحو خمسين سنة - ونحن نحج لم تحدث هذه الحالة وبالرغم من ذلك. ومن ندرتها لنا موجودة وإن كانت نادرة لأنها تتصور في صورة المنع أو في صورة الحادث، ولذلك نقول دائماً: "لبيك اللهم بحجة" أو "لبيك اللهم بعمرة" و"اجعل محلي من ثيابي هذه حيث حبستني". فقط كلمتان: "واجعل محلي حيث حبستني".