ما هو أساس العلاقة بين المسلم وغير المسلم؟ أ.د/ علي جمعة | أفيقوا يرحمكم الله |

ما هو أساس العلاقة بين المسلم وغير المسلم؟ أ.د/ علي جمعة | أفيقوا يرحمكم الله | - فتاوي
سؤال: نعم. الحرب، ماذا يقول الإمام الشافعي؟ لا، هي القضية. العلاقة بين المسلم وغير المسلم الدعوة، لا الحرب ولا السلم. العلاقة هي الدعوة. اتركني أدعو إلى الله، قال: تركتك، خلاص لا سلطان لي عليك. فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، لا إكراه في الدين، قد تبين الرشد من الغي. على الرسول إلا البلاغ إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء لكم دينكم ولي دين لست
عليهم بمسيطر يا أخي القرآن كله يا أخي يقول هكذا فالعلاقة بيني وبين الآخر إنما الدعوة فمكنني من الدعوة عملي مراكز أذهب عملت مركزاً سنة اثنتين وأربعين في واشنطن ومركزاً في إنجلترا ومركز في طوكيو كلهم قالوا أهلاً وسهلاً تعال واعرض قولك فأسلم، قم على أيدينا ما تسلم. لم يعذبوهم ولم يجعلوهم كما فعلوا مع بلال "أحد أحد"، ولم يفتنوهم في دينهم، وإنما قالوا هذا دين متخلف انتشر بالسيف. هات، قل، هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين، وما نرد عليه أقول له. كلامك باطل، ما أبدنا شعوبًا. هل أباد المسلمون على مر تاريخهم شعوبًا كما فعلتم
في تسمانيا ومع الهنود الحمر في أمريكا ومع الزولو والبوير في إفريقيا؟ والله أبدًا. وما قمنا باستعمار أحد، جئنا في مصر، سكنّا في مصر، جلسنا فيها نعيش، نبني الأسرة، ننجب، لكن الاستعمار أن تأخذ خيرات البلاد. وتذهب بها إلى بناء المترو في لندن، وهذا الذي حدث. إنجلترا وفرنسا وألمانيا وهولندا وبلجيكا وإيطاليا، سبع دول منذ ألف وثمانمائة وهم يستعملون العقل. يقول مالك بن نبي: "وما استعمرونا إلا أن فينا قابلية الاستعمار". يبقى نحن
مخطئون أننا رضينا بهذا الاستعمار. لو كنا أشعلنا الدنيا عليهم وقلنا... لهم نحن لا نستعمر، كان انتهى الاستعمار، لكن لا، نحن رحبنا بهم وفعلنا لهم هكذا وتعالوا. قابلية الاستعمار وذهبت قابلية الاستعمار بحركات التحرر، فانتقلنا إلى قابلية الاستحمار، تركنا قابلية الاستعمار إلى قابلية الاستحمار وكأننا قد سُلبت عقولنا. كل شيء فيه مؤامرة وكل شيء فيه نحن لسنا مخطئين ولا ونحن الذين. غلطانين أبداً! بنفسك ثم بمن يليك، إن الله لا يغير
ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم. يبقى إذاً علينا أن نفهم أنه كما خرجنا من قابلية الاستعمار، يجب علينا الآن أن نخرج من قابلية الاستحمار، وهذا لفظ رجل مفكر شيعي اسمه علي شريعتي، علي شريعتي الذي هو الاستحمار، أي التحول إلى حمير. ما شأن النبي! لقد جلب لنا قابلية الاستعمار، وعلي شريعة جلب لنا قابلية الاستحمار، ومات علي شريعة منذ زمان، اغتالوه لأنه كان ضد هؤلاء الناس، إذاً يجب علينا أن نكون عقلاء. متى نكون عقلاء؟ عندما نعيش برسالة رسول الله وليس لنا باب سواه
صلى الله عليه وسلم. الأصل بين المسلم والآخر هو الدعوة. لا الحرب ولا السلم، فإن تركونا ندعو إلى الله على بصيرة تركناهم، وإن عاكسونا عاكسناهم، لأن الأصل هو الدعوة. إذاً، فكلام سيدنا الإمام الشافعي كلام زمني، ونحن عندنا عدة أشياء يجب أن نفهم من خلالها الأمور. أولها القضاء، فالنبي في بعض الأحيان يصدر منه الحكم قضاءً وليس تشريعاً، فهو متصل بقضية. معينة لها بداية ونهاية ولها حكم يقع على هذا الشخص بالذات، فالقضاء هو
أحد الأدوات التي بها الفهم أن هذا من القضاء، ويفصل الإمام القرافي هذا: النبي باعتباره مفتياً، النبي باعتباره قاضياً، النبي باعتباره قائداً، النبي باعتباره نبياً عليه الصلاة والسلام. ثانياً: الزمنية، فقد يكون في زمن ما خريطة العالم. تقتضي علينا أن نقدم الجهاد فإذا رأينا دياراً هي ديار كفر يهان فيها المصحف ويقتل فيها المسلم ويُحمل حملاً على الارتداد فيحذر العلماء من ذهاب الإنسان المسلم بالمصحف إلى تلك الديار حتى لا يهان فهذا أمر زمني فإذا تغير وطُبع المصحف في ديارهم
أبدع مما يطبع في ديارنا إذا زال. الذي بيني وبينه، طالبتهم بوجود مقبرة للمسلمين فأذنوا، طالبتهم بالجنسية فردوا، طالبتهم بالذبح الحلال فأباحوا. خلاص يعني ما... ما... ما... هذا... هذا أصبح الديار غير المسلمين، ولكنها سمحت لنا بالإقامة وبالتعلم وبالسعي على الأرزاق وبتنفيذ أحوالنا وبصلواتنا، وهكذا. فإذا هناك أمور زمنية فالإمام الشافعي قد عاش في زمن يقاتلنا العالم. العالمُ كلُّه من شرقِنا وغربِنا يُقاتِلُنا، وكان في زمنٍ يُسمّونه عصورَ الإيمانِ، كلُّ الأرضِ مؤمنةٌ،
ليس هناك في الأرضِ مُلحِدٌ إلا قليلٌ من الفلاسفةِ، لكن إذا قابلتَ إنساناً من الشرقِ أو من الغربِ وقلتَ له ما دينُكَ، هذا سؤالٌ عاديٌ. الآن أصبح عيباً أن تسألَ الإنسانَ ما دينُكَ لأنه... ليست هناك رابطة على أساس الدين، بل الموجود الآن هو الرابطة على أساس القوميات والوطنيات وما شابه، أو الرابطة على أساس المصالح. فما شأنك أنت وما شأن الدين هكذا عندهم؟ يعني في الفكر الحديث هذه أمور زمنية تتغير من زمان إلى زمان، وليست أموراً هي من مكونات الدين، بل هي من... مكونات الزمان والعصر، فإذا تغيرت تغيرنا معها حتى نصل إلى المقاصد الشرعية والمصالح المرعية بالمآلات
المعتبرة. هذا هو، فكثير من الناس يغيب عنهم القضاء ويغيب عنهم الزمنية أو المعاصرة، ويحملون كلام الأقدمين الأكابر ويسحبونه على الحاضر دون وعي بالفارق بينهما. وهناك فارق، فلا بد علينا أن ننتبه لهذا. لأنه هذه هذه مفاتيح الحقيقة. نعم، الشافعي قال، والشافعي بالذات، لكنه ليس محل اتفاق. لكنهم قالوا لزمن ليس فيه أي ضوء أنهم سيغيرون أنفسهم، إذاً فهذا نفعل معه هكذا. تغيرت الدنيا تغيراً تاماً. نرجع إلى سيدنا ونرى ما هي أهداف الشريعة ومقاصدها، ونرى أن العلاقة بين المسلم وغير المسلم قائمة. على إباحة الدعوة
والله أعلم