ما هو الضابط في كون الإصرار على الصغيرة يجعلها كبيرة ؟ | أ.د. علي جمعة

ما الضابط في كون الإصرار على الصغيرة يجعلها كبيرة؟ الاستهانة والاستحلال. فمن يكرر الصغيرة غير مبالٍ بعقاب الله ولا بغضبه ولا مستحٍ منه سبحانه وتعالى، فهذه الاستهانة تُعَدُّ كبيرة لأن فيها قلة حياء وقلة أدب مع الله. أهل الله يقولون لك: ليس هناك صغيرة ولا كبيرة، فتقسيم الذنوب إلى صغيرة وكبيرة هو مجرد تقسيم أكاديمي. تقسيم ندرسه في الكلية وفي المعهد، لكن في الواقع اجتنب الذنوب كبيرها وصغيرها، ذلك هو التقوى، واصنع كما يصنع من يمشي
فوق أرض الشوك يحذر ما يراه. لا تستهن بصغيرة، إن الجبال من الحصى، هذا الجبل ما هو إلا حصاة بجانب حصاة بجانب حصاة، فلا تحتقر صغيرة، فإن معظم النار تبدأ من مستصغر الشرر. يعني الشرارة تكون بسيطة هكذا وتُشعل الدنيا وتُدمر الممتلكات