ما هى قصة السيدة مارية القبطية ولماذا تصر الكتب على تسميتها جارية ؟ | أ.د. علي جمعة

ما هى قصة السيدة مارية القبطية ولماذا تصر الكتب على تسميتها جارية ؟ | أ.د. علي جمعة - فتاوي
أريد أن أعرف من فضيلتكم قصة السيدة مارية ولماذا تصر الكتب على أنها جارية السيدة مارية أرسلها المقوقس حاكم مصر لسيدنا المصطفى صلى الله عليه وسلم لأنهم كانوا يستشعرون أنه نبي وأنه هو الذي بشرت به الكتب السابقة فأرسل له سيرين ومارية وأرسل له بغلة اسمها دلدل وأرسل له زقًا. يعني بدلاً من عسل من بنها التي هي بنها هذه التي نقول عنها ماذا؟ بنها هي كانت وقتها اسمها بِنها بالكسر كما أفاد شارح
القاموس، ولذلك نقول عنها البِنهاوي وليس البَنهاوي. لو قلت البَنهاوي أيضاً مقبولة، لكنها بنها العسل. بنها العسل لأنها أرسلت العسل لسيدنا الرسول فلما جاء عرض الإسلام. عليهما على مارية وأختها سيرين، فأسلمت مارية. قالت مارية: "نحن نفهم هذا الكلام وأشهد أن لا إله إلا الله". قالت سيرين: "والله أنا غريبة ولست أعرف ما الحكاية بالضبط، لست أفهمها جيداً"، فظلت على مسيحيتها. فاستخلص مارية لنفسه وأعطى سيرين للحسان بن ثابت الشاعر. فلما أسلمت مارية
رضي الله عليها أسكنها العالية. العالية هذه من المسجد، عندما تذهبون، كتب الله لكم الزيارة. وأنتم ذاهبون إلى قباء، العالية قبل قباء مباشرة هكذا، هي العوالي. فسكنت في العوالي، وكانت تختلف إلى النبي عندما لم تكن في حجرات أمهات المؤمنين، فحملت وولدت له ولداً اسمه إبراهيم. وعندما حكم الله على سيدنا صلى الله عليه وآله. وسلم بأنه ليس أباً لأحدٍ منا "ما كان محمد أبا أحدٍ من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين". حِكمة موت كل ذكوره في حياته، قالوا: لأنه لو بقي لنبّأه الله، فهو خاتم
النبيين. فعلّة موت الصبيان هو عدم استمرار النبوة، فمات أولاده ومنهم إبراهيم الذي مات وهو ابن سنتين. فلما مات إبراهيم فبكى رسول الله، وهذا يعلمنا أن البكاء أمر طبيعي، وقال إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع، ولا نقول ما يغضب الرب، وفي رواية ما يغضب الله. عندما خلف إبراهيم من مارية، قال: أعتقها ولدها، لأن أم الولد تُعتق في الفقه الإسلامي وفي الشريعة الإسلامية، أي ماذا؟ أم الولد جارية فأنجبت
مني ولداً. هذا الولد بعد وفاتي سيصبح ابناً من أبنائي وسيرث. ماذا سيرث؟ سيرث أمه لأن أمه من عالم الأشياء. هذا هو فكر الرق؛ أن العبد والعبدة من عالم الأشياء، يعني يباعان ويشتريان ويُتخذ منهما. إنهم من عالم الأشياء وليسوا من عالم الأحرار بهذا الشكل. هذا الولد سيمتلك جزءاً من أمه وهذا لا يصح. إذن ماذا سيحدث؟ أولاً عندما أموت، من هنا تُعتق، من هنا تُعتق، يعني تُحرر، وتصبح حرة حتى لا يرثها، حتى لا يرثها ابنها.
فقال: أعتقها ولدها. عندما كان الولد حياً، سيدنا إبراهيم. الولد مات، خلاص، فهي ما زالت على الرق. لم تخرج من الرق لتخرج منه بوفاة رسول الله، لكن رسول الله كان لا يزال حيًا، والولد مات قبل رسول الله. سيدنا إبراهيم عليه السلام كان طفلًا صغيرًا، عمره سنتان تقريبًا، فعندما مات لم ترجع، بل هي مستمرة في كونها ملك يمين، لكن علماءنا واختيارنا أنه لا بأس أن تُعَدَّ من أمهات المؤمنين. والحكم جارٍ عليها. فلما
مات رسول الله لم توزع في التركة، ولما مات رسول الله لم تتزوج غيره لأنها تأخذ حكم أمهات المؤمنين. أمهات المؤمنين يحرم عليهن، بل ويقع العقد باطلاً إذا تزوجت واحدة منهن أي أحد بعد رسول الله. العقد باطل كما أنه لا يوجد مثل هذا ولا يحدث، ومنهن مارية. مارية لم تتزوج، وباتفاقها واتفاق الصحابة جميعاً على أنها لا تتزوج بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهذا محل اتفاق وإجماع من الأمة. إذاً من هذا المنطلق ولأنها لم تتزوج أصبحت كأنها من أمهات المؤمنين، فتجد كثيراً من الكتب عندما تعدّ أمهات المؤمنين تقول: فترك تسعاً ولا
يعدونها. لماذا لا يُعَدُّون مارية؟ لأنها ملك يمين، لكنها حكمها حكمهم، فالحكم واحد ولكن الدرجة مختلفة.