ما هي صفات الخوارج ؟ أ.د/ علي جمعة | أفيقوا يرحمكم الله |

الخوارج جمعوا بين كل هذا وهو يوصف بأنه خارجي إذا وقع في تكفير المسلمين سواء خرج على الحاكم أم لم يخرج ما دام قد كفّر المسلمين فهو من الخوارج لأنه بذلك كان خرج عن جماعة أهل الحق من أهل السنة والجماعة إلا أنه خارجي قد حمل السلاح أو خارجي. لم يحمل السلاح مثل شأن المرتد
والعياذ بالله تعالى فهناك من يرتد في بيته وهناك من يرتد ويدعو الناس إلى ارتداد، فالخارجي إذا لم يحمل السلاح فهو خارجي ساكت صامت خفي، والخارجي الذي حمل السلاح هو خارجي باغٍ، فإن كان وحده فهو مجرم أثيم باغٍ، وإن كان قد تحصن بمجموعة. من الخوارج وأصبحت لهم شوكة وقتال فهم بغاة، هذا هو الحاصل. ولما ظهر الخوارج ظهروا في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاءه ذلك الرجل الغبي الذي
يقول له: اعدل يا محمد فإنك لم تعدل. هذا خلل في التفكير، هو مسلم هذا الولد وكان يصلي، ودليل ذلك رواية أبي. بكر وعمر أنه بعد ما قال هذا لسيدنا صلى الله عليه وآله وسلم وقال له رسول الله: "ويحك! من يعدل إذا لم أعدل أنا؟ يأتمنني الله على خبر السماء من فوق سبعة أرقع ولا تأمنوني في توزيع أموال". فلما ذهب وولّى ولم يقتنع بكلام سيدنا لأن شيطانه قد زيّن له. أن العدل هذا وأن هذا ظلم وأن النبي قد
أخطأ وأن مثل هذا الشعور يعني فيه نوع من أنواع الكُفر وفيه نوع من أنواع الغباوة وفيه نوع من أنواع العناد وفيه نوع من أنواع الخروج. قال: "سيخرج من ضئضئ هذا قوم يحسنون القيل ويسيئون الفعل، لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد". فلما سمع أبو بكر وعمر هذا ذهبوا وراء الرجل فوجدوه يصلي، ولذلك قال رسول الله: "الخوارج كلاب أهل النار". لماذا وهم مسلمون؟ ولما سُئِل عليٌّ عنهم - عن الخوارج - قال: "إخوة لنا بغوا علينا". قالوا: أكُفَّارٌ هم؟ قال: لا، من الكفر فرُّوا، هؤلاء بالغوا أكثر،
أي زيادةً، ووصفوا المسلمين بالشرك وهم... ليسوا كذلك، لماذا؟ هم كلاب أهل النار، لأنهم من داخل الإسلام يشوهون صورة الإسلام في العالمين، فيصدون عن سبيل الله بغير علم، ويكونون حجاباً بين الخالق وخلقه، ويفهمون الخلق غير حقيقة الإسلام. ولذلك حسابهم عسير، وعذابهم شديد يوم القيامة، وإن ادعوا أنهم يحسنون صنعاً. ونبهنا الله سبحانه وتعالى على هذا. الصنف من الناس قال ومن الناس من يعجبك قوله يحسنون القيل ويسيئون الفعل في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك
الحرث والنسل والله لا يحب الفساد وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولا بئس المهاد ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله والله رءوف بالعباد يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين. كلام واضح ومحجة بيضاء تركنا عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولذلك فالخوارج في كل عصر بعدما قضى عليهم المسلمون. بَنَوا الحضارةَ، جلسوا أكثرَ من خمسٍ وأربعين سنةً من سنةِ سبعةٍ وثلاثين هجريٍ إلى سنةِ اثنين وأربعين هجريٍ يقتلون في هؤلاء الخوارج. ولما أرسل عليُ بنُ أبي طالبٍ رضيَ اللهُ
تعالى عنه ابنَ عباسٍ للخوارج، فإنه ما استطاع أن يقنعَ إلا ألفينِ من ستةِ آلافٍ، رجع بهم والأربعةُ آلافٍ تمادَوا. وسرى فكرهم في بعض الناس ممن قدر الله عليه ذلك وتتالت الأجيال في الخوارج حتى وصلنا إلى الخطابية وكان الشافعي يحرم الرواية عنهم لأنهم كانوا يستحلون الكذب. الخوارج منحرفون وهناك كلام وتصرفات حدثت إلا أنهم من المسلمين في غاية الأمر وتعاون معهم عبد الله بن الزبير لكنه لم يقبل أن يكون منهم وقتلهم الحجاج بن يوسف الثقفي وقاتلهم وقاتل الرافضة
على حد سواء، ثم إنه بنى الحضارة بعد ذلك، وظل الخوارج في كمون حتى أن الإمام البخاري قد روى عن بعض الخوارج منهم عمران بن حطان، وكان الإمام الشافعي يرفض الرواية عن الخطابية ويجيز الرواية عن الخوارج، إذاً فهم مسلمون. ولكن مع ذلك هم أهل بدعة وشقاق ونفاق وسوء أخلاق، وهذا ليس هو نهج النبي ولا صحابته، وهذا مردود عليهم على أقفيتهم حتى يخلصنا الله منهم. كمنوا ثم بعد ذلك ظهروا في المغرب العربي في القرن الرابع الهجري، وكمنوا بعد ذلك ثم خرجوا بعد ذلك منذ مائتي عام وكمنوا
بعد. ذلك حتى ظهروا في صورة الخوارج الذين قد ابتُلينا بهم منذ نحو أكثر من ستين سنة، وقد ابتُلينا بأحوالهم وتفجيراتهم. وهكذا تركنا رسول الله على المحجة البيضاء. ماذا قال رسول الله؟ قال: "أخوف ما أخاف على أمتي رجل آتاه الله القرآن، حتى إذا بدت عليه بهجته غيَّره وخرج على". جاره بالسيف ورماه بالشرك فقالوا الرامي أم المرمي أحق بها يا رسول الله قال: بل الرامي هو المشرك. وقد كان خرج علينا سيد قطب وفسر القرآن، وكان يحفظ القرآن من صغره، ولم يكن
عالمًا، ثم بعد ذلك ما درس العلوم، كان أديبًا كاتبًا صحفيًا، ففسر القرآن في ثلاثين جزءًا طبعه. له عيسى الحلبي في ظلال القرآن ثم غيّره حتى إذا بدت عليه بهجته غيّره وغيّر الخمسة عشر جزءًا الأولى، وفي ثلاثمائة صفحة كفّر المسلمين وقال إن الإسلام لا يوجد على الأرض منذ قرون، وقال إن المسلمين يجب أن نعلمهم مرة أخرى الإسلام، وقال حتى الدعاة إلى الإسلام يرفعون يا. فطرة الإسلام وحقيقتهم الجاهلية، وقال: تلك مجتمعات إلى آخره. وكانوا
كلما يجلس معه أحد ويقول: أتكفر الناس؟ يقول: لا، حاشا لله، أنا لا أكفر الناس، بل أكفر المجتمعات. وأكفر الناس يعني تكفر الناس؟ أبداً، عيب، ما أكفر أحداً، كيف أكفر؟ طيب، يعني ما تكفر أحداً؟ فذهب إليه أحدهم وكان من أصحابه وأحبابه وحواريه يوم الجمعة، فلما أُذِّن الأذان قال: "لا، نحن في بلاد كفر، وبلاد الكفر ليس فيها صلاة جمعة". يا أخي، بلاد الكفر فيها صلاة جمعة بالاتفاق مع الكافرين، ونحن الحمد لله متفقون معهم، يعني نحن نصلي الجمعة باتفاق. هل هناك من ضربنا عندما صلينا الجمعة يا؟
أخي حتى غباوة في التطبيق لماذا؟ هو ليس عالماً، هو صاحب فكرة الفالنتاين هذه الذي لم يدرك ما هذا اليوم وظنه احتفالاً باغتيال البنة، وكان هو يوم الحب عند الأمريكان. شخصيات هشة، وهكذا كان فكرهم دائماً فكر الخوارج، أحداث الأسنان، سفهاء الأحلام، يقولون من كلام خير البرية لا يجاوز إيمانهم. تراقيهم طوبى لمن قتلهم وقتلوه. من قتلهم كان أولى بالله منهم. سيدنا تركنا على هذا، من نصدق: خوارج العصر وخوارج المصر وخوارج كذا، أم نصدق سيدنا صلى الله عليه وسلم؟ يا أخي، يقول رسول الله صلى الله عليه
وسلم في شأنهم: "يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية" وهذا. الذي كان وتتالت الآجال، وخرج بعد سيد قطب شكري مصطفى، وخرج بعد شكري مصطفى الدواعش وأنصار بيت المقدس وأيمن الظواهري وغيرهم إلى آخره ممن ملؤوا الأرض فسادًا بعنوان الإسلام. ما هذا؟ هذا وكل من ألَّف فيهم أو غير ذلك إلى آخره ولم يكن معهم والحمد لله وزيران إلا اثنان أولهم اسمه عبد الله عزام، وعبد الله عزام هذا، عندما حضرنا مناقشة دكتوراة لعبد الله عزام، كان يناقشه الشيخ السايس، فقال له: "يا عبد الله، قلنا لك اقرأ الفاتحة، فسألتك:
ماذا أناقشك فيها؟ قلنا لك اقرأ الفاتحة، فقلت: بسم الله الرحمن الرحيم، قل أعوذ برب الناس، ملك الناس. أهذه هي الفاتحة؟" ذهب إلى هناك وتقاتلوا حتى قتل بعضهم بعضاً، والثاني عمر عبد الرحمن. وكان عمر عبد الرحمن هنا وقد اتهمه أصحابه بأنه سرق أموال الجماعة، وصدرت فتوى بقتله. ففر إلى السودان ومنها إلى أمريكا، فقبض عليه هناك. سلسال من السذاجة، سلسال من من
يعطي دينه لغيره. أهل العلم كما أمر الله: "فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون". يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله. هذا هو، والله أعلم.