ما هي علامات رضا الله عن العبد؟ | أ.د علي جمعة

ما هي علامات رضا الله عن العبد؟ | أ.د علي جمعة - فتاوي
يقول: أريد أن أشعر برضا الله عني، فهل هناك علامات يطمئن بها الإنسان لرضا الله؟ من العلامات: التوفيق، فعندما تصلي ويجعلك الله تستمر في الصلاة، فهذا هو التوفيق، أي أنك في رضا الله. والعلامة الثانية: الزيادة، فهو يجعلني أصلي وكل شيء، لكن ليس هناك زيادة، ثم زدت ركعتين هكذا. وبعد ذلك استمرت على هاتين الركعتين، فأصبحت في رضا الله. حسناً، ها قد بدأت أدخل في أذكار كهذه، فجعلني ربنا سبحانه وتعالى أزيد فيها.
ثم استمر. أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل. ركعتان بالكاد بعد العشاء فقط، لكن انتقل ها هو. لكن أحب الأعمال إلى الله أدومها وكان عمله. صلى الله عليه وسلم دائماً وقال: "لا تكن مثل فلان، كان يقوم الليل ثم تركه". ولذلك قال: "إن هذا الدين متين، فأوغل فيه برفق". ليست المهم الكثرة، المهم الديمومة، فالديمومة هي علامة الرضا. النقطة الثانية أو الثالثة استجابة الدعاء، كلما كان ربنا سبحانه وتعالى راضياً عنك. قالت: "أرى الله يسارع". في هواك عليه الصلاة والسلام رضا صحيح،
لو دعوت ربنا ولم يستجب، فهذا ليس علامة غضب، لكن الاستجابة علامة رضا. لأنه إذا لم يستجب لي، فلعله كان الأحسن تأخيرها أو كان الأحسن ادخارها، والله يعلم وأنتم لا تعلمون، ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير، إنما استجاب وبعد ذلك استجاب وبعد ذلك. استجاب، ثم استجاب. الحمد لربي، لك الحمد. هذا يعني أنني في رضاه. من العلامات التي تدل على أن الله راضٍ عني: الديمومة، والزيادة، واستجابة الدعاء. من علامات الرضا أيضاً أن يمنعك ولو قهراً من المعصية. فعندما تذهب لتفعل معصية وتقول:
"أنا ذاهب لأرتكب المعصية"، تنفجر فجأة عجلة السيارة، وهو ما يسمونه انثقاب الإطار. هذا يصنع لك ثقباً، لماذا منعك؟ هذا لأنه يحبك، أصبح يحبك أنت بالطبع. ربما هو غاضب من فوات هذه المعصية، هذه المعصية التي فيها لذة أو شهوة أو أي شيء أو مصلحة، لكن هذا لأنه يحبك. وهنا يقولون عنها ماذا؟ المنحة التي في صورة محنة، هي شيء يُحزن ولكن هذا الشيء هذا. الأمر الذي يزعجك قد أنقذك، هذا الأمر الذي يزعجك هو في الحقيقة أعطاك ولم ينتقص منك. هذا الأمر المزعج هو
شيء حلو جميل، منحة في صورة محنة. فعندما يفعل الله سبحانه وتعالى بك هذا، فهو راضٍ عنك. النبي عليه الصلاة والسلام أمرنا بأوامر، وهذه الأوامر يقول فيها: "لا يزال لسانك". يظل لسانك رطباً بذكر الله. من رضا الله عنك أنك تذكر الله دائماً. قال: "لا تغضب ولك الجنة". من رضا الله عليك أنك تسيطر على نفسك حين الغضب. من القوة عندكم؟ قالوا: "الشديد". قال: "ليس الشديد بالقوة، ولكن من أمسك نفسه حين الغضب". سيطر على
نفسك وانتبه كيف تتصرف. سيطر على نفسك فهذا من رضا الله عليك. من رضا الله عليك أنك تنفع الناس، قال تعالى: "وافعلوا الخير لعلكم تفلحون". كلما كنت نافعاً للناس وأقامك الله في هذا النفع، كلما كنت أنت محل الرضا. من رضا الله عليك أنك تتوكل عليه حق توكله، والتوكل أن ترضى بالمقصود. رَضِيَ اللهُ عنهم ورضوا عنه، رضوا عنه يعني في تسليم ورضا، مبتهج مما أنت فيه، لست متذمراً ولا دائماً ضد ما يحدث لك. ما يحدث لك الحمد لله رب العالمين، نحمده، نحمده، هذا ما
يقوله المصريون. هي فيها في الرضا؟