متى نقول صلّى الله عليه وسلم(بصيغة الماضي) و(صلِّ اللهم عليه و سلِّم) بصيغة الامر؟| أ.د علي جمعة

صلى الله عليه وسلم: صلى فعل ماضٍ، وسلم فعل ماضٍ. ما الفرق بينهما ومتى نقولهما؟ عندما تقول "صلى" تقول "وسلم" (صلى الله عليه وسلم) لأن هذه صيغة ماضية وتلك صيغة ماضية. أما "صلِّ" فهي فعل أمر، فنقول "صلِّ اللهم عليه وسلِّم" لأنها صيغة أمر. إذن عندما نقول "صلِّ" نقول "سلِّم"، وعندما نقول "صلى" نقول "سلم"، ولا نخلط بينهما. اللفظان كلاهما صلى الله عليه وسلم، لا وسلم، أي أن الأمر معه أمر والماضي معه ماضٍ، ولا يصح أن نأتي بالأولى أمراً والثانية ماضياً، أو الثانية نأتي بها ماضياً والثانية نأتي بها أمراً، صلى الله عليه وسلم. لا، لا
يصح، إما مفتوحتان كلتاهما أو مكسورتان كلتاهما. الفرق بينهما أن هذه ماضٍ وهذه. أمر طيب، ما الفرق بين الماضي وما الفرق بين الأمر؟ الماضي هذا خبر. ربنا صلى عليك، هذا خبر، هذا خبر. من الممكن أن يأتي أحدهم ويقول لي: "لا، ما صلى عليك". هل أنت منتبه؟ فأقول: لا، قال تعالى: "إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما". إذن... هنا خبرٌ وهنا أمرٌ. لا، فيه أنه هو صلى عليه فعلاً، طيب. والثانية هذه تُسلِّي الأمر بقى: "صلّوا عليه"، فأقول له: حاضر، ربنا، أنا سأصلي عليه: "اللهم صلِّ" ولا نكتب فيها الياء، لام لوحدها هكذا وعليها كسر، "اللهم صلِّ
وسلِّم" - سلِّم أهي - على سيدنا محمد. يبقى هناك ماضٍ ويفيد الخبر. وهناك أمر ويفيد الإنشاء، فيكون الفرق بين الماضي والأمر ماذا؟ الخبر والإنشاء. فيأتي شخص ويسألك: يعني أنا جالس طوال النهار أقول صلى الله عليه وسلم، صلى الله عليه وسلم، فهل هذا يعني أنني لم أصلِّ عليه؟ فنقول له: لا، لأن هذا خبر أُريد به الإنشاء، أُريد به الإنشاء، فيكون صلى الله عليه وسلم. خبرٌ هذا، لكن بالرغم من ذلك يمكن أن أجعله في صلاتي لأنه خبر أريد به الإنشاء. ما معنى الإنشاء؟ يعني لا يوجد فيها من يكذبك. أنا أقول: يا رب افعل لي. لا يأتي أحد ليقول لك: أنت كاذب أو لست كاذباً، أنت صدقت أم لم تصدق. فالخبر يحتمل. الصدق والكذب، لكن
الإنشاء لا يحتمل الصدق والكذب. هو بذاته أنني أطلب، أقول لك: يا رب افعل كذا. إذاً، هناك خبر وهناك إنشاء، وهناك خبر يُراد به الإنشاء. والصلاة كلها من قبيل الإنشاء في صيغتها الخبرية أو في صيغتها الإنشائية. فهمت شيئاً؟ تقريباً اختلط الأمر. حسناً، جميل. الدعاء هو الإنشاء. هو الدعاء مائة في المائة صحيح. أنت فهمت. الله، أنا أفهم الأمر. انتبه دائماً وأنت تستخدمهما، إما الاثنان مفتوحان أو الاثنان مكسوران، لكن هكذا. هو صلى الله عليه وسلم، وحينئذٍ يكون دعاءً أيضاً. اللهم صلِّ عليه وسلم،
أيضاً يكون دعاءً وإنشاءً فقط وانتهى الأمر. إذاً الصلاة على... الصلاة على النبي في حقيقتها دعاء، سواء كانت من الصندوق الأول أو من الصندوق الثاني. الصندوق الأول الذي هو الماضي، والصندوق الثاني الذي هو الأمر، كلاهما دعاء وانتهى الأمر.