مجالس إحياء علوم الدين | مسجد فاضل | المجلس 38 | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه مع كتاب إحياء علوم الدين للإمام الأئمة وبدر الأئمة حجة الإسلام أبي حامد محمد بن محمد بن محمد الغزالي الشافعي النيسابوري
رضي الله تعالى عنه وهو من طوس أيضا فهو الطوسي إذن هذا ألف الكتاب ونحن الآن في باب العلم وكنا قد تحدثنا من قبل عن الإمام المهدي وأنه كلما اقترب وقته قلت الأحوال العجيبة الغريبة التي كانت على أيدي المسلمين عبر التاريخ من الدعاء ومن الحال ومن خصائص الحروف ومن استعمالات النجوم ونحو ذلك مما هو في القدر المباح للاستعمال أما الإمام المهدي فقد روى حديثه عشرون من الصحابة حتى عد من الأحاديث المتواترة لم
يروه صحابي واحد ولا اثنان ولا ثلاثة وإنما رواه نحو عشرين من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم شاع في أوساط المحدثين كلمة تواتر وصفا لأحاديث المهدي ولذلك نرى الإمام الشوكاني رحمه الله تعالى يؤلف تصريحا بتواتر ما جاء في المنتظر والدجال والمسيح فقد ورد أن المسيح عيسى ابن مريم قد رفع جسده العنصري إلى السماء وكان الإمام أحمد يقول إن من عقائد أهل السنة والجماعة أن عيسى قد رفع بجسده العنصري، والعنصري يعني الجسد ذو اللحم وأيضا
خروج الدجال والدجال أخرج حديثه البخاري في صحيحه. وغيره وأيضا المهدي المنتظر وإن لم يرد تصريحا في صحيح البخاري لكن ورد فيه أن عيسى سينزل على المنارة الشرقية ببيت المقدس، كيف ينزل عيسى بن مريم فيكم حكما عادلا على المنارة الشرقية وأميركم منكم، هذا في البخاري هكذا، أميركم منكم هذه الشراح يقولون هو المهدي، الأحاديث العشرون التي وردت في المهدي عليه السلام أحاديث تبين
صفاته بدقة، فمن صفاته أن اسمه محمد بن عبد الله، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: اسمه يواطئ اسمي واسم أبيه يواطئ اسم أبي، ومنها أنه من آل البيت وأنه أزج أبلج أقنى الأنف، على خده الأيمن خال، له لحية كأنها كوكب دري طويل البطن قصير الفخذين يبطئ عليه الكلام فإذا أبطأ عليه الكلام ضرب بيده اليمنى على فخذه الأيسر
فانطلق، يعني إذا كان هذا إنسان يعني جالس يصف وكل شيء أزج يعني الحواجب تشبه الهلال هكذا أبلج يعني شعره نابت من هنا في شيء يسمى الأبلج أجلى الجبهة يقول أجلى الجبهة شعره يظهر من هنا البلج أنه ما بين حاجبيه قاض يعني ازج وليس في الحواجب غير متصلة وبعد ذلك يظهر من هنا أجل الجبهة أقنى الأنف الذي ينبت شعره من وسط جبهته هكذا يكون اسمه الغمم، هذه التي هي في الفقه في الوضوء يقول لك عندما ينبت من الوسط هنا يجب أن تكمل وجهك من الأعلى وليس من تلك المنطقة
ليس رأسك، هذه جبهتك، فعندما ينبت الشعر من هنا يجب أن تتوضأ وجهك كله هكذا، فيجب أن تغسل الجزء الذي تحت الشعر هذا في الوضوء، هذا الغمم، واجلى الجبهة تكون العكس، فهو ليس أصلع ولكن كأنه أصلع هكذا لأنه الشيء يبدأ من هنا فهذا ليس فيه شعر أجلى الجبهة أقنى الأنف يعني العظمة التي في الوسط هذه أمام هكذا فهو منخراه يكون هكذا هو أقنى الأنف له لحية كثيفة وعلى خده الأيمن خال يعمل مثل الوحمة لكن ليست وحمة هي ليست سوداء من نظر إليه
يتلألأ كالكوكب الدري أي عندما تريد أن تنظر إليه هكذا فستجده في هذا المكان الخال هذا حسنة سموها حسنة لأنها تزيد من جماله أي ليس الحسنة التي تعيب الشامة التي تعيب الوجه لا هذا يوجد به حسنة هكذا وبعد ذلك بطنه طويلة وفخذاه قصيران عندما يجلس لن يستطيع أن يستند مثلي هكذا لأنني لا، هذا ستجده يبطيء عليه الكلام، دخلنا في صفة أخرى لها علاقة بالكلام فهو فصيح ومنطلق ويأتي عنده انقطاع هكذا،
أي أنه بينما يتكلم يتلعثم عليه فينقطع لا يعرف الكلام فيضرب بيده اليمنى على فخذه الأيسر فينطلق يقول حينئذ دعه يقول ساعة أو اثنتين من هذا القبيل ويأتي هكذا وينطلق إذا كان هذا أحدا مشخصا. فهل جميع هذه الأحاديث تدور حول شخص وهمي أول من شكك فيه المؤرخ ابن خلدون وابن خلدون له عجائب وغرائب في التاريخ ومن هذه العجائب والغرائب أنه ادعى وهو أول من ادعى أن التتار أحرقوا مكتبة بغداد والتتار لم يحرقوا ولا مكتبة بني سويف التتار
شاهدهم ابن الأثير وبعدهم ابن كثير وبعدهم مؤلفون عظام في التاريخ لم ينسبوا أبدا ولم يأت أي خبر إلا عن ابن خلدون فابن خلدون كانت له أشياء ومواقف لأنه كان ضد آل البيت قليلا ولذلك لما جاء الفاطميون إلى مصر وكانوا يكتبون من لعن وسب فله دينار واردب وكذا قال هؤلاء من أهل البيت فالناس كلها تنكر نسبهم وهو يثبت نسبهم حتى يكون هناك سوءة ننسبها إلى آل البيت من ضمن تخاريفه رحمه الله هي النقطة
أنه أنكر كل أحاديث المهدي وضعفها فألف في هذا الشأن الشيخ أحمد بن الصديق الغماري كتابا لطيفا تتبع فيه ابن خلدون وبين زيف كلامه وأسماه إبراز الوهم المكنون من كلام ابن خلدون، أي أن هذا كله وهم في وهم الذي تقولونه، وكل من شكك بعده ابن خلدون توفي عام ثمانمائة وثمانية، كل من شكك بعده في المهدي وهم أفراد قليلون جدا حتى استحيوا من ذلك ومنهم صديق حسن في الإذاعة في أشراط الساعة وهو تلميذ جيد أو يعني تحدث جيدا عن الشوكاني، لكن الشوكاني له التصريح في تواتر ما جاء في المنتظر والدجال والمسيح، وفي
الإذاعة تحدث هذا وحاول أن يضعف أحاديث وقام السيد عبد الله بن الصديق الغماري وألف كتابين كتابا يرد فيه على القاديانية في نزول عيسى آخر الزمان عقيدة أهل الإسلام في نزول عيسى عليه السلام والبرهان في نزول عيسى آخر الزمان ثم ألف كتابا آخر اسمه المهدي فأورد فيه كل هذه الروايات ورد على من ضعفها والسيد أنور شاه الكشميري ألف كتابا قال فيه تصريح في تواتر ما جاء بنزول المسيح وأورد أكثر من أربعين حديثا صحيحا بنزول السيد المسيح وذلك ردا أيضا على القاديانية التي تنكر
نزول المسيح من أجل أن تدعي أن أحمد غلام القادياني هو المسيح حتى تمادوا في طغيانهم وبغيهم وادعوا أن قبر المسيح موجود في الهند وأحضروا قطعة قبر قديم هكذا وكتبوا عليه المسيح عليه السلام، أي أننا رأينا من البلاء ما فيه كفاية فهذه القاديانية يعني لديهم انحرافات في العقيدة لا تجوز فالإمام المهدي عليه السلام له علامات وهو من هذه العلامات ما ورد في حديث تميم الداري في البخاري وهذه العلامات أن نخل بيسان لا يثمر
وبيسان منذ أن دخلها الصهاينة في فلسطين في سنة ثمان وأربعين لم يطرح نخلة حتى هلكت بيسان القديمة فالعلامة الثانية هي عين زغر وزغر قرية صغيرة بجوار البحر الميت والبحر الميت منخفض خمسمائة وخمسين مترا وهو ما زال ينخفض إلى الآن وهذا الذي سأل عنه الدجال تميما الداري وفرح به النبي لأنه جاء موافقا لما أخبرهم به والثالثة بحيرة طبرية وبحيرة طبرية انخفضت انخفاضا شديدا حتى خافت، خاف الكيان الصهيوني
على نفسه من قلة الماء، فدخل واحتل لبنان سنة تسع وسبعين، واحتلالهم للبنان كان بسبب مشكلة الماء حتى يأخذوا من نهر الليطاني إلى البحيرة، وما زالوا إلى الآن يحتلون مزارع شبعا من أجل هذا، من أجل أنهم يخافون على أنفسهم من الضياع والعطش المسائل تعني أنها اقتربت لأن هذه العلامات الثلاث تعني علامات شديدة في هذا المجال وهناك علامات أخرى منها خسف بالمشرق ثم خسف بالمغرب وطبعا لا نستطيع أن نقول إن الذي حدث في اليابان أو التسونامي أو كذلك لا نفعل هذا وإنما ننتظر أمر
الله وإنما يجب على كل واحد منا أن يبدأ بنفسه وأن يستعد تمعددوا فإن النعمة لا تدوم ومعد كانت أيامهم صعبة فكان عندهم صلابة، في المعيشة وصلابة في العيش، حتى عبرت هذه الأيام فيجب علينا أن نعود إلى الخشونة، اخشوشنوا فإن النعمة لا تدوم، وتروى اخشوشبوا تعني كونوا مثل الخشب صلبا فإن النعمة لا تدوم، في الدنيا والاستعداد للآخرة والتآلف والتكاتف والإيثار بأن تؤثر الناس على نفسك والحب عطاء، كل هذا من المنجيات إن شاء الله تعالى. إلى لقاء آخر
نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.