مجالس إحياء علوم الدين | مسجد فاضل | المجلس 64 | أ.د علي جمعة

شكرا، الصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه مع الإمام الغزالي رحمه الله تعالى في كتابه الإحياء وفي أول كتاب وضعه من الكتب العشرة وهو كتاب العلم وفي كتاب العلم تحدثنا
عن العلم الممدوح المحمود والعلم المذموم والمقياس هو أن يكون العلم مقصودا به الله حتى يكون مقصود الكل ثم تكلم عن آداب المتعلم وعن آداب المعلم ونستمر في هذا اقرأ شيخ محمد بالمتعلم على قدر فهمه فلا يلقي إليه ما لا يبلغه عقله فينفره أو يخبط عليه عقله اقتداء في ذلك بسيد
البشر صلى الله عليه وآله وسلم حيث قال نحن معاشر الأنبياء أمرنا أن ننزل منازلهم ونكلمهم على قدر عقولهم قال روينا في جزء من حديث أبي بكر بن الشيخ خير من حديث عمر رضي الله عنه أخصر منه وعند أبي داود من حديث عائشة رضي الله عنها أنزلوا الناس منازلهم فليبث إليه الحقيقة إذا علم أنه يستقل بفهمها وقال صلى الله عليه وآله وسلم ما أحد يحدث قوما بحديث لا تبلغه عقولهم إلا كان فتنة على بعضهم، وقال علي رضي الله عنه وأشار إلى صدره: إن ها هنا لعلوما جمة لو وجدت لها
حملة، وصدق رضي الله عنه، فقلوب الأبرار قبور الأسرار، فلا ينبغي أن يفشي العالم كل ما يعلم إلى كل أحد، هذا كان يفهمه المتعلم ولم يكن أهلا للانتفاع به، فكيف فيما لا يفهمه؟ والظلم في إعطاء غير المستحق أقل من الظلم في منع المستحق. أكثر درا بين سارحة النعم، فأصبح مخزونا براعية الغنم لأنهم أمسوا بجهل لقدره، فلا أنا أرضى أن أطوقه البهم. فإن لطف الله اللطيف بلطفه وصادفت أهلا للعلوم. وللحكم نشرت مفيدا واستفدت مودة، وإلا فمخزون لدي
ومكتوم، فمن منح الجهال علما أضاعه، ومن منع المستحقين فقد ظلم. هذا معناه مراعاة حالة المتلقي، وحال المتلقي قد يكون في البداية أو في الوسط أو في النهاية، وعلى كل حال فلا بد من مراعاة حال المتلقي حتى يفهم، وهنا ينقل عن سيدنا عيسى وقد أكثر في الإحياء من النقل عن سيدنا عيسى مثل هذه الحكم، ولو أن أحدهم جمعها من الإحياء وقارنها بما هو منسوب إلى سيدنا عيسى في الإنجيل لكان في
ذلك تحرير لبعض العبارات بلغة فصيحة، وهذا يبين أن عيسى نبينا وأننا نأخذ منه الحكمة. ونتعلم منه كما تعلمنا من سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم وأن نسخ الدين لما قبله إنما يكون في الأحكام ولا يكون في العقائد ولا يكون في الأخلاق أما الذي هو في الآداب والأخلاق أو العقائد المنقولة نقلا صحيحا فهو ديننا فإن ملة الأنبياء واحدة وهي دين الإسلام وفي
الشعر أو النظم الذي أورده ما يسمى بالتضمين وهو أن البيت لا يكمل المعنى فيكمله في البيت الذي بعده فهذا أهل الشعر يقولون عليه ماذا تضمين انتبه يا مولانا معنا نحن نقول هذا الكلام لكي يصبح اسمه ماذا يا شيخ محمد التضمين قال تضمين ماذا هنا فإن لطف الله النظيف بلطفه وصادفت أهلا للعلوم وللحكم نشرت مفيدا، آه يعني هنا فإن الشرط في البيت الأول وانتهى بكلمة الحكم، وبعد ذلك فنشرت مفيدا يعني أكمل الكلام في البيت الذي بعده، فيكون هذا هو التضمين. أما
التضمين عند النحاة فهو أن يضمن نحوي فعلا معنى فعل آخر فيستعمل الحرف الذي يتعدى به الفعل الجديد فيحمل الفعل الأول معنى الفعل إنه استعمل الحرف ليس له هذا التضمين عند من عند النحاة يبقى هناك فرق بين التضمين عند الأدباء والتضمين عند النحاة يقول خلوا وإذا خلوا بشياطينهم خلا إلى ولكن هنا قال ماذا خلوا إلى شياطينهم خلوا به ترك الباء وذهب إلى يبقوا مطمئنين إلى شياطينهم يبقى
ضمن فعل الخلو معنى الاطمئنان من أين جاء الاطمئنان لست أراها أمامي جاء بها من إلى لأنه خلا بـ خلوت بك لا يخلون رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهم فهنا الباء هي التي تخص خلا لكن أزال الباء ووضع مكانها ماذا إلى مرة أخرى اطمئن إلى أنه يبقى خلاصة بالاطمئنان إلى شياطينهم هذا اسمه التضمين نعم اقرأ الوظيفة السابعة أن المتعلم القاصر ينبغي أن يلقى إليه الجلي اللائق به
ولا يذكر له أن وراء هذا تدقيقا وهو يدخره عنه فإن ذلك يفتر رغبته في الجلي ويشوش عليه قلبه ويوهم إليه البخل به يظن كل أحد إذ يظن كل أحد أنه أهل لكل علم دقيق فما من أحد إلا وهو راض عن الله سبحانه وتعالى في كمال عقله وأشدهم حماقة وأضعفهم عقلا هو أفرحهم بكمال عقله يعني كل واحد يظن في نفسه أنه السلطان لا يعلو عليه أحد ولكن هذا لله الأمر لا أين أنت وأين هو، ولذلك يقول لك مثلا مجموع زوايا المثلث مائة وثمانون درجة فقط يقول لك هكذا ويظن أن هذه مسلمة وهي أبدا
ليست مسلمة ولا شيء لأن المثلث المرسوم على الكرة يمكن أن يصل مجموع زواياه إلى مائتين وسبعين وليس مائة وثمانين، هكذا تربكك فدعنا الأفضل في قصة ما هي المائة والثمانون ونظل سائرين في الإعدادية وفي الثانوية وفي السنتين الأوليين من الجامعة وهي مائة وثمانون مجموع زوايا المثلث مائة وثمانون قائمتان عندما تأتي لتمسك الكرة الأرضية في كرة أرضية هكذا وامسك الخطوط الخاصة بالطول والعرض واصنع تسعين درجة بين خطين وانظر إليهما انتهيا الألفين ستجدهم يصنعون تسعين درجة مع خط الاستواء
ويصنعون مسلسلا ليكونوا مائتين وسبعين تسعين وتسعين مائتين وسبعين لماذا ما السر في أن الخط المستقيم لا وجود له في الكون فإذا سرت على الأرض رسمت منحنيا رسمت منحنى هكذا قوسا رسمت قوسا وليس رسمت خطا مستقيما وما دمنا خرجنا عن الخط إذن لن يكون مائة وثمانين بل سيكون ثلاثة أقواس وعندما كان هو ثلاثة أقواس فإن النظرية الأولى صحيحة أن المثلث ذا الاستقامة في الأضلاع الثلاثة مائة وثمانون وفعلا هو كذلك لن يتغير ولكن هذه معلومة إضافية أنك إذا حولت الاستقامات إلى
منحنيات وأقواس زاد العدد إن كان من قبيل التحديد كان من قبيل التعقيد سيقل العدد وهكذا فهذه حقيقة واحدة لكن في مزيد من العلم لها هي لم تنهدم المسجد هذا بنيناه بأنه هو المثلث مائة وثمانون درجة لكن يأتي واحد مسترخ يقولون له لا هذا هو المثلث يمكن أن يكون أكثر من مائة وثمانين درجة فيغضب ويقفز وانتبه فندعه أي دعه كما هو كذلك لأن هذا يقول لك خطأ أنا اكتشفت خطأ انتبه نعم والذي لا يعرف ها هو سأسأل الله سلامته أيضا وبهذا يعلم أن من تقيد من العوام بقيد الشرع ورسخ
في نفسه العقائد المأثورة عن السلف من غير تشويش الاعتقاد عندما خرجت النابتة كان كل شيء يجعله هنا ربنا أين ويهز لك رأسه هكذا فتقول له ربنا موجود يا أخي في كل مكان تقصد قدرته فيقول لك أعوذ بالله كفرت الله في السماء نعم في السماء يعني ماذا يعني هو داخل السماء أم ماذا ونبدأ إذن في الاضطراب اسمها الاضطراب أأمنتم من في السماء مرت جميلة حسنة
جميلة مفهومة في السماء أي فوق السماء أي سبحانه وتعالى من شأنه العلوم فهو لا تحده الأماكن ولا تحتويه الأزمان وانتهى الأمر ماذا يحدث عندما نقف عند ذلك لا يحدث أننا لن نقسم أنفسنا ولكن أريد أن أكون سلفيا وهذا الآخر يكون الاقتصاد السلفي إذن لماذا لا تعرف؟ إذن خذ الآخر: الرحمن على العرش استوى، كيف استوى؟ نحن الآن في لملمة أنفسنا أم في الرحمن على العرش استوى كيف استوى؟ قال: كيف والله أعلم به، ومن الذي قال لك إن له كيف أصلا؟ هذا الكيف
كلمة من صفات المخلوقات فتسأل عن الله بالمخلوق، قم الرد يكون ما هو أأنت تنكر النص؟ لا، ما ننكر النص، ما أنا أقرؤه في المحاريب "الرحمن على العرش استوى" فقل لي إذن استوى تعني ماذا؟ آه إذن هذه مشكلة، ولذلك ضرب عمر الفقيه المجتهد العارف بدين الله ضرب صبيغة ضربه لما جاء وسأل عمر بن العاص الرحمن على العرش استوى كيف استوى قال له أرسلك إلى من يعلم الإيجاب وأرسله إلى عمر فلما دخل على عمر كان عمر
يمسك الدرة والدرة هذه قطعة من الجلد هكذا في يده يمسكها دائما يطرد بها شيئا يفعل بها هكذا دائما فقالوا له صبيغة جاء قال أهلا كيف حالك يا ضربه بالسوط على رأسه وعلى ظهره وأخذ يضربه، وعمر كما قلنا طوله مترين وثمانين سنتيمترا، فرجل بهذا القدر ضربه ضربا شديدا حتى قال: يا أمير المؤمنين والله ذهب الذي في رأسي، فقال له: طيب الحمد لله، اذهب بسلام، هذه هي الإجابة لأن فيه تجاوزا تجاوز في حق الله أن تسأل عنه بسؤال المخلوقات وأنت تعلم أن
الرب رب وأن العبد عبد وأن هناك فرقا بين المخلوق والخالق ليس كمثله شيء ضرب صبي طبعا هذه الطريقة تحتاج إلى أمور أولا نحتاج سيدنا عمر وهو يضرب ضرب تأديب وليس ضرب انتقام ويضرب ويتوقف عند حد ذهب الذي في رأسه وعمر صاحب المهابة لما مات عمر رجع صبيه لعادته الأولى يبقى إذا نحن ما عجناه نحن منعناها ومنعنا الفتنة لكن هكذا ما ربيناه بقي يبقى التصرف الذي لسيدنا عمر درءا للفتنة بدليل أن لما مات عمر رجع صبيه مرة أخرى
ليقول ما يقول فقامت الأشاعرة تبين للناس هذا الكلام قالوا تعال أنت حائر لماذا قال له لا أعرف كيف استوى قال له استوى يعني استولى استوى له خمسة عشر معنى في لغة العرب تريد أن
تتلاعب في العقل هكذا مهلا ألست أقول لك إن الأشعري قابل صبيغا وكذلك لا الأشعري هذا مات في ثلاثة وثلاثين أم لا شيء أم ثلاثمائة وعشرين وهذا تابعي لأنه رأى سيدنا عمر وسيدنا عمر أنا أقول لك الذي حدث في الأفكار أحسن بعض إخواننا أيضا يقول لك انظر ما لا أعرف أن الأشعري لم يقابل وهكذا شيء يغيظ فماذا ستفعلون يا إخواننا لا يجب إشغال الناس هذا عقيدة يا إخواننا، فلماذا لا تشغلونهم بالعلم؟ احفظوا: مريض ذهب إلى الطبيب، وصف له الدواء وقال له اتبعه شهرا، أحضر الدواء
ومشى عليه بقدميه شهرا، والله في السماء لن يتحسن! إنهم يفعلون هكذا مع النصوص الشرعية المرعية والناس هنا قال الطبيب اتبعه أم لا، وبعد ذلك يقولون لا، هذا يشرب، قال أعوذ بالله، الذي يمشى عليه يشرب وهكذا الذي أنت تضحك عليه هذا هم الذين يفعلونه مع النص الشرعي الشريف، بلوى كبيرة، ولذلك نرجو الله السلامة
وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته