مجالس إحياء علوم الدين | مسجد فاضل | المجلس 7 | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم قال الإمام الغزالي قال الإمام الغزالي رحمه الله تعالى ونفعنا الله بعلومه وعلومكم في الدارين آمين وقال علي رضي الله تعالى عنه نظما ما الفخر إلا لأهل العلم إنهم
على الهدى لمن استهدى أدلاء وقدر كل امرئ ما كان يحسنه والجاهلون لأهل العلم أعداء ففز بعلم تعش حيا به أبدا، الناس أموات وأهل العلم أحياء، والله إن الناس أموات وأهل العلم أحياء، العلم بمعناه النافع الذي ينفع الناس في عبادة الله وفي عمارة الأرض وفي تزكية النفس، العلم وأول كلمة نقولها في البداية العلم، لا بد من العلم، ولذلك ما تخلفنا كل هذا التخلف وما حدثت كل كل هذه الأحداث إلا بأن العلم عندنا قد قدح إصابة (حذف) ضرب في مقتل فلا بد مرة أخرى أن نعيد بناء منظومة العلم، فلا تطور ولا تقدم ولا تمكن
ولا مشاركة في العالم إلا بالعلم. نعم، وقال أبو الأسود: ليس شيء أعز من العلم، الملوك حكام على الناس والعلماء حكام على الملوك. وقال ابن عباس رضي الله عنهما خير سليمان بن داود عليهما السلام بين العلم والمال والملك فاختار العلم فأعطي المال والملك معه، المدخل الصحيح هكذا أنت تريد أن تصبح ماذا؟ قال له أريد أن أصبح ملكا، قال له تعلم تصبح ملكا، تريد أن تصبح ماذا؟ قال له غنيا، قال له تعلم تصبح أن تكون ملكا جاهلا وهي أيام تنقضي وانتهى في متعة، يمكن أن تكون غنيا ولكن الغنى لا يأتي بالعلم، وإنما
الذي يأتي بالمال وبالملك هو العلم. نعم، وسئل ابن المبارك: من الناس؟ فقال: العلماء. قيل: فمن الملوك؟ قال: الزهاد. قيل: فمن السفلة؟ قال: الذين يأكلون الدنيا بالدين. ولم يجعل غير العالم من الناس لأن الخاصية التي يتميز بها الناس عن سائر البهائم هي العلم، فالإنسان إنسان بما هو شريف لأجله وليس ذلك بقوة شخصه فإن الجمل أقوى منه ولا بعظمه فإن الفيل أعظم منه ولا بشجاعته فإن السبع أشجع منه ولا بأكله فإن الثور أوسع بطنا منه ولا ليجامع فإن أخس العصافير
أقوى على السفاد منه، بل لم يخلق إلا للعلم. وقال بعض العلماء: ليت شعري أي شيء أدرك من فاته العلم، وأي شيء فاته من أدرك العلم. من أدرك العلم لم يفته شيء، وتنكشف له الحقائق وتتنزل على قلبه الأنوار ويكشف أمام عقله، يكشف الأسرار وتزول الحجب والأستار، ولذلك عند الاختيار تختار العلم بلا مراء ولا تردد لأن العلم شرفه فوق كل شرف نعم وقال فتح الموصلي رحمه الله أليس
المريض إذا منع الطعام والشراب يموت قالوا بلى قال كذلك القلب إذا منع عنه الحكمة والعلم ثلاثة أيام يموت يبقى لما نسأل ليس بالنفي يبقى لازم تريد أن تقول أي قم فقل أليس بربكم قالوا بلى لا تقل نعم لو قلت نعم فإن نعم ليس بربنا والعياذ بالله تعالى لا يصح أليس المريض إذا منع الطعام والشراب مات قالوا بلى أي نعم يموت فإذن إجابة النفي تكون في بلى ونفيها في نعم تريد أن تقول لا يموت تقول نعم ليس يموت معناها كذلك نعم أما الإثبات فجوابه
نعم عكس النفي إذن ونفيه لا جئت أمس هنا يقول لا يعني ما جئت أمس وهكذا يبقى أول ما ترى النفي تجيب في الإيجاب ببلى وعندما ترى الإثبات تجيب فيه بنعم ونفي النفي نعم ولكن نفي الإثبات لا مربعة كذلك وضع هذين الاثنين هكذا وأمامهما الاثنان هكذا فيصبح مربعا نعم ولقد صدق فإن غذاء القلب العلم والحكمة وبهما حياته كما أن غذاء الجسد الطعام ومن فقد العلم فقلبه مريض وموته لازم ولكنه لا يشعر به إذ حب الدنيا وشغله بها أبطل
إحساسه كما أن غلبة الخوف قد تبطل ألم الجراح في الحال وإن كان واقعا فإذا حط الموت عنه أعباء الدنيا أحس بهلاكه وتحسر تحسرا عظيما ثم لا ينفعه وذلك كإحساس الآمن من خوفه والمفيق من سكره بما أصابه من الجراحات في حالة السكر أو الخوف فنعوذ بالله من يوم كشف الغطاء فإن الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا نسأل الله السلامة، نعم وقال الحسن رحمه الله: يوزن مداد العلماء بدم الشهداء فيرجح مداد العلماء بدم الشهداء. الحسن إذا أطلق في كتب السلف الصالح فهو الحسن البصري، والحسن البصري كانت أمه تخدم عند
أم سلمة أم المؤمنين عليها السلام، فتربى في بيت أم سلمة السيدة وهي تخدم سيدتنا أم سلمة. جاء به الولد معه من هو هذا الولد إنه الحسن البصري الذي هو سيد كبير من سادة التابعين فنشأ الحسن البصري في بيت أم سلمة أي شيء عظيم جدا هكذا فأم سلمة كانت من الفقهاء العظام من أمهات المؤمنين هي والسيدة عائشة والسيدة عائشة أكثرت من الرواية ومن التصدر للفتوى وكان الصحابة يسألونها والتابعون وأم سلمة كذلك لكنها كانت تأتي في المرتبة الثانية بعد السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها فالسيدة أم سلمة ربت الحسن البصري عندها وليس المقصود بإطلاق
الحسن بن علي رضي الله تعالى عنهما لما يقول لك قال الحسن لا يذهب ذهنك إلى الحسن بن علي لأنه لو قصد ابن علي أن يصرح وقال الحسن بن علي لكن لما لم يصرح وأشار إليه قال الحسن يبقى هو الحسن البصري والحسن البصري سمع من علي لما انتقل سيدنا علي كان الحسن البصري شابا يافعا هكذا عنده خمسة عشر عاما وكان علي قد اهتم به وبتربيته فأخذ من علي وأخذ علي رضي الله تعالى عنه سلك طريق الله فخرج من كبار الزهاد والعلماء والحكماء
فتراه في رواياته وفي نقله للعلم منيرا فكثيرا ما ينقل في كتب الأخلاق عن سيدنا الحسن البصري رضي الله تعالى عنه وجمعوا فقهه فوجدوه في ثمانية مجلدات وهو فقه الحسن البصري واسمه دائما موجود وله آراء كتب الفقه ترى قال الحسن قال يعنون الحسن البصري رضي الله تعالى عنه اقرأ الحكم وقال الحسن رحمه الله يوزن مداد العلماء بدم الشهداء فيرجح مداد العلماء بدم
الشهداء على القول الحسن في سماع الحسن برضي الحسن البصري بعض الناس يشككون ويقولون لك الحسن لم يسمع من علي فجمع العالم الهندي هذا الكتاب "القول الحسن في سماع الحسن" يعني من علي حتى يكون السند متصلا مرويا مرفوعا، هذا الحديث مروي، هذا الحديث الحسن قاله، إنما يا أخي يبدو أنه سمعه، في بيت النبوة، حسنا نحن معنا الآن، أنا أقول لكم كيف دونت هذه العلوم والشيخ الإمام
يقول قال الحسن يوزن دماء مداد العلماء بدماء الشهداء، دماء الشهداء هذه عندنا شيء عال جدا كبير تماما، ما من شيء يرجح دماء مداد العلماء. يا له من أمر يعني أنت كما تقول هذا الشخص، أنت مثل القمر، جميل وهذا أجمل منه يعني، أنت تشبه تجعل هذا أرجح هذا أمر عظيم جدا، حسنا أنت أجمل من القمر، قل له هكذا أجمل من القمر، فهذا يعني كيف يعني أجمل من القمر؟ فالقمر يضرب به المثل وهذا أجمل، فهذا هنا هكذا مداد العلماء حبر العلماء لو وزن سيوزن بدماء الشهداء، يا له من غني جدا فإذا به
هو يرجح يا له من أمر عظيم جدا هذا الكلام الذي قاله الحسن، وما أدراك يا حسن بهذا الكلام، هذا كلام لا يقوله إلا صاحب الوحي، هذا لا بد أن يكون موحى به إليه، فمن أين عرفته؟ يمكن أن يكون نقله من الكتب السابقة، يمكن أن يكون سمعه من سيدنا علي، يمكن من السيدة أم سلمة أو ممن يترددن عليها من الصحابيات أو كذلك إلى آخره فعلق في ذهنه فمنسوب إليه لما عندما تأتي لتفتش أكثر فتجد هذا الكلام فعلا روي حديثا مرفوعا فعلا روي حديثا مرفوعا فالذي نحن متأكدون منه مائة في المائة أن الحسن هو الذي ونصف
نص أن سيدنا هو الذي ماذا؟ تعالوا نقول: الحسن قال ويبقى ماذا؟ ما لا يوجد كلام ولكن هو المذاق الخاص به أنه نبوي نعم لأنه متعلم هكذا أجل وقال ابن مسعود رضي الله عنه عليكم بالعلم قبل أن يرفع ورفعه موت رواته فوالذي نفسي بيده ليودن رجال قتلوا في سبيل الله شهداء أن يبعثهم الله علماء لما يرون من كرامتهم فإن أحدا لم يولد عالما وإنما العلم بالتعلم قاعدة صارت قاعدة العلم بالتعلم ليس أن
تقرأ المغني في شهر لا هذا العلم بالتجارة هذا أنت تذهب تقول هكذا كتاب العلم مضاف هو مضاف إليه ما هو الكتاب ونقعد فيها ما العلم ونجلس فيه كتابا الباب الأول في فضل العلم، فكيف يكون وما معناه والباب ما هو، نعم هو العلم ما هو، بالتعلم حتى ترسخ فيك الملكة، ولذلك يأخذون الأولاد الصغار هكذا في الحرفة، هذا حداد وهذا نجار وهذا كذا إلى آخره، يده لكي تعتاد يده عليها بعد ذلك ما يتدرب مرة والثانية والثالثة والعاشرة والعشرين حتى يصبح حرفيا كبيرا ويصبح أستاذا كبيرا لماذا لأن يده أصبحت لها ملكة تمسك
أنت تنظر إليه هكذا وتحاول تقليده فلا تعرف كيف فعلها الله هذا عفريت أم ماذا قال لا هذا متدرب فكذلك العلم ملكة لا بد أن نراعيها والله أعلم