مجالس إحياء علوم الدين | مسجد فاضل | المجلس 75 | أ.د علي جمعة

مجالس إحياء علوم الدين | مسجد فاضل | المجلس 75 | أ.د علي جمعة - إحياء علوم الدين
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه نكمل على ما جرت عليه العادة في رمضان وقد أهللنا هذا أول يوم فيه مجالس إحياء علوم الدين التي كتبها الإمام حجة
الإسلام وركن الشافعية الإمام أبو حامد الغزالي رحمه الله تعالى ونفعنا الله الدارين آمين وقد أراد وقد صدر كتابه بكتاب العلم أن يخلص أحدنا سعيه لله سبحانه وتعالى عملا بقوله تعالى مخلصين له الدين ولو كره الكافرون اقرأ باسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه قال الإمام حجة الإسلام أبو حامد الغزالي رحمه الله تعالى ونفعنا الله بعلومه وعلومكم في الدارين آمين، وقال
الحسن والله لئن استطعت لا أشاركهم فيها. قالوا يا أبانا إذن نهلك إذن نهلك هزالا قالوا يا أبانا إذن نهلك هزالا. قال يا بني لأن أموت مؤمنا مهزولا أحب إلي من أن
أموت منافقا سمينا. هذا الحسن وهو الذي في السند في طريق أهل الله فأهل الله عندما يسندون أمرهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يظهر ذلك في سند الحسن البصري رضي الله تعالى عنه عن سيدنا علي عليه السلام فالحسن البصري تربى في بيت أم سلمة ونشأ فيها صغيرا وأخذ عن علي وأثبت المحدثون سماعه من علي حتى ألفوا القول الحسن في سماع الحسن يعني الحسن البصري سمع من علي لأن بعضهم كأنه يشكك في سماع الحسن من سيدنا علي لكن الثابت عند المحدثين أن الحسن
البصري قد سمع من علي والحسن البصري يتحدث عن واحد من المبشرين بالجنة سعد بن أبي وقاص أليس كذلك فيقول عبد الله بن المبارك قصد به أو عنه به سعد بن أبي وقاص، وسعد من المبشرين العشرة الذين بشر النبي صلى الله عليه وسلم هؤلاء في حال حياتهم وحياته الشريفة صلى الله عليه وسلم بالجنة، والنبي صلى الله عليه وسلم بشر بالجنة أقواما كثيرين منهم هؤلاء العشرة الذين كانوا مجتمعين على جبل أحد فاهتز فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم اثبت أحد فليس عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد وكان هؤلاء العشرة ومنهم سعد بن أبي وقاص رضي الله تعالى عنه وأرضاه سعد لا يريد أن يدخل على السلاطين إجمالا وتفصيلا أي يسد الباب والعلماء في يعني على مذهبين منهم من منع مطلقا الدخول على السلاطين لشيوع الفساد فيهم ولأنهم أعانهم الله فيما أقامهم فيه يضطرون إلى الكذب وإلى إخفاء الحقائق وإلى معاملة الجمهور حتى لا يثور وأنواع
هكذا من البلاء، ربنا لا يرينا إياه، نسأل الله السلامة لأن من تصدى لهذا المقام عرف أنه إذا الصدق يهلك وإذا قال الكذب نجا والأمر عند الله ليس كذلك فإن من قال الصدق نجا ومن قال الكذب هلك ولذلك هو يفعل ما ليس عند الله لكنه لما يرى مصلحة الناس يخاف من الله أيضا يعني هو في موقف حرج يعني كأنه يكذب لله ما لا ينفع ومن كذب متعمدا فليتبوأ مقعده من النار، أيكذب المؤمن؟ قال لا. حسنا وأنت لماذا أدخلت نفسك في هذه الورطة؟ لماذا تدخل نفسك في
هذه الورطة؟ هذه ورطة كبيرة، إذا تكلمت فلا ينفع وإذا سكت فلا ينفع. هذا شأن الحاكم وطوال عمره هكذا، وأدرك سعد بما وهبه الله له من شفافية أن الدخول على السلاطين يجب السكوت، لأنه لو تكلم أمامه لذهبت هيبة الحاكم، ونحن نريد هيبة الحاكم حتى تستقر الأمور، لكنه لو سكت على الباطل، ولو تكلم أضر بالناس، فهل يسكت أم يتكلم؟ يحتاج إلى من أنار الله قلبه وآتاه الحكمة، يؤتي الحكمة من يشاء، ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا تريد شيئا كذلك في مقام وقامة عمر بن
الخطاب تريد شيئا كذلك هو فقط نحن معنا من هذا نحن معنا سعد بن أبي وقاص شيء يعني كبير ولكن سعدا كان أميل إلى العزلة وطلب السلامة وهذا أمر محمود وهو من أهل الجنة ولذلك فمن صفات أهل الجنة آها كما هو سعيد أن نبتعد عن هذه، ولذلك قال لا تطلبها فإنها إذا أتتك من غير طلب أعنت عليها، وإن طلبتها تركت وشأنك. إنا لله وإنا إليه راجعون. فكان من دعاء الصالحين: اللهم لا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين. وكان من الأمر أنك لا تطلب، فإذا أتتك وأعنت عليها. فقد
نص العلماء على وجوب الأخذ بما هو موجود ولكن أنت ستحاسب هكذا ولكن حينئذ اعلم أنك ستعاني وإذا لم تأتك فلا تطلبها فإن من طلبها ترك هو وهي وشأنهما ولا حول ولا قوة إلا بالله هذه حقائق الأمور ولذلك رأينا هذا بأعيننا وشاهدناه بأنفسنا أن من طلبها ترك وشأنه ومن لم يطلبها أعين عليه تجد بقاء الله ويرزقكم من حيث لا تحتسبون يرزقك من حيث لا تحتسب يرزقك من حيث لا تحتسب أبدا قوم يقف عليك أولاد الحلال يمنع الشر ويفتح الخير
ويفعل شيئا عجيبا وهكذا كان أبو بكر وهكذا كان عمر وهكذا كان هؤلاء الخلفاء الذين أسماهم المسلمون الراشدون راشدون لأنهم لم يخلطوا ما بين المبادئ والمصالح، لم يتركوا المبادئ من أجل المصالح ولم يتركوا المصالح من أجل المبادئ. لأنك إذا تركت المبادئ من أجل المصالح فقد أغضبت الله، وإذا تركت المصالح من أجل المبادئ أهلكت الخلق. كيف يكون التوازن المصطفوي النبوي؟ هذا يحتاج إلى شخص يكون الدنيا في يده وليست في قلبه ويعتني ويحمل هم المسلمين وهم الناس
ولو أن شاة قد تعثرت في العراق لخشي أن يسأل عنها عمر، هذا الشعور وكان يتفقد الناس بالليل وهكذا، ثم إنه كان واقفا عند حدود الله، مرة شم رائحة خمر فتصور الأمر فقال له الرجل قم أحضر له أنا ارتكبت إثما واحدا لكن أنت ارتكبت ثلاثة، فخرج عمر وهو حاكم ورأى الرجل أمامه والخمر ورائحة الخمر تأتي إلى الشارع، إنما لم يكن صحيحا إلا أن يستأذن، ربما هذه رائحة خل بالمناسبة، رائحة الخل مثل رائحة الخمر لأن الخل هو الخمر الفاسد، والنبي
قال نعم الإدام الخل لأن الخل سأسكره فطهر فأصبح نعم الآدمي الخل أخرجه البخاري الغموس يعني دخلت من غير إذن ورقم اثنين تجسست عليه ورقم ثلاثة ظننت فيه الظن السيء الله هذا يعمل مع الأولياء إذن يعني الرجل الذي يسقي نفسه هذا وكان أمامه الخمر هذا من أولياء الله الصالحين هذا فاهم طيب إذن كان أولياؤهم هكذا أم أن العصاة منهم أولياء فماذا عنا إذن كان مشايخنا يقولون لك كنا نمشي فنجد ثلاثين أربعين وليا في الطريق الرجل وجهه منير هكذا وشكله سمح ويذكرك بالله وتطمئن حين تراه أما الآن فقد أصبحنا نمشي الآن وهذا لي منذ أربعين خمسين
سنة ونجد ثلاثين أربعين شيطانا في الذي اتصل به أحد الأطباء في المشرحة التابعة لزينهم في الطب الشرعي يقول لي إن هناك أناسا يرتدون السواد من الشباب ويربون شعورهم ويصففونه بالجل حتى كأنها رؤوس الشياطين وجالسون فكلما دخلت جثة من الضحايا الاتحادية يهيجون فلا تعرف أيكبرون أم يزغردون أم ماذا يفعلون فما هؤلاء فابتدأ يعني ما هذا أهو الترس أم البلاك بلوك أم ماذا، حسنا وما الذي جاء بالشامي إلى المغربي، هاهي فتن
كقطع الليل المظلم، ماذا تفعل أنت يا مسكين، سللت نفسك، فسعد بن أبي وقاص رضي الله تعالى عنه ماذا فعل، سل نفسه، لكن العلماء عندما اشتكى إليهم الجماعة هؤلاء السلاطين قالوا لهم أستتركوننا وحدنا أم ماذا؟ تعالوا احملوا السلة التي أحضرتموها، واثنان يحملانها معا. انصحونا وأنت تنصح لوجه الله، سواء سمعت أم لم تسمع فهذه قضية أخرى. ولذلك جمعوا أقوال العلماء والسيوطي له مؤلف في هذا الموضوع في الدخول على السلاطين لكي يجمع كلام العلماء لأن كلام العلماء يقول أنه إذا استنصحك الحاكم فانصح له، كان الإمام السيوطي يحدث
له حال كهذا مع الله وكان يرى النبي صلى الله عليه وسلم، والشيخ السيوطي هذا مشتغل بالحديث ويصحح ويضعف فكان يسأل سيدنا رسول الله في هذه الرؤى عن التصحيح والتضعيف، قوم يرشدونه إلى الفكرة الخاصة بها العلة الخاصة بالسند وهكذا أخيرا يقوم مسرورا أشد السرور لأنه يشغل نفسه بشاغل كبير وهو هذا الحديث ضعيف أم صحيح هذه علة أم ليست علة قادحة أم غير قادحة فيقوم مسرورا أنه فعلا هذا الحديث هذه العلة أو أنها ليست صحيحة هذا صحيح أم ما صحته هذا السند ليس صحيحا هذا فيه علة ما هو خفي ويصحح ويضاعف طبقا للقواعد المرعية الشرعية الظاهرة وكل شيء ولكن باسترشاد الحالة الروحية التي ذابت
روحه في طلب سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان عندما يذهب إلى السلاطين كان السلطان الغوري يستدعيه وغيره لكي يسألوه وهم لا يرون النبي ويقعد في هذه الحالة المؤلمة وهم يراه كل يوم لكي ينهي الأحاديث الخمسة أو الستة التي يعمل عليها فلا يرى النبي يأتي إليه ليضايقه ويكدر عليه فتوقف عن الذهاب إلى السلاطين يقول لهم لا أنا لست قادرا عليه لست قادرا أي كلمة كهذه تريه أنا لست قادرا ظهري يؤلمني لست قادرا على هذا الأمر فكان الإمام سعة من السلاطين
من أجل أن يحافظ على الحالة الروحانية العالية التي هو عليها قال تصحيح الحديث وتضعيفه يفيد عموم المسلمين ونصيحتي له تفيده هو وهو فرد من المسلمين فيبقى فضل نصيحة الأمة على نصيحة الفرد إذا العلماء عندما يأتون ليقرؤوا هذا ما يقرؤونه لا يقرؤونه بتطرف بل بتفكر يعني لماذا فعل ذلك؟ فهل كل الأصحاب كذلك؟ فهل الشريعة تحثنا على هذا حثا تاما أم أنه من الممكن؟ فما هي الشروط الممكنة؟ فكيف نطبقه؟ فهذا كان في أيام سعد، فماذا عن أيامنا نحن؟ ألا يقرأ هكذا ويأتي فيأخذ ما في الكتاب ويطبقه فيفسد الدنيا
لا، يجب أن يكون معك ميزان تزن به لتعرف أن هذه من الأخلاق الحسنة، لتعرف أن لكل واحد ظروفه، لتعرف أن هذا مما لا ينكر، لتعرف أن هذا مما يحتاج إلى عكسه في مواقف مخالفة لهذه، وهكذا علمنا مشايخنا أننا عندما نقرأ لا بد أن نقرأ بصورة عامة، أفتؤمنون تؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض، لا نحن نريد أن نقرأ القرآن كله مع بعضه، والسنة كلها مع بعضها كأنها آية واحدة وكأنه حديث واحد، لا يضرب بعضها بعضا. إذن نضع كل شيء في مكانه وكل شيء في زمانه ومع شخصه المناسب ومع حاله المناسب. ثانيا لا تعميم ولا إطلاق،
لا. يكون الله في عون الحاكم الذي نحن نهرب منه، الله يكون في عونه. أما إذا طلبها هو الذي أوقع نفسه في المأزق، وأما إذا أتت إليه من غير طلب فالله يعينه، فلا عملك سينفعه ولا عدمه سيضره، لأنه إنما يفعل هذا لوجه الله، معونة من عند الله سبحانه وتعالى حكاية. إن هذا ابتدأنا نخرجها من المنظومة الخاصة بها وابتدأنا نحسب كل شيء بحولنا وقوتنا وبإرادتنا وذكائنا فأصبحنا أغبى الناس لأن أخرجنا الله من المنظومة كلها وإذا أدخلنا الله يقول بعض الناس ما هذه الدروشة ما هذا العمل الذي أنت تحتاجه عندي
لا يا أخي الله هو المقصود كله الله سبحانه جل جلاله هو صاحب الحول والطول ولا حول ولا قوة إلا بالله، ما كان من قصة سيدنا سعد رضي الله تعالى عنه أراد الإمام الغزالي أن يشير إليه، إلى لقاء آخر نستودعكم الله،